بركة ساكن: حكاية ديك الفيلول والأشوس الديمقراطي
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
استيقظ أشوسٌ ذات صباح باكر على صوت ديك صاحب البيت ذلك الديك الماكر الذي طارده الأشاوس الشجعان لكي يتعشوا به بعد يوم طويل مشحون بالدم والصراخ ورائحة البارود، ولكنهم فشلوا. كان الديك المشاكس يؤذن عليهم كل صباح ويذكرهم بالديمقراطية.
استيقظ الأشوس وهو يرتدي جلباب صاحب البيت الذي قتله قبل اسبوع، وقام برميه في الخور القريب، وما زالت في رأسه قطعة شعر زوجة صاحب المنزل المستعار التي تستخدمها أحيانا وفقا لمزاجها.
نهض متثاقلًا يلعن ابو الديك المزعج الذي لم يستطع القبض عليه. وضع في قدميه (سفنجة) الجد القديمة، تمطى، ابتسم وهو يتحسس في جيبه مفتاح العربة التي استولى عليها من أحد الفيلول، وهو المساعد الطبي بالقرية، تلك العربة الحكومية القديمة، قال في سره
– لاولا خلق الله الفليول والديمقراطة كنا سفينا التراب.
ثم، فجأة سمع طرقا على الباب…..
باقي القصة قريبا…
عبدالعزيز بركة ساكن
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
رحيل علي «كايرو».. نهاية حكاية فنان أثار الجدل وكسب القلوب
خيم الحزن على الأوساط الفنية والشعبية في السودان بعد تأكيد خبر وفاة الفنان علي عباس الشهير بـ علي”كايرو”، الذي فارق الحياة بعد صراع مع المرض في العاصمة الأوغندية كمبالا، حيث كان يتلقى العلاج في مستشفى سانت فرانسيس بضاحية ناسمبيا.
كمبالا: التغيير
رحيل “كايرو” جاء بعد أيام قليلة فقط من ظهوره في منشور مؤثر أعلن فيه رغبته في بدء حياة جديدة، متعهدًا بأن يكون “إنسانًا جديدًا يترك خلفه أي سلوك يسيء له أو لبلده”.
وقد لامس ذلك المنشور قلوب الآلاف من محبيه الذين عبّروا عن دعمهم وتعاطفهم الكبير معه في محنته الصحية.
عُرف علي “كايرو” خلال السنوات الماضية كأحد الفنانين الذين أثاروا جدلًا واسعًا في الساحة الفنية السودانية بسبب أسلوبه الجريء في الغناء وظهوره المختلف عن السائد.
ورغم الانتقادات التي طالته، ظل يحظى بمتابعة كبيرة من الشباب، حيث تميز بروح مرحة وأسلوب قريب من الناس، ما جعله حاضرًا بقوة في المشهد الشعبي.
لكن مع مرضه الأخير، تبدّل المشهد تمامًا فقد تحوّل الجدل إلى موجة من التعاطف والمحبة، خاصة بعد رسالته الأخيرة التي وجّه فيها الشكر لكل من وقف معه ودعا له، مؤكدًا أنه “سوداني وبس”، رافضًا أي محاولة لاستغلال مرضه في سياقات قبلية أو سياسية.
رسالة التوبة قبل الرحيلفي كلماته الأخيرة، التي كتبها قبل أيام من وفاته، قال كايرو: “من الليلة دي علي كايرو القديم انتهى، والناس حتشوف علي جديد — علي بيفكر قبل ما يتكلم، بيسمع قبل ما يحكم، وبيحترم قبل ما يطلب الاحترام.”
كما وجّه رسالة مؤثرة عن بناته، وعبّر عن فخره بهن وحنانهن قائلاً: “البنات ما بس زينة الحياة، البنات هم السند وقت الشدة والونس وقت الوحدة.”
كلمات نابعة من تجربة المرض والألم، كشفت عن جانب إنساني عميق في شخصيته، وأعادت تعريف صورته في نظر كثيرين ممن كانوا ينتقدونه سابقًا.
وداع يليق بالإنسانتعاطف واسع اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان الوفاة، حيث عبّر الجمهور عن حزنهم العميق، وكتب كثيرون أن “كايرو غادر في لحظة صفاء ونقاء”، فيما وصفه آخرون بأنه “رحل بعد أن تصالح مع نفسه والناس وربه”.
وبين الحزن والدعاء، طغى على كلمات النعي شعور بأن الرحيل جاء بعد مصالحة كبرى مع الذات، ليترك الفنان الذي أثار الجدل في حياته أثرًا طيبًا عند رحيله.
الوسومعلي كايرو كمبالا