عاد إلى غزة ليبدأ من الصفر.. حكاية مسن على أنقاض بيته
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
وسرعان ما تحوّل الأمل إلى صدمة بعد أشهر من النزوح والمعاناة، ووجد عباس نفسه أمام كومة من الركام، كانت يوما ما منزله المكوّن من أربعة طوابق، ويضم ثلاث عائلات من أبنائه، إضافة إلى عائلات نازحة أخرى لجأت إليهم خلال الحرب.
وكان عباس قد فرّ من منزله في الأيام الأولى للحرب، متوجها مع أسرته إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، حيث أقام في خيمة بمنطقة تُعرف بـ"أرض المفتي".
ولم يكن الطريق أقل قسوة إلى غزة، حيث قطع عباس مسافة طويلة على قدميه، يسحب عربة حديدية محمّلة بالفرش والبطانيات، بينما تسير زوجته إلى جانبه.
وعند وصول عباس إلى الحي، جلس وزوجته إلى جانب أحد الجدران المتبقية ليستريحا قليلا، ثم بدأ يجمع بعض الحجارة لبناء موقد صغير للطهي. لم يكن لديهما سوى فراش مهترئ وبعض الأواني.
ورغم كل شيء، يصرّ عباس على البقاء في المكان الذي وُلد فيه وعاش عمره كله ويقول إن "هذا بيتنا وهذه أرضنا. سنبنيها من جديد، حتى لو بخيمة. أهم شيء أن الحرب انتهت".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سبب مشاركة رئيس الفيفا إنفانتينو في قمة شرم الشيخ بشأن غزةlist 2 of 2غزل أبو ريان.. طفلة غزية تناشد العالم لتأمين العيش والعودة إلى المدرسةend of listومنذ إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، عاد آلاف الفلسطينيين إلى مناطقهم شمال قطاع غزة، محمّلين بذكريات النزوح وأحلام العودة إلى حياة شبه طبيعية. لكنّ مشهد الدمار الهائل خيّب آمال كثيرين، إذ لم يجد معظمهم سوى أطلال وأسقف منهارة وأحياء محوّلة إلى أنقاض.
ويأتي هذا المشهد عقب دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بعد حرب استمرت قرابة عامين، خلّفت أكثر من 67 ألف شهيد فلسطيني، معظمهم مدنيون، ودمّرت معظم أحياء قطاع غزة.
إعلان Published On 14/10/202514/10/2025|آخر تحديث: 14:50 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:50 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
بعد وقف إطلاق النار.. الفلسطينيون يواجهون كابوس البحث عن أحبائهم بين أنقاض القطاع المدمر
بأيدٍ عارية وقلوب مثقلة بالحزن، ينقب أهالي غزة تحت الأنقاض عن بقايا أحبائهم بعد حرب دامية خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى وبنية تحتية مدمرة. اعلان
بعد أكثر من عامين من الحرب المدمرة، يجد الفلسطينيون في غزة أنفسهم في مواجهة جديدة، لكنها مختلفة هذه المرة. فقد جاء وقف إطلاق النار متأخرا ومنح فرصة محدودة للبحث عن الذين فقدوا حياتهم، في حين تُركت آلاف الأسر تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة.
ومن بين هؤلاء، يقف غالي خضر، البالغ من العمر 40 عامًا من مدينة جباليا شمال غزة، وأمثاله كثيرون في القطاع، أمام أنقاض منزل والديه، يعبث بين الحطام باحثًا عن بقايا الذكريات والأمل.
وقضى يومين يحاول إقناع والديه بالفرار معه إلى جنوب غزة، محذرًا إياهم من خطورة البقاء في المنزل، إلا أن والده، المعروف بعناده الشديد، رفض الرحيل. ولم يكتمل حديثهما قبل أن تضرب الغارات الجوية الإسرائيلية المنزل، فدفن والديه تحت الركام.
وعاد خضر بعد إعلان وقف إطلاق النار بفارق يومين، بحثًا عن أي أثر للوالدين. وبين حطام الخرسانة المدمرة والحديد الملتوي، تمكن من العثور على بعض شظايا جماجمهم وأجزاء من أيديهم، ليحملها إلى المقبرة المدمرة أيضًا، ويضطر لدفنهم بجانب القبور القليلة الباقية سليمة.
خسائر مادية كبيرةتشير تقديرات الدفاع المدني في غزة إلى أن حوالي 10,000 شخص محاصرون تحت الأنقاض والمباني المنهارة، فيما تبلغ كمية الركام نحو 60 مليون طن، ما يجعل مهمة البحث عن الجثث صعبة وشاقة للغاية. ومعظم الطرق دُمرت أو سُدت بالحطام، ونقص المعدات الثقيلة يجبر فرق الإنقاذ على العمل باستخدام المعاول والمطارق أو أيديهم العارية.
وقال خالد الأيوبي، رئيس الدفاع المدني لشمال غزة،: "في البداية نركز على جمع الجثث الموجودة في الشوارع للحفاظ على ما تبقى منها، خاصة مع وجود كلاب ضالة تهاجم الأجساد". وأضاف فادي الصليبي، موظف الدفاع المدني، أن "استعادة رفات الشهداء يمثل للعائلات وسيلة لتكريم ، ويعطيهم فرصة للطمأنة بأنهم شهداء بالفعل".
يحيى المقرع، البالغ من العمر 32 عامًا من جباليا، فقد الاتصال بشقيقه شريف بعد غارة على منزلهما في 25 يوليو. وعندما زار المبنى المهدوم، لم يجد أي أثر له.
يقول المقرع "ذهبنا لتفقد المكان، لكن لم نجد أي أثر له، وكأن كل شيء تحول إلى أنقاض"، مشيرًا إلى أن شريف كان يعاني من الصرع، ويخشون أن يكون قد مات بسبب عدم توافر دوائه، حتى لو لم يقتل في الغارة.
والكثير من سكان شمال غزة لا يمكنهم الانتظار حتى تدخل المعدات الثقيلة من قبل إسرائيل، وهو ما قد يستغرق ستة أشهر إلى عام لإكمال عملية استعادة الجثث وفق تقديرات المسؤولين المحليين. لذلك بدأ بعضهم بالعودة إلى منازلهم المدمرة للبحث بأنفسهم عن أحبائهم، حتى لو شكل ذلك خطرًا على حياتهم.
خدمات أساسية ومرافق حيوية منهارةوتعيش مئات العائلات الفلسطينية حالة من الصدمة والانتظار الطويل، إذ يواجهون صعوبة معرفة مصير أحبائهم.
ودُمرت معظم المرافق الحيوية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، في حين يعاني السكان من انقطاع متواصل للمياه والكهرباء والخدمات الأساسية.
وبعد عامين من صراعٍ دامٍ استنزف غزة وأهلها، أعلنت نهاية الحرب التي خلفت وراءها أكثر من 67 ألف قتيل فلسطيني وعشرات آلاف الجرحى.
ولم تقتصر المعاناة على القتل والإصابات، بل شملت حرب مجاعة وأعمال تدمير واسعة إضافة إلى اضطرار عشرات الآلاف من المدنيين للنزوح والتهجير القسري، حاملين معهم أجزاءً من حياتهم الممزقة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة