شهدت العمليات التي تشنها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ضد الملاحة الدولية تصعيداً خطيراً بسقوط أول ضحايا بشرية لهذه الهجمات منذ بدئها في نوفمبر الماضي.

وأسفر هجوم شنته مليشيات الحوثي ضد سفينة تجارية في خليج عدن الأربعاء، عن سقوط ضحايا من طاقهما، في حادثة هي الأولى من نوعها وبعد 4 أيام فقط من غرق أول سفينة جراء هجمات المليشيات.

وأعلن ناطق المليشيات المدعو يحيى سريع استهداف سفينة الشحن (TRUE CONFIDENCE) والتي زعم بأنها أمريكية في خليجِ عدن، وذلك "بعدد من الصواريخِ البحرية"، مؤكدا أن الإصابة كانت دقيقة وأنها أدت لنشوب الحريقِ فيها.

وبحسب بيان صادر عن القيادة المركزية بالجيش الأمريكي فقد أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أشخاص، وأربع إصابات على الأقل من طاقم السفينة ثلاثة منهم في حالة حرجة، كما لحقت أضرار جسيمة بالسفينة.

ونشر حساب القيادة المركزية بالجيش الأمريكي على منصة "إكس" صورة التقطها طائرة مُسيرة تظهر اشتعال النيران على متن السفينة جراء إصابتها بالصاروخ الحوثي، مضيفة بأن السفينة ناقلة بضائع مملوكة لليبيريا وترفع علم باربادوس.

الإدارة الأمريكية وعقب الحادثة، توعدت على لسان الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر بمحاسبة الحوثيين على الهجوم، داعية الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته، والتصدي لهجماتهم ضد الملاحة الدولية.

وقال ميلر: إن هجمات الحوثيين على السفن "لم تعطّل التجارة الدولية فحسب، ولم تؤد إلى اضطراب حرية الملاحة في مياه دولية فحسب، ولم تعرّض البحارة إلى الخطر فحسب، بل قتلت الآن عددا منهم".

هذا التصعيد الخطير لمليشيات الحوثي على البحر، تزامن مع تصريحات لافتة لقائد عسكري بارز في إيران دعا فيها بلاده إلى توسيع نفوذها في البحر الأحمر باعتباره "عُمقا دفاعياً" استراتيجيا لها. 

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة في إيران اللواء "يحيى رحيم صفوي" قوله بأنّ البحر الأحمر والبحر المتوسط هما نقطتان استراتيجيتان، مشدداً على ضرورة أن تقوم قوات بلاده بالتركيز على هاتين النقطتين.

القائد العسكري الإيراني أشاد في كلمة له ألقاها بمؤتمر داخلي في طهران، بهجمات مليشيات الحوثي ضد السفن التجارية، حيث أشار في حديثه إلى نجاح المرشد الأعلى في إيران في "تعزيز جبهة المقاومة خلال فترة قيادته"، 

مضيفاً: "برز الشهيد "اللواء قاسم سليماني" في هذا المجال.. ونرى اليوم أن اليمنيين قد أذلوا أمريكا وبريطانيا".

وأردف قائلاً: إن "البحر الأحمر والبحر المتوسط هما نقطتان استراتيجيتان، ويجب على القوات البحرية والجوية لحرس الثورة التركيز على هاتين النقطتين، لأن الحروب المستقبلية ستكون بحرية وجوية"، حد قوله.

صفوي شدد في كلامه، بأنه لا خيار أمام بلاده "سوى تعميق الدفاع والأمن" موضحاً بالقول: إن عمق دفاعنا الاستراتيجي هو البحر الأبيض المتوسط، ونحن بحاجة إلى زيادة عمقنا الاستراتيجي الى 5000 كيلومتر.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الإسرائيلي عن عفو نتنياهو: نحتاج إلى قيادة موحدة تركز على التهديد الاستراتيجي

دعا وزير الدفاع  الإسرائيلي، يسرائيل  كاتس الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى الموافقة على طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالعفو.

 وزعم كاتس أن “إسرائيل تواجه واقعا أمنيا أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، قائلا: ”أعداء قدامى يحاولون استعادة قوتهم، بينما تحاول قوى جديدة في الجوار الصعود بهدف تهديد أمن المواطنين الإسرائيليين، في هذا الوقت، نحتاج إلى قيادة موحدة تُركز على التهديد الاستراتيجي الذي يواجهنا".

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قدّم طلب عفو إلى الرئيس إسحاق هرتسوغ.

وكتب نتنياهو في طلب العفو الذي أرسله إلى الرئيس هرتسوغ: "في السنوات الأخيرة، ازدادت التوترات والنزاعات بين فئات الشعب وبين مختلف سلطات الدولة.. أُدرك أن إجراءات قضيتي أصبحت محور نقاشات حادة، وأتحمل مسؤولية عامة وأخلاقية واسعة، انطلاقًا من فهمي لتداعيات جميع الأحداث الناجمة عن ذلك".

وأضاف: "ورغم اهتمامي الشخصي بإجراء المحاكمة وإثبات براءتي حتى تبرئتي بالكامل، أعتقد أن المصلحة العامة تقتضي خلاف ذلك".

وتابع: "وانطلاقًا من مسؤوليتي العامة كرئيس للوزراء في السعي لتحقيق المصالحة بين فئات الشعب، لا أشك في أن انتهاء المحاكمة سيساهم في تخفيف حدة الجدل الدائر حولها".

والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، اقترح على الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إصدار عفو عن بنيامين نتنياهو، في كلمة ألقاها في الكنيست في أكتوبر الماضي.

وفي الرسالة، قال ترامب إنه يخاطب هرتسوغ في "وقت تاريخي، إذ حققنا معًا سلامًا طال السعي إليه لما يقرب من 3000 عام".
وأضاف: "أدعوكم بموجب ذلك إلى منح عفو كامل لبنيامين نتنياهو، الذي كان رئيس وزراء عظيمًا وحاسمًا في زمن الحرب".

وفي وقت سابق، قال الدكتور نضال أبو زيد، الخبير العسكري والاستراتيجي من العاصمة الأردنية، إن حكومة بنيامين نتنياهو تواجه "أزمات حادة" تعصف بها داخليًا، وهو ما يدفع رئيس الوزراء إلى تصدير هذه الأزمات للخارج عبر تصعيد العمليات العسكرية في لبنان والضفة الغربية والعديد من الجبهات الأخرى التي شهدت تصعيدًا وتوترًا خلال الساعات الأخيرة.

وأكد نضال أبو زيد، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن نتنياهو "يسابق الزمن" قبل الرابع من ديسمبر المقبل، وهو موعد مراجعة الموازنة الإسرائيلية في الكنيست، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء يخشى الإطاحة به خلال مناقشة الموازنة في ظل الانقسامات داخل الائتلاف الحاكم.

وأضاف أبو زيد أن حكومة نتنياهو "قائمة على الحرب وليس على السلام"، وأن هناك احتمالًا بأن يتجه نتنياهو إلى الدعوة لانتخابات مبكرة قبل يونيو 2026 للهروب من الضغوط السياسية والقانونية التي تلاحقه.


 

طباعة شارك يسرائيل كاتس الرئيس إسحاق هرتسوغ إسرائيل وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المواطنين الإسرائيليين

مقالات مشابهة

  • تركيا تملأ الفراغ الاستراتيجي بقاعدة بحرية في سورميني شرق البحر الأسود
  • اشتعال الحرب من جديد في كردفان... هجوم دموي يعصف بالهدنة ويشعل جبهة السودان
  • إيران تصادر سفينة أجنبية متهمة بـ تهريب الوقود.. وإسواتيني تنفي أي صلة
  • تركيا تُخمد حريق سفينة نفط روسية بعد هجوم أوكراني في البحر الأسود
  • وزير الدفاع الإسرائيلي عن عفو نتنياهو: نحتاج إلى قيادة موحدة تركز على التهديد الاستراتيجي
  • نجاة نازحين بعد انهيار جزئي لمبنى مدرسة في البحر الأحمر صورة
  • إيران تحتجز سفينة تحمل وقودا مهربا في مياه الخليج
  • إيران تحتجز سفينة ترفع علم إسواتيني لتهريبها وقودا
  • حزب الله يقر بصناعة الحوثي.. ضربات إسرائيل تربك أدوات إيران
  • أبو العنين: نشدد على أهمية حرية الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس