تراجع مبيعات السجائر يدفع عمالقة القطاع للبدائل
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
تسعى شركات تصنيع السجائر عن بدائل في مواجهة تراجع استهلاك منتجاتها، الذي تسارع في السنوات العشر الماضية وشهدت شركة "فيليب موريس إنترناشيونال"، الشركة الأم لعلامة مارلبورو، انخفاضا في مبيعاتها بمقدار الثلث بين عامي 2011 و2022. ومن غير المتوقع أن يتحسن هذا الوضع في السنوات القادمة. ومن المتوقع أن تنخفض السوق العالمية بمقدار الثلث بحلول عام 2027 متأثرة بظهور بدائل للسجائر، وفقا لشركة يورومونيتور.
وفي العام الماضي، انخفضت أحجام السجائر المباعة في جميع أنحاء العالم بنسبة 8 %، وفقا لشركة "الثريا". وهناك فجوة واضحة بين الدول الغربية والدول الناشئة بسحب تقرير لصحيفة لو فيغارو. التشديد التنظيمي وفي الواقع، شهدت أوروبا الغربية عام 2022، أكبر انخفاضا في الأحجام منذ عشر سنوات بلغت نسبته 4.4 % فيما سجلت الولايات المتحدة انخفاضا تاريخيا بلغت نسبته 8.5 %، وفقا لشركة يورومونيتور. وفيما استقرت المبيعات العام الماضي في أوروبا الغربية (0.4 %-)، فقد استمر الانخفاض بنفس الوتيرة في الولايات المتحدة. ويتوقف العديد من الناس عن التدخين في أميركا، أو يقللون الكميات بشكل كبير، أو يتجهون بشكل متزايد إلى المنتجات المتدنية بسبب الضغوط الكبيرة على قدرتهم الشرائية. وهو ما يثير القلق بين العديد من الشركات العملاقة في هذا القطاع. وتحقق شركة "بريتيش أميريكان توباكو" في الولايات المتحدة 46 % من مبيعاتها فيما تقتصر أنشطة مجموعة "الثريا" على أميركا، وقد سجلت مبيعاتها انخفاضا بنسبة 2.4 % العام الماضي. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تعود عادات استهلاك المدخنين إلى وضعها الطبيعي، بحسب تاتيانا بوبروفسكايا، محللة القطاع في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني. وفي الواقع، تخضع شركات السجائر لأنظمة أكثر صرامة في معظم الدول الغربية. وفي الولايات المتحدة، يواجه القطاع حظرا على سجائر المنتول ، وتدرس إدارة الغذاء والدواء أيضا خفض مستوى النيكوتين في السجائر لجعلها أقل إدمانا. نتائج سلبية ويؤثر تباطؤ المبيعات بشكل طبيعي على نتائج الشركات فيه. فكشفت شركة بريتيش أمريكان توباكو، المالكة للعلامات التجارية "لاكي سترايك" و "دانهيل" و "كينت" في السادس من ديسمبر الماضي، تكاليف استثنائية قدرها 29 مليار يورو في حساباتها لعام 2023. وأعطت سبب هذه التكاليف: "الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي" التي تؤثر على صناعة السجائر الأمريكية، بحسب مديرها العام تاديو ماروكو. واعتبر المحللون أن هذا المبلغ هائل ويوضح المخاطر التي يواجهها القطاع ويرسل إشارات غير مطمئنة للغاية بالنسبة لمستقبل السجائر ". وعانت الشركات المنافسة مثل الثريا" و "فيليب موريس إنترناسيونال" من المصير ذاته...
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية
دافع الاتحاد الأوروبي عن الاتفاق التجاري الجديد الذي أبرمه مع الولايات المتحدة، رغم الانتقادات من بعض العواصم الأوروبية والقطاعات الصناعية. وينص الاتفاق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى السوق الأمريكية، وهي أقل من تلك التي هدد بها ترامب لكنها أعلى من الرسوم السابقة.
لكن الاتفاق أثار ردود فعل غاضبة، إذ وصفه رئيس الوزراء الفرنسي بأنه خضوع لأمريكا، واعتبر رئيس وزراء المجر أنه انتصار ساحق لترامب. كما انتقدته موسكو بوصفه مدمرا للصناعة الأوروبية، ووصفه محللون بأنه غير متوازن.
من جانبه، قال كبير المفاوضين التجاريين في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش الذي تفاوض على هذا الاتفاق على مدى أشهر مع إدارة دونالد ترامب "أنا متأكد بنسبة 100% أن هذا الاتفاق أفضل من حرب تجارية مع الولايات المتحدة".
ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ودونالد ترامب الأحد بفرض تعرفة جمركية بنسبة 15% على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن المعدل يفوق نسبة الرسوم الجمركية التي كانت مطبقة قبل عودة ترامب إلى الحكم لكنها أقلّ من تلك التي هدد ترامب بفرضها على أوروبا في حال عدم التوصل لاتفاق.
وقال شيفتشوفيتش "لا شك أنه أفضل اتفاق ممكن في ظل ظروف صعبة للغاية"، مشيرا إلى أنه سافر مع فريقه إلى واشنطن عشر مرات في إطار سعيه لإيجاد حل لهذا النزاع التجاري، مضيفا أن فرض رسوم جمركية أعلى كان سيهدد نحو خمسة ملايين وظيفة في أوروبا.
وعلاوة على الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية، التزم الاتحاد الأوروبي شراء منتجات أميركية في مجال الطاقة بقيمة 750 مليار دولار واستثمار 600 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة.
ولم تُكشف تفاصيل أخرى عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إسكتلندا، والذي يُتوقع أن يصدر بيان مشترك بشأنه عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة.
وأثار الاتفاق غضب عواصم أوروبية عديدة، فقد اتهم رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو أوروبا بأنها "تخضع" للولايات المتحدة واصفا الاتفاق بـ "يوم قاتم".
أما رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان المعروف بانتقاداته الشديدة لبروكسل، فقال إن دونالد ترامب "سحق" المفوضية الأوروبية، التي قادت المفاوضات التجارية باسم التكتل المكوّن من 27 بلدا.
وقال المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ألبرتو ريزي "الأمر أشبه بالاستسلام"، معتبرا أن الاتفاق الذي قبل به الاتحاد الأوروبي "غير متوازن إلى حد كبير"، ويمثل "انتصارا سياسيا لترامب".
ولم تتأخر موسكو في التعليق، مستهجنة الاتفاق واصفة إياه بأنه يؤدي الى "عواقب وخيمة للغاية على الصناعة الأوروبية".
"أفضل ما يمكن تحقيقه"
من جانبها، دافعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن الاتفاق واصفة إياه بـ" الاتفاق الجيد" الذي من شأنه أن يحقق "الاستقرار" للمستهلكين والمستثمرين والصناعيين على جانبي الأطلسي.
كذلك، رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالاتفاق، معتبرا أنه "يجنب تصعيدا غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي"، بينما رأت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنه يجنب أوروبا سيناريو "مدمرا".
وتتبادل القوتان التجاريتان الأكبر في العالم ما يقارب 4,4 مليارات يورو من السلع والخدمات يوميا.
وسجّلت البورصات الأوروبية ارتفاعا ملحوظا عند افتتاح تعاملات الاثنين، في انعكاس لتفاؤل الأسواق بالاتفاق.
أما لوبي صناعة السيارات الأوروبي، أحد أكثر القطاعات تضررا من الرسوم الجمركية، فاعتبر أن الاتفاق يمثّل "تهدئة مرحّبا بها" في سياق يتّسم بـ"غموض خطير".
في المقابل، أعرب اتحاد الصناعات الكيميائية الألماني الذي يضم شركات كبرى مثل "باير" و"باسف" عن احتجاجه، معتبرا أن الرسوم الجمركية المتفق عليها لا تزال "مرتفعة للغاية".
من جهتها، رأت جمعية أصحاب العمل الفرنسية ميديف أن الاتفاق "يعكس ما تواجهه أوروبا من صعوبة في فرض قوة اقتصادها وأهمية سوقها الداخلية".