إنهيار الأمن البحري بغرق روبيما
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كان من المفترض ان يسعى الاتحاد الاوروبي نحو اختصار الطريق، والاستجابة لنداءات شعوب الارض بوقف العدوان، لكنهم اختاروا المسار الذي رسمته امريكا ومن وراءها بريطانيا بإطلاق يد نتنياهو في مواصلة القتل والحصار، بينما انشغلوا بتحريك أساطيلهم الحربية لإسكات المقاومة في اليمن، فكانت النتيجة بالصورة التي ظهرت بها السفينة (روبيمار) المملوكة لشركة بريطانية، بعد تعرضها لهجوم صاروخي تحت خط الماء.
وبغرق هذه السفن اصبحت عملية (حارس الازدهار) بلا جدوى، واصبحت عملية (الدرع) Aspedis بلا نفع. وأضحت التحديات الأمنية في البحر الأحمر وخليج عدن أكثر ضراوة من ذي قبل. .
فعلى الرغم من الغارات الأميركية-البريطانية على المواقع البرية اليمنية، ظلت الهجمات الحوثية تتصاعد وتيرتها ضد سفن الشحن التجارية، وبخاصة تلك المتوجهة إلى موانئ إسرائيل، فاختارت السفن الأخرى الابتعاد عن المنطقة الساخنة، وقررت التوجه صوب رأس الرجاء الصالح، تاركة قناة السويس وراء ظهرها. .
يظن الأميركيون أن ضرباتهم نجحت في تقليل قدرات الحوثيين على تنفيذ هجمات واسعة النطاق ضد السفن التجارية، لكن تعاقب غرق تلك السفن، الواحدة تلو الأخرى، كان صفعة مدوية أخرست البنتاغون، وزعزعت الأمن البحري في عموم المنطقة. فقد واصل المسلحون مطاردتهم السفن بالطائرات والصواريخ والغواصات تضامناً مع المقاومة في غزة. فجاء غرق السفينة (روبيمار) والسفينة (True Confidence) ليثير الرعب في قلوب قادة الفرقاطات والمدمرات التي قررت الابتعاد قليلا نحو المسطحات الآمنة. .
ومما يزيد الصورة تعقيدا ان السفينة (روبيمار) الغارقة كانت تحمل حوالي 21 ألف طن متري من مادة كبريتات فوسفات الأمونيوم التي تشكل خطرا بيئيا في البحر. .
هذا ما تراه الإدارة الأمريكية المتباكية على البيئة، لكنها لا ترى الآثار الكارثية التي خلفتها القنابل الفسفورية والمتفجرات الثقيلة التي سقطت فوق رؤس الأبرياء في غزة. ولا ترى الآثار الكارثية الناجمة عن تدمير المستشفيات والعيادات الطبية، ولا ترى الآثار الإنسانية الناجمة عن الإبادة الجماعية وفرض الحصار على مليوني نسمة. .
هذه الآثار كلها لا تراها أمريكا ولا يراها الاتحاد الأوربي. لأنهم ينظرون للمعارك بعين واحدة فقط. .
اغرب ما شهدته الايام الماضية ان الأبواق العربية كانت في طليعة المتباكين على غرق السفينة (روبيمار) والسفينة (ترو كونفيدنس) لكنها لم تبك على المساعدات التي غرقت واستقرت في قعر البحر، والتي تعمدت الطائرات الأردنية والأمريكية والمصرية اسقاطها هناك. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الحارث: هجوم المسيرات على بورتسودان نفذ بدعم لوجستي من سفن إماراتية في البحر الأحمر
أعرب السفير الحارث إدريس، المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في ،مؤتمر صحفي عقده عقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن عن استياء بلاده من طريقة إدارة جلسة مجلس الأمن المغلقة التي خصصت لمناقشة الهجمات بالطائرات المسيرة على مدينة بورتسودان ومنشآت حيوية أخرى.
وقال إدريس إن الاجتماع لم يلبِّ تطلعات السودان، متهمًا دولة الإمارات بمحاولات لإسكات صوت السودان داخل المجلس وعرقلة دوره في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
ووجه السفير السوداني اتهامات مباشرة إلى الإمارات بتنفيذ الهجمات على بورتسودان عبر طائرات مسيّرة متقدمة، انطلقت من قواعد عسكرية إماراتية في البحر الأحمر، وبطلب من مليشيا الدعم السريع.
وأكد أن تلك الهجمات استهدفت مطار بورتسودان والمنشآت النفطية والخدمية في المدينة.
وأوضح إدريس أن السودان يمتلك معلومات استخباراتية دقيقة تفيد بأن الهجوم، الذي نفذ في 4 مايو الجاري، انطلق من قاعدة عسكرية إماراتية، باستخدام طائرات يرجح أنها من طراز MQ-9 أو MQ-9B ومسيرات انتحارية، بدعم لوجستي من سفن بحرية إماراتية في البحر الأحمر.
وربط إدريس التصعيد الأخير برد انتقامي على عملية نفذتها القوات المسلحة السودانية في 3 مايو بمدينة نيالا، استهدفت طائرة عسكرية إماراتية وأسفرت عن مقتل 13 أجنبيًا، من بينهم عناصر إماراتية ومساعد طيار كيني.
واعتبر أن تلك العملية قد تكون الدافع المباشر للهجوم على بورتسودان، في إطار نهج تصعيدي إماراتي لتعويض خسائر مليشيا الدعم السريع بعد إخفاقاتها في وسط البلاد.
كما أشار إلى تقارير إعلامية، بينها ما نشرته قناة “فرانس 24″، وثقت شحنات من قنابل الهاون البلغارية إلى الجيش الإماراتي، وهي نفس الذخائر التي ظهرت لاحقًا في أيدي مليشيا الدعم السريع داخل السودان.
ودعا إدريس مجلس الأمن إلى التعامل بجدية مع هذه الأدلة، مطالبًا بفرض وقف فوري لتزويد المليشيا بالسلاح والمرتزقة.
كما طالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بممارسة ضغط حقيقي على الإمارات لوقف ما وصفه بـ”حرب عدوانية” ضد السودان، محذرًا من أن صمت المجتمع الدولي لا يخدم الاستقرار، بل يشجع المعتدي على مواصلة انتهاكاته.
سونا
إنضم لقناة النيلين على واتساب