بوابة الوفد:
2025-07-07@19:18:44 GMT

يا باغى الخير أقبل

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

من كان ينتظر ضيفًا كريمًا أو عزيزًا أعد العدة لاستقباله، وهيأ نفسه وأهله لحضور ذلك الضيف، والضيف الذى نستعد جميعًا لاستقباله هو ضيف جد كريم، هو شهر رمضان المبارك، حيث يمن الله (عز وجل) على عباده فيه بالعطاء العميم، فمن صامه إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , كما أن من قامه إيمانا واحتسابا غفر لها ما تقدم من ذنبه، يقول (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، من فطر فيه صائمًا فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئًا، ومن أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، ولله فى كل ليلة منه عتقاء من النار، وهو شهر القرآن، والصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة.

على أن الضيف الكريم لا يحب البخل ولا البخلاء، فأخص صفات شهر رمضان أنه شهر الجود والكرم والسخاء والتكافل، ولنا فى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسوة حسنة، يقول سيدنا عبدالله بن عباس (رضى الله عنهما): «كانَ رَسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ فى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقَاهُ فى كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».

وقد حثنا رب العزة (سبحانه وتعالى) أن يكرم بعضنا بعضًا حتى نكون أهلا لكرمه ومزيد فضله، يقول سبحانه: «‌مَثَلُ ‌الَّذِينَ ‌يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»، ويقول سبحانه: «‌لَيْسَ ‌الْبِرَّ ‌أَنْ ‌تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ».

ويقـول نبينـا (صلى الله عليه وسلم): «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَـادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا».

وإذا كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) قد حثنا على إطعام الطعام فى كل حال فقال (صلى الله عليه وسلم): «يأَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا بالليل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ»، ويقول الحق سبحانه: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا»، فإن إطعام الطعام فى هذا الشهر ألزم وأعلى أجرًا، فمن فطر صائمًا غنيًّا أو فقيرًا قريبًا أو صديقًا أو غير قريب ولا صديق فله مثل أجره، وهذه دعوتنا لأهل الفضل «يا باغى الخير أقبل»، حتى لا يكون بيننا فى رمضان جائع ولا مسكين ولا محتاج إلا قضينا متكاتفين حوائجهم وأغنيناهم عن ذل السؤال فى هذا الشهر الكريم.

وزير الأوقاف

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الأوقاف أ د محمد مختار جمعة شهر رمضان المبارك صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

أجمل ما قيل في التضرع إلى الله.. 6 دعوات لا تهدر ثوابها

أجمل ما قيل في التضرع إلى الله، يغفل الكثيرون عن أهمية التضرع وفضله خاصة في الثلث الأخير من الليل وفي موعد النزول الإلهي الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن إذ نتسابق إلى الطاعات في هذا الوقت المبارك من الليل نرصد لك أجمل ما قيل في التضرع إلى الله.

أجمل ما قيل في التضرع إلى الله

التضرع إلى الله -عز وجل- والتذلل له سبحانه ينبغي أن يكون بقلب حاضر يملؤه الشعور بالضعف والتذلل إلى الخالق، وإدراك أنه بيده وحده سبحانه رفع البلاء وتفريج الكرب وكشف الغمة، فباستشعار هذه المعاني يدرك المسلم معنى الربوبية وتتحقق فيه مقتضيات العبودية بالتسليم والخضوع التام لله -عز وجل-، يقول تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:42-43].

وابتلاء الإنسان بالفقر والضيق في العيش و الأمراض والأسقام والآلام؛ لا يرفع إلا بالتضرع إلى الله والخشوع إليه، والتقرب منه بالعبادات والطاعات، والابتعاد عن المحرمات وكل ما يلهي العبد عن عبادة الله.

دعاء الزهق والملل.. أذكار وأدعية مقتبسة من السنة النبويةشروط وأسباب استجابة الدعاء.. الأوقاف توضحها

وللدعاء منزلة عظيمة في الإسلام، وهو من أفضل العبادات؛ وذلك لِما فيه من التضرع والتذلل والافتقار إلى الله تعالى؛ لذا أوصانا الله تعالى بالحرص على الدعاء، وحثَّنا عليه في محكم آياته؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾[البقرة: 186].

ويستجيب الله دعاء أشخاص كثيرين، منهم (المضطر، المظلوم، الوالدان لأولادهما، الإمام العادل، الرجل الصالح، الولد البار بوالديه، المسافر، الصائم حين يفطر، المسلم لأخيه بظهر الغيب، المسلم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، التائب، الحاج والمعتمر، المجاهد والمرابط في سبيل الله، الذي يقوم من الليل يدعو).

ويعد الثلث الأخير من الليل من أفضل أوقات الدعاء والتقرب إلى الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الله عز وجل ينزل في هذا التوقيت وينادي هل من داعيا فأجبه، هل من مستغفر فأغفر له، ودعاء قيام الليل مستجاب بإذن الله عز وجل طالما لديك اليقين الكامل، وحسن الظن بالله، ودعاء قيام الليل مستجاب بشرط أن تحسن الظن بالله عز وجل.

كما يعد دعاء جوف الليل أحد الأمور المستحبة بل الواجبة على كل مسلم، حيث ثبت في شأن قيام الليل العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة ومنها أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء في هذا الوقت، يقول الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".

أجمل ما قيل في التضرع إلى الله

والإلحاح فى الدعاء أمر مشروع، وقد ثبت ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا" (صحيح مسلم :1794)، والدعاء بصفة عامة من العبادات التي حض عليها الشرع الحنيف، فقال المولى جل وعلا:" ادعوني أستجب لكم"، وقال تبارك وتعالى:"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"، وعن الصادق المعصوم صلى الله عليه وسلم:" الدعاء هو العبادة".

كما أن الاستغفار مسلك الأبرار، والساهرين للأسحار، وتوبة المذنبين بالليل والنهار، كما أن الاستغفار عبادة اللسان، وتوبة المقال، والاعتذار في الحال، والنجاة في المآل، وفيه صلاح الأهل والمال، والاستغفار أيضا سم الشيطان، وترياق الإنسان، وطرد للنسيان، ويرد للقلب أساريره، ويعيد النور للوجوه العابسة، ويخلص البال من شغله، والفكر من همه، ومن المعلوم أن في هذا الوقت من الليل ينزل المولى تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كما هو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينادي على عباده فيستجيب للداعي ويعطي السائل ويعفو عن المستغفر.

يقول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن القلب الضارع يظهر في الحج بشدة، وهو المفتاح الذي يضمن للشخص حجًا مقبولًا.

أوضح «جمعة» خلال برنامج «والله أعلم»، أن القلب الضارع يُعيد الشخص من الحج خاليًا من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ويجعله يلجأ إلى الله تعالى، ومترصدًا لجمع الحسنات والثواب بصالح الأعمال، محسنًا مع الناس، منوهًا بأن الحاج يفوز بالقلب الضارع بأن يكون على ذكر دائم لله تعالى.

وأضاف أنه بالقلب الضارع يتحلى الحاج بالحلم، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ»، منوهًا بأن هذه أيام ذكر، لذا كثر الله تعالى ثواب العبادة في مكة، لأن لأنها محل نظر الله ، ولأنها أول بيت وضع للناس.

وبين علي جمعة أن رفع اليدين إلى السماء عند الدعاء من أشكال التضرع الى الله تعالى ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يظهر بياض إبطيه، موضحاً: السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة والتضرع إلى الله برفع اليد مستحب.

طباعة شارك أجمل ما قيل في التضرع إلى الله التضرع إلى الله الدعاء

مقالات مشابهة

  • ما هدي النبي في إقامة الشعائر والتخفيف عن الناس؟ دار الإفتاء تكشف عنه
  • الأزهر ينصح بـ 5 عبادات في شهر محرم.. اغتنم فضلها فورًا
  • معتقدات باطلة .. دار الإفتاء توضح حكم التشاؤم من شهر صفر
  • حكم صيام شهر المحرم كاملًا.. الأفضل بعد رمضان
  • أجمل ما قيل في التضرع إلى الله.. 6 دعوات لا تهدر ثوابها
  • الخير نوّه بجهود الأمن الداخلي والمعلومات
  • مكة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • فضل صيام يوم عاشوراء.. فرصة لا تضيعها
  • علي جمعة يكشف عن وظائف يوم عاشوراء .. تعرف عليها
  • حكم صيام يوم عاشوراء فقط .. دار الإفتاء تجيب