روت أسيرات فلسطينيات محررات من سجون دولة الاحتلال الإسرائيلي ظروف اعتقالهن والمعاناة التي عشنها داخل الحجز التعسفي الذي يمارسه كيان يطلق عليه الخبراء وأساتذة القانون الدولي بدولة الأبارتايد “الفصل العنصري”.

وقالت إحدى النساء: "قام أحد الجنود بتمزيق حجابي" وأفادتن أخرى "قام جندي وجندية بتجريدي من ملابسي وتعريتي".

 

إيران تطلب طرد إسرائيل من لجنة المرأة بسبب قتل الفلسطينيات في غزة القوات المسلحة الأردنية تنفذ 9 إنزالات جوية مشتركة للمساعدات على شمال غزة

ووصفت فاطمة، وهي أسيرة فلسطينية أُفرج عنها مؤخراً من غزة، تعرضها للتعذيب الجسدي والنفسي والإذلال، بما في ذلك تجريدها من ملابسها وإساءة معاملتها وتهديدها بالدفن حية. 

وقالت إنه كانت هناك طرق قاموا بصفنا بجانب بعضنا البعض، واصطففنا نحن والشباب في صف واحد، وقام أحد الجنود بنزع الوشاح عن رأسي وبدأت الدبابات بسكب الرمال علينا وعلى الشباب. 

وتابعت :"كلما فكرت في الهرب، كانت الدبابة تلازمنا،وعندما سألت الجندي عن نيته نحونا أجاب، أريد أن أضعكم في حفرة، وأدفنكم وأنتم أحياء، وأطعمكم للكلاب". 

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية عددًا غير محدد من الرجال والنساء الفلسطينيين في غزة منذ بدء الهجوم العسكري. 

ورفضت دولة الاحتلال مزاعم إساءة معاملة الأسرى باعتبارها تتعارض مع القيم الإسرائيلية، ولم تمح الفرحة بإطلاق سراحهم الذكريات المريرة للأسيرات. 

واستذكرت المرأة بمرارة كيف أُجبرت أثناء احتجازها على خلع ملابسها لتفتيشها تفتيشا عاريا: "رفضت خلع ملابسي وقلت كيف أفعل ذلك والجندي واقف وتعرضت للضرب المبرح المهين نتيجة ذلك".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسرائيل سجون الاحتلال أسير فلسطيني سجون الاحتلال الاسرائيلي السجون الإسرائيلية فلسطين إسرائيل سجون سجون إسرائيل الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي الأسيرات الفلسطينيات الاسيرات في سجون الاحتلال أصغر أسيرة فلسطينية الأسرى في سجون الاحتلال

إقرأ أيضاً:

نهاية أوهام حل الدولتين.. من رؤية نتنياهو إلى قرار ضم الضفة

علي بن حبيب اللواتي

في تسعينيات القرن الماضي، أصدر بنيامين نتنياهو كتابه السياسي "تحت الشمس"، الذي لم يكن مجرد تأريخ سياسي، بل بيان أيديولوجي يكشف عن ملامح المشروع الصهيوني في صورته الصلبة.

وفي كتابه، عارض نتنياهو صراحة قيام دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدًا أن "أمن إسرائيل ووجودها" يتطلبان السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، بما فيها غور الأردن، ورفض أي انسحاب أو تفكيك للمستوطنات.

واعتبر أن ما يُعرض على الفلسطينيين يجب ألا يتجاوز حكمًا ذاتيًا إداريًا بلا سيادة حقيقية فعلية، بل كبلدية تُدار تحت قبضة أمن الاحتلال.

وجاء قرار الكنيست الإسرائيلي الصادر يوم الأربعاء بتاريخ 23 يوليو 2025، بالإجماع (71 صوتًا مقابل فقط 13) بضم الضفة الغربية وغور الأردن كجزء لا يتجزأ من "أرض إسرائيل"، داعيًا الحكومة إلى فرض السيادة الكاملة على مناطق الاستيطان، ليشكّل علامة فارقة في مسار القضية الفلسطينية المركزية.

إن قرار الكنيست يعد بمثابة "شهادة وفاة سياسية" رسمية لحل الدولتين، فالقرار لم يُبقِ أي مجال جغرافي أو قانوني لقيام دولة فلسطينية.

بل هو إعلان صريح بأن إسرائيل لم تعد تعتبر الضفة "أرضًا متنازعًا عليها"، بل هي جزءٌ من "أرض إسرائيل الكبرى".

ورغم أنه قرار رمزي غير ملزم، إلا أنه يعكس إرادة سياسية متصاعدة تسعى إلى ترجمة رؤية نتنياهو في كتابه إلى واقع فعلي معاش.

ولتأكيد ذلك، نشاهد ازدياد عدد المستوطنين في الضفة ليتجاوز المليون مستوطن حاليًا، وإنشاء أكثر من 150 مستوطنة كبرى تم إنشاؤها بقضم أراضي الضفة الغربية، وتشييد شبكات طرق خاصة تربطها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وتفصلها عن قطاع غزة، وجدار الفصل العنصري الذي مزّق الجغرافيا الفلسطينية تمزيقًا، والحواجز الأمنية التي حجزت أصحاب الأرض في أحياء مقفلة.

هذه التعديات على الأرض جعلت من أي تصور لدولة فلسطينية "متصلة" أشبه بالخيال...!

فهل بعد ذلك يمكن أن يُبنى ويُعمر روح السلام وتُقام دولة فلسطينية على خريطة ممزقة؟

والمتابع للأحداث يجد بأن مواقف القيادة الإسرائيلية فعليًا ترفض تمامًا إقامة دولة فلسطينية، فعلى الرغم من اختلاف الوجوه والأحزاب الحاكمة، ظل الموقف الإسرائيلي متصلبًا.

لم توافق قيادات دولة الاحتلال رسميًا في أي لحظة على قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة.

وكل ما قُدِّم للفلسطينيين في أفضل صوره باتفاقية أوسلو هو إدارة ذاتية محدودة الصلاحيات، فعليًا ليس حكمًا ذاتيًا مستقلًا، بل أشبه بإدارة بلدية تقع تحت قبضة الأمن العسكري للاحتلال، ومن دون سيطرة على الحدود أو الموارد أو المجال الجوي والبحري. وما خفي من الشروط أعظم.

أما الدعم الأمريكي خلال العقود الماضية، فقد كان وما زال الراعي الأول المحتكر لمفاوضات "السلام" دون السماح لدول أخرى بمشاركتها.
لكنها عمليًا، ظلت واستمرت منحازة بالكامل لدولة الاحتلال.
إدارة تلو الأخرى، بما فيها إدارة بايدن وترامب، لم تضغط بشكل حقيقي على إسرائيل لإنهاء الاحتلال، بل اكتفت ببيانات دبلوماسية تحمل أوجه تفسيرات متعددة، ومن دون أي خطوات عملية تردع التوسع الاستيطاني أو الانتهاكات اليومية التي فرضت سيطرتها على الأرض.

وفي الطرف الآخر، منذ تسعينيات القرن الماضي، ظل مصطلح "حل الدولتين" يتردد كالنشيد الدبلوماسي في كل محفل دولي يتعلق بالقضية الفلسطينية.
ورغم تعاقب الحكومات، وتبدل القيادات في الوطن العربي، ظل جوهر الطرح العربي: إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

غير أن الواقع السياسي للاحتلال، والحقائق على الأرض، تحكي واقعًا مختلفًا...!!

والقرار العربي الرسمي يبدو مستمرًا في تكرار نفس الخطاب، فرغم كل هذه المعطيات الجديدة، لا تزال بعض الأطراف العربية متمسكة بخيار الدولتين كأن شيئًا لم يحدث.

ويرى بعض المحللين العرب أن هذا التمسك بات يُستخدم كذريعة لتبرير "اللاحراك" العربي الرسمي، وتتفادى الدول اتخاذ مواقف حاسمة.
فخيار الدولتين، كما يُطرح اليوم، أصبح أقرب إلى شعار بروتوكولي، لا يعكس واقعية سياسية.

وأخيرًا.. يأتي السؤال الصعب الآن:

إذا كان حل الدولتين قد انتهى واقعيًا، فما هو البديل؟

هل نحن أمام حل الدولة الواحدة؟

أم هو نموذج الفصل العنصري الطويل الأمد؟

أم ستشهد فلسطين انفجارًا جديدًا؟

وقد أصبح واضحًا الآن للشعب الفلسطيني المضطهد وللشعوب العربية، بعد حرب الإبادة المنظمة في غزة وتآكل أراضي الضفة الغربية وقرار الكنيست (الذي لم يتم إقراره إلا بعد أن كشف الاحتلال ضعف الرد العربي الحازم والعالمي تجاه الإبادة الإجرامية الهمجية في غزة)، أنهم لم يعودوا يثقون بما يسمى "المجتمع الدولي" بأنه جاد في إنصاف الشعب الفلسطيني وإعطائه حقوقه المشروعة.

ومع كل ذلك، تبقى إرادة الشعوب، وحق الفلسطينيين في أرضهم، حقيقة لا تمحوها قرارات الكنيست، ولا جدران الاحتلال، ولا حكم فرض الواقع.

فهل بعد تلك الوقائع يصحو العالم العربي الرسمي من غفوته ليتطلع إلى مشروع حضاري يوازي التحديات فيعيد التوازن للقضية المركزية العربية الإسلامية الأولى؟

سؤال ستكشف الأحداث عن إجابته، لنتابع تطورها...

والسلام على فلسطين يوم احتُلّت، ويوم قاومت، ويوم تتحرر كوعدٍ إلهي سيأتي يومًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "شؤون القدس" تحذر من تداعيات المصادقة على مخططات استيطانية بالمدينة
  • "شؤون القدس" تحذر من تداعيات المصادقة على مخططات استيطانية بالقدس
  • الصفقة قادمة وقريبة
  • رفضوا العودة لقطاع غزة.. جيش الاحتلال يعاقب أربعة جنود بالسجن والإقصاء
  • تآكل “جيش الاحتلال”.. التقديرات ترجّح وصول عدد الجرحى إلى 100 ألف
  • استطلاع بريطاني: تعاطف متزايد مع فلسطين وقلق من الهجرة وقوة الصين وروسيا
  • 10 آلاف أسير في خطر.. شهادات تكشف جحيم التعذيب والتجويع في سجون الاحتلال
  • شبح غزة يلاحق جنود الاحتلال.. أرقام غير مسبوقة للمنتحرين والمرضى النفسيين
  • ارتفاع قتلى جنود الاحتلال في خان يونس بعملية المقاومة أمس
  • نهاية أوهام حل الدولتين.. من رؤية نتنياهو إلى قرار ضم الضفة