أمطار متفاوتة الغزارة وجريان للأودية على سلطنة عمان وتوقعات باستمرار التأثيرات غدا
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
ـ اللجنة الوطنية تواصل متابعة الحالة الجوية و"الانقاذ" تعامل مع 15 محتجزا في الأودية واسرة في البريمي
عمان
شهدت معظم المحافظات الشمالية لسلطنة عمان اليوم هطول أمطار رعدية متفاوتة الغزارة أدت إلى جريان الأودية والشعاب، نتيجة تأثيرات أخدود لمنخفض جوي يؤثر على أجواء البلاد منذ عدة أيام، وتشير التوقعات إلى تواصل تأثيراته غدا.
حيث بدأت تأثيرات خلايا ماطرة رعدية على ولايات محافظات مسندم والبريمي امتدت لتشمل ولايات محافظات شمال وجنوب الباطنة والظاهرة والداخلية ومسقط وجنوب وشمال الشرقية، وسجلت أعلى كمية لهطول الأمطار بولاية خصب بلغت 81 ملم، وشهدت ولايات شناص ولوى والبريمي والسنينة ومحضة وعبري وصحار وصحم والخابورة والسويق والمصنعة وبركاء والحمراء والسيب وقريات هطول أمطار سالت على إثرها الأودية والشعاب.
وأكد المختصون في المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة على أن التوقعات تشير إلى استمرار هطول الأمطار بشكل متفاوت الغزارة غدا (الأحد) على معظم المحافظات الشمالية لسلطنة عمان، ومن المتوقع تدفق وتشكل السحب وهطول أمطار متفرقة على محافظتي الوسطى وظفار.
حيث من المتوقع أن تكون غزارة الأمطار بين 30 إلى 150 ملم تؤدي لجريان جارف للأودية وهبوب رياح نشطة وتساقط كثيف لحبات البرد وارتفاع في موج البحر قد يصل إلى 3 أمتار.
وتعامل قطاع البحث والإنقاذ مع 15 بلاغ احتجاز في مجاري الأودية منذ بدء تأثيرات الحالة الجوية، حيث جرى إنقاذهم جميعا وهم بصحة جيدة، كما تعاملت الفرق مع بلاغ احتجاز عائلة مكونة من خمسة اشخاص بمنطقة خضراء السيح بولاية البريمي نتيجة دخول المياه لمنزلهم.
من جانبه أكد قطاع الخدمات الأساسية بانه تم إعادة الخدمة لجميع محطات الاتصالات المتأثرة بالحالة الجوية، ما عدا محطتين بولايتي عبري وأدم، يتم التعامل معهما لإعادتهما للخدمة من قبل فريق الاستجابة الميدانية.
وواصلت اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة بث مستجدات الحالة الجوية حول كافة القطاعات، وتشير إلى الطرق السالكة وغير السالكة وإرشاد مستخدمي الطريق لتجنب الطرق التي تقطعها الأودية.
وقال العقيد زايد بن حمد الجنيبي رئيس المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة: هناك متابعة مستمرة ومتواصلة من قِبل اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة للحالة الجوية التي بدأت تأثيراتها على بعض المحافظات، كما يتابع المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة واللجان الفرعية مُستجدات الحالة والتعامل مع تأثيراتها.
قطاع الإيواء
وصرح حمود بن محمد المنذري منسّق قطاع الإغاثة والإيواء باللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة أن عدد المراكز المحددة في المحافظات المتوقع تأثرها بالحالة الجوية 203 مراكز، فُعّل منها 9 مراكز، وتمّ إيواء 138 شخصًا من العُمانيين والمقيمين.
تعليق الدراسة
وأصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بياناً بشأن تعليق الدراسة الجامعية غدا الأحد في الكليات المهنية وتحويل الدراسة في مؤسسات التعليم العالي الخاصة عن بعد في محافظات الظاهرة والبريمي وجنوب الباطنة وشمال الباطنة ومسقط والداخلية وشمال الشرقية وجنوب الشرقية.. مؤكدة أن لإدارة هذه المؤسسات القرار في استئناف الدارسة الاعتيادية "غداً" الاثنين من عدمه وفق الظروف المحيطة بكل مؤسسة من تبعات الحالة الجوية.
كما قررت جامعة السلطان قابوس تعليق الدراسة غدا على أن تستأنف الدراسة الاثنين مع ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة والاستماع للتحذيرات الصادرة من الجهات المعنية.
وأصدرت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بياناً اليوم السبت بتحويل الدراسة عن بعد غدا الأحد في فروعها بالمصنعة وصحار وصور وعبري ونزوى وإبراء والرستاق وشناص ومسقط وذلك إشارة إلى التنبيه الصادر من المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة، بشأن غزارة الأمطار المتوقعة وحرصاً على سلامة الطلبة.
وأعلنت وزارة التنمية الاجتماعية تعليق العمل والتأهيل بمراكز التأهيل الحكومية والأهلية والخاصة ودور الحضانة "غدا" الأحد بجميع محافظات سلطنة عمان باستثناء محافظتي الوسطى وظفار على أن يستأنف الدوام في المراكز ودور الحضانة الاثنين.
وفي ولاية بهلا دعت وزارة الصحة المرضى ممن لديهم مواعيد غسيل بوحدة الكلى خاصة القاطنين بعيداً عن موقع الوحدة ولديهم أقارب بالقرب منها إلى المكوث معهم لضمان حصولهم على الخدمة وتحسباً لعدم تمكن وصولهم لها.
كما تهيب المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الظاهرة بالمرضى الذين لديهم مواعيد غسيل كلى في وحدتي غسيل الكلى بعبري وينقل، وخاصة الذين يسكنون بعيدًا عن مواقع الوحدة ولديهم أقارب قريبين منها، المكوث معهم لضمان حصولهم على الرعاية الطبية وتجنب صعوبة الوصول للمستشفى.
ولايات
وأدت الأمطار التي هطلت على ولاية لوى إلى امتلاء سد الضبعاني بولاية لوى حيث فاضت المياه عن المعدل الطبيعي للسد، وخلال أخدود الريان هطلت على الولاية أمطار متفاوتة الغزارة مصحوبة أحياناً برياح نشطة متغيرة الاتجاهات.
أدم
وسجلت ولاية أدم أعلى كمية هطول بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها مساء أمس جراء الحالة الجوية استمرت لعدة ساعات بلغ مقدارها 65 ملم، أدت إلى فيضان الأودية والشعاب ودخولها لبعض المنازل، وقد أدى جريان الوادي الغربي إلى شل الحركة المرورية على مخارج الولاية مما أدى إلى تعذر مرور سيارات الإسعاف للحالات الطارئة المتجهة لنزوى، حيث قام طيران شرطة عمان السلطانية بنقل مريضة إلى مستشفى نزوى المرجعي لتلقي العلاج اللازم، ونفذ طيران الشرطة أيضا عملية إنقاذ لشخص احتجز بمركبته في وادي عويفية بولاية أدم ونقله إلى مستشفى نزوى لتلقي العلاج اللازم، وآخرين احتجزوا في وادي النهيدة ووادي رأس الجبل ومنطقة البسيتين، إضافة إلى إنقاذ شخصين احتجزا في مجرى وادي حلفين بأدم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لإدارة الحالات الطارئة المرکز الوطنی الحالة الجویة
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد العماني وسياسات التنويع والابتكار
يمر الاقتصاد العُماني بمرحلة مهمة من التحولات النوعية، تشهد خلالها سلطنة عمان تطورا ملحوظا في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، ضمن رؤية طموحة ترتكز على التنويع والابتكار.
ويمكن أن نلمس أثر هذا التحول بجلاء في أداء القطاعات غير النفطية، التي تضطلع بدور متنامٍ في قيادة النمو، وتأكيد قدرة الاقتصاد الوطني على الاستمرار في التوسع، متجاوزا إلى حد كبير تداعيات تقلبات أسعار النفط.
وقد أسهم في تعزيز هذا النجاح السياسات الاقتصادية التي اعتمدت على تخطيط استراتيجي طويل المدى، وتفعيل البرامج التنفيذية للخطة الخمسية الحالية، بما يضمن استدامة النمو ويعزز صلابة الاقتصاد في مواجهة التحديات.وفي دلالة بارزة على الفاعلية المتزايدة للأنشطة الاقتصادية خارج إطار النفط، سجل معدل نمو الاقتصاد غير النفطي خلال العام الماضي 3.9%.. هذا النمو المتسارع هو نتاج لكثير من المحفزات، من بينها توسيع الشراكات الاقتصادية، والاتفاقيات الاستثمارية، إضافة إلى الحراك النشط لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث بلغ حجم هذه الاستثمارات ـ وفق مؤشر الربع الأول من هذا العام 30.6 مليار ريال عُماني، مما يعكس الثقة المتزايدة التي تحظى بها سلطنة عمان كوجهة عالمية جاذبة لرؤوس الأموال.ولا شك أن الاتفاقيات الاستراتيجية، التي أبرمتها سلطنة عمان مع عدد من الاقتصادات الكبرى، فتحت آفاقا جديدة للتعاون والشراكات في مجالات واعدة مثل الهيدروجين الأخضر، كمحور مهم في مسار التحول الصناعي، إلى جانب تأسيس صناديق استثمارية مشتركة تعزز من تمويل مشروعات التنمية المستدامة، وفتح أسواق جديدة لتمكين القطاع الخاص.
ومما يستوجب الإشارة هنا، الدور الكبير لجهاز الاستثمار العُماني في استقطاب استثمارات مباشرة تجاوزت 3.3 مليار ريال عُماني، كما نجحت منصة «استثمر في عُمان» في توطين أكثر من أربعين مشروعا بقيمة تفوق ملياري ريال، في قطاعات حيوية تشمل السياحة، والصناعة، والتعدين، والطاقة المتجددة، والصحة، والأمن الغذائي، وجميعها تشكل روافد حقيقية للنمو، وتوفر فرصا واسعة للتوظيف وتنمية المهارات، إلى جانب إسهامها في إثراء المحتوى المحلي وتنشيط قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتمكين الشباب العماني في مجالات الابتكار والتقنيات الحديثة، خصوصا في الصناعات المستقبلية.
وعلى هذا المسار تواصل الحكومة دورها المحوري، من خلال تحديث السياسات التنظيمية، وتوفير بيئة محفزة للاستثمار، بما يضمن تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وتنمية الجوانب الاجتماعية وفق منهجية تراعي الاستدامة، وتزيد من قدرة مشاركة الأفراد في النشاط الاقتصادي، انطلاقا من قناعة راسخة بأن الإنسان العماني هو محور التنمية وغايتها.
وعلى هذا يمكننا القول إن ما تحقق حتى الآن من خطوات في الإصلاح الاقتصادي، وما يتم الإعداد له من خطط وبرامج، يؤكد أن سلطنة عمان تمضي نحو بناء اقتصاد تنافسي ومبتكر، يقوم على التنويع والمعرفة، ويستند إلى بنية قوية من الثقة والتكامل بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع، ما يمهد لمرحلة جديدة من النمو المتوازن والمستدام.
كم عمر الدرع وأبناء درع السودان وهل لديهم ثقافة حرب عمرها يتجاوز العشرين عام