ممر نتساريم .. طريق (إسرائيلي) لتقسيم غزة يصل إلى ساحل المتوسط
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
سرايا - أظهر تحليل أجرته شبكة CNN استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية أن الطريق الذي يشيده جيش الاحتلال الإسرائيلي ويقسم قطاع غزة إلى قسمين وصل إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، فيما أكد مسؤولون (إسرائيليون) أن ذلك "جزء من خطة أمنية للسيطرة على المنطقة لأشهر وربما سنوات مقبلة".
وتكشف صورة أقمار اصطناعية تعود إلى تاريخ 6 مارس أن الطريق بين الشرق والغرب، الذي كان قيد الإنشاء منذ أسابيع، يمتد الآن من منطقة الحدود بين غزة و(إسرائيل) عبر كامل القطاع الذي يبلغ عرضه حوالي 6.
وأفاد تحليل CNN بأن حوالي 2 كيلومتر (أو 1.2 ميل) من الطريق الذي تم بناؤه يتضمن جزءاً من طريق موجود بالفعل، بينما الباقي جديد.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي للشبكة الأميركية إنه يستخدم هذا الطريق "لجعل موطئ قدم عملياتي في المنطقة"، والسماح "بمرور القوات وكذلك المعدات اللوجستية".
وعندما سئل عن اكتمال الطريق، قال إنه كان موجوداً قبل الحرب، ويجري "تجديده" بسبب المركبات المدرعة "التي تُلحق الضرر به". وأضاف أن الطريق لا ينتهي في نقطة محددة أو يبدأ من نقطة معينة.
وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النقاب عن خطة، قالت CNN إنها اطلعت عليها، لمجلس وزرائه الأمني في 23 فبراير الماضي بشأن مستقبل غزة ما بعد "حماس"، بما في ذلك "نزع السلاح الكامل" للقطاع، وإصلاح أنظمة الأمن والإدارة المدنية والتعليم.
تحليل CNN لصور الأقمار الصناعية يظهر الطريق الذي يشيده جيش الاحتلال (الإسرائيلي) ويقسم غزة إلى قسمين وصل إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، 6 مارس 2024.
ويخشى الفلسطينيون الذين يعيشون في غزة من أن تزيد الخطط الأمنية (الإسرائيلية) لما بعد الحرب من تقييد حريتهم في التنقل، ويتذكرون أيام الاحتلال (الإسرائيلي) قبل عام 2005، عندما تم وضع نقاط تفتيش بين القرى المجاورة، وتم بناء طرق حصرية لربط المستوطنات (الإسرائيلية) ببعضها البعض، وبـ (إسرائيل).
"ممر نتساريم"
ويتقاطع "ممر نتساريم" الذي سُميّ على اسم مستوطنة نتساريم (الإسرائيلية) السابقة في غزة، مع أحد الطريقين الرئيسيين بين الشمال والجنوب في غزة، شارع صلاح الدين، لإنشاء تقاطع استراتيجي مركزي.
كما يبدو أنه يتصل بطريق الرشيد الذي يمتد على طول الساحل، كما تُبيّن صور الأقمار الاصطناعية. وقال فلسطينيون لشبكة CNN، إنهم يتذكرون أن ما يسمى بـ "مفترق نتساريم" كان موجوداً قبل عام 2005. وفي ذلك الوقت، كان الوصول إليه إلى حد كبير قاصراً فقط على المستوطنين (الإسرائيليين).
وقال وزير شؤون الشتات (الإسرائيلي) عميحاي شيكلي لـ CNN، إن الطريق الجديد "سيجعل من السهل" على الجيش (الإسرائيلي) شن غارات شمال مدينة غزة، وجنوبها إلى المنطقة الوسطى من قطاع غزة.
وسيكون للطريق، الذي قال إنه سيستخدم لمدة عام على الأقل، 3 مسارات واحد للدبابات الثقيلة والعربات المدرعة، وآخر للمركبات الخفيفة، وثالث لحركة أسرع. وقال إنه سيكون من الممكن القيادة على ممر نتساريم من بئيري، وهي مستوطنة (إسرائيلية) بالقرب من حدود غزة، إلى البحر المتوسط في 7 دقائق.
ولا يشارك شيكلي في السياسة العسكرية (الإسرائيلية)، ولكنه اقترح في يناير الماضي، مع أعضاء آخرين بالبرلمان (الإسرائيلي) (الكنيست) خطة لهزيمة "حماس" تضمنت خطوات للسيطرة على أجزاء استراتيجية من القطاع.
وقالوا حينها إن ممر نتساريم سيستخدم لـ"تمكين معالجة البنية التحتية تحت الأرض لحماس وجيوب المقاومة التابعة لها في شمال قطاع غزة".
وشددوا في الاقتراح على عدم السماح لسكان غزة بالعودة إلى الشمال على الأقل حتى يتم هدم جميع البنية التحتية تحت الأرض والتفكيك الكامل لهياكل المنطقة".
وضم المقترح أيضاً ممراً ثانياً في الجنوب أطلق عليه اسم "ممر صوفا". ولم يعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي الخطة، ولكنها تتضمن عناصر بدأت في الظهور، بما في ذلك ممر نتساريم.
"تقسيم القطاع إلى شطرين"
وتظهر سلسلة من صور الأقمار الاصطناعية قبل وبعد 7 أكتوبر كيف تقوم (إسرائيل) بتوسيع طريق قائم لبناء الممر.
وتظهر صورة تعود إلى 29 فبراير، قدمتها شركة Maxar Technologies، وقالت CNN إنها راجعتها، أجزاء من الطريق تم تجريفها حديثاً إلى الشرق والغرب من الطريق الحالي.
وتظهر صورة للأقمار الاصطناعية في 6 مارس قدمتها شركة Planet Labs، البناء الجديد يصل إلى الساحل.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في تجريف طريق لعرباته المدرعة بعد وقت قصير من إعلان الحرب ضد "حماس" في 7 أكتوبر.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التي تعود إلى نوفمبر ظهور مسارات الطريق، في وقت تحوّل فيه تركيز الجيش إلى مدينة غزة المحيطة، متقدماً من الشرق.
وفي أوائل أكتوبر، أمرت (إسرائيل) بإجلاء 1.1 مليون شخص من شمال غزة إلى جنوب وادي غزة، وهو شريط من الأراضي الرطبة يقسم القطاع.
وأتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي للقناة 14 العبرية المحسوبة على اليمين جولة في ممر نتساريم خلال فبراير، كشفت فيها عما وصفته بـ"منطقة عازلة" يتم العمل عليها حول الطريق.
وأظهر التقرير قوات من سلاح المهندسين بالجيش (الإسرائيلي) تعمل باستخدام جرافات وشاحنات وأدوات هندسية.
وقال اللفتنانت كولونيل شمعون أوركابي، قائد الكتيبة "601" من سلاح الهندسة القتالية، للقناة 14، إن الجنود كانوا مشغولين بتدمير أي بنية تحتية متبقية في المنطقة العازلة.
وأضاف: "لقد فتحت لنا هذه المساحة الكاملة من الأراضي، ما سمح لنا بالسيطرة على كل ما يحدث في هذا الممر".
وأضاف أن الجيش (الإسرائيلي) استخدم "كمية كبيرة من الألغام والمتفجرات" لتدمير المباني في منطقة المنطقة المفتوحة، وأن المباني المتبقية في المنطقة ستختفي "ربما قريباً".
ويظهر التقرير الذي بثته القناة 14 مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، على بُعد حوالي 380 متراً من الطريق، في حالة من الدمار والجنود يعملون في المنطقة.
وفي مقطع فيديو تمت مشاركته على "تيك توك"، وتم تحديد موقعه الجغرافي والتحقق منه بواسطة CNN، يمكن رؤية الجنود (الإسرائيليين) وهم يدمرون ما يبدو أنه مدخل مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني.
ويُظهر الفيديو، الذي نشره جندي (إسرائيلي) على منصة التواصل الاجتماعي في 22 فبراير، وتم حذفه منذ ذلك الحين، جنوداً في عربة مدرعة يقودون سياراتهم إلى المجمع الطبي.
وقال الجيش (الإسرائيلي) لـCNN، إنه دمر جزءً من "شبكة أنفاق" تحت مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، الذي ادعى أنه "يربط شمال وجنوب قطاع غزة".
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في فبراير، إن تدمير الجيش (الإسرائيلي) للمباني السكنية وغيرها من المباني المدنية في أماكن أخرى من قطاع غزة، على بعد كيلومتر واحد من السياج بين (إسرائيل) وغزة لإنشاء منطقة عازلة، قد يرقى إلى "جريمة حرب".
"حاجز الذل"
وقالت إميلي هاردينج، مديرة برنامج الاستخبارات والأمن القومي والتكنولوجيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن العاصمة لـ CNN، إن ممر نتساريم هو محاولة "للسيطرة على حركة السكان".
وأضافت أن الطريق الذي يقسم القطاع سيجعل من السهل "فحص الأشخاص الذين يتحركون ذهاباً وإياباً بين الشمال والجنوب ومحاولة معرفة ما إذا كان أي منهم من مقاتلي حماس".
وذكرت هاردينج أن التحدي الأكبر الذي تواجهه (إسرائيل) منذ أن بدأت العملية في غزة هو محاولة استئصال مقاتلي "حماس" المختبئين بين السكان المدنيين، مضيفة: "الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي من خلال معلومات استخباراتية تكتيكية جيدة على الأرض، ثم منعهم من التحرك فعلياً".
ويتذكر الكثيرون في غزة كيف كانت هذه القيود على الحركة قبل انسحاب (إسرائيل) من القطاع.
وخلال الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال (الإسرائيلي) من عام 2000 إلى عام 2005، والمعروفة باسم الانتفاضة الثانية، تم إغلاق ما يسمى بـ"مفترق نتساريم" بالكامل، حسبما قال جمال الرزي، وهو مدرس من مدينة غزة، لـ CNN.
وقال الرزي إن هذه المنطقة أصبحت تعرف بأنها نقطة ساخنة للاشتباكات بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين).
وزاد: "كان الجنود (الإسرائيليون) متمركزين عند المفترق طوال الوقت، ولأن المستوطنين (الإسرائيليين) استخدموه، لم نتمكن نحن الفلسطينيون في الغالب من استخدامه".
وخلال هذه الفترة، زادت (إسرائيل) من سياستها في فرض "إغلاقات داخلية"، بشكل أساسي لأمن المستوطنات، وفقا لتقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش عام 2004، إذ تركت طريقاً واحداً فقط بين النصفين الشمالي والجنوبي من قطاع غزة.
وعلى طول هذا الطريق كان هناك حاجزا التفتيش أبو حولي ومطاحن، اللذان قيّدا بشدة حركة التنقل.
وقال الرزي: "كان حاجز أبو حولي سيء السمعة"، متذكراً طريقاً من مدينة غزة إلى مدينة خان يونس الجنوبية "كان يستغرق أياماً" للسفر فيه، مضيفاً: "لقد وضعوا إشارة مرور هناك تتحول إلى اللون الأحمر فقط. من الأحمر إلى الأحمر. هل يمكنك تخيل ذلك؟ أتذكره بوضوح".
وذكر منذر العشي، وهو محام من مدينة غزة، لشبكة CNN، إنه نادراً ما كان حاجز أبو حولي مفتوحاً. وقد نشأ هناك ويتذكر الحركة "المستحيلة تقريباً" عبر الحاجز في بداية الألفية الثالثة. ووصفه بأنه "كان حاجزاً للذل".
وتابع: "أتذكر في ذلك الوقت أنني وإخوتي كنا نبيع الملابس. اعتدنا على الخروج في الصباح الباكر جداً للتوجه جنوباً. كانت نقطة التفتيش مفتوحة أحياناً، لكن في طريق العودة، كنا نقضي 8 أو 9 ساعات في المتوسط. وفي بعض الأحيان كان يبقى مغلقاً، وكان الناس يقضون لياليهم في الشوارع".
وأضاف: "ذكريات نقطة التفتيش تلك مؤلمة. تخيلوا 200 إلى 300 سيارة تنتظر عند نقطة التفتيش ليسمح لها الجنود (الإسرائيليون) بالمرور".
وأدت الحرب بين (إسرائيل) و حماس إلى نزوح كل من العشي والرزي من الشمال إلى مدينة رفح الواقعة في الجنوب.
وقال الرزي: "إذا لم يتعرض منزلنا في مدينة غزة للقصف، أود أن أعود إليه. كيف سأفعل ذلك إذا كانت هناك بوابات ونقاط تفتيش في طريقي؟".
وأضاف: "أكثر من ذلك، كيف نعمل هناك إذا تمكنت من العودة إلى الداخل؟ هل ستتبقى هناك بنية تحتية؟ والطرق التي يمكنني استخدامها؟". وتابع: "أنا معلم. هل ستكون هناك مدارس يمكنني التدريس فيها؟ هل سأتمكن من الوصول إليها؟".
إقرأ أيضاً : رئيس الأعيان: العدوان على غزة الأبشع بتاريخ البشرية الحديثإقرأ أيضاً : مسيرة تسقط قذيفتين على نقطة عسكرية للاحتلال في بيت حانون - (فيديو)إقرأ أيضاً : انهيار نفسي وفقدان أطراف .. نساء غزة يعانين بصمت من العدوان
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال غزة المنطقة غزة القطاع مدينة الاحتلال القوات المركبات رئيس الوزراء غزة الاحتلال غزة غزة الاحتلال صلاح مدينة المنطقة غزة الاحتلال القطاع الاحتلال مدينة غزة غزة الاحتلال العمل المنطقة المنطقة المنطقة مستشفى مستشفى مستشفى القطاع غزة غزة الاحتلال جمال مدينة المنطقة مدينة غزة مدينة مدينة الناس مدينة مدينة غزة جمال المنطقة مدينة الناس العمل مستشفى غزة الاحتلال المركبات صلاح رئيس الوزراء القوات تيك توك القطاع جیش الاحتلال الإسرائیلی صور الأقمار الاصطناعیة الطریق الذی فی المنطقة من الطریق أن الطریق مدینة غزة قطاع غزة غزة إلى فی غزة فی ذلک
إقرأ أيضاً:
الفارسي: تحرك اليونان في المتوسط انقلاب على تفاهمات ترسيم الحدود مع ليبيا
الفارسي: عطاءات اليونان في البحر المتوسط تمثل انقلابًا على تفاهمات سابقة مع ليبيا
تحذير من تجاهل النزاع الحدودي والتأكيد على أهمية إعادة الترسيم
ليبيا – رأى علي الفارسي، محلل أسواق الاقتصاد والطاقة، أن موافقة الحكومة اليونانية على طرح عطاءات دولية للتنقيب عن الهيدروكربونات في مناطق بحرية جنوب جزيرة كريت، يمثل انقلابًا فعليًا على المفاوضات السابقة بشأن ترسيم الحدود بين ليبيا واليونان، والتي أفضت إلى تفاهمات مبدئية تهدف إلى الحفاظ على مصالح البلدين.
دعوات ليبية لتعليق الاستكشافات
الفارسي أوضح، في تصريحات خاصة لموقع “العين الإخبارية”، أن المؤسسة الوطنية للنفط سبق أن طلبت من شركات النفط الغربية تعليق أي أنشطة استكشافية في هذه المناطق، باعتبارها محل نزاع قائم، إلى حين التوصل إلى تسوية قانونية تضمن عدم التفريط في الحقوق السيادية للدولة الليبية.
أهداف يونانية وازدواجية في المواقف
وأضاف أن التحركات اليونانية تهدف إلى تقليل الضغط التركي عبر البحث عن مواقع بديلة غنية بالموارد، مشيرًا في الوقت ذاته إلى تجاهل أثينا للأنشطة التركية المتواصلة قرب سواحلها، في دلالة على ازدواجية واضحة في التعامل مع الملفات الإقليمية.
الدعوة للتفاوض وترسيم الحدود
وأكد الفارسي أن أفضل السبل لحل مثل هذه النزاعات هو التفاوض المباشر دون تجاوز الطرف الآخر، مشددًا على أن المنطقة محل الجدل بحاجة إلى إعادة ترسيم دقيقة تحدد المناطق الاقتصادية الخالصة لكل طرف، بما يضمن حقه في استغلال موارده الطبيعية.
ليبيا خارج الحسابات الإقليمية؟
وفي ختام حديثه، دعا الفارسي إلى منح ليبيا مقعدًا دائمًا في منتدى غاز شرق المتوسط، معتبرًا أن استمرار غيابها عن هذا التجمع الإقليمي الهام يضعف موقفها في المفاوضات المتعلقة بالثروات البحرية، ويجعلها خارج الحسابات السياسية والاقتصادية، رغم دور المنتدى المحوري في نزع فتيل التوتر بين أعضائه وتنظيم التعاون في مجال الطاقة.