أصدر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ردا قويا على دعوة البابا فرانسيس الأخيرة لأوكرانيا للنظر في إجراء مفاوضات مع روسيا، مما أثار جدلا وإدانة من بعض الأوساط.

ورداً على اقتراح البابا بضرورة إظهار أوكرانيا "شجاعة الراية البيضاء" والدخول في محادثات مع روسيا، لجأ كوليبا إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتأكيد على صمود أوكرانيا.

وشدد على أن "علمنا أصفر وأزرق"، مسلطا الضوء على التزام الأمة الثابت بهويتها وسيادتها. وحث كوليبا الفاتيكان على الامتناع عن استخدام ما وصفها باستراتيجيات عفا عليها الزمن ودعا البابا لزيارة أوكرانيا لإظهار الدعم لشعبها.

وأثارت تصريحات البابا، التي أدلى بها خلال مقابلة مع إذاعة RSI السويسرية، غضبًا بين الأوكرانيين وأثارت انتقادات من الحلفاء الأجانب. وقد قوبلت دعوة فرانسيس لإجراء المفاوضات بالتشكيك في أوكرانيا، حيث رفض القادة باستمرار إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط الصراع العسكري المستمر والعلاقات الدبلوماسية المتوترة.

وأوضح المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني أن تصريحات البابا كانت مدفوعة باستخدام المحاور لصور العلم الأبيض، مما يؤكد من جديد مودة فرانسيس العميقة للشعب الأوكراني. ومع ذلك، فقد أثارت هذه التعليقات الجدل من جديد حول دور الدبلوماسية في حل الصراع الأوكراني الروسي.

وفي حين ردد بعض المسؤولين الأجانب، بما في ذلك وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، دعوة البابا إلى الحوار، أكد آخرون، مثل رئيس لاتفيا إدجارز رينكيفيتش، على أهمية مقاومة الشر بدلاً من الاستسلام له.

ويأتي الجدل الدائر حول تصريحات البابا وسط جهود دبلوماسية مكثفة، بما في ذلك الزيارات الأخيرة التي قام بها مبعوثون أجانب ورحلة الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى تركيا. وقد ورد ذكر فرانسيس كوسيط محتمل خلال زيارة زيلينسكي، مما يؤكد أهمية الدبلوماسية الدولية في معالجة الأزمة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الفاتيكان للتدقيق بسبب تصريحات البابا بشأن روسيا وأوكرانيا. وقد استلزمت الخلافات السابقة توضيحات من الكرسي الرسولي، مما سلط الضوء على الطبيعة الدقيقة للعلاقات الدبلوماسية في المنطقة.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تصریحات البابا

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري: التصوف تربية أخلاقية.. وليس لباسًا سطحيًا

أكد الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، أن التصوف الحقيقي لا علاقة له بما يروجه البعض من مظاهر كالملابس أو العادات التي تربط بين الشيخ والمريد بطريقة تتنافى مع تعاليم الإسلام.

وأوضح العالم الأزهري، في بيان، اليوم الأحد، أن التصوف يعتمد في جوهره على تزكية النفس، والتقرب إلى الله بالذكر والعمل الصالح، وأنه منهج روحي عميق يقوم على الزهد والورع والتأمل في معاني الحياة والوجود.

التصوف ليس لباسًا معينًا

وأضاف: «التصوف ليس لباسًا معينًا أو طقوسًا سطحية، بل هو تربية أخلاقية وروحية تهدف إلى الوصول إلى الإخلاص لله في كل شيء، والعلاقة بين الشيخ والمريد في التصوف هي علاقة تعليم وتوجيه نحو السلوك الحسن، وليست علاقة خضوع أو تبعية عمياء كما يظن البعض».

وأشار العالم الأزهري، إلى أن هناك دخلاء على التصوف يحاولون تشويه صورته من خلال تصرفات وسلوكيات لا تمت بصلة للتصوف الأصيل، مما يسبب خلطًا لدى الجمهور ويؤدي إلى فهم مغلوط لهذا المنهج الروحي، مشددًا على ضرورة العودة إلى جوهر التصوف الحقيقي الذي يركز على تهذيب النفس والقرب من الله، بعيدًا عن أي ممارسات خاطئة أو مغالطات، قائلا: «في تصرفات كثيرة وأمور خطيرة، قد تجد شيخ طريقة لا يصلى الجمعة، وقد ترى البعض يدعى إن من يحبه يدخل الجنة، وكى هؤلاء دخلاء على الصوفية».

مفهوم الإحسان

وتابع: «خلاصة التصوف تكمن في مفهوم الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، الإحسان في التصوف يتجاوز الطقوس الظاهرة ليصل إلى لب الإيمان العميق حيث يسعى الصوفي إلى تنقية القلب من الشوائب والارتقاء بالنفس إلى أعلى مراتب القرب من الله، فالإحسان ليس مجرد أعمال ظاهرية بل هو حال باطني يشعر فيه المؤمن بحضور الله في كل لحظة وكل فعل».

واختتم تصريحاته، قائلا: «يركز التصوف على أن يكون الإحسان هو سمة المسلم في تعامله مع الله ومع خلقه، فالصوفي لا يكتفي بأداء العبادات، بل يسعى إلى أن يعكس النور الإلهي في أخلاقه وتصرفاته اليومية، سواء في العبادة أو التعامل مع الآخرين، الإحسان هنا يعني أن ترتقي بأفعالك وأقوالك، وتكون نموذجًا للتواضع، الإخلاص، والمحبة، محققًا بذلك الانسجام بين الظاهر والباطن في حياتك الروحية».

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: التصوف تربية أخلاقية.. وليس لباسًا سطحيًا
  • عالم أزهري عن صلاح التيجاني: متشبّه وليس متصوّفا «فيديو»
  • «أبيض الشباب» يكسب لبنان بـ «ثلاثية» في تصفيات آسيا
  • دور المؤسسات الدولية والإقليمية  في دعم أهداف الدبلوماسية
  • قرار قضائي جديد ضد المتهم بضرب صديقه بسلاح أبيض في الجيزة
  • الاحتلال يغلق نافذة الدبلوماسية مع حزب الله.. ونتنياهو يهدد
  • كييف تعلن تقييد استخدام المسؤولين الأوكرانيين والعسكريين تطبيق تليغرام "لأسباب أمنية"
  • ضبط 96 طن دقيق أبيض وبلدي خلال حملات على المخابز
  • «أبيض الشباب» يبدأ تصفيات كأس آسيا أمام لبنان
  • نصر الله للإسرائيليين: الرد هو ما سترون وليس ما تسمعون