مليون دولار مقابل كل سفينة.. رابطة مالكي السفن الألمانية تكشف تكلفة تحويل الملاحة عن البحر الأحمر
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
أعلنت رابطة مالكي السفن الألمانية، الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024، أن تحويل الملاحة عن البحر الأحمر واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، يكلف كل سفينة مبلغاً إضافياً قدره مليون دولار.
ونقل موقع ShippingWatch عن الرابطة قولها: "تعليقاً على الأوضاع الجيوسياسية.. فإن عمليات التحويل الحالية لتجنب البحر الأحمر تكلف المشغلين مليون دولار لكل جولة".
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 غيّرت غالبية شركات الملاحة العالمية وجهاتها بعيداً عن البحر الأحمر، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، خاصة لأية رحلات مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.
ويتكون الأسطول التجاري الألماني من 1800 سفينة بحمولة إجمالية تبلغ 47 مليون طن، مما يجعلها سابع أكبر دولة شحن في العالم؛ كما تعد ألمانيا أكبر مشغل لسفن الحاويات بحمولة 29 مليون طن.
يُذكر أنه في أواخر فبراير/شباط الماضي، كشف مسؤول في واحدة من أكبر شركات الشحن في العام أن اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر ستستمر لأشهر، بينما تواصل جماعة الحوثي قصفها للسفن التجارية في المنطقة؛ رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
حيث قال رودولف سعادة، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة شحن الحاويات الفرنسية العملاقة سي.إم.إيه سي.جي.إم، إن الشركة تتوقع استمرار اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر لأشهر.
بينما لجأت شركات الشحن إلى تحويل السفن لطريق أطول وأكثر كلفةً حول جنوب القارة الأفريقية، بعد أن بدأ المسلحون الحوثيون في اليمن شن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن في نوفمبر/تشرين الثاني.
كما ذكر سعادة أنه "من المحتمل أن يستمر اضطراب حركة الشحن في البحر الأحمر لعدة أشهر"، وقال لرويترز إن شركة سي.إم.إيه سي.جي.إم علقت معظم رحلاتها في البحر الأحمر؛ لكنها لا تزال ترسل بعض الشحنات على أساس كل حالة على حدة عندما يكون من الممكن توفير مرافقة من البحرية الفرنسية.
بينما تكثف حركة الحوثي اليمنية هجماتها على السفن في البحر الأحمر، أصدرت بعض شركات الشحن تعليمات للسفن بالإبحار بدلاً من ذلك حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وهو طريق أطول ومن ثم أكثر كلفة.
و"تضامناً مع غزة" التي تواجه حرباً إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، مؤكدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.
ومنذ مطلع العام الجاري يشن التحالف الذي تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، رداً على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيدياً لافتاً في يناير/كانون الثاني، أعلنت "الحوثي" أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر شركات الشحن الملاحة البحرية الحوثي فی البحر الأحمر الشحن فی
إقرأ أيضاً:
تكلفة الصاروخ الواحد 12.7 مليون دولار.. صراع إسرائيل وإيران يكشف هشاشة ترسانات الدفاع الأمريكي
كشفت شبكة “سي إن إن” الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة استنفدت نحو 25% من مخزونها من صواريخ الدفاع الجوي “ثاد” (THAAD) خلال الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في يونيو الماضي، واستمرت 12 يومًا.
ووفقاً للتقرير، أطلقت القوات الأمريكية المشاركة في الدفاع عن إسرائيل أكثر من 100 إلى 150 صاروخ “ثاد” لاعتراض وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية، ما شكل استنزافاً كبيراً لأحد أهم أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية وأكثرها تكلفة.
وتملك واشنطن حاليًا سبعة أنظمة “ثاد”، وقد استخدم اثنان منها في الصراع الأخير، بحسب التقرير. وأكد مسؤولون عسكريون سابقون وخبراء في الدفاع الصاروخي أن هذا الاستخدام المكثف كشف عن ثغرات كبيرة في الجاهزية الدفاعية الأمريكية، كما أثار قلقًا واسعًا بشأن قدرة وزارة الدفاع على تعويض هذا الاستنزاف في الوقت المناسب.
وفي الوقت الذي استخدمت فيه القوات الأمريكية ما يعادل ربع المخزون، لم تشترِ الولايات المتحدة في العام الماضي سوى 11 صاروخًا جديدًا فقط من طراز “ثاد”، وتخطط للحصول على 12 صاروخًا آخر فقط خلال العام المالي الحالي، بحسب بيانات الميزانية الفيدرالية لعام 2026.
وصرّح مسؤول دفاعي للشبكة أن البنتاغون “يدرس بعناية مستويات مخزون زمن الحرب من الذخائر الأساسية، ويعمل على توسيع الطاقة الإنتاجية بشكل كبير”، مشيراً إلى أن ميزانية عام 2026 تتضمن 2.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج الصواريخ والذخائر، و1.3 مليار دولار إضافية لتحسين سلاسل التوريد الدفاعية.
أشار التقرير أيضًا إلى أن الاستنزاف السريع لنظام “ثاد”، الذي تصنعه شركة “لوكهيد مارتن” وتبلغ تكلفة كل صاروخ منه نحو 12.7 مليون دولار، يأتي في وقت يشهد فيه الدعم الشعبي الأمريكي للدفاع عن إسرائيل تراجعًا كبيرًا، وهو ما يفرض ضغوطًا إضافية على صناع القرار في واشنطن.
على صعيد آخر، ذكر التقرير أن تقييمًا استخباراتيًا أوليًا أفاد بأن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية لم تدمر البنية التحتية الأساسية للبرنامج النووي، بل ربما أعادت تأخيره لبضعة أشهر فقط. لكن وكالة المخابرات المركزية (CIA) رفضت هذا التقييم، مؤكدة أن البرنامج تعرض لأضرار جسيمة.
رغم تأكيد وزارة الدفاع الأميركية على الجاهزية والقدرة على الرد على التهديدات، فإن الاستنزاف غير المسبوق لمنظومة “ثاد” خلال صراع إقليمي محدود نسبياً، يطرح أسئلة جدية حول الجاهزية الاستراتيجية الأمريكية في أي مواجهة أوسع، خصوصاً في ظل تنامي التوترات مع الصين وروسيا.