صلاة التراويح.. كيفية صلاتها و عدد الركعات
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
صلاة التراويح صلاة سُنة ليست فرضاً، و يبدأ وقتها بعد أداء فرض صلاة العشاء، والأفضل أن تُصلى بعد السنة، ولا يصح أدائها قبل صلاة العشاء، ويستمر وقتها إلى طلوع الفجر، ولا تُقضى بعد انتهاء وقتها.
عدد ركعاتهاتم الاختلاف على عدد ركعات صلاة التراويح، فذهب الفقهاء من الحنفية، و المالكية في المشهور عندهم، و الشافعية، و الحنابلة إلى أن صلاة التراويح عشرون ركعة دون صلاة الوتر، وتُؤدي الوتر ثلاث ركعات، و ذهب الإمام مالك في رواية إلى أنها 36 ركعة غير صلاة الوتر، وثبت في «الصحيحين» عن أم المؤمنين السيدة عائشة «رضي الله عنها»: «ما كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يزيدُ في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة منها الوتر»، لذا يقول ابن تيمية «رحمه الله»: «و التراويح إن صلاها كمذهب أبي حنيفة، و الشافعي، و أحمد: عشرين ركعة، أو كمذهب مالك: ستاً وثلاثين، أو ثلاث عشرة، أو إحدى عشرة، فقد أحسن لعدم التوقيف فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره»، أنه من استطاع صلاتها عشرين ركعة فقد أتى بالكمال، و من لم يستطع صلاة العشرين صلى ما في استطاعته، و يكون بذلك مأجوراً أيضاً.
يمكن صلاة التراويح منفرداً، ويجوز للمرء أن يؤدي صلاة التراويح منفرداً إن فاتته الجماعة في المسجد، فيجوز أن يؤديها في البيت، لأنها من صلوات النوافل، إلى أن أدائها في جماعة في المسجد أفضل، فتُصلى صلاة التراويح ركعتين ركعتين، فيسلم المصلي بعد كل ركعتين، لأنّ التراويح تعد من صلاة الليل التي قال فيها الرسول «صلى الله عليه وسلّم»: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى)، ويجوز للمصلي أن يستريح بالجلوس قليلاً بعد كل أربع ركعات من صلاة التراويح، وإن أراد ترك الجلوس، وذلك باتّفاق الفقهاء.
كيفية صلاتها جماعةو من الممكن أدائها جماعة في البيت، حيث يكون وقوف المأمومين مع الإمام بحسب عددهم، فإن صلّى مع الإمام رجل واحد، يقف على يمينه محاذياً له، وإن صلى مع الإمام رجلان فأكثر، يقفان خلفه في صف واحد باتّفاق العلماء من الصحابة وغيرهم، وذهب الصحابي عبد الله بن مسعود «رضي الله عنه» إلى أنهما يقفان على جنبي الإمام أحدهما عن يمينه و الآخر عن يساره، و إن صلى مع الإمام ثلاثة فأكثر، فإنهم يقفون خلفه باتفاق أهل العلم، و يجب على المأموم أن يتابع إمامه في جميع أفعاله، لأمر النبي «صلى الله عليه وسلم» بمتابعة الإمام، فلا يجوز للمأموم أن يسبق الإمام في أفعال الصلاة، ولا أن يجاريه فيها، ولا أن يتأخّر عنه، و إنما يأتي بالفعل بعد أداء الإمام له مباشرة.
أما المرأة فإن الأفضل لها أن تؤدي صلاة التراويح في بيتها، و يجوز لها الخروج إلى المسجد لأدائها بشرط الإذن لها بالخروج، مع الالتزام بالضوابط التي نصت عليها الشريعة عند خروجها من المنزل، و عند صلاتها لصلاة التراويح جماعة في البيت، فتقف بصف خلف الرجال، و أن كانت ستؤديها مع نساء البيت، تقف المرأة التي تؤم النساء في الوسط، لا تقف أمامهن، و أنه يجوز للمرأة التي تؤم النساء أن ترفع صوتها بالتكبير، و تجهر بقراءة القرآن، لتستفيد باقي النساء من قراءتها.
وختاما فإن صلاة التراويح ليست بفرض، والدين يسر، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، لذا فتاركها لا وزر عليه، لكنه يأثم إن عطل بها واجباً أو أهمل في فرض.
اقرأ أيضاًاللهم نسألك العفو والعافية.. دعاء صلاة التراويح في رمضان
حكم تارك صلاة التراويح.. وهل يمكن قضاؤها في اليوم التالي؟
ما حكم من يترك صلاة التراويح مضطرا بسبب ظروف العمل؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التراويح دعاء صلاة التراويح صلاة التراويح صلاة التراويح في البيت صلاة التراويح في المسجد صلاة التراويح في المنزل عدد ركعات صلاة التراويح كم عدد ركعات صلاة التراويح كيف صلاة التراويح كيفية صلاة التراويح كيفية صلاة التراويح في البيت كيفية صلاة التراويح للنساء في البيت صلاة التراویح مع الإمام إلى أن
إقرأ أيضاً:
حكم إخفاء أغراض الآخرين بقصد المزاح.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا بقول صاحبه: ما حكم إخفاء أغراض الآخرين بقصد المزاح؟ حيث يقوم بعض الأصدقاء أحيانًا بإخفاء أغراض زملائهم بغرض المزاح وعمل ما يُسمَّى بـ (المقالب). فما حكم ذلك شرعًا؟
وأجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمي عن السؤال قائلة: يحرم المزاح المشتمل على ترويع الآخرين وإخافتهم وأخذ أموالهم وأمتعتهم وإخفائها على جهة المزاح؛ جاء في "مسند الإمام أحمد" عن عبد الله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهم، أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا، وَلَا جَادًّا».
المزاح من وسائل الترويح عن النفس
وأشارت الى أن المزاح من وسائل الترويح عن النفس التي يتناولها النَّاس في حياتهم من أجل تناسي الهموم، وتخفيف الضغوطات اليومية، والتسلية، والـتخلص من الملل، وإدخال السعادة والسرور على الآخرين.
ولأن المزاح مما ينشر السرور واللطف ويشيع البهجة في حياة الناس كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمزح مع أهله وأصحابه والأطفال الصغار؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ». قال أبو أسامة: يعني: يُمَازِحُهُ. رواه أبو داود والترمذي في "سننيهما" وأحمد في "مسنده".
قال الإمام شهاب الدين الرملي في "شرح سنن أبي داود" (19/ 160، ط. دار الفلاح): [قيل: إنَّ هذا من جملة مزحه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولطيف أخلاقه؛ لأنَّ كل أَحد له أذنان تثنية أذن.. وعلى القول الأول أنّه من جملة مزحه، فيُحمل على أنَّه قاله لأنس في صغره قبل البلوغ؛ فإنَّه كان أكثر مزحه مع النساء والصبيان؛ تلطفًا بهم دون أكابر الصحابة رضي اللَّه عنهم] اهـ.
حكم إخفاء أغراض الآخرين بقصد المزاح
وأوضحت أنه يحرم المزاح المشتمل على ترويع الآخرين وإخافتهم وأخذ أموالهم وأمتعتهم وإخفائها على جهة المزاح؛ جاء في "مسند الإمام أحمد" عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنَّهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسيرٍ، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى نَبْلٍ معه فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع، فضحك القوم، فقال: «مَا يُضْحِكُكُمْ؟»، فقالوا: لا، إلا أنا أخذنا نَبْلَ هذا ففزع، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا»، وعن عبد الله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهم، أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا، وَلَا جَادًّا».
قال الإمام ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" (10/ 287، ط. المكتبة التجارية): [إن ما يفعله الناس من أخذ المتاع على سبيل المزاح حرام؛ وقد جاء في الحديث: «لَا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ لَاعِبًا جَادًّا» جعله لاعبًا من جهة أنه أخذه بنية رده، وجعله جادًّا؛ لأنه روع أخاه المسلم بفقد متاعه] اهـ.
وقال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" (5/ 379، ط. دار الحديث): [قوله: (لَاعِبًا) فيه دليلٌ على عدم جواز أخذ متاع الإنسان على جهة المزح والهزل.. وقوله: (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا) فيه دليلٌ على أنه لا يجوز ترويع المسلم ولو بما صورته صورة المزح] اهـ.
وقال الإمام المناوي في "فيض القدير" (6/ 447، ط. المكتبة التجارية): [(لا يحل لمسلم أن يروع) بالتشديد أي: يفزع (مسلمًا) وإن كان هازلًا؛ كإشارته بسيف أو حديدة أو أفعى أو أخذ متاعه فيفزع لفقده؛ لما فيه من إدخال الأذى والضرر عليه، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده] اهـ.