كتب صلاح سلام في" اللواء": تقاطرت زيارات الموفدين الدوليين إلى بيروت في الشهرين الماضيين، لإجراء محادثات عاجلة مع المسؤولين اللبنانيين، محورها الوحيد الوضع المتفجر على الحدود مع إسرائيل، وأهمية تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١، الذي أوقف حرب تموز ٢٠٠٦، وأعاد الهدوء إلى المناطق الجنوبية، طوال الفترة التي سبقت إندلاع الحرب على غزة.
بعض الزوار الأوروبيين حمل نصائح للبنان بضرورة تجنب الإنزلاق إلى أتون الحرب في الجنوب، فيما البعض الآخر نقل تحذيرات من الجانب الإسرائيلي تهدد بشن حرب مفتوحة ضد لبنان. والطرفان حثّا من إلتقوهم من المسؤولين السياسيين والعسكريين على ضرورة الإعلان عن الإستعداد الكامل لتنفيذ القرار ١٧٠١، والعمل على وقف إطلاق النار في الجنوب.
وكان جواب المسؤولين اللبنانيين واضحاً، نحن من نطالب في تنفيذ القرار الأممي ، ولكن الجانب الإسرائيلي هو من عطّل تنفيذ هذا القرار الهام بالنسبة للبنان، لأنه ينص على الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجانب اللبناني من بلدة الغجر، وترسيم الحدود البرية مع الجانب الإسرائيلي، والعودة إلى الحدود المعترف بها دولياً، والتي بنيت على أساسها إتفاقية الهدنة عام ١٩٤٩، فضلاً عن حصر السلاح بالسلطة الشرعية، ومنع أي وجود مسلح في جنوب الليطاني.
ولكن تل أبيب لم تلتزم بمندرجات هذا القرار، وإستمرت في خرق السيادة اللبنانية، جواً وبراً وبحراً، ولم تعترف بلبنانية مزارع شبعا، وماطلت بالإنسحاب من تلال كفرشوبا، ورفضت الخوض في مفاوضات غير مباشرة وفق إتفاقية الهدنة، حول النقاط المختلف عليها على الخط الأزرق، من B1 إلى آخر موقع على سفوح جبل الشيخ.
وعدم إلتزام الجانب الإسرائيلي ببنود القرار ١٧٠١، جوبه برفض الجانب اللبناني التقيد ببنود القرار الدولي من جانب واحد، فيما الطائرات الإسرائيلية تخرق الأجواء اللبنانية في عمليات شبه يومية. فبقي التواجد الحزبي المسلح جنوب الليطاني ناشطاً، ويخوض حزب الله اليوم مع فصائل مسلحة أخرى، «حرب المساندة» لغزة، متفرداً بقرار الحرب والسلم، في ظل عجز السلطة الشرعية المتمادي، وتلاشي دور الدولة بسبب سياسة التعطيل المتعمد للمؤسسات الدستورية، وهيمنة الإنقسامات العامودية والطائفية على القرار السياسي.
ورغم التملص الإسرائيلي الفادح من إلتزامات القرار الدولي، يأتي الموفدون ليسألوا المسؤولين اللبنانيين: لماذا لا تنفذوا القرار ١٧٠١؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجانب الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
ندوة توعوية حول مخاطر المخدرات بضنك
أقيمت اليوم بقاعة الجفير بولاية ضنك ندوة توعوية بعنوان "عقلك هويتك لا تضيعه بالمخدرات"، برعاية سعادة الشيخ مسلم بن أحمد المعشني، والي ضنك رئيس اللجنة الصحية بالولاية، وذلك بهدف تعزيز جهود المجتمع للتصدي لآفة المخدرات والمؤثرات العقلية.
واشتملت الندوة على محورين رئيسيين، تناول الأول ثلاثة جوانب: الصحية، والقانونية، والدينية، واستُهل بمشهد مسرحي توعوي قدّمه فريق وهج الخيال، عكس من خلاله آثار المخدرات على الفرد والمجتمع.
وفي الجانب الصحي، قدّم يحيى بن صالح الريامي، أخصائي الصحة النفسية بالمكتب التنفيذي للجنة الوطنية للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، ورقة عمل بعنوان "المخدرات والمؤثرات العقلية والأضرار الناتجة عن تعاطيها"، سلّط فيها الضوء على آثارها النفسية والجسدية والاجتماعية.
أما في الجانب القانوني، فقد تناول الرائد عبدالله بن حمود البادي، مساعد مدير إدارة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بقيادة شرطة محافظة الداخلية، في ورقته المعنونة بـ"القوانين والتشريعات المتعلقة بالمخدرات"، العقوبات القانونية والجهود الأمنية المبذولة في هذا المجال، مستعرضًا لمحة عن المادة (51) من قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، التي تنص على عدم إقامة الدعوى الجنائية على من يتقدم للعلاج طوعًا، إلا في حال الضبط متلبسًا أو إقامة دعوى مسبقة.
وفي الجانب الديني، قدّم عبدالمحسن بن خميس الشكري، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ورئيس لجنة الزكاة بالولاية، ورقة بعنوان "أم المنكرات من تعاطي المخدرات"، أكّد فيها خطورة المخدرات من منظور ديني، وحرمتها لما تسببه من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع.
أما المحور الثاني، فتناول موضوع الهوية والمواطنة، حيث قدّم خليفة بن حارب اليعقوبي، رئيس قسم الإرشاد والاستشارات الأسرية، ورقة عمل سلّطت الضوء على أهمية الهوية الوطنية في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك، مشيرًا إلى أبرز التحديات المتمثلة في ضعف الوعي بحقوق وواجبات المواطنة، وتأثير بعض محتويات وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الفجوة بين الأجيال في فهم مفاهيم الانتماء والمواطنة.
كما شهدت الندوة تدشين الشعار الفائز في مسابقة أفضل شعار لفريق المسابقة المجتمعية للحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية بالولاية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتشجيع المبادرات الشبابية في هذا المجال.