خطأ شائع عند الدعاء يؤخر الإجابة.. ملتقى رمضانيات نسائية بالجامع الأزهر يوضحه
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر، اليوم الاثنين، فعاليات ملتقى الظهر بعنوان: "رمضانيات نسائية"، برواق الشراقوة، وناقش درس اليوم موضوع "الدعاء: تعريفه، أنواعه، كيفيته، شروط استجابته"، بمشاركة الدكتورة فاطمة الزهراء محمد محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، والواعظة هدى محمد عبيد الشاذلي، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.
قالت الدكتورة فاطمة الزهراء محرز، إن الدعاء هو الرغبه الى الله وسؤاله وحده بطلب ما ينفع الداعي ودفع ما يضره، وقد أمرنا الله بالدعاء وتكفل بالإجابة، مصداقا لقوله تعالى "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"، وللحديث النبوي "ينزل ربنا الى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول هل من سائل فأعطيه سؤله هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه"، مضيفة أن الدعاء منهج الأنبياء والرسل فمن دعاء إبراهيم عليه السلام "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"، ومن دعاء موسى عليه السلام "رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي"، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس..".
وبينت الواعظة هدى محمد عبيد الشاذلي، أن الدعاء هو طلب ما ينفع الداعي، وكشف ما يضره، وهو الرغبة إلى اللَّه تعالى وإظهار غاية التذلل والافتقار إليه والاستكانة له والسمو في عبوديته بإظهار التذلل والخضوع، موضحة أن الدعاء نوعين هما: دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ومن شروط استجابته التضرع وكثرة الإلحاح والتكرار، وألا تتبرم إذا أبطأت عليك الإجابة؛ فإن الله يستجيب لعبده ما لم يعجل، وأن توقن بالإجابة والتأدب في الدعاء وعدم الاعتداء في الدعاء أن يدعو الإنسان بما لا يجوز أو المستحيلات الشرعية، مع عدم التكلف في الدعاء والإطالة المفرطة والمبالغة في السجع،
وأضافت الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية أن الدعاء له أوقات استجابة مثل ليلة القدر وبين الأذان والإقامة ويوم عرفة، وأماكن استجابة أيضا مثل الصفا والمروة وعند المشعر الحرام وداخل الكعبة، مشيرة إلى أنه من أسباب استجابة الدعاء الإخلاص والاستغفار واستقبال القبلة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وموافقة ساعات وحالات ومواضع استجابة الدعاء، ومن موانع استجابته ارتكاب الذنوب، أكل الحرام، الظلم، واللهو.
ومن جانبها، قالت الدكتورة حياة عيسى أن على المؤمن أن يجعل حظه من الدعاء لله من باب الذلة والعبودية لا الإجابة؛ لأنك حينما تدعو الله فقد تيقنت أن أسبابك كبشر لا تقوى على هذا؛ ولذلك سألت من؟ سألت الله الذي يقدر عليها وسألت من يملكها، مصداقا للحديث القدسي: "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"، مضيفة أن العبد حين يتبرم من عدم استجابة الدعاء فمن الخير له ألا يجاب، ولن يتركك الله فإنك يلفت نظرك إلى شئون خلقه لتعلم أن عدم إجابة الدعوة كان هو عين الخير، مبينة أن من أهم شروط الدعاء الثقة في الله تعالى والإيمان بحبه أن يدعوه عبده.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر- ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر رمضانيات نسائية الدعاء استجابة الدعاء بالجامع الأزهر أن الدعاء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟.. الأزهر يحذر من خطأ نهى عنه النبي
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المسلم عن تعليق الدعاء على المشيئة، مستشهدًا بحديثه الشريف: «إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فاعطني فإنه لا مستكره له»، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له».
هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن تعليق الدعاء على المشيئة أمر مرفوض وكَرِهَه العلماء، لأن يقين المؤمن الثابت أن الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ويعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ويغني ويعز ويذل بمشيئته المطلقة، فلا أحد يكره الله على شيء.
حكم تعليق الدعاء على المشيئةوبيّن رئيس جامعة الأزهر أن المسلم إذا دعا الله فعليه أن يجزم في الدعاء، فلا يقول: "اللهم ارزقني إن شئت" أو "اللهم استرني إن شئت"، لأن هذا التعليق يُشعر ـ في ظاهره ـ كأن الداعي مستغنٍ عن مطلوبه أو مستغنٍ عمن يطلب منه، وهذا من العبث الذي لا وجه له، ولذلك نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وتوقف العلماء ـ كما أوضح الدكتور سلامة داود ـ أمام حديث نبوي شريف ورد في مسند الإمام أحمد، يظهر في ظاهره أنه يعارض هذا الأصل، وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره خروج ثلاثة من أهل الجنة، قال في الثالث منهم: «اللهم إن شئت جعلته عليًا، اللهم إن شئت جعلته عليًا، اللهم إن شئت جعلته عليًا»، فكان الخارج هو سيدنا علي رضي الله عنه، وهذا التعليق على المشيئة استدعى بحث العلماء، لأنه يبدو مخالفًا لحديث عزم المسألة.
هل تجوز الزكاة لقريبتي إذا كان زوجها لا يوفر احتياجات البيت؟.. الإفتاء توضح الفئات المستحقة
حكم شراء سلعة لشخص ثم بيعها له بسعر أعلى.. أمين الإفتاء: لا يجوز شرعا في حالة واحدة
ما مقدار الزكاة على شهادة البنك بقيمة 300 ألف جنيه؟.. أمين الإفتاء يجيب
حكم مشاركة المرأة الحائض في الغسل ودفن والدتها.. الإفتاء تجيب
وفسّر العلماء ذلك بأن التعليق على المشيئة الذي نُهي عنه سببه أنه قد يُفهَم على أنه استغناء عن المطلوب أو عن فضل الله، وهذا الظن لا يرد مطلقًا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو في أعلى مراتب العبودية والخضوع لله، ولا يُتَصوَّر في حقه أدنى استغناء، ولذلك كان ذلك من خصوصياته النبوية التي لا تُقاس عليها الأمة.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن تعليق الدعاء على المشيئة جائز للنبي صلى الله عليه وسلم لارتفاع مقامه، لكنه غير جائز لغيره من المؤمنين، لأن غيره قد يقع في مظنة الاستغناء التي من أجلها نُهي الناس عن هذا الأسلوب.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن مقاصد الشريعة في هذا الباب تهدف إلى ترسيخ اليقين الكامل بالله والإلحاح في الدعاء دون تردد أو تعليق.