عدنان نصار منذ أكثر من 13 عاما ، لم تتحد أحزاب سياسية اردنية قومية واسلامية ويسارية واشتراكية ، كما فعلت مساء “الثلاثاء الرافض” لمشروع قانون الجرائم الالكترونية الذي تسعى الحكومة الأردنية لتمريره من خلال مجلس النواب ، ومناقشة بعض تعديلاته يوم غد الخميس. مشروع القانون سيء الصيت ، الذي فعلا يعتبر من اسوأ ما فكرت به حكومات اردنية منذ ما يقارب نصف قرن من مسيرة الدولة الاردنية.

.نقول ، أسوأ لأن القانون ببنوده العقابية والمانعة للحريات لم تفكر  أي دولة بدائية في الديمقراطية في العالم ..نقول الأسوأ ، لأن “القانون المنتظر”  يعد مخالفة صريحة وواضحة لحق حرية التعبير الذي كفله الدستور الاردني سواء حق التعبير بالكتابة، او بالرسم أو بالقول لطالما ان الرقابة الذاتية سواء الصحفية ،او السوشيال ميديا او الخطابية وغيرها من وسائل التعبير خاضعة اصلا لقيم انسانية ورقابة ذاتية وصدقية مهنية صحفية ، وإحساس نبيل بأهمية النقد الهادف الى التقويم. ليس صحيحا ، ان حرية التعبير الشعبي الاردني قد خرجت من نطاق الحكمة والصدقية ودخلت في دائرة المهاترات والاتهامات الباطلة ، فما تحمله آلة التعبير الأكترونية تعكس حالة حقيقية قي غالبيتها المطلقة لحجم الوجع الاردني الشعبي الناتج اصلا من تراكمات في اخطاء فادحة ارتكبتها حكومات اردنية متعاقبة بحق البلد والانسان ، وفي مقدمتها اخطاء اقتصادية وضعت عنق الاتسان الاردني على مقصلة المذبح والعوز واوصلت الناس الى اسوأ مقياس اقتصادي عرفته المعايير الدولية ،دون اي ذنب للانسان الاردني في كل هذه التراكمات. مشروع قانون الجرائم الإلكترونية الجديد، الذي احتل مركز الصدارة في أحاديث النخب والعامة ،والمجالس والمدارس والدواوين ، حتى وصل الحديث في هذا القانون دور العبادة ، ودوائر رسمية في الاطراف ..بل تعدى امر الحديث الى ربات البيوت ،  مما يعني أن مشروع القانون شغل كل مكونات المجتمع الأردني في سابقة توحد فيها الحديث بين كل هذه المكونات نظرا لاهميتها وقفة الاحتجاج الكبيرة التي دعت اليها تنسيقية سحب مشروع قانون الجرائم الإلكترونية، أمام مجلس النواب ، أعادت إلى المسار السياسي الشعبي توحيد “الجهد المفقود” منذ اكثر من 13 عاما ، بين أحزاب ونقابات وصحافيين ومحامين وهيئات مجتمع مدني وممثلين عن قوى اجتماعية،  فما المغزى من ذلك؟ على الصعيد الشعبي الأردني، تبرز الرسالة الاقوى من خلال هذا التوحد المطلوب،  وايصالها إلى جهات عليا في القرار الرسمي الأردني (الملك) ..فيما تحمل دلالة الرسالة الثانية لهذا التوحد في الجهد الرفض المطلق والقطعي لمشروع القانون ، حتى وان تطلب الأمر إلى “التصعيد” في مواجهة هذا الأمر وفق خطابات لامناء عاميبن لاحزاب سياسية من مثل :”حزب العمال /د.رولا الحروب،  الشيخ مراد العضايلة /حزب جبهة العمل الإسلامي ، والشيخ سالم الفلاحات /حزب الشراكة والانقاذ الذي لم يحظى بالترخيص لأسباب مفهومة..وأيضا شراكات في الموقف الرافض لاحزاب الوحدة الشعبية ،والشعب الديمقراطي ، والديمقراطي الاجتماعي وجمع من الاحزاب ..هذا التوافق الجمعي للاحزاب وصحفيين  وقوى حية مجتمعية وشبابية يشكل ربما ، مصدر قلق للجهات الاردنية الرسمية التي هي أيضا تراقب عن كثب اي تحرك من هذا القبيل ، وتحرك مظاهرها الأمنية والشرطية نحو اي تجمع مفترض يناهض مشروع القانون. ثمة رسائل قوية منها ما هو مقروء وواضح ، ومنها ما هو “مشفر” في تحرك الاحزاب ..فهل هذا التحرك الجمعي والتوحد في الموقف ، اخذته بالاعتبار الحكومة الاردنية ، وهل دفع هذا التوحد باعادة نتاج التفكير عند نواب تم المراهنة عليهم  بالتحرك ضد مشروع القانون ..، ربما تجيء الاجابة صادمة بعد ان تنصل غالبية النواب من مسؤوليتهم ، كما هو الحال بتنصل احزاب سياسية وانسحابها من “التنسيقية” قبل اقل من 24ساعة على تشكيلها ، من مثل حزب “ارادة” و”مساواة” ناهيك عن  غياب وتغيب أكثر من 10 أحزاب ممن حصلوا على الترخيص حديثا .!! بإستثناء كتلة الإصلاح النيابية ، وعدد قليل جدا من النواب هم من يقاتلون ليشكلوا مع القوى الأخرى السد المنيع لتمرير مشروع قانون الجرائم الإلكترونية ، والحصن والملاذ بعد أن سرع مجلس النواب مناقشة مشروع القانون السيء،  فهل ينجح معسكر  المعارضة الشعبية في صد مشروع لقانون  ، ام ان المشروع سيمر دون حتى الاخذ بعين الاعتبار  لحجم الرفض الشعبي لمشروع قانون يمطر بالعبودية لخدمة الأسياد.!! كاتب وصحفي اردني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: مشروع قانون الجرائم الإلکترونیة مشروع القانون

إقرأ أيضاً:

“مالية النواب” تُقِرّ مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2026 وتُصدر توصياتها الشاملة

صراحة نيوز- أقرّت اللجنة المالية النيابية، برئاسة الدكتور نمر السليحات، اليوم الأحد، مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026، وذلك بعد اختتام مناقشاتها التي امتدت على مدار 104 اجتماعات منذ 25 تشرين الثاني وحتى 7 كانون الأول، وشملت جميع الوزارات والدوائر والوحدات الحكومية المدرجة في الموازنة.

وقال السليحات إن اللجنة أجرت دراسة فنية معمقة تناولت تحليل بنود الموازنات، وقياس أثر النفقات العامة، وتقييم المؤشرات الاقتصادية، إضافة إلى مراجعة انعكاس 230 قراراً حكومياً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وبحث مخصصات شبكات الأمان الاجتماعي.

وقدمت اللجنة شكرها لرئيس مجلس النواب مازن القاضي على دعمه، ولجميع النواب والصحفيين الذين واكبوا أعمالها.

وأوضح السليحات، خلال مؤتمر صحفي، أبرز توصيات اللجنة على النحو الآتي:

أولاً: السياسة المالية والنقدية

رفع رواتب العاملين في القطاعين العسكري والمدني والمتقاعدين بما يعادل التضخم التراكمي.

إعادة دراسة ضريبة المبيعات بما يراعي أثرها على دخول المواطنين.

خفض كلف خدمة الدين العام، والاستفادة من التمويل الخارجي منخفض الفائدة، مع توقع انخفاض الفائدة نصف نقطة في 2025.

عدم فرض ضرائب جديدة أو نقل سلع إلى شريحة ضريبية أعلى.

ضبط صرف مخصصات الطوارئ البالغة 60 مليون دينار للضرورات فقط.

ربط نمو النفقات الجارية في الشركات الحكومية بنسبة لا تتجاوز 25% من نمو إيراداتها الفعلية.

إنشاء صندوق استثماري للمتقاعدين والعاملين لتمويل المشاريع الكبرى، ومنها مشروع “عمرة”.

رصد مخصصات كافية لملف الرديات الضريبية.

تمديد قرار تحفيز التداول العقاري وإعفاء الشقق 150 م² فما دون بنسبة 100%، و50% للمساحات الأكبر.

إلزام البنوك بعكس قرار خفض الفائدة على القروض بالسرعة ذاتها التي تُعكس فيها الارتفاعات.

استمرار برامج البنك المركزي التمويلية منخفضة الفائدة.

ديوان المحاسبة

إجراء تقييم شامل لأثر وقف الرقابة المسبقة.

اعتماد معايير واضحة لتصنيف الجهات الخاضعة للرقابة قبل الانسحاب من التدقيق المسبق.

دراسة كفاءة وحدات الرقابة الداخلية في المؤسسات الحكومية.

القطاع السياحي

تنويع البرامج السياحية في المناطق الأقل إقبالاً وربطها بالمبيت والطيران منخفض التكاليف.

التوسع في البرامج السياحية الثقافية الموجهة للزوار العرب.

إعداد خطة تطوير تدريجية للمواقع السياحية وطرح مشاريع شراكة مع القطاع الخاص.

ربط الجمعيات الحرفية بأنماط الزوار الأكثر حضوراً.

المياه والزراعة

استمرار خفض الفاقد المائي والحد من الاعتداءات على الشبكات.

دعم الجمعيات التعاونية والتصنيع الزراعي لتنشيط المجتمعات المحلية.

إجراء مسوح سنوية للأغنام لضمان وصول الدعم لمستحقيه.

دعم الزراعات البديلة وفق طبيعة المناطق.

مراقبة الإنتاج وتعويض أي نقص عبر نظام إنذار مبكر لتثبيت الأسعار.

التربية والتعليم والتعليم العالي

تدريب وتأهيل المعلمين على برامج BTec والتوسع في تطبيقها.

توجيه الجامعات لاعتماد تخصصات تقنية ومستقبلية.

استمرار دعم صندوق الطالب الفقير.

وزارة العمل

التوسع في التدريب المهني والتقني وفق معايير دولية، خاصة لسوق العمل الألماني.

تنظيم سوق العمل وتصويب أوضاع المخالفين.

دعم ريادة الأعمال والابتكار، خصوصاً في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة

استكمال خطة التحول الرقمي وتوفير الخدمات الحكومية إلكترونياً بالكامل.

تطوير بنية تحتية للذكاء الاصطناعي.

تعزيز برامج تدريب طلبة تكنولوجيا المعلومات المنتهية بالتوظيف.

الصناعة والتجارة

توحيد برامج دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وإطلاق برامج جديدة بعد دراسة تحدياتها.

دعم المشاريع الإنتاجية الريفية ضمن برنامج موحّد.

إنشاء وحدة لحماية المستثمر، خصوصاً للسلع المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

مجال الاستثمار

متابعة نتائج زيارات جلالة الملك لتعظيم فرص الاستثمار.

إعداد تغذية راجعة لقانون البيئة الاستثمارية بهدف تطويره.

تقليل البيروقراطية عبر إعادة هندسة الإجراءات.

تعديل نظام البيئة الاستثمارية بما ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي.

تقديم حوافز إضافية للمستثمرين في المحافظات.

توصيات إضافية

مساواة مفتي دائرة الإفتاء بامتيازات القضاة الشرعيين.

تمديد إعفاء رسوم الأبنية بنسبة 75%.

زيادة مخصصات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لتعزيز الجاهزية.

وأكدت اللجنة أن إقرار مشروع الموازنة يأتي استناداً إلى تقييم فني شامل، يهدف إلى تعزيز كفاءة الإنفاق العام، وتحسين مستوى الخدمات، ودعم النمو الاقتصادي، بما ينعكس إيجاباً على المواطنين والاقتصاد الوطني.

مقالات مشابهة

  • سعيود يعرض مشروع قانون المرور أمام لجنة النقل بالمجلس الشعبي الوطني
  • بن غفير يرتدي دبوس مشنقة خلال مناقشة قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين
  • الدولة يناقش مشروع قانون التنظيم الصناعي الخليجي الموحد
  • لجنة الدفاع تقرّ تعديل قانون الدفاع المدني وتتابع مشروع تطويره
  • النواب يبدأ مناقشة مشروع قانون الموازنة 2026
  • انطلاق الاستعراض النيابي لموازنة 2026 اليوم الاثنين
  • هل يجوز الاستفادة بأكثر من وحدة من وحدات برنامج الإسكان الاجتماعي؟.. القانون يجيب
  • "اقتصادية الدولة" تناقش مشروع تعديل قانون الجمارك الخليجي
  • “مالية النواب” تُقِرّ مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2026 وتُصدر توصياتها الشاملة
  • قانون الجرائم الإلكترونية يواجه الاختراق بالحبس والغرامة وفقا للقانون