طهران تهدّد بخطوات تصعيدية رداً على قرار مرتقب للوكالة الذرّية ضدّ برنامجها النووي
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
لوّحت إيران، الإثنين، باتخاذ خطوات "متبادلة" ردًا على أي قرار محتمل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين برنامجها النووي. ويأتي هذا التهديد في ظل اجتماع مرتقب لمجلس محافظي الوكالة، ووسط تزايد الضغوط الغربية وعودة الملف النووي إلى واجهة المشهد الدولي. اعلان
في مؤتمر صحافي أسبوعي عقد في طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن بلاده لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام أي تصعيد دولي في هذا الملف، مؤكدًا: "لا شك أن الرد على المواجهة لن يكون بمزيد من التعاون".
وأضاف: "الجمهورية الإسلامية أعدّت سلسلة من الخطوات والإجراءات، والطرف الآخر يدرك إلى حدّ ما قدراتنا وإمكاناتنا في هذا الشأن".
وأشار بقائي إلى أن بلاده كانت قد أثبتت حسن نيتها في تعاطيها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن الأخيرة ما زالت "تخضع لضغوط الترويكا الأوروبية ودول أخرى"، في إشارة إلى كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
Relatedإيران تكشف عن تفاصيل جديدة حول وثائق إسرائيل النووية: كنز استراتيجي لطهرانإيران: سنقدم مقترحنا في المفاوضات النووية عبر عُمان وعلى واشنطن أن تغتنم الفرصة وتوافقإيران: المحكمة العليا تؤيد حكم الإعدام ضد مغني الراب تاتالووتحدّث المسؤول الإيراني عن تقرير تعدّه الوكالة تحت ضغط سياسي من الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة، وهو ما وصفه بـ"التقرير الشامل"، مؤكداً أن هذه الدول "استغلّت ذلك التقرير لاحقاً لإعداد مشروع قرار وبلورة خططها المستقبلية".
واعتبر أن تخصيب اليورانيوم هو "جزء لا يتجزأ من الصناعة النووية الإيرانية"، مضيفًا: "لا يحق لأي دولة فرض إملاءات على طهران في هذا الشأن".
الوكالة الدولية: لا ضمانات لسلمية البرنامج الإيرانيكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قد وجّه الاثنين دعوة إلى الولايات المتحدة، لحثّها على عدم بذل أي جهد في المحادثات النووية مع طهران، مشيرًا إلى أن "الوكالة لم تستطع أن تضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني".
وقال غروسي إن الوكالة لا تزال تواجه صعوبات في التحقق من طبيعة البرنامج النووي، لافتًا إلى أنه تمّ اكتشاف جزيئات من اليورانيوم المخصب في ثلاثة مواقع غير معلنة في إيران، هي: ورامين، ومريوان، وتورقوزآباد.
ورأى أن هذه المواقع "وربما مواقع أخرى ذات صلة، كانت جزءًا من برنامج نووي منظم غير معلن، شمل استخدام مواد نووية غير مُعلَن عنها". وأضاف: "على إيران أن تبادر بشكل عاجل إلى تقديم إجابات تقنية موثوقة لتوضيح طبيعة المواد والأنشطة النووية غير المعلن عنها".
كما أشار إلى أن الجمهورية الإسلامية لم تعط إجابات كافية عن أسئلة الوكالة، وقدّمت ردودًا فنية غير وافية، كما سعت إلى طمس الأدلة في تلك المواقع، مما عرقل جهود الهيئة الأممية للقيام بعملها.
ووفق غروسي، فإن طهران تخصّب اليورانيوم بنسبة قريبة من العتبة اللازمة لصنع قنبلة نووية.
تصعيد غربييأتي هذا التصعيد بينما تستعد مجموعة دول "إي3"، المؤلفة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، لطرح مشروع قرار في اجتماع الوكالة الدولية، ينصّ للمرة الأولى منذ عقدين على أن إيران لا تفي بالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات.
ونقل دبلوماسي غربي رفيع أن هذا المشروع قد يُطرح للتصويت خلال الأيام المقبلة، في ظلّ ما وصفه بـ"تدهور مستوى الشفافية والتعاون من جانب طهران".
وتتزامن هذه الخطوة مع مساعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق جديد يقيّد البرنامج النووي الإيراني. وعلى الرغم من إجراء عدة جولات من المفاوضات، لم يتم التوصل بعد إلى أي تسوية نهائية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس إسبانيا الحرب في أوكرانيا روسيا دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس إسبانيا الحرب في أوكرانيا روسيا إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية الولايات المتحدة الأمريكية أوروبا البرنامج الايراني النووي طهران دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس إسبانيا الحرب في أوكرانيا روسيا غزة البرنامج الايراني النووي كاليفورنيا لوس أنجلس فولوديمير زيلينسكي سوريا الوکالة الدولیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف تنظر إيران لمشاركة أميركا بمشروع باسني الباكستاني؟
طهران- يشهد ميناء باسني الواقع في جنوب إقليم بلوشستان الباكستاني تطورا جديدا بعد عرض قائد الأركان الباكستاني الجنرال عاصم منير على الولايات المتحدة الاستثمار فيه بمبلغ يقدّر بـ1.2 مليار دولار.
وتعد هذه الخطوة تحولا مهما في المشهد الإقليمي، إذ يفتح المشروع الباب أمام حضور أميركي محتمل في منطقة ذات موقع إستراتيجي على مدخل المحيط الهندي وبالقرب من ميناء جوادر الذي يشكل محور التعاون الاقتصادي بين الصين وإسلام آباد.
يثير التحرك الباكستاني اهتماما واسعا ومخاوف متزايدة لدى إيران التي تتابع ما قد يترتب على الوجود الأميركي من تأثيرات على مصالحها بالمنطقة، خصوصا في ظل سعيها إلى تعزيز دور ميناء تشابهار كمركز تجاري يربط الهند بآسيا الوسطى.
طرحت #باكستان على #الولايات_المتحدة مشروعًا طموحًا لإنشاء ميناء جديد في مدينة #باسني الساحلية المطلة على بحر العرب، في خطوة تهدف إلى استقطاب الاستثمارات الأمريكية ومنح #واشنطن منفذًا استراتيجيًا في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية.#رؤية pic.twitter.com/hmnWK2et5b
— Roayah Media Network (@Roayahnofficial) October 5, 2025
قلق إستراتيجييُنظر إلى مشروع باسني كعامل جديد يمكن أن يعيد رسم خرائط النفوذ البحري والتجاري في جنوب آسيا، ويضيف بعدا جديدا إلى التنافس القائم بين واشنطن وبكين ونيودلهي وطهران.
في هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية مصطفى نجفي أن ميناء باسني يقع في منتصف ساحل مكران، وهو من أقرب النقاط القابلة للتطوير إلى الحدود الإيرانية، ما يمنحه حساسية جيوسياسية عالية من وجهة نظر طهران.
وأشار، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن الموقع الجغرافي للميناء، الذي لا يبعد سوى نحو 160 كيلومترا عن الحدود الإيرانية وقرابة 280 كيلومترا عن ميناء تشابهار، يجعله ضمن نطاق المراقبة العملياتية لطهران، وبالتالي فإن أي وجود أميركي محتمل فيه سواء على شكل استثمار أو إدارة لوجستية، سيُعد مصدر قلق إستراتيجي بالنسبة لها.
إعلانوبيّن نجفي أن هذه التطورات تأتي بعد إلغاء الولايات المتحدة الإعفاءات الخاصة بميناء تشابهار في سبتمبر/أيلول 2025، وهو ما قد يدفعها إلى البحث عن بدائل في السواحل الباكستانية لتعزيز نفوذها في جوار إيران والصين، وللضغط على المشروع الإيراني- الهندي في تشابهار.
ومع ذلك، يرى أن الموقف الإيراني ما زال يتسم بالحذر والترقب، فالمشروع لم يتبلور بعد بشكل نهائي، والتهديد لا يُعد فعليا بعد، بل محتملا.
انعكاسات محتملةوحسب نجفي، فإن إلغاء الإعفاء الأميركي جعل المستثمرين الدوليين أكثر حذرا في التعامل مع مشروع تشابهار، في حين سيؤدي أي حضور لواشنطن في باسني إلى زيادة المنافسة في ممرات النقل شمال- جنوب. لكنه أكد أن تشابهار يمتلك مزايا بنيوية كونه المنفذ الوحيد الذي يربط إيران مباشرة بشبكة السكك الحديدية الداخلية ثم إلى آسيا الوسطى وروسيا.
ووفقا له، فإن تسريع مشروع خط تشابهار- زاهدان وتوفير ضمانات استثمارية للشركاء الآسيويين يمكن أن يحافظ على موقع إيران الإستراتيجي.
أما على صعيد العلاقات الإيرانية-الباكستانية، فرأى أن هذا المشروع يحمل انعكاسات محتملة على الثقة المتبادلة بين البلدين، نظرا لطبيعة العلاقات المعقدة ومتعددة الأوجه بينهما، فطهران تدرك أن إسلام آباد تسعى إلى الموازنة بين محاور كبرى تشمل الصين، والولايات المتحدة، ودول الخليج.
ويؤكد نجفي أنه في حال تحوّل باسني إلى منصة ذات حضور عسكري أو استخباراتي أميركي، فإن ذلك سيلقي بظلال سلبية على هذه العلاقات الثنائية.
وما يهم طهران -باعتقاده- هو عدم عسكرة سواحل مكران، إذ تعتبر أن هذه المنطقة يجب أن تبقى فضاء للتعاون الاقتصادي لا ساحة للتنافس العسكري بين القوى الكبرى. وفي المقابل، إذا اقتصر المشروع على الطابع الاقتصادي واللوجستي، فلن تثيره بحساسية كبيرة.
???? بزشكيان : ايران تقدر دعم باكستان لها ضد عدوان الكيان الصهيوني
قال الرئيس الايراني إن مواقف الحكومة والبرلمان والشعب الباكستاني العزيز في الدفاع عن جمهورية إيران الإسلامية ودعمها خلال العدوان الإرهابي الذي استمر 12 يومًا من قِبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة مُشجعة للغاية. pic.twitter.com/btB5lFCqMb
— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) August 3, 2025
تفهم متبادلوسيتخذ الرد الإيراني المحتمل على أي حضور أميركي في باسني -وفق نجفي- 3 ركائز رئيسية:
تعزيز مشروع تشابهار عبر الإسراع في ربطه بالسكك الحديدية واستقطاب شركاء آسيويين غير غربيين. إجراء حوار إستراتيجي مع باكستان لضمان عدم تحويل باسني إلى قاعدة ذات طابع عسكري. تنويع الشراكات التجارية للحد من أثر العقوبات الأميركية وتخفيف الضغوط الاقتصادية.واعتبر أن إيران لا تسعى إلى المواجهة المباشرة، بل تهدف إلى إدارة المخاطر والحفاظ على ميزتها الجيو- اقتصادية في سواحل مكران، وأن مشروع باسني يمثل إنذارا مبكرا يستوجب التعامل معه بأدوات دبلوماسية واقتصادية وبنيوية.
كما أشار إلى أن هذا المشروع لا يمس طهران وحدها، بل مصالح بكين مباشرة، وقد يؤدي إلى تصاعد التنافس الأميركي- الصيني داخل باكستان، ما يجعل إسلام آباد منطقة تماس بين القوتين الكبيرتين. وخلص إلى أن هذه التطورات قد تدفع في المقابل إلى تعزيز التعاون الإيراني- الصيني في المجالات الاقتصادية والأمنية والممرات الإقليمية.
إعلانمن جهته، اعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق بوزارة الخارجية المتخصص في الشؤون الباكستانية محسن روحي صفت أن أي استثمار أجنبي -بما في ذلك الأميركي- يصب في مصلحة إسلام آباد من حيث تطوير البنى التحتية وتوسيع شبكة المواصلات، خصوصا في إقليم بلوشستان الذي يشكل نحو نصف مساحة البلاد، لكنه ما زال يعاني ضعفا في التنمية رغم غناه بالموارد الطبيعية والمعادن التي لم تستثمر بعد.
وأوضح للجزيرة نت أن أبرز عوائق التنمية في الإقليم تتمثل في نقص التمويل وضعف البنية التحتية للنقل من طرق وسكك حديدية وموانئ. وفي رأيه، فإن تنميته، سواء من الجانب الباكستاني أو الإيراني، تصب في مصلحة أمن طهران، إذ إن تعزيز النشاط الاقتصادي في المنطقة يسهم في الحد من التحركات المسلحة والنزعات الانفصالية، وهو ما يخدم استقرار البلدين.
وختم روحي صفت بالقول إن العلاقات بين طهران وإسلام آباد، رغم ما تشهده من تنافس إقليمي، تقوم على تفهم أمني متبادل، إذ يدرك الطرفان أنه لا توجد نية أو مصلحة في اتخاذ خطوات عدائية على المستوى الإستراتيجي، مما يجعل مشروع باسني بعيدا عن أن يشكل مصدر قلق كبير لإيران في الوقت الراهن.