لحظات لا تقدر بثمن.. كيف تصنعين ذكريات رائعة مع طفلك؟
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
في زحمة الحياة اليومية، ومع تسارع التكنولوجيا والانشغالات، تغيب عنا أحيانًا قيمة اللحظات البسيطة التي نصنعها مع أطفالنا وتخليدها لتصبح ذكرى ذو قيمة فيما بعد، يتذكرها الطفل مع والدته.
خلق ذكريات مع الأطفالوفي هذا السياق، أكدت الخبيرة الأسرية داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، في تصريحات خاصة لــ «الأسبوع» أهمية الوقت الذي نقضيه مع أبنائنا وهم صغار، والذي يعتبر من أثمن الذكريات التي تبقى في وجدان الطفل إلى الأبد.
وأشارت الحزاوي إلى عدة طرق بسيطة لكنها فعالة لخلق لحظات لا تُنسى مع الأطفال، منها:
- ممارسة الهوايات المشتركة مثل الرسم أو القراءة أو حتى الرياضة، وهي لحظات تقوّي العلاقة وتشجع على الحوار.
- الخروج في رحلات ونزهات، لأن السفر أو تغيير الروتين اليومي يفتح باب المغامرة والفرحة.
- توثيق اللحظات الجميلة بالصور، لأن الصورة تحفظ الذكرى وتنقل المشاعر حتى بعد سنوات.
- قضاء وقت في التحدث وسرد القصص، مما يعزز التواصل ويعلّم الطفل القيم من خلال الحكايات.
أهمية قضاء الوقت مع الأبناءواختتمت الحزاوي حديثها، أن هناك العديد من أولياء الأمور ينشغلون بضرورة توفير الاحتياجات المادية، وينسون أهمية الحب والاهتمام وبناء الذكريات التي تغذي روح الطفل وتساعده على النمو بثقة وسعادة، وتفضيلها على قضاء بعض الأوقات مع الأطفال، مشيرة إلى أنه يجب على الأقل ساعة أو ساعتين في اليوم للتقرب منهم ومعرفة أخبارهم وخلق ذكريات سعيدة معهم، فضلًا عن تخصيص وقت في الإجازة للتنزه أو الخروج في الأماكن العامة.
اقرأ أيضاًمؤتمر ختامي لنموذج محاكاة اليونيسف يعزز الوعي بقضايا الأطفال العالمية بأسيوط
هل الخرف يمكن أن يظهر لدى الأطفال؟.. دراسة جديدة تفجر مفاجأة
«تغليظ العقوبة وتوعية الأهالي».. توصيات ندوة «حماية الأطفال من التحرش» بمجلس الشباب المصري
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ذكريات ذكريات الطفولة الذكريات ذكريات الطفولة الجميلة ذكريات المدرسة
إقرأ أيضاً:
الأردن في كأس العالم: إنجاز رياضي وفرصة وطنية لا تُقدّر بثمن
صراحة نيوز ـ بقلم: د. محمد عبد الستار جرادات
تأهل المنتخب الوطني الأردني إلى نهائيات كأس العالم، لأول مرة في تاريخه، ليس مجرد حدث رياضي عابر، بل محطة مفصلية في مسيرة الوطن، تحمل أبعاداً وطنية واقتصادية وإعلامية تستحق التوقف عندها بتمعّن. فالحدث، بما يحمله من رمزية وعمق، يتجاوز حدود الملعب إلى فضاءات أوسع تمس الهوية والانتماء، كما تمس فرص النمو والترويج والمكانة الدولية للأردن.
لم يكن هذا الإنجاز ليُكتب لولا الرعاية الهاشمية المستمرة للرياضة والشباب، فقد أولى جلالة الملك عبد الله الثاني منذ سنوات اهتمامًا خاصًا بتطوير البنية التحتية الرياضية، ودعم المنتخبات الوطنية، والتأكيد على دور الرياضة كأداة لتوحيد الأردنيين وبناء روح الفريق. كما شكّل الحضور المتكرر لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني لمباريات المنتخب، وتشجيعه العلني للفريق عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام، دفعة معنوية كبيرة ليس فقط للاعبين، بل لكل الشباب الأردني الذي يرى في ولي عهده قدوة قريبة وواقعية.
ولا يمكن فصل هذا الإنجاز عن الجهد المتواصل الذي قاده سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، الذي أسس خلال العقدين الماضيين لنهج مؤسسي متوازن، يقوم على بناء القاعدة الرياضية، وتحديث البنية التنظيمية للاتحاد، والعمل على استقطاب الكفاءات الفنية، وخلق منظومة مستدامة من الدعم والرعاية.
لكن الإنجاز الرياضي، على أهميته الرمزية، يفتح كذلك نوافذ جديدة أمام الأردن اقتصاديًا واستثماريًا. فالمشاركة في كأس العالم تمثل أحد أكبر المنصات العالمية للظهور الإعلامي والتجاري. وتقديرات الفيفا تشير إلى أن أكثر من خمسة مليارات شخص تابعوا مباريات النسخة الأخيرة من كأس العالم. هذا يعني أن اسم “الأردن” سيُذكر، وسيرفرف علمه، وستُعرض لقطاته، وسيُسمع نشيده الوطني، في بيوت وملاعب وقنوات حول العالم.
وهنا تبرز أهمية استثمار هذا الإنجاز، لا كفرحة لحظية، بل كمنصة وطنية شاملة لإعادة الترويج للأردن كمقصد سياحي آمن، وكبيئة استثمارية واعدة، وكدولة شباب وطموح واستقرار. فكل دقيقة يظهر فيها اسم الأردن خلال كأس العالم، يمكن أن تُترجم إلى فرص حقيقية في السياحة، وتجارة المنتجات الوطنية، واستقطاب المستثمرين، والترويج للثقافة الأردنية المتنوعة.
لكن هذا الاستحقاق التاريخي لا يمكن فصله عن النقاش الأوسع حول مستقبل الرياضة الأردنية، والضرورة الملحة لإصلاح هيكلي عميق في مؤسساتها، بدءًا من الأندية التي ما زال معظمها يعاني من أزمات إدارية ومالية مزمنة. في هذا السياق، تأتي دعوة سمو ولي العهد الواضحة نحو خصخصة الأندية الرياضية، باعتبارها خطوة ضرورية لتحويل الأندية من كيانات تقليدية إلى شركات رياضية احترافية، تخضع لحوكمة مالية، وتستقطب رؤوس الأموال، وتوفر فرص عمل، وتحقق عائدًا اقتصاديًا حقيقيًا ضمن ما يسمى بـ”الاقتصاد الرياضي”.
وللتوضيح الخصخصة لا تعني بيع الأندية، بل تعني إدارتها بكفاءة، وفتحها أمام القطاع الخاص والشراكات الذكية، وربط أدائها بالمحاسبة والنتائج. وقد أثبتت التجارب العالمية أن الرياضة يمكن أن تتحول إلى صناعة قائمة بذاتها، تدرّ المليارات، إذا ما وُضعت في إطار تشريعي وتنظيمي متين.
وفي هذا السياق، من الضروري أيضًا أن تواكب الحكومة هذا الحدث بخطة وطنية واضحة، تبدأ بإطلاق فعاليات جماهيرية على مستوى المملكة، تشمل البث المباشر للمباريات في الساحات العامة، وتنظيم مهرجانات رياضية، وتحفيز المؤسسات التعليمية والثقافية على المشاركة، وصولاً إلى حملات إعلامية موجهة إقليميًا ودوليًا، تروي قصة الأردن من خلال منتخب وطنه.
كما إن تأهل الأردن إلى كأس العالم ليس مجرد قصة نجاح رياضي، إنها قصة تروى للعالم، قصة بلد صغير في مساحته، كبير في طموحخ، يقةده ملك حكيم وشاب واعد، ويعانقه شعب لا يتوقف عن الحلم، وهي فرصة تاريخية لإعادة تقديم الأردن للعالم بلغة حديثة، وضمن سردية الإنجاز والانفتاح والاستقرار. ويجب استثمار هذا الحدث، بروح مؤسسية وعقلية اقتصادية، ليكون هذا التأهل محطة انطلاق نحو مستقبل جديد، تتقاطع فيه الرياضة مع الاقتصاد، والانتماء مع التنمية، والحلم مع الفعل.
ختامًا، لا يسعنا إلا أن نحيّي منتخبنا الوطني، لاعبين وجهازًا فنيًا وإداريًا، على ما قدّموه من أداء مشرّف وحضور يليق بالأردن. ونقول لهم: لقد كنتم على قدر الحلم، وكتبتم فصلًا جديدًا في قصة الوطن. فلتستمروا بالعطاء والعزيمة، فالمشوار لم ينتهِ، والعالم الآن يرى الأردن بعيون جديدة