يمانيون – متابعات
من جديد عادت أسطوانة “تهريب السلاح إلى اليمن”، إلى الواجهة، وهي الدعاية التي لطالما لجأ تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، ومن بعده العدوان الأمريكي البريطاني إلى ترديدها مع كل إخفاق عسكري أمام الجيش اليمني منذ العام 2015م.

أطلق تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي هذه الدعاية لأول مرة بعد مضي ستة أشهر فقط إثر فشله العسكري أمام قوات صنعاء في نهاية العام 2015م، في محاولة للتشكيك والتقليل من قدرة اليمن على الإنتاج والتصنيع الحربي.

ويرى محللون أن التشكيك في قدرة اليمنيين على الإنتاج والإبداع، نابع من موروث استعلائي مهيمن على سلوك الأنظمة الحاكمة التي تورطت في العدوان على اليمن بالنيابة عن أمريكا والغرب، وقادها هذا التهور إلى وضعية محرجة نسفت كل ما روجت له على مدى عقود عن قدراتها العسكرية وجيوشها المزعومة.

وأكدوا أن هذه الأنظمة الخاضعة والخانعة للهيمنة الأمريكية تصر على عدم الاعتراف بما يشهده اليمن من متغيرات وتحولات على كافة المستويات جعلت منه بلدا مؤثرا على المستوى العسكري، ويعتمد على ترسانة صاروخية محلية التصنيع والخبرات وقيادة شجاعة ومتحررة ودعم شعبي واسع، وتجربة طويلة في الحرب مع التحالفات الدولية.

غير أن هذه الدعاية التي اضطر العدوان الأمريكي البريطاني اليوم إلى ترديدها للتغطية على هزائمه وفشله الذريع في البحر الأحمر، لم تعد تنطلي على أحد وفي المقدمة أبناء الشعب اليمني وغيرهم من أحرار العالم، كونها تتعارض مع العقل والمنطق، وتفتقر إلى أي أدلة ملموسة.

إذ لا يمكن لذي عقل أن يصدق أن هذا الكم الكبير والمهول من الصواريخ الباليستية مختلفة المديات والطائرات المسيرة التي تستخدمها القوات المسلحة اليمنية بشكل مستمر حصلت عليها عن طريق التهريب في وقت يخضع فيه اليمن لحصار بري وبحري وجوي مشدد منذ بداية العدوان عليه قبل تسعة أعوام.

كما أن من غير المعقول أو المنطقي أن تُقدِم صنعاء على الدخول في مثل هكذا حروب مفتوحة ومتطورة تواجه فيها أعتى الدول المتقدمة في العالم كالولايات المتحدة وبريطانيا وبشكل مباشر في الوقت الذي تعتمد فيه على السلاح المهرب.

ومن بين أهم الاستنتاجات والبراهين التي تدحض هذه الادعاءات هو صعوبة تهريب أسلحة ثقيلة كونها لا تتشابه مع تهريب الأسلحة الخفيفة أو حتى المتوسطة، خصوصا وأن كافة المياه اليمنية تخضع للحصار من قبل تحالف العدوان الذي لا يسمح سوى لبعض السفن بعد تفتيشها.

وأمام كل هذا التلفيق والتدليس ينظر أبناء الشعب اليمني وقيادتهم الحرة إلى مثل هذه الدعايات بسخرية ويعتبرونها إشارة واضحة لحالة اليأس والتخبط والهزيمة التي بات يعيشها العدوان الأمريكي البريطاني، وهي نفس الحالة التي وصل إليها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بعد أن عجز عن مواجهة الجيش اليمني ولم يحقق أيا من أهدافه المزعومة.

لذلك عادت أكذوبة “تهريب الصواريخ والطيران المسير من إيران” بشكل أكبر هذه المرة لمحاولة التقليل من شأن التطور غير المسبوق الذي أظهرته العمليات العسكرية النوعية للقوات المسلحة اليمنية في مواجهة التحالفات البحرية الأمريكية والأوروبية، واعترافات الكثير من القادة العسكريين الأمريكيين والغربيين بصعوبة المواجهات مع اليمن.

جاءت هذه الحملة أيضا للتغطية على فشل تحالف حماية السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وتزامنا مع إعلان القيادة اليمنية منع السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان الصهيوني من المرور في المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح، وهو القرار الذي اعتبره مراقبون “رصاصة الرحمة على تحالف حماية السفن الإسرائيلية، ورسالة لكيان العدو أنه لن ينقذه شيء من الصواريخ والمسيرات اليمنية سوى كف عدوانه وحصاره عن غزة”.

كما أن مثل هذه الترهات والأكاذيب لن تغير شيئا في الواقع اليمني، ولن يكون لها أي تأثير على قدرات اليمن العسكرية وما وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية من تطور كبير في الإنتاج والتصنيع الحربي المحلي، لمختلف الأسلحة والذخائر والعتاد وكل ما تتطلبه المعركة مع أعداء الأمة.

ونظرا لكثرة ترديد هذه الاسطوانة من قبل وسائل الإعلام التابعة لدول العدوان والمرتزقة طيلة الأعوام الماضية، فقد سئم الشعب اليمني من سماعها وأصبح ينظر بازدراء وانتقاص إلى كل من يرددها أو يحاول إقناعه بها، في الوقت الذي تزيد احترامه وثقته بالقوات المسلحة اليمنية.

لم يكن وصول اليمن إلى هذا المستوى المتطور والنوعي في المجال العسكري وليد اللحظة بل كان نتاج تجارب وخبرات تراكمية تمتد لأكثر من تسع سنوات من الحرب والمواجهة والتصدي لمكائد الأعداء، والتي ساعدت البلد على الابتكار وتحويل التحديات إلى فرص بأيدي وخبرات يمنية.

وتؤكد القيادة في صنعاء أن اليمن بات ينتج كل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وحتى الأسلحة والصواريخ المتطورة وبعيدة المدى.. لافتة إلى أنه يتم إنتاج كل الأسلحة ابتداء من المسدس والكلاشنكوف والمدفع إلى الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة بمختلف مدياتها.

وذكرت القيادة أكثر من مرة أن اليمن بات يصنع كل أسلحة المشاة والأسلحة المتوسطة وحتى الأسلحة المتطورة.. مؤكدة أن مستقبل التصنيع في اليمن عسكريا ومدنيا واعد ومبشر، وأن اليمن يصنع ما تعجز الكثير من الدول عن تصنيعه.

– سبأ / يحيى جارالله

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان الأمریکی المسلحة الیمنیة

إقرأ أيضاً:

الحكومة الإسرائيلية تمول آلية المساعدات التي تفرضها على غزة

قالت هيئة البث الإسرائيلية ، مساء اليوم الاربعاء 4 يونيو 2025 ، إن الحكومة الإسرائيلية حولت نحو 700 مليون شيكل إلى ما سُمّي في القرارات الرسمية بـ"المنظومة الأمنية"، خيث خصصت هذه الأموال لتمويل آلية توزيع الطرود الغذائية في قطاع غزة .

يأتي ذلك في إطار مساعي الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على ملف المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وتوظيفه ضمن استراتيجيته العسكرية ومساوماته السياسية في ظل حرب الإبادة التي يشنّها على القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتُفضح هذه المعلومات الجديدة المزاعم التي تروّج لها "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تدّعي أنها توزّع المساعدات بشكل "محايد ومستقل"، بينما تكشف التسريبات عن تمويل مباشر من خزينة الدولة الإسرائيلية.

وبحسب التقرير، أُدرجت التحويلات المالية تحت بند عام ومبهم بعنوان "منظومة الأمن"، دون توضيح الجهة المستفيدة فعليًا من الأموال، خلافًا لما هو متّبع عادةً في قرارات الميزانية، علما بأن شركاء بنيامين نتنياهو في الحكومة يرفضون تحويل أي مساعدات إلى قطاع غزة.

ونقلت القناة عن مصادر مطلعة أن هذه الصيغة المتعمّدة تهدف إلى التستّر على طبيعة الإنفاق الحقيقي وتمريره من "تحت الرادار"، وتجنّب "إثارة الجدل السياسي والإعلامي حول تمويل توزيع المساعدات في غزة من أموال دافعي الضرائب الإسرائيليين".

وأوضح التقرير أن مصدر التمويل جاء من خلال "اقتطاعات" من ميزانيات الوزارات، بما فيها التعليم، والصحة، والرفاه، والمواصلات. وقد تم تعديل قرار حكومي سابق بهذا الخصوص، لإتاحة تحويل الأموال من هذه الميزانيات إلى منظومة توزيع المساعدات.

ورغم هذه المعلومات، نفى مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، أن تكون إسرائيل ضالعة في تمويل آلية المساعدات التي فرضتها في قطاع غزة، وجاء في الرد: "حتى هذا المساء، دولة إسرائيل لا تموّل المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وفي سياق متصل، أعاد زعيم المعارضة، يائير لبيد، نشر التقرير عبر حسابه على منصة "إكس"، وذكّر بتصريحات كان قد أدلى بها قبل أسبوع في الكنيست ، حين قال إن إسرائيل تموّل فعليًا المساعدات لغزة عبر شركات وهمية مثل "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF).

وتساءل لبيد حينها: "هل تقوم إسرائيل بتمويل المساعدات لغزة من أموال دافعي الضرائب عبر شركات قش في الخارج؟ وهل أُرسل جهاز الأمن الإسرائيلي بأمر من نتنياهو وسموتريتش لتحويل أموال من الدولة إلى الخارج لتعود على شكل مساعدات؟".

وبدأت "مؤسسة غزة الانسانية" عملياتها قبل أكثر من أسبوع بقليل، بعدما رفعت إسرائيل جزئيا الحصار المطبق الذي حرم السكان من مساعدات حيوية. إلا ان توزيع المساعدات شهد فوضى عارمة واستشهاد العشرات بنيران إسرائيلية قرب مراكز توزيع المساعدات.

وتسببت هذه الآلية بحالة من الفوضى منذ اليوم الأول لإطلاقها في رفح جنوبي القطاع، حيث فقدت الشركة الأمنية السيطرة على حشود الفلسطينيين الذين توجهوا لاستلام المساعدات، في حين يستمر الجيش الإسرائيلي باستهداف الفلسطينيين في محيط مراكز التوزيع.

وترفض الأمم المتحدة ومعظم المنظمات غير الحكومية العمل مع "مؤسسة غزة الإنسانية" بسب مخاوف بشأن طريقة عملها وحيادها، وقوبلت هذه الآلية برفض فلسطيني واسع وتشكيك في أهدافها وجدواها.

وتؤكد المؤسسات الأممية رفضها التعاون مع هذه الآلية باعتبار أنها لا تلبي المعايير الإنسانية لتوزيع المساعدات، وسط مطالب بالعودة للآلية السابقة عبر مؤسسات الأمم المتحدة والجهات الشريكة.

المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية استطلاع إسرائيلي : أغلبية تؤيد الذهاب إلى انتخابات مبكرة زامير : نعمل على تقصير حرب غزة إسرائيل تقرر عدم السماح للسفينة مادلين بالاقتراب من غزة الأكثر قراءة أوتشا: قطاع غزة أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض ساعات عمل معبر الكرامة الأحد المقبل الرئاسة الفلسطينية تعقب على قرار الرئيس التشيلي الأغذية العالمي : توزيع الطحين على العائلات في قطاع غزة قريبا عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نصار: حصر السلاح بيدّ الجيش شرط لوحدة المجتمع ومواجهة العدوان
  • قائد البحرية الأوروبية: القوات اليمنية تستهدف فقط السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يعلّق على تسليح الميليشيات في غزة
  • قائد البحرية الاوربية: اليمن لا يستهدف سوى سفن «إسرائيل»
  • نائب يطالب بتنفيذ رؤية الرئيس السيسى بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بالشرق الأوسط
  • الاتحاد الرياضي اليمني – الأمريكي ينظم بطولة الجاليات اليمنية الخامسة
  • مستقبل بلا أسلحة نووية.. بين الخيال والواقع
  • الحكومة الإسرائيلية تمول آلية المساعدات التي تفرضها على غزة
  • هيئة بحرية تحذر السفن من مخاطر ميناء رأس عيسى في اليمن
  • الانتقالي في مأزق.. “أزمات داخلية وخارجية تهدد مستقبله السياسي في اليمن”