الصحة العالمية: الأطباء في غزة يعملون ببطون خاوية لإنقاذ الأرواح
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
قالت منظمة الصحة العالمية، إن الأطباء في غزة يعملون على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح، ببطون خاوية، كما يعمل أطباء غزة وعاملوها الصحيون في مختلف مستشفياتها القليلة المتبقية، لإنقاذ الأرواح وعلاج الأعداد المتزايدة من المرضى والجرحى.
وأضافت الصحة العالمية، في بيان لها، يفتقر العاملون الصحيون إلى الإمدادات والأدوية الضرورية، يفتقرون أيضا إلى ما يكفيهم من الطعام مثلهم في ذلك مثل باقي سكان قطاع غزة.
وزار فريق منظمة الصحة العالمية مستشفى الأقصى وسط قطاع غزة لتوصيل إمدادات ضرورية وتحدث مع العاملين به عن أوضاعهم بما فيها وضعهم التغذوي.
وقال بشار عبد القادر طبيب متطوع بالمستشفى، إن الأطباء يحصلون على وجبة طعام لكنها تفتقر إلى المكونات الغذائية الضرورية إذ تتكون بشكل رئيسي من الأرز وبعض الخضراوات القليلة. وأضاف أن الوجبة الواحدة قد يتقاسمها شخصان. وقال إن الوجبة في نهاية الأمر ليست كافية لطبيب مناوب لمدة 24 ساعة بالمستشفى.
وقالت تهاني السمرا الطبيبة المتطوعة بمستشفى الأقصى : "إننا نعاني من سوء التغذية ونقص المواد التي نحتاج إليها. في الوقت الراهن لا توجد خضراوات أو فواكه أو عناصر غذائية طبيعية. نعتمد على المعلبات والتي ترتفع أسعارها بشكل حاد".
وأضافت في المنظمة في بيانها أن المنظمة وشركاؤها يقومون بمهمات عالية الخطورة لتوصيل الأدوية والوقود والغذاء للعاملين الصحيين والمرضى. ولكن طلبات توصيل الإمدادات كثيرا ما تُرفض أو تُعطل. كما أن الدمار اللاحق بالطرق والقتال المستمر، بما في ذلك داخل وقرب المستشفيات، يعقدان توصيل الإغاثة.
وقال الدكتور فهد يوسف فواز الحداد رئيس قسم الطوارئ بمستشفى الأقصى، إن آثار سوء التغذية واضحة، وخاصة بين العاملين في الحقل الصحي وقسم الطوارئ. ويبدو ذلك في نقص وزنهم وشحوبهم.
وأضاف أن ذلك يجعلهم يفتقرون إلى الطاقة الكافية للعمل لفترات طويلة متواصلة وخصوصا في ظل الوضع الحالي وتوافد أعداد كبيرة من الجرحى إلى المستشفى.
وأفاد تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي بأن المجاعة وشيكة في الجزء الشمالي من القطاع ومن المتوقع أن تحدث في الفترة بين منتصف الشهر الحالي ومايو. وذكر التقرير أن جميع سكان غزة يواجهون مستويات توصف بالأزمة في انعدام الأمن الغذائي أو أسوأ.
وذكر أن نصف عدد السكان، 1.1 مليون شخص في غزة، قد استنفدوا بالكامل إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف ويعانون من الجوع الكارثي. ويعد هذا أكبر عدد على الإطلاق يسجله التصنيف لأشخاص يواجهون جوعا كارثيا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصحة العالمية الأطباء في غزة إنقاذ الأرواح الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
عروش متخمة على بطون خاوية
بين قصورهم الفخمة وسجادهم المزخرف تسقط صرخات أطفال غزة فلا تبلغ آذانهم ولا توقظ ضمائرهم. يجلس الحكام العرب على عروش صنعتها واشنطن وهندستها تل أبيب، متكئين على وسائد الوهم متظاهرين بالحكمة، فيما شعوبهم تعرف أن ثمن عروشهم كان دوماً دماً فلسطينياً وجوعاً عربياً وقهراً لا يُطاق.
ما الذي تبقى من الكرامة حين تتحول أراضي غزة إلى مقابر جماعية بينما تتوالى البيانات الباردة من عواصم عربية ترفل في الأمن والخبز والجبن المستورد؟ هل بات الصمت دبلوماسية؟ وهل أصبحت الخيانة شطارة سياسية؟
إنهم يدركون أن بقاءهم مشروط بالسكوت، وأن كل كلمة تصدر بحق المحتل قد تُخصم من أرصدتهم في البنوك الغربية أو تُقصيهم من موائد القرار. لذلك يضحّون بغزة كي لا يُضحى بهم.
يراقبون أشلاء الأطفال على الشاشات ويواصلون طقوس الحكم بدم بارد لا يرتعش. يتبجحون بالاعتدال ويبيعون ما تبقى من مروءة في مؤتمرات السلام والتطبيع، وهم يعلمون أن العدو لا يريد سلاماً، بل استسلاماً كاملاً يبدأ من القدس ولا ينتهي عند بوابة خنوعهم.
العيب ليس في غزة الجريحة، بل في أولئك الذين باعوا الكرامة بكسرة حكم، ورضوا أن تكون عروشهم متخمة فوق بطون خاوية من كل شيء إلا من الكرامة والصبر والإيمان بأن الشعوب لا تموت وأن هذه الأمة لا تُقهر طالما أن فيها من يرفض الذل ويؤمن أن النصر قادم لا محالة.
وما بين صمتهم المريع ودماء الأبرياء تكتب غزة ملحمة من نور تتحدى بها عتمة الخذلان العربي وترسم بدماء أطفالها خريطة الكرامة من جديد بينما القابعون على العروش لا يحركون ساكناً وكأن الدم الفلسطيني لا يعنيهم وكأن صور الجثث والأنقاض لا تمر على شاشاتهم أو تمر دون أن تهز ذرة من ضمير.
يتذرعون بالحكمة وبالحرص على الاستقرار وكأن الوقوف في صف الظالم هو قمة الحياد وكأن الخنوع للمحتل هو قمة الرشد يتحدثون عن القانون الدولي وهم أول من دهسه تحت أقدام مصالحهم يتحدثون عن الإنسانية وقد صارت إنسانيتهم سلعة للبيع في بورصات السياسة.
من المحيط إلى الخليج ننتظر صوتاً واحداً يخرج من قصر عربي لا ينافق لا يخاف لكن لا صوت يعلو فوق صوت التواطؤ والخذلان كل شيء مستباح في فلسطين إلا كرامتهم المصطنعة التي لا تحتمل حتى شجباً صريحاً.
لكن غزة لا تعول على هؤلاء لم تعول يوماً ولا تنتظر منهم نصراً لأنها عرفتهم جيداً وعرفت أن الطريق إلى الحرية لا تمر من قصورهم بل تمر من بين الركام من زقاق الشهداء ومن بين أيدي المقاتلين الذين لا يملكون إلا الإيمان والإرادة.
الجوع في غزة ليس عارضاً طارئاً بل هو سلاح ممنهج يستخدمه العدو وأعوانه لتركع الأرض التي لا تركع، حصار خانق ومستمر يمنع الغذاء والدواء ويخنق الأنفاس والموجع أن بعض الأنظمة العربية تتواطأ بالصمت أو المشاركة المباشرة تحت مظلة المصالح أو الأوامر الدولية.
في الوقت الذي تتآكل فيه أجساد الأطفال من الجوع وتموت الأمهات قهراً أمام أوجاع لا قدرة لهن على شفائها تنعم بعض العواصم العربية بترفٍ فاحش وتبني عروشاً شاهقة على حساب بطون خاوية في غزة ويزداد المشهد وجعاً حين نرى تلك الأنظمة تغلق أبوابها وأجواءها في وجه قوافل الدعم وتفتحها أمام التطبيع والتنسيق الأمني.
لا يمكن فصل الجوع في غزة عن المشهد السياسي العام فهو ليس قدراً بل نتيجة مباشرة لحصار إسرائيلي معلن وصمت عربي مخجل وتآمر دولي واضح ومع كل يوم يمر يصبح الجوع شكلاً من أشكال القتل البطيء تذبح به غزة أمام أعين العالم.
لكن رغم الجوع والصمت العربي تبقى غزة حية بإرادة أهلها وصبر أبطالها وتبقى الكرامة هناك أكثر حضوراً من كل قصور الذهب والكراسي الوثيرة وتبقى دموع الأمهات على جوع أطفالهن أقوى من خطابات الزيف والتبرير وتبقى غزة رغم كل شيء عصية على الانكسار.