سحور غزة.. معلبات وقطع خبز وزعتر وأجساد هزيلة
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
سفرة تتوسط خيام النازحين فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فى تمام الساعة الثانية ليلاً، يجلس على أطرافها مجموعة من السيدات والأطفال الجوعى الذين لم تذق ألسنتهم الطعام منذ أيام، يظهر ذلك بشكل واضح على ملامحهم المجهدة وأجسادهم الهزيلة، فيما تتراص على مائدة الطعام المتواضعة عدد من المعلبات وأطباق من الفول والعسل والزعتر وزيت الزيتون وعدد يسير من أرغفة الخبز، الذى بات حلم الكثيرين من سكان القطاع فى ظل العدوان الإسرائيلى على المدينة المنكوبة.
يزاحم الأطفال بعضهم للحصول على وجبة السحور التى ربما لا يتناولون سواها طوال اليوم، بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية وشحها، بعد أن منع الاحتلال دخول المساعدات الإغاثية للمواطنين الذين يزيد عددهم على 2 مليون فلسطينى فى القطاع، حتى باتت المجاعة سبباً رئيسياً لحصد أرواح السكان الذين يعانون من ويلات الجوع والقصف.
مائدة السحور التى تفتقر للكثير من العناصر الأساسية اللازمة لطعام الصائم، باتت بمثابة الوجبة الرئيسية للمدنيين، وتقول فاطمة الشهاوى، 35 عاماً، نازحة من مخيم النصيرات وسط القطاع، حتى حطت رحالها داخل خيمة مهترئة فى رفح، إن أغلب المعلبات التى يتناولونها هى من المساعدات اليسيرة جداً التى تدخل إلى غزة، أو تلك التى يتم الحصول عليها من خلال الإنزالات الجوية، وتتابع: «ناس كتير هنا مابتقدرش تشترى الأكل حتى لو صنف واحد لأن الأسعار فوق طاقتنا وبالتالى صار الجميع يتكاتف لتوفير أى شىء من المساعدات اللى قدر ياخدها وكلهم بيطلعوا أى نوع أكل من خيمتهم»، وتقول السيدة التى تعول 3 أطفال بعد استشهاد زوجها بداية العام الجارى أثناء رحلة النزوح، إنه ليس من المضمون أن تتوفر وجبة السحور طوال أيام رمضان فى حال استمرت الحرب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة رمضان رمضان غزة الإحتلال التراويح السحور زينة رمضان
إقرأ أيضاً:
توقف المخابز المدعومة من الأمم المتحدة في غزة
عبدالله أبوضيف (غزة)
أخبار ذات صلةتوقفت مخابز مدعومة من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في جنوب قطاع غزة عن العمل، أمس، بعد مرور 3 أيام فقط على استئناف نشاطها، وذلك بسبب نفاد كميات الدقيق المحدودة التي تم إدخالها مؤخراً في ظل استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر.
جدير بالذكر أن هذه المخابز عادت للعمل بشكل محدود بعد نحو شهرين من التوقف الكامل، في محاولة لتوفير الخبز في المناطق الجنوبية من القطاع.
وفي 6 أبريل الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي، في بيان، إغلاق جميع المخابز الـ25 التي يدعمها في غزة بسبب نقص الوقود والدقيق، بالتزامن مع تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، أمس، في منشور على حسابه الرسمي على منصة «إكس»، من أن العائلات الفلسطينية بقطاع غزة لا تزال على شفا المجاعة، وثمة حاجة إلى تدفق يومي ومستمر لشاحنات المساعدات في القطاع المحاصر.
وقال إن «السماح بدخول المساعدات إلى غزة هو الخطوة الأولى، وثمة حاجة إلى توفر إمكانية نقل وتوزيع الغذاء داخل القطاع بأمان ودون تأخير».
وشدد أن «العائلات الفلسطينية بقطاع غزة لا تزال على شفا المجاعة، وثمة حاجة إلى تدفق يومي ومستمر لشاحنات المساعدات».
وفي السياق، قال رئيس غرفة التجارة والصناعة في غزة، عائد أبو رمضان، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الاحتياجات العاجلة بالقطاع تتمثل في توفير قطع الغيار اللازمة لتشغيل محطات تحلية المياه، ومواد التعقيم التي تُستخدم في تطهير مياه الشرب، إضافة إلى الخيام، إذ إن المتاح منها تضرر كثيراً بسبب تكرار النزوح.
وأضاف أن هناك حاجة ماسة إلى خلايا شمسية وبطاريات لتوفير الطاقة للمنازل والخيام والمستشفيات والمؤسسات العامة، مؤكداً أن أهالي غزة يحتاجون إلى كل شيء، من أبسط المستلزمات الحياتية إلى أعقدها، موضحاً أن الماء والغذاء يمثلان أولوية قصوى، في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشونها.
وأفاد أبو رمضان بأن غزة تحتاج إلى ما بين 500 و1000 شاحنة مساعدات يومياً، ولمدة شهر على الأقل، حتى تتوافر السلع الأساسية للسكان، ويعود التوازن من جديد إلى الأسواق، مؤكداً أن المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي، إذ يجب السماح للقطاع الخاص باستيراد البضائع والسلع الأساسية، ولو بشكل محدود في ظل الأوضاع الراهنة.
وأشار إلى أن قطاع غزة، بعد نحو 80 يوماً من الإغلاق الكامل، أصبح خالياً من جميع المستلزمات، سواء الطعام أو الدواء أو الملابس أو الوقود أو مستلزمات النظافة الشخصية، مشدداً على أن الأهالي بحاجة إلى كل شيء، لكن الأولوية للطعام والوقود، خاصة الديزل والغاز اللازمين لتشغيل الأفران والمخابز، إضافة إلى الأدوية والخضروات والبقوليات.