شعبان بلال (غزة)

أخبار ذات صلة 4 دول أوروبية تعلن استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين 120 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة الثانية من رمضان بالمسجد الأقصى

حذر المتحدث الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، سليم عويس، من تداعيات استمرار الحرب في قطاع غزة على الأطفال وإصابتهم بعاهات مستديمة، مشيراً إلى أن هناك أطفالاً بُترت أطرافهم خلال العمليات دون تخدير.


وقال عويس، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن العديد من الأطفال فقدوا أحد أطرافهم بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر في غزة، مشيراً إلى أن آثار هذه الإصابات تمتد لما بعد الحرب، وفقدان الأطراف أمر يصعب التعايش معه ويحتاج لإعادة تأهيل حتى يستطيع الشخص التفاعل والتحرك بشكل طبيعي.
وحول إحصائيات إصابات الأطفال بالبتر وفقدان الأطراف، لفت عويس إلى أن الوضع الإنساني والأمني يعيق المنظمات الأممية عن متابعة أرقام المصابين بهذه الإصابات.
وذكر المسؤول الأممي أنه من الصعب على الأطفال العيش مع الظروف الصعبة بفقدان طرف أو أكثر، خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار والعنف، وتمتد الأضرار والآثار إلى العامل النفسي والصحة النفسية.
وشدد المتحدث المتحدث الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ«اليونيسف» على أن وضع الأطفال والعائلات في قطاع غزة أصبح كارثياً، وأن الوضع يزداد سوءاً كل يوم تستمر فيه هذه الحرب.
وقال: «الأطفال لا يستطيعون الوصول للخدمات الأساسية من غذاء ودواء ومياه وصرف صحي، وهناك أكثر من 30 ألف قتيل في قطاع غزة أغلبهم من النساء والأطفال، وواقع الأطفال الذين نجوا من الموت صعب وسيئ للغاية».
وطالب المسؤول الأممي بضرورة وقف إطلاق النار والسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن «اليونيسيف» مستمرة في عملها في ظل التحديات الصعبة ومحاولة إدخال المساعدات وتوزيعها في القطاع، رغم صعوبة الوضع على الأرض وافتقاد الضمانات الأمنية لسلامة العاملين في المنظمات الإنسانية، مشيراً إلى أن استمرار هذا الوضع له تداعيات خطيرة لعدم إمكانية وصول الخدمات والمساعدات إلى سكان القطاع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اليونيسف فلسطين إسرائيل غزة قطاع غزة حرب غزة الحرب في غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار

وسط دمار الحرب وقصف الطائرات، يُمسك أهالي غزة بالآلات الموسيقية ليعبروا عن صمودهم ورفضهم للاستسلام. في مخيمات النزوح وزحام المعاناة، تصبح الموسيقى لغة الأمل، حيث يعزف الأطفال والشباب النغمات بين الخيم، ليصنعوا من الألم جسرًا نحو الحياة. اعلان

وسط دمار الحرب وقصف الطائرات، تبقى الموسيقى صوتًا للأمل في قلب غزة. في مخيمات النازحين وزحام المعاناة، يُقاوم الفلسطينيون الألم بالعزف والغناء، حيث تتحول الآلات الموسيقية إلى سلاحٍ ناعم يزرع الفرح ويعيد للطفل براءته، ويذكّر الجميع بأن الحياة لا تزال تستحق العيش.

ساحة الجندي المجهول، القلب النابض لمدينة غزة التي فقدت صخبها وعاد إليها الوجع بصمت. هنا، حيث تحولت الساحة إلى مخيم مؤقت للنازحين، تجمع مئات العائلات تحت خيم ممزقة، وسط نقص حاد في أدنى مقومات الحياة، يعيش أحمد أبو عمشة، معلم الموسيقى، مع عائلته، بعد أكثر من 19 شهرًا من النزوح المستمر.

أبو عمشة ليس مجرد مدرس جيتار، بل هو رجل الرسالة، يحمل بين يديه آلة موسيقية بدل البندقية، ويرسم بالأوتار لوحة الأمل على خلفية الدمار. كان يسكن في بيت حانون، قبل أن تدمر الحرب كل شيء، وتطرده وزوجته وأطفاله من منزلهم. لكنه، وفي كل مرة اضطروا فيها للفرار، لم ينسَ أن يحمل الآلات الموسيقية معه. يقول: "إنها الشيء الوحيد الذي يمنحنا الأمل".

رحلة النزوح والبقاء

لم تكن حياة أبو عمشة سهلة منذ اندلاع الحرب. تعرضت عائلته للنزوح 12 مرة، قبل أن تستقر بهم الحال في مخيم ساحة الجندي المجهول. الطريق كان طويلًا ومليئًا بالمعاناة، لكنه ظل يحمل موسيقاه معه، كأنها جزء من نفسه.

وسط مشهد اليوميات الصعبة، من البحث عن المياه وتأمين لقمة العيش، يشق أبو عمشة طريقه عبر الزقاق الضيق في المخيم، ويحمل على كتفه زجاجات المياه، وعلى ذراعه جيتاره. وخلفه، يتبعه مجموعة من الأطفال الذين حولهم إلى طلاب، يتعلمون منه العزف، ويستعيدون من خلال الموسيقى شيئًا من براءتهم المفقودة.

Relatedاليونيسف: أكثر من 50 ألف طفل قُتلوا أو جُرحوا في غزة منذ 7 أكتوبر... والأهوال تتجاوز الوصفغزة: جوع وطوابير ولا حل في الأفق.. الآلاف يتجمعون أمام مركز جديد للمساعدات في رفحالجيش الإسرائيلي يقترب من السيطرة الكاملة على خان يونس وسط تصاعد وتيرة التصعيد في قطاع غزةطيور غزة

في إحدى محطات النزوح، في منطقة الماويسي بمدينة خانيونس، ولدت فكرة جديدة. شعر أبو عمشة أن الموسيقى يمكن أن تكون جسرًا يعبر به الأطفال فوق مأساتهم، فأسس مجموعة موسيقية أسماها "غناء طيور غزة" (GBS)، وتضم الأطفال المشردين الذين تميزوا بموهبتهم في الغناء والعزف.

قدمت المجموعة عدة عروض في مخيمات النازحين، واستقبلتها وسائل التواصل الاجتماعي باهتمام واسع، كصوتٍ يتعالى من تحت الركام، ليذكّر العالم بأن الإنسان الفلسطيني لا يموت، وأن الفرح يمكن أن ينبض حتى في أشد الظروف قسوة.

مولع، نجل أحمد، يبلغ من العمر 14 عامًا، وهو أحد أعضاء المجموعة. يعزف على آلة الناي، ويقول بكل ثقة رغم ما مرّ به: "لقد تم نزحنا أكثر من 11 مرة، وكنت دائمًا أحمل نايي معي. إنه الشيء الوحيد الذي يساعدني على نسيان صوت القصف". ويضيف أنه من الصعب العثور على مكان هادئ للعزف وسط الضوضاء، ولكنهم يحاولون التدرب داخل خيمة خاصة، بعيدًا عن ضجيج الألم.

أما الطفلة يارا، ذات العشر سنوات، فتتعلم العزف على الكمان. تعبر عن خوفها من كل عملية نزوح جديدة، لكنها تؤكد: "كلما شعرت بالخوف، ألتجئ إلى الموسيقى. فالموسيقى تجعلني أشعر بالأمان."

عزف الأمل تحت الخيم

داخل المخيم، تتجمع المجموعة يوميًا، وتبدأ الحكاية من جديد. الأطفال والشباب يعزفون مختلف الآلات الموسيقية تحت خيم ممزقة، في منظر قد يبدو غريبًا لمن لا يعرف المعنى الحقيقي للحياة. لكن هنا، في قلب غزة المنكوبة، أصبحت الموسيقى لغة جديدة، تتحدث بها الجيل الجديد عن الأمل، وعن الوطن، وعن الرغبة في العيش.

ويصر أحمد أبو عمشة، وهو ينظر إلى طلابه، على مواصلة رسالته الإنسانية. يقول بهدوء، بينما يعلو صوت العود في الخلفية: "نغني من أجل السلام، نغني من أجل الحياة، نغني من أجل قطاع غزة".

وفي ظل نقص الغذاء والماء والكهرباء، يبقى هذا المعلم يزرع الأمل، ليس بالكلمات فقط، بل بالأوتار، وبكل نغمة تُعزف في وجه القصف، وترتفع فوق دمار الأرض لتلامس سماء الإرادة والإنسان.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار
  • أكثر من مليون إنسان معظمهم نساء وأطفال يُعاقبون جماعيا في غزة
  • اليونيسف: مقتل وجرح أكثر من 50 ألف طفل منذ بدء العدوان على غزة
  • اليونيسف: أكثر من 50 ألف طفل في غزة قتلوا أو أصيبوا منذ بدء الحرب
  • تحقيق وتهديد.. أكثر من 400 طفل فلسطيني في سجون الاحتلال
  • ماكرون: إسرائيل لديها ساعات أو أيام لتحسين الوضع الإنساني بغزة أو مواجهة موقف أوروبي أكثر صرامة
  • المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية : تهديدات داعش لا تزال تهدد أمن سوريا
  • خبير اقتصادي: الوضع المالي العام أصبح أكثر صعوبة نتيجة ارتفاع أعباء الديون
  • المهندس البشير: هذه المذكرة ترسخ التعاون والتكامل الإقليمي في قطاع الطاقة وتساعدنا على تحفيز مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة
  • عيادات شفاء الأورمان تستقبل أكثر من 20 ألف زيارة بالأقصر