الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر لـ«الاتحاد»: الوضع في غزة «مفجع» والناس يعانون فقدان الأمل وأصابهم اليأس
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
عبدالله أبو ضيف (رفح، القاهرة)
أخبار ذات صلةوصفت كيت فوربس، رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، الوضع في قطاع غزة بأنه «مفجع للغاية» وفقاً للزيارة التي أجرتها للقطاع، حيث رصدت وجود أكثر من مليون شخص في رفح يعيشون أسوأ الظروف التي يمكن تخيلها، مشيرةً إلى أن المدينة مكتظة بالأشخاص الذين لا يحصلون إلا على قدر محدود من الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وقالت فوربس في تصريحات لـ«الاتحاد» إن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر يدعو إلى حماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق، والوصول الآمن دون عوائق إلى قطاع غزة بأكمله بما في ذلك الشمال، داعيةً إلى زيادة تدفق المساعدات الإنسانية خلال الفترة المقبلة.
وقالت: «الناس في غزة يعانون من فقدان الأمل، وأصابهم اليأس بشكل واضح وفقاً لأحاديث جمعتها مع عشرات الأسر التي تعيش في وضع منكوب وصعب ولا يوجد مكان آمن يمكن أن يذهبوا إليه، بينما يعمل مستشفى ميداني دون معدات وأدوية مناسبة، ما يزيد من الأزمة الإنسانية».
وعبرت الرئيسة الدولية لجمعيات الهلال والصليب الأحمر عن تخوفها من المستقبل لهذه المنطقة المكتظة بمئات الآلاف من النازحين، مشيرةً إلى تزايد الاحتياجات كل يوم في الوقت الذي تحاول فرق الهلال الأحمر الفلسطيني مساعدة الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إليها.
وحثت رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، الدول والمنظمات الدولية بضرورة العمل على عدم التصعيد في مدينة رفح
التي يعيش فيها نحو مليون ونصف المليون نازح، بينما كان عدد سكانها قبل السابع من أكتوبر أقل من 500 ألف نسمة، ما أدى إلى انهيار المنظومة الصحية وتوقف الخدمات نتيجة عدم قدرتها على الإيفاء بالمتطلبات غير المسبوقة لأعداد السكان بجانب ضعف وقلة المساعدات المقدمة.
وأشارت كيت فوربس إلى أن الهلال الأحمر المصري وشركاءه في جميع أنحاء العالم يدعمون المتطلبات الرئيسية في قطاع غزة ومساندة الفرق الأممية على إيصال المساعدات لمن يحتاجونها، في ظل الأزمة الحادة التي يعيشها أهالي القطاع.
وشددت على الحاجة الماسة إلى القدرة على تقديم المزيد من المساعدات بمعدل أسرع بكثير.
وفي سياق متصل، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني، أمس، إن إسرائيل أبلغت المنظمة الدولية بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال قوافل غذائية تابعة للوكالة إلى شمال قطاع غزة.
وأضاف لازاريني في منشور على منصة «إكس»، أن «هذا أمر مشين، يشير إلى تعمد عرقلة المساعدة المنقذة للحياة، وسط مجاعة من صنع الإنسان، يجب رفع هذه القيود». وأكد لازاريني على أنّ تجميد تمويل الولايات المتحدة للوكالة حتى مارس 2025 سيؤثر سلباً على الفلسطينيين في فطاع غزة.
وعلق لازاريني على موافقة الكونجرس الأميركي على قرار تمديد تجميد تمويل «الأونروا»، محذراً من أنّ «عجز تمويل الوكالة من شأنه أن يهدد إمكانية الوصول إلى الغذاء والمأوى والخدمات الصحية الأساسية والتعليم».
وقال: «سيكون لهذا القرار عواقب سلبية على اللاجئين الفلسطينيين في غزة والمنطقة».
وفي الوقت نفسه، أعرب لازاريني عن شكره لبعض أعضاء الكونجرس ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على دعمهم لـ«الأونروا» قائلاً: «إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي دائم، سنواصل مع المانحين والشركاء، تنفيذ المسؤوليات الممنوحة للأونروا من قبل الأمم المتحدة لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين».
وفي يناير الماضي أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن، وقفاً مؤقتاً لتمويل «الأونروا».
ومنذ 26 يناير علقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها لـ«الأونروا» على خلفية مزاعم إسرائيلية بأن عدداً من موظفيها شاركوا في هجوم 7 أكتوبر، فيما أعلنت الوكالة أنها تحقق في تلك المزاعم، لكن بعض هذه الدول راجعت في مارس الجاري قراراتها إزاء «الأونروا»، حيث قالت المفوضية الأوروبية إنها ستفرج عن 50 مليون يورو من تمويل الوكالة، فيما أعلنت السويد استئناف التمويل بنحو 20 مليون دولار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل الهلال الأحمر الصليب الأحمر الاتحاد الدولی لجمعیات الصلیب والهلال الأحمر قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مسئول أممي: الوضع في غزة كارثي وإسرائيل تتجاهل القانون الدولي
وصف الدكتور ثوريا ديفا، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في التنمية ورئيس لجنة تنسيق الإجراءات الخاصة، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "كارثية وغير مبررة"، مؤكدًا أن ما تشهده المنطقة منذ أكثر من 21 شهرًا يمثل، وفق تعبيره، "سياسة إبادة جماعية" تمارسها إسرائيل.
وأوضح ديفا، خلال مداخلة عبر قناة “القاهرة الإخبارية” من سيدني، أن الأدلة على ارتكاب إسرائيل لانتهاكات جسيمة باتت واضحة، مشيرًا إلى أن استمرار المجاعة، وتدمير البنية التحتية والبيئة، يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى إضعاف سكان القطاع.
وقال إن منع دخول الصحفيين المستقلين إلى غزة يعوق توثيق هذه الجرائم بشكل موثوق ويعزز حملات التضليل الإعلامي.
وأكد أن السياسات الإسرائيلية تمثل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين، لافتًا إلى أن استمرار الإفلات من العقاب يفاقم الأزمة.
كما انتقد العقوبات التي فرضتها بعض الدول على شخصيات حقوقية لمجرد دعمها لجهود المحكمة الجنائية الدولية، معتبرًا أن ذلك يعيق تحقيق العدالة.
وشدد على أن إحلال السلام شرط أساسي لأي تنمية، مؤكداً أنه لا يمكن البدء في إعادة إعمار غزة دون إنهاء الاحتلال واحترام حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وانتقد فشل المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، في حماية المدنيين، داعيًا إلى إعادة هيكلة المجلس، وتوسيع عضويته الدائمة، ومنع إساءة استخدام "حق النقض".
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة إنشاء نظام دولي جديد يحترم القانون الدولي، ويعيد توجيه الموارد من "اقتصاد الحرب" إلى تنمية المجتمعات، بهدف إنهاء الفقر والمجاعات التي تهدد ملايين الأشخاص في غزة وغيرها من مناطق النزاع حول العالم.