هآرتس : عودة سكان شمال غزة أم إنشاء قضية اللاجئين "2"
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
قال رئيس تحرير صحيفة هآرتس ألوف بن اليوم الثلاثاء 26 مارس 2024 ، إن إسرائيل ترفض ، خلال المفاوضات في قطر مقابل حركة حماس حول صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، المطلب بعودة سكان شمال قطاع غزة إلى بيوتهم، بعد تهجيرهم إلى وسط وجنوب القطاع في بداية الحرب.
وقضية عودة سكان شمال القطاع هي محل "نقاش عام في إسرائيل حاليا"، حول ما إذا ستتم عودة السكان، "وفقا لمطلب أحزاب الوسط" الإسرائيلية، أم "التنازل عن المخطوفين والتمسك بهذه المنطقة من أجل إقامة مستوطنات يهودية فيها، وفق موقف اليمين المتطرف".
واعتبر بِن أن تهجير سكان شمال القطاع وهدم البيوت وتدمير البنية التحتية هو "العملية الإستراتيجية المركزية الإسرائيلية في حرب 7 أكتوبر". ونفذت إسرائيل في موازاة ذلك عمليتين أخريين في القطاع، مسح المنطقة المحاذية لحدود القطاع والتي سيقام فيها حزام أمني خال من البشر والمباني، وشق "شارع العزل"، الذي "يمكن أن يستخدم كخط فاصل مستقبلي بين شمال غزة الإسرائيلي وجنوبها تحت سيطرة حماس".
ولفت إلى أن إسرائيل نفذت هذه العمليات كلها من دون التحدث عن أهدافها، "فيما ركزت بيانات الجيش الإسرائيلي ومعظم التقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية على عمليات تكتيكية، مثل مقتل عدد من المخربين، تفجير أنفاق، اعتقال مشتبهين".
وأضاف بِن أنه "تقترب ساعة الحسم الآن: هل سيتم تحويل التهجير إلى واقع دائم، أم منح لاجئي شمال غزة حق العودة إلى بيوتهم. ف النكبة الفلسطينية في العام 1948 نشأت عندما قررت إسرائيل، بقيادة دافيد بن غوريون، منع عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين فرّوا أو هُجروا من مدنهم وقراهم خلال المعارك".
وتابع أن "إبقاء اللاجئين في الخارج، حتى اليوم، سمح بإقامة إسرائيل في حدود وقف إطلاق النار من العام 1949، وخلال عدة سنوات تم هدم مئات القرى العربية وأقيمت مكانها بلدات يهودية. وذرية اللاجئين الفلسطينيين الذين أبعِدوا في العام 1948 إلى قطاع غزة، الضفة الغربية، الأردن، سورية ولبنان يواصلون من هناك كفاحهم ضد إسرائيل".
وأشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، سيحسم في قضية عودة سكان شمال القطاع، لكنه "كعادته يحاول الجلوس على الحياد وكسب الوقت فيما الجيش الإسرائيلي يواصل إقامة حزام أمني على طول الجدار (المحيط بالقطاع)، ويطرد من شمالي غزة السكان الباقين هناك، وإسرائيل ترفض نقل إمدادات لهم من خلال الممر السريع في معبر إيرز، وتتجاهل الضغط الدولي والتحذيرات من مجاعة".
وأعلن نتنياهو قبيل نظر محكمة العدل الدولية في اتهامات لإسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، أنه "لن نحتل القاع إلى الأبد ولن نطرد السكان الفلسطينيين"، ونفى في بداية الحرب العودة إلى الاستيطان في القطاع.
إلا أن بن أشار إلى أن "رسائل نتنياهو متناقضة. فبعد ذلك منح دعما صامتا لمبادرات اليمين المتطرف، وهؤلاء جروا وراءهم كثيرين في حزب الليكود. ورفض نتنياهو لسيطرة فلسطينية مستقبلية في القطاع، وتصريحاته في وسائل الإعلام الأميركية –"سنبقى في غزة لعقد على الأقل" – وأداءه في المفاوضات مع حماس تدل على أنه يمتنع في هذه الأثناء عن الحسم، وهو يبقي على الأقل خيار الاحتلال والاستيطان مطروحا".
ووفقا لبِن، فإن "نتنياهو يعرف التاريخ: بن غوريون صمد طوال سنين أمام ضغوط دولية ثقيلة طالبت بإعادة اللاجئين الفلسطينيين، أو بعضهم، إلى حين اعتاد العالم على الوضع. وهذا هو موقف اليمين في إسرائيل أيضا: عدة دونمات للاستيطان في غزة أفضل من عدة أصابع غاضبة في الأمم المتحدة أو لاهاي".
وأضاف أن "نتنياهو وشركاءه يقدرون ويأملون بأن يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ويصعب الاقتناع بأن ضائقة الفلسطينيين تهمه، وخاصة بعد أن عبر خصمه، جو بايدن، رأفة تجاههم. وإذا بإمكان إسرائيل تقديم المساعدة لعودة ترامب، من خلال خطوات تشجع الجالية المؤيدة للفلسطينيين في ولاية ميشيغان الهامة للفوز بالانتخابات الرئاسية بعدم التصويت للديمقراطيين هذه المرة، فإن ترامب سيكون مدين بالشكر لنتنياهو".
إلا أن بِن تابع أن "نتنياهو لا يمكنه انتظار ترامب، الذي حتى لو فاز بالانتخابات، فإنه سيعود إلى الرئاسة فقط بعد عشرة أشهر. ويتعين عليه أن يقرر الآن، طالما تتواصل المفاوضات في الدوحة، إذا كان سيعيد المخطوفين الإسرائيليين إلى ديارهم والفلسطينيين إلى شمال غزة، حتى بثمن شرخ في ائتلافه، أو الاستجابة لليمين المتطرف، والإعلان عن نشوء ’قضية اللاجئين الفلسطينيين 2’ والاستعداد لإقامة مستوطنات مكان الشجاعية وجباليا والرمال. وقرار مجلس الأمن الدولي (أمس) إنما تعمق وحسب النقاش حول مستقبل غزة الشمالية".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: اللاجئین الفلسطینیین عودة سکان شمال شمال غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقر بقتل طفلين شمال غزة وإكس يكذّب رواية الاحتلال
أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين، بقتله فلسطينيين اثنين شمالي قطاع غزة بدعوى تجاوزهما المنطقة التي يسيطر عليها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الجيش في بيان إن قوات من فريقه القتالي في لواء كرملي (2)، قتلت فلسطينيين اثنين في حادثين منفصلين شمال قطاع غزة، بزعم "تشكيلهما تهديدا مباشرا"، وهي الذريعة ذاتها التي تكررها تل أبيب في معظم خروقاتها لاتفاق وقف النار.
وأضاف أنهم أطلقوا النار عليهما فور تجاوزهما المنطقة التي يسيطر عليها بموجب الاتفاق وقضى عليهما "لإزالة التهديد".
من اليمين الطفلان فادي وجمعة ابو عاصي من خانيونس الذين اعتبرهما جيش الاحتلال "اهداف مشبوهة”، وقام سلاح الجو الاسرائيلي بتصفيتهما".
من اليسار تومر بار قائد سلاح الجو المسؤول عن قتل الطفلين وكذلك ٢٠ الف طفل في غزة.
From the right are the two children from Khan Younes ,… pic.twitter.com/lmbba9NNHo — تيسير البلبيسي (@Taysirbalbisi) November 30, 2025
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، وتفيد تقديرات لجيش الاحتلال أنه يسيطر على أكثر من 50 بالمئة من مساحة القطاع بموجب المرحلة الأولى من هذا الاتفاق.
وفي وقت سابق الاثنين، استشهد فلسطيني برصاص طائرة مسيّرة إسرائيلية من طراز "كواد كابتر" شرقي حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
ويقع المكان المستهدف خارج المنطقة التي انسحبت منها "إسرائيل" بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
ووفق معطيات حكومية وفصائلية وحقوقية سابقة، فإن "إسرائيل" ارتكبت عشرات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء.
وبينما يفترض أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار حرب إبادة جماعية بدأتها "إسرائيل" بدعم أمريكي في غزة يوم 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وخلّفت أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 170 ألف جريح، إلا أن الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة تهدد استمرار الاتفاق بشكل دائم.
وفي منشور جيش الاحتلال عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) والذي تحدث فيه عن "خرق اتفاق وقف إطلاق النار" وذكر روايته للحديث، تفعلت خاصة في المنصة حول إضافة معلومات أو تصحيح للأخبار المنشورة.
وجاء في أسفل المنشور إضافة من منصة "إكس" للتعقيب رواية الاحتلال كانت كالتالي: "أضاف القراء سياقًا يعتقدون أن الناس قد يرغبون في معرفته: كان "المشتبه بهم" طفلين يبلغان من العمر 11 و8 سنوات".
❌CEASEFIRE VIOLATION: IDF troops identified two suspects who crossed the yellow line, carried out suspicious activities, and approached the troops in southern Gaza, posing an immediate threat. The IAF eliminated the suspects to remove the threat.
In another incident in the… — Israel Defense Forces (@IDF) November 29, 2025
وتضمن ذلك أيضا مصدر إخباري للحدث من شبكة سكاي نيوز" التي أكدت استشهاد الشقيقين فادي أبو عاصي (11 عامًا) وجمعة أبو عاصي (8 أعوام) في استهداف إسرائيلي بينما كانا يجمعان الحطب في ذلك الوقت.
يذكر أن "Readers added context" نظام يسمح لمستخدمي المنصة العاديين إضافة سياق، أو تصحيح، أو توضيح لأي معلومة يرون أنها مضللة أو ناقصة، أو تحتاج إلى معلومات إضافية، وعندما يوافق عليها عدد كاف من المستخدمين تظهر تلقائيا تحت التغريدة الأصلية.