بر الوالدين من أعظم الواجبات الإسلامية ولذلك قرنه الله بعبادته في مواطن كثيرة في القرآن الكريم منها قوله جل وعلا: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً).
وقال عليه الصلاة والسلام للرجل الذي جاءه يستأذنه في الغزو معه وله أم : “الزمها فإن الجنة عند رجلها”.
وبر الوالدين يحتاج حقيقةً الى جد واجتهاد ومثابرة وتضحية ، وبعض الناس يعتقد أنه لابد أن يكون الوالدين في غاية المثالية حتى يقوم ببرهم والإحسان إليهم والحقيقة هذا فهم خاطئ جدًا ، البر أفضل من الجهاد في سبيل الله ومثل ما الجهاد يحتاج إلى صبر وتضحية بالنفس والمال ولذائذ الحياة، كذلك بر الوالدين يتطلب نفس هذه الأمور وأكثر في سبيل رضا الوالدين.
قال تعالى: ﴿ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِیمࣰا ﴾. الإسراء (٢٣).
فمن رأيتموه ينسى فضل والديه أو يُسيء إليهما ، ولو بكلمة “أف” فلا تثقوا فيه ولا تعتمدوا عليه ، لأنكم مهما أحسنتم إليه فلن تبلغوا معشار ما أحسن إليه والداه، فإذا نسي فضلهما وجحده، فهل تأملون أن يذكر فضلكم ويحفظ معروفكم ؟!
مرض أحد التابعين، فلما زارته أمه، قام فلبس وتأنق كأن لم يكن به بأس، فلما خرجت سقط مغشياً عليه، فلما سُئل عن ذلك قال: إن أنين الأبناء يُعذب قلوب الأمهات .!
يقول ابن اللبان في “مختصر الإفادات”، في فصل بر الوالدين وصلة الرحم هذا النص الجميل الرائع “و صِفَة البر:
أن تكفيهما ما يحتاجان إليه، وتكف عنهما الأذى، وتداريهما مداراة الطفل الصغير، وألا تضجر من حاجتهما، وأن تقدم خدمتهما على كثير من نوافلك من صلاة وصيام وغيرهما، وتستغفر لهما ويتأكد عقب صلاتك، ولا تحوجهما إلى التعب”.
قال سبحانه: ( وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ). مريم ٣٢.
قال ابن عباس رضي اللّٰه عنهما: “لا أعلم عملاً أقرب إلى اللّٰه من بر الوالدة !”.
{ ربِ إرحمهما كما ربياني صغيرا }.
وبر الوالدة سبب في دخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم: “دخلت الجنة ، فسمعت فيها قراءة ، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان ، كذلكم البر ، كذلكم البر ، وكان أبر الناس بأمه”. رواه أحمد.
وجاء في كتاب بر الوالدين للطرطوشي أن طلق بن حبيب رحمه الله: “كان يقبل رأس أمه، وكان لا يمشي فوق ظهر بيت هي تحته إجلالاً لها”.
فلا يوجد حضن في الدنيا كلها يعوض حضن الأم والأب ، ولا يوجد أحد في الدنيا يعطي بدون مقابل إلا الأم والأب ، وبر الوالدين لا ينقطع بموتهما بل يستمر بعد الموت فالصدقة وأداء الحج والعمرة عنهما، والدعاء لهما، وزيارة وتفقد أحوال أقارب الوالدين وأصدقائهم من برّ الوالدين بعد موتهما ، فهو امتداد للبر في حياتهما وإمتداد للحب والوفاء ، وعهد لا ينقطع بغيابهم، وحين نزور أعمامنا وأخوالنا وغيرهم من أقارب والدينا كأننا نحيي ذكرى والدينا في أرواحهم ، فنبعث فيهم وفي أنفسنا السرور وذلك منتهى البر بهما.
اللهم اغفر لابائنا وأمهاتنا وارحمهم رحمة واسعة من عندك وادخلهم الفردوس الأعلى واجمعنا بهم في جنات النعيم.
اللهم اجعلنا ممن يصلون أرحامهم ابتغاء مرضاتك ، وممن يبرون بوالديهم أحياء وأمواتا.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: بر الوالدین
إقرأ أيضاً:
عاجل| الملك يؤكد لستارمر ضرورة وقف كارثة غزة وتكثيف المساعدات عبر البر
صراحة نيوز- تلقى جلالة الملك عبد الله الثاني، اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، أكد خلاله جلالته ضرورة الوقف الفوري للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وشدد جلالة الملك على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإغاثية بكميات كافية إلى جميع مناطق القطاع، للتخفيف من معاناة المدنيين.
وأشار جلالته إلى أن الأردن يواصل التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لتسهيل إيصال المساعدات إلى غزة، مثمناً الموقف الأوروبي الداعم لجهود إنهاء الحرب وتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
وبحث الاتصال سبل تعزيز التعاون بين الأردن والمملكة المتحدة لتكثيف الاستجابة الإنسانية، لا سيما من خلال إرسال المساعدات عبر الطرق البرية باعتبارها الوسيلة الأهم والأكثر فاعلية، إلى جانب الإنزالات الجوية.
كما حذر جلالة الملك من خطورة تصاعد التوتر في الضفة الغربية والقدس، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية الحفاظ على أمن سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها.