كثفت دائرة التخطيط والتطوير ــ تراخيص، الذراع التنظيمية لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، حملاتها التفتيشية داخل نطاق مرافق التجزئة بمناطق التطوير الخاصة التابعة لها خلال عام 2023 والتي وصلت إلى أكثر من 22 ألف و249 جولة تفتيشية وأسفرت عن تحرير 450 مخالفة في قطاعات متنوعة.
وتفصيلاً، أفادت الإحصائيات الرسمية التي أعلنت عنها إدارة الترخيص بالدائرة مؤخراً إلى تكثيف عدد الجولات التفتيشية خلال عام 2023 بنسبة زيادة بلغت %108 عن عام 2022، الذي شهد تنظيم 10 آلاف و692 جولة تفتيشية ونتج عنها 220 مخالفة، وذلك تحت إشراف قسم التفتيش التجاري والتجزئة التابع لإدارة الترخيص بالدائرة والذي يتولى مسؤولية مباشرة الجولات والحملات الرقابية والتفتيشية والتوعوية المستمرة على مدار العام.


ومن جهته، أوضح المهندس عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لدائرة التخطيط والتطوير- تراخيص، بأن الدائرة تطلق سلسلة من الجولات التفتيشية موزعةً على عدد من المناطق التابعة لها بحسب خطة مدروسة وجدول محدد، وتتم وفقاً لمعايير متخصصة يتم اتباعها خلال عمليات التفتيش، مؤكداً أن الدائرة تسعى جاهدة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة والمتمثلة في تطبيق المعايير والاشتراطات في المناطق ذات الاختصاص بأعمال التجارة والتجزئة وتقليل عدد المخالفات حفاظاً على حقوق ومصالح المتعاملين.
وأضاف المهندس عبدالله بالهول: “خصصنا فرقاً مختلفة لتنفيذ هذه الحملات وتنوعت المخالفات المرصودة بين استغلال مساحات إضافية دون تصريح رسمي، وعدم الامتثال للمواصفات الإلزامية الخاصة التي ينبغي اتباعها وفقاً للوائح والقوانين والإرشادات التوجيهية بدائرة تراخيص”.
وأوضحت التقارير أن الجولات التفتيشية تنوعت بين الجولات الروتينية حسب خطة التفتيش السنوية المعتمدة والتي يتم من خلالها التأكد من سلامة كافة الممارسات التجارية ومتطلبات السلامة.
وأكد المهندس عبدالله بالهول التزام دائرة “تراخيص” بمواصلة وتكثيف جهودها التفتيشية، وتطبيق العقوبات والغرامات المنصوص عليها في القوانين والأنظمة في الدولة ضد المخالفين، مشيراً إلى أن الدائرة تسعى جاهدة لمتابعة التزام المؤسسات التجارية بتطبيق الممارسات الصحيحة، وتوجيه المتعاملين للالتزام باللوائح والقوانين واتخاذ الإجراءات الجزائية والعقابية للمخالفين.
وتباشر دائرة “تراخيص” جولات التفتيش الرقابية في المناطق التابعة لها على يد نخبة من المفتشين المختصين والمعنيين الذين يتولون مسؤولية التحقق من عدم وجود أي ممارسات غير قانونية ضمن المرافق والمحال التجارية والمنشآت المؤقتة في المناطق والمرافق المشتركة التابعة لدائرة التخطيط والتطوير- تراخيص.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

هل سمعت من قبل عن “أيام الكلب”؟ إنها أكثر حرارة مما تتخيل!

في كل صيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى ذروتها، يظهر في الإعلام الغربي تعبير يعود إلى قرون مضت: “Dog Days of Summer”، أو ما يُعرف تقليدياً بـ”أيام الكلب”.

وراء هذه العبارة تاريخ طويل يجمع بين الرصد الفلكي والموروث الشعبي وتغيرات الطقس، وهي ظاهرة ما تزال تثير الفضول حتى اليوم، خاصة مع تزايد الحديث عن الاحتباس الحراري وطول فترات الحر.

مصطلح “أيام الكلب” لا يُشير إلى الحيوانات الأليفة، بل إلى نجم “الشعرى اليمانية”، ألمع نجم في السماء، والذي يظهر في كوكبة تُدعى “الكلب الأكبر” (Canis Major).

منذ آلاف السنين، لاحظ الإغريق والرومان أن هذا النجم يظهر فجراً في توقيت يتزامن مع أشد أيام الصيف حرارة، وبما أن ظهوره كان يقترن بموجات الحر، فقد ارتبط في أذهانهم بالأمراض، والتوتر، وفترات اللااستقرار، ومن هنا وُلد المصطلح الذي ما زال يُستخدم في اللغة الإنجليزية حتى اليوم، رغم أن الارتباط بين النجم والحرارة لم يثبت علمياً.

في الثقافات القديمة، أخذت هذه الظاهرة معاني متباينة؛ ففي مصر القديمة، كان طلوع الشعرى إشارة إلى فيضان النيل، وهو حدثٌ موسميٌّ كان مؤشراً على موسم خصب.

أما في الموروث الإغريقي والروماني، فقد كانت هذه الأيام تُعد نذير شؤم، وكان الناس يتجنبون اتخاذ قرارات كبيرة أو بدء الحروب خلالها.

العرب بدورهم لم يستخدموا مصطلح “أيام الكلب”، لكنهم قسّموا الصيف إلى مراحل مثل “القيظ” و”جمرة القيظ” التي تشير إلى أكثر فترات فصل الصيف ارتفاعاً في درجات الحرارة، وكان طلوع نجم الشعرى محسوباً في تقاويمهم الفلكية والزراعية.

فلكياً، يُعد ظهور نجم الشعرى اليمانية حدثاً دقيقاً، لكن فترة “القيظ” منه لم يسهل تحديدها بدقة علمياً، ففي التقويم الغربي، تمتد تقليدياً بين 3 يوليو/تموز و11 أغسطس/آب، إلا أن هذه الفترة تختلف من مكان لآخر بحسب خطوط العرض والظروف المناخية.

وفي الشرق الأوسط، مثلاً، تبدأ موجات الحر الشديد في يونيو/حزيران، وغالباً ما تستمر حتى سبتمبر/أيلول، دون أن يُطلق عليها اسم خاص مشابه.

ومع تصاعد حدة التغير المناخي العالمي، باتت هذه الفترة أكثر من مجرد ذكرى موسمية.

وفقاً للبيانات المناخية، فإن “أيام الكلب” باتت تمتد أطول، وتتسم بدرجات حرارة أعلى، مع زيادة في الرطوبة وركود الرياح، هذه الظروف تخلق بيئة مناسبة لارتفاع استهلاك الكهرباء، وتراجع جودة الهواء، وزيادة احتمالات الحرائق، ما يضع الحكومات أمام تحديات إضافية كل عام.

ولا يقتصر تأثير هذه الظاهرة على الطقس فقط، فبحسب دراسات حديثة، تزداد خلال هذه الفترة معدلات الضغط النفسي، والتوتر، ونوبات الغضب.

كما لوحظ ارتفاع في معدلات الجريمة في بعض المناطق، خاصة تلك التي تفتقر إلى وسائل التبريد أو تعاني من تردّي الخدمات الأساسية.

في المدن الكبرى، يُسجَّل ارتفاع ملحوظ في حالات الطوارئ الصحية، نتيجة ضربات الشمس أو الإجهاد الحراري، لا سيما بين كبار السن والعُمّال والمشرَّدين.

على المستوى الثقافي، كانت لهذه الأيام مكانة خاصة في الأدب والفولكلور؛ ففي المسرحيات الإنجليزية الكلاسيكية، كُرّست “أيام الكلب” كرمز لفوضى الصيف واختلال المزاج العام. وتُستخدم عبارة “The dog days are over” في الإنجليزية الحديثة للدلالة على نهاية فترة صعبة.

أما في الثقافة العربية، فلا يوجد مقابل لغوي مباشر، لكن تُستخدم تعبيرات مثل “حرّ لافح” أو “جمرة القيظ”، وتظهر في الأمثال والتحذيرات الشعبية خلال مواسم الصيف القاسية.

التعامل الشعبي مع هذه الفترات يختلف من منطقة لأخرى، حيث يلجأ الناس في الشرق الأوسط إلى تجنّب الحركة في ذروة النهار، وارتداء ملابس خفيفة، والإكثار من السوائل، أما في المدن، فتزداد الحركة في الليل، بينما تعتمد الحكومات على نشرات التوعية الصحية، وتُصدر تحذيرات دورية، وتنصح بتجنب التعرّض الطويل للشمس.

لكن رغم هذه الإجراءات، تظل “أيام الكلب” تمثّل تحدياً متجدداً، خاصة مع تصاعد التغير المناخي، الذي جعل الصيف أكثر شدّة، وغير متوقع في بعض المناطق.

لقد تحوّلت هذه الظاهرة من مؤشر فلكي موسمي إلى مرآة تعكس واقعاً بيئياً متقلّباً، يتطلب مراجعة سياسات التكيّف مع الطقس، لا سيما في الدول التي تعاني من بنية تحتية ضعيفة.

ورغم أن المصطلح قد يبدو غريباً في السياق العربي، إلا أن الظاهرة ذاتها مألوفة لكل من عاش في منطقة حارة، فما تُسمّيه بعض الثقافات “أيام الكلب”، يعرفه سكان الخليج، وبلاد الشام، وشمال أفريقيا، كفصل طويل من التكيّف والتحمّل، وهو ما يجعل هذه الظاهرة فرصة لفهم أعمق للعلاقة المعقّدة بين الطقس والتاريخ والثقافة والإنسان.

بي بي سي عربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تجاوز سرعة وسير بدون تراخيص.. الداخلية تضبط 136 ألف مخالفة مرورية فى يوم واحد
  • نائب يحذر من “جاكوج المشهداني” لبيع قناة خور عبدالله للكويت
  • هل سمعت من قبل عن “أيام الكلب”؟ إنها أكثر حرارة مما تتخيل!
  • عاجل | الأمن العام يطلق حملة “صيف آمن” للوقاية والسلامة في الصيف
  • عاجل | 838 مخالفة و9 حالات حرمان في “توجيهي 2025”.. تفاصيل
  • نقابة الصحفيين الفلسطينيين ترصد أكثر من 100 جريمة واعتداء صهيوني بحق صحفيين خلال يونيو
  • «بلدية عجمان» و«الطاقة والبنية التحتية» تستعرضان منظومة النقل بالإمارة
  • الشؤون الإسلامية ترصد 611 مخالفة في الرياض
  • حريق محطة محولات بالإسكندربة وانقطاع التيار عن منطقة الورديان
  • “أطباء بلا حدود”: ارتفاع مروّع في وفيات الأطفال في غزة منذ بدء العدوان الصهيوني