شبكة انباء العراق:
2025-08-01@11:30:47 GMT

منتخب العراق من ناصر چكو إلى (ميمي) ..!

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

أكتب هذا المقال قبل ساعات من مباراة الإياب بين المنتخبين العراقي والفلبيني، وسواءً فاز منتخبنا في هذه المباراة أو خسر لا سمح الله، فإن رأيي لن يتغير قط، في أن النسخة الحالية لمنتخب العراق هي الأفضل بين النسخ الكروية في تاريخ المنتخبات العراقية منذ أن تشكل أول منتخب عراقي قبل أكثر من ستة عقود.

. ويقيناً أن رأيي هذا لن ينال تأييد الجميع ولن يعجب الكثير من الجمهور الرياضي الذي يرى أن بعض النسخ السابقة لمنتخبنا كانت أفضل من نسخة المنتخب الحالي.. لكن رأيي هذا يبقى مجرد رأي قابل للرفض وللقبول وقابل للنقاش أيضاً.. إلا أني وبصراحة مقتنع به تماماً، فهو لم يأت جزافاً، ولا اعتباطاً، إنما تشكل بعد تفكير، ودراسة فنية وتاريخية معمقة قمت بها، ناهيك من كوني لاعب كرة سابقاً له رؤية ومعرفة لا بأس بها بأصول اللعبة، فضلاً عن اشتغالي لفترة في الصحافة الرياضية، واطلاعي على الكثير من كواليس كرة القدم في العراق، اضافة إلى علاقتي الطيبة مع عموم الوسط الكروي ونجوم المنتخبات الكروية العراقية بمختلف مراحلها المتعاقبة.. لذا فإن حديثي عن منتخبات العراق الكروية، يأتي بلسان العارف، والمتابع الجيد لتاريخها ومفاصلها، وكأني أقرأ بكتاب مفتوح، يحكي قصة هذ المنتخب العصامي المكافح الذي حفر في صخر الزمن القاسي ليحقق منجزات عظيمة، رغم افتقاره إلى مستوى تدريبي عال، سواء من النواحي العلمية أو الفنية، وعلى سبيل المثال كان المرحوم العميد عادل بشير – مدرب منتخبات العراق العسكرية والدولية لأكثر من عشرين سنة – يفتقر إلى أبسط علوم التدريب الكروي الحديث، فالرجل كان يركز على الضبط والربط والحزم باعتباره ضابطاً في الجيش، ويركز في برنامج تدريباته على اللياقة فقط، وليس لديه غير جملة واحدة: ( اركضوا من هذا الحايط لذاك الحايط ) ..!

وطبعاً فالرجل غير مسؤول عن ذلك، فهذه امكاناته وهذا فهمه للتدريب وهذا الموجود كما يقولون..

قد يعترض أحد القراء ويقول: إن لاعبي منتخباتنا السابقة حققوا نتائج كبيرة لم يحققها لاعبو الـمنتخب الحالي ..!!

وأنا أقول: نعم حققوا نتائج كبيرة دون شك، ولكن ليس بسبب قوة منتخبنا آنذاك، إنما بسبب هزال وضعف مستوى المنتخبات العربية والآسيوية التي كنا نلاعبها، فقد فزنا مثلاً ببطولة كأس العرب عام 1966، وهزمنا فيها منتخب البحرين بعشرة أهداف، وفي البطولة ذاتها فاز منتخب ليبيا على منتخب عمان بواحد وعشرين هدفاً مقابل صفر، وفي بطولة الخليج العربي في سبعينيات القرن الماضي، فزنا في إحدى مباريات تلك البطولة، على منتخب السعودية الدولي بسبعة أهداف .. فهل يستطيع منتخبنا اليوم أن يهزم السعودية بذات النتيجة، أو يهزم البحرين بعشرة أهداف،وهل يقدر منتخب ليبيا على هزيمة منتخب عمان بواحد وعشرين هدفاً لو لعب معه اليوم؟

والجواب: كلا وألف كلا، لأن المنتخبات العربية والآسيوية تطورت كثيراً، وكتحصيل حاصل فقد تطور منتخبنا الدولي أيضاً، وهذا ما أردت قوله في هذا المقال..

لقد عاصرت وتابعت منتخبنا الوطني ستة عقود، وتحديداً منذ أول مباراة شاهدته فيها في ملعب الكشافة عام 1962، وكان عمري لم يتجاوز الحادية عشرة، حين جئت مشياً على الأقدام مع مجموعة من أصدقائي الذين كانوا بعمري تقريباً.. ورغم طول المسافة بين منطقتنا خلف السدة في راغبة خاتون، وملعب الكشافة في الكسرة، إلا أننا كنا سعداء جداً، ونحن نحضر مباراة دولية بين العراق واليونان، لكن مشكلتنا كانت تكمن في الدخول للملعب، إذ كانت أسعار تذاكر جهة المقصورة بمئة فلس، وسعر الجهة المقابلة بخمسين فلساً، بينما جميعنا لم يكن يملك درهماً واحداً.. لكننا نجحنا في الدخول مجاناً بعد خمس دقائق من بدء المباراة، حين فتحت الأبواب للجمهور .

لقد كانت تلك المباراة على ما أذكر ضمن تصفيات كأس العالم العسكرية.. مع ملاحظة أن لاعبينا كانوا ذاتهم يمثلون المنتخبات العسكرية والأهلية والأولمبية ومنتخب بغداد ومختلط بغداد وغير ذلك.

وأذكر أيضاً أن المباراة جرت في جو بارد جداً، وانتهت بخسارة منتخبنا بهدفين مقابل لاشيء، كما اتذكر أن اللاعب الأبرز لمنتخبنا (عباس حمادي) قد أصيب في ربع الساعة الاولى من المباراة، مما سبب صدمة للجمهور الذي كان يعول كثيراً على هذا الجناح المرعب.. لكن نجم المنتخب (عمو بابا ) عوض وسد فراغ حمادي، فصال وجال في الملعب، وانفرد مرتين بالمرمى، لكنه لم يحرز هدفاً رغم خطورته، وهكذا انتهت المباراة بفوز اليونان.. وصدقاً فإني قد أدركت منذ تلك المباراة، رغم صغر سني، أن الفرق كبير بين كرتنا وكرة اليونان -أي كرة اوربا – إذ كان اليونانيون يلعبون بشكل جماعي، سريع، و بخطة متقنة، عكس منتخبنا الذي كان يلعب بخطة (هوسه يريمه)، معتمداً على مهارة عمو بابا، وصلابة المدافع (جمولي) و(يعطيك العافية) ..!

ومنذ تلك المباراة التي جرت في ملعب الكشافة قبل ستة عقود، وحتى آخر مباراة جرت مع منتخب الفلبين بالأسبوع الماضي على ملعب جذع النخلة في البصرة، شاهدت مئات المباريات لمنتخبنا الوطني، وبمختلف نسخه، ومراحله ونجومه ومدربيه

كما تابعته وسافرت معه وخلفه متنقلاً بين مختلف ملاعب الدنيا، وكتبت له عدداً كبيراً من الأغنيات والمقالات والتحقيقات..

ولأنه منتخب بلادي، فقد بكيت وفرحت وطربت له كثيراً، وهتفت باسمه عالياً

وصفقت بقلبي قبل أن أصفق بيدي لنجومه، في مختلف مراحل التاريخ، خصوصاً وهم يحرزون البطولات، ويحققون المنجزات، رغم قسوة الظروف التي مروا بها.. وللحق فإن كل نسخة من نسخ تلك المنتخبات كانت تتفوق على النسخة التي سبقتها، والفضل في كل ذلك يعود للمهارات الفردية العالية، وللغيرة، والنخوة التي كان يتمتع بها لاعبونا، وليس لأي سبب آخر.. وللأسف فقد كان لاعبونا يلعبون بدون خطة مناسبة لكل مباراة، ودون تخطيط، أو تحليل علمي، أما الاهداف التي كانت تحرز، فأغلبها تأتي بطريقة واحدة: (شوت) طويل من الدفاع، وهروب مهاجم سريع نحو مرمى الخصم، وقد يحرز هدفاً، أو لا ..!

أما أسلوب اللعب، فقد كانت الكرة فيه عالية لن تنزل إلى الارض إلا بدعاء الأمهات وشق الأنفس. وبصراحة فقد كان أسلوب لعبنا باهتاً ومملاً، ولولا الفواصل الفنية التي يقدمها بعض اللاعبين الموهوبين عبر المراوغات الفردية لما كانت ثمة رغبة لمتابعة مباريات فرقنا.. بينما تجد اليوم منتخبنا يلعب بخطة وأسلوب لعب، وتكتيك وتكنيك، وتغيير في الخطة ذاتها حسب مقتضيات وظروف كل مباراة.. كما أن مستوى المدربين، ومعسكرات التدريب، واعداد اللاعبين قد تغير وتطور اليوم كثيراً، بدءاً من وسائل التدريب، ونوع التجهيزات الرياضية، والتزام اللاعبين، ونوعية وكمية الطعام الذي يتناوله اللاعبون، وكفاية ساعات النوم، مع توفر الثقافة الرياضية لأغلب لاعبي منتخبنا الحالي، لاسيما وأن اغلبهم من خريجي الجامعات، ويجيدون أكثر من لغة أجنبية، فضلاً عن وفرة المواهب الكروية، بحيث تجد في المنتخب الحالي أكثر من خمسة لاعبين يلعبون في المركز الواحد، عكس منتخباتنا السابقة، التي كان فيها المدرب يعاني كثيراً من اجل إيجاد البديل المناسب حين يصاب المدافع الفلاني، أو المهاجم العلاني.. وأظن أن هذه العوامل وغيرها قد ساهمت في صناعة منتخب متطور يستطيع اللعب الآن في أي ملعب كرة قدم في العالم، بل ومواجهة أي منتخب كروي حتى لو كان بطل العالم، الذي يضم أفضل لاعب في تاريخ الكرة العالمية..!

وعلى هذا الأساس تولدت لديّ القناعة التامة بأن

نسخة المنتخب الحالي، هي النسخة الأفضل بين جميع النسخ الكروية، بعد أن تغيرت واختلفت كرة القدم العراقية بين زمن ناصر چكو، وزمن (ميمي)!

فالح حسون الدراجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

قبل ريال مدريد.. ماذا يقدم مبابي في «الموسم الثاني»؟

 
معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «الصفقات الضائعة» من برشلونة! مبابي ضمن القائمة.. أساطير «القميص 10» في ريال مدريد!


بعد انتظار طويل، انتهى العام الأول لكيليان مبابي في العاصمة من دون الفوز بأي من الألقاب الثلاثة الكبرى، الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، كأس ملك إسبانيا، ومع ذلك فإن الأداء الفردي للمهاجم الفرنسي كان على قدر التوقعات، أو على الأقل هذا ما تقوله الأرقام.
سجل 31 هدفاً في الدوري، وحصد الحذاء الذهبي، وكان اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف بموسمه الأول بجميع المسابقات في تاريخ ريال مدريد، متجاوزاً إيفان زامورانو وكريستيانو رونالدو، وعادة ما يكون العام الأول في النادي بمثابة فترة للتأقلم، لذا يُهدد مبابي بكسر هذه الأرقام المذهلة في موسمه الثاني، وهل يتفوق على كريستيانو رونالدو مجدداً؟
وأظهرت التجارب السابقة أن كيليان مبابي نجح باستمرار في تحسين سجله التهديفي والتمريرات الحاسمة في عامه الثاني مع النادي، حدث هذا له مع موناكو وباريس سان جيرمان، وفي موسمه الاحترافي الأول، سجل الفرنسي 6 أهداف، وقدّم 3 تمريرات حاسمة في 26 مباراة، بمعدل 0.35 هدف في المباراة.
وكان الموسم التالي بمثابة انطلاقته الحقيقية لاعباً من الطراز الرفيع، انتهى موسم 2016/2017 المميز، بتسجيله 28 هدفاً، و13 تمريرة حاسمة في 46 مباراة، بمعدل 0.89 هدف مباشر في المباراة.
وكان هذا التطور واضحاً أيضاً في موسمه الثاني مع باريس، ففي البداية حقق أرقام جيدة: 21 هدفاً و17 تمريرة حاسمة في 46 مباراة (0.83 نقطة في المباراة الواحدة)، لكن في موسمه الثاني، بلغ ذروة تألقه، حيث حطم هذه الأرقام القياسية، مسجلاً 39 هدفاً و18 تمريرة حاسمة في 43 مباراة فقط، بمعدل مساهمة في أكثر من هدف واحد في المباراة (1.32 نقطة في المباراة).
وهذا يعني أن لاعب كرة القدم الفرنسي يميل إلى مضاعفة سجله التهديفي تقريباً في موسمه الثاني، وهذه مساهمات كيليان مبابي التهديفية في أول موسمين له مع النادي «موناكو: 0.35 و0.89، سان جيرمان 0.83 و1.32، ريال مدريد 0.83».
وحقق مبابي الموسم المنقضي نفس معدل المشاركة التهديفية، كما فعل في موسمه الأول في باريس (0.83 نقطة في المباراة الواحدة)، وإذا سار على نفس النهج الذي اتبعه في سان جيرمان، فإن الفرنسي سيرفع سقف التوقعات في موسمه الثاني، ليصل إلى معدل 1.32 هدف في المباراة الواحدة، وهذا الرقم ليس غريباً في مدريد، إذ إنه نفس الرقم الذي سجله رونالدو في موسمه الثاني لاعباً في ريال مدريد، وسجل رونالدو أهدافاً أقل من مبابي في موسمه الأول، لكنه لم يتمكن من المشاركة إلا في 35 مباراة بسبب الإصابة، لذلك مكّنته أهدافه الـ33 و10 تمريرات حاسمة من تجاوز معدل المشاركة التهديفية (1.22 نقطة في المباراة).
ولم يكتفِ النجم البرتغالي بذلك، بل تألق تحت قيادة مورينيو في موسمه الثاني، حيث فاز بالحذاء الذهبي، وسجل أرقاماً مذهلة، 53 هدفاً و18 تمريرة حاسمة في 54 مباراة، وبلغ متوسط مشاركته التهديفية حوالي 1.32 هدف في المباراة، بما في ذلك الأهداف والتمريرات الحاسمة، وهو رقم من المتوقع أن يحققه مبابي إذا استمر في تطوره.

مقالات مشابهة

  • الأحمر الأولمبي ونادي النهضة في نهائي بطولة الخريف
  • موعد مباراة الزمالك وبروكسي الودية اليوم الجمعة
  • موعد مباراة الزمالك وغزل المحلة الودية
  • منتخب السلة يواجه مصر في آخر مباريات «العربية»
  • شاهد.. رسالة رونالدو بعد تسجيله في أول مباراة لجواو فيلكس مع النصر
  • توقّف مباراة مولودية الجزائر و الأولمبي الباجي لهذا السبب !
  • مصر تواجه جنوب السودان في مباراة قوية ببطولة الأفروباسكت للسيدات
  • قبل ريال مدريد.. ماذا يقدم مبابي في «الموسم الثاني»؟
  • بتروجت يواجه الأهلي وديا الأحد المقبل
  • قبل ريال مدريد.. ماذا يقدم مبابي في «الموسم الثاني»؟