هذه حقيقتهم
المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
يحكى أن فصيلاً عسكريا احتلالياً دخل إحدى القرى الخالية من الرجال بحثاً عن الثوار الذين قتلوا من أعدائهم الكثير ، وعندما لم يجدوهم وانتقاما منهم اغتصبوا نساءها ، لكن واحدة منهن قاومت مغتصبها وتمكنت من قتله وقطع رأسه ، عندما غادر #الفصيل_العسكري تلك القرية خرجت النسوة المُغتصبات إلى ساحة القرية وكذلك خرجت تلك المرأة شامخة برأسها وعليها آثار الكدمات وثيابها ممزقة حاملة رأس الجندي تلوح لهنّ به معلنة بذلك انتصارها عليه ، لم يرق لهنّ بطولتها ونظرنّ بوجوه بعضهن وقررن التخلص منها ، هجمن عليها وقتلنها لكي لا تكون عليهن حجة أمام المجتمع وأمام ازواجهن عندما يعودون للقرية – ولماذا لم يقاومنّ #المحتل كما فعلت هي ! لحظات ويعود الفصيل بحثاً عن زميلهم المقتول حيث وجدوه ملقى على الأرض وبجانبه المرأة المقتولة ! سألوا النسوة من فعل هذا ؟!فأجبن بأنهن قتلن المرأة انتقاما منها لمقتله ، قام قائد الفصيل بشكرهنّ ونسّب لقادته بمنحهن أوسمة واعتبارهن حلفاء لهم ، عند عودة الثوار لقريتهم أخبرنهم بأنهن ضبطن المرأة متلبسة بالخيانة مع ذلك الجندي وقمن بقتلها وقطع رأس الجندي لكي يكونوا عبرة للخونة ! وهكذا قتلن الشرف والكرامة والعزة والكبرياء والتضحية ليحيا الدنس والخسة والنذالة والقذارة .
هذا هو حالنا – ما حدث وما يحدث ، عندما نرى أنظمة الحكم العربي تتآمر على بعضها مستثمرة الأسلام السياسي وتنظيماته المتطرفة التي لا نسمع لها اليوم صوتا مناصراً لغزه لتضليل الشعوب العربية والاسلامية لمحاربة وتصفية وتدمير كل من لا يكون على شاكلتهم ، لقد تآمروا وناهضوا وحاربوا المشروع القومي العربي الذي حمله الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ، وكذلك حاصروا وناصبوا العداء وأجهضوا التجربة الديمقراطية في اليمن الجنوبي التي كانت مناهضة للمحور الإمبريالي ، ومن ثم غرروا بصدام حسين وزيّنوا له التصدي للثورة الإسلامية الإيرانية ، ومن ثم أسقطوا العراق الذي كان بما يمتلك من مقدرات وخاصة العلمية منها أن يحدث تحولاً تاريخيا لصالحنا في صراعنا مع الكيان الصهيوني ورعاته ، أغرقوه بحرب مدمرة مع إيران دامت لمدة ثمانية أعوام خلفت الخراب والدمار وملايين القتلى والجرحى ، وحدث التحول التاريخي العكسي الاسوأ المتمثل باحتلال العراق وبسط النفوذ والهيمنة الامريكية والغربية والصهيونية على المنطقة برمتها ، تآمروا على الجزائر التى حاولت المضي قدما بالمشروع القومي بعد خروج مصر من معادلة الصراع مع دويلة الكيان الصهيوني وتوقيعها اتفاقية الذل معه ، حيث أسالوا نهر دم وحرب أهلية دامت لعشرة سنوات وخلفت مئات الآلاف من القتلى ، ومن ثم تآمروا على ليبيا الداعمة والممولة لكل حركات التحرر العالمية المناهضة لقوى الاستعمار الغربي ، لم يسلم لبنان من حبائل خيانتهم وتآمرهم عليه وعلى مقاومته – أنفقوا المليارات لتشكيل فصائل وكتائب وأحزاب وتنظيمات إرهابية وشبكات تجسس للقضاء على المقاومة ، ولا زالوا يحاصرونه حتى يومنا هذا ، ومن ثم سوريا الحاضنة والداعمة لكل قوى المقاومة والرافضة الانخراط في مشاريعهم التطبيعية مع الكيان العنصري الإستيطاني ، أنفقوا مئات المليارات لتدمير البنى التحتية وتحطيم قدراتها العسكرية بهدف تفتيتها وإلحاقها بركب خيانتهم لكي لا تجد فلسطين من يناصرها اليوم .
قوى المقاومة الفلسطينية التي أسقطتهم أخلاقيا أمام شعوبهم وهي في جوهرها تدافع عن شرف وحاضر ومستقبل الأمة العربية والإسلامية وتقدم التضحيات الكبرى لم تسلم من تآمرهم عليها ، وصفوها بالإرهابية وحظروا التعامل معها ويُطارد قادتها ، لم يتركوا وسيلة لتصفيتها إلا وجرّبوها ، هم فقط يتعاملون مع من هم على شاكلتهم مع سلطة التنسيق الأمني في رام الله التي فرّطت بالحقوق والثوابت الفلسطينية ، هم اليوم من يُحّمل ما يجري في غزه لحماس التي عمرها أقل من ثلاثة عقود ويتناسون في نفس الوقت أن عمر الاحتلال ثلاثة أرباع قرن ارتكب خلالها أفظع المجازر التي عرفها التاريخ والبشرية ، هم لا يرون في الكيان العنصري التوسعي ألّا حملاً وديعا ينبطحون أمامه ويقيمون معه المشاريع الكبرى ويبتدعون ديانات جديدة ترضيه ويتناسون أن خرائطه الجغرافية تمتد لتبتلعهم جميعا ، وكما يُقال (اليوم عندك يا جاري وبكره بداري) – وهذا ما يؤمن به ويتبناه كل قادة الاحتلال ميتهم وحّيهم .
كما اغتالت أؤلئك النسوة الشرف والعزة والكبرياء في تلك القرية هم اليوم يقتلونه في أرض الأنبياء ومهد الديانات ليحظوا بالأوسمة ولديمومة عروشهم ، كل من لا يدعم ويساند المقاومة العربية المناهضة للمشروع التوسعي الصهيوني ويؤمن بطهارة وتحرير التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر فهو يصطف في طابور أؤلئك النسوة ، بل أكثر منهن خسة ونذالة .
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
وضع شعار القرية العالمية الخاص بالموسم الـ 30 على التأشيرات الصادرة من إقامة دبي
أعلنت الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب في دبي، بالتعاون مع القرية العالمية، عن وضع شعار القرية العالمية الخاص بالموسم الـ 30 على جميع التأشيرات الصادرة من إمارة دبي، إلى جانب اعتماد ختم خاص يحمل شعار القرية العالمية على جوازات القادمين إلى الدولة، احتفاءً بالذكرى الثلاثين لانطلاق القرية.
جاء ذلك خلال لقاء الفريق محمد أحمد المري، المدير العام للإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، مع زينة داغر، نائب الرئيس الأول للعمليات في دبي القابضة للترفيه - القرية العالمية، وسارة المهيري، مدير إدارة التسويق والفعاليات.
كما أعلنت الجهتان أن الدخول إلى القرية العالمية سيكون مجانياً لحاملي جوازات السفر التي تحمل ختم القرية العالمية الخاص بالموسم الـ 30، وذلك لمدة عشرة أيام من تاريخ افتتاح القرية في 15 أكتوبر الحالي، على أن يكون الختم بجانب ختم الدخول ليستفيد حامله من هذه الميزة لمرة واحدة فقط.
وتُجسّد هذه الخطوة التكامل المؤسسي بين الجهات الحكومية وشركائها في القطاعين العام والخاص، بما يعكس حرص دبي على إبراز مبادراتها التي تحتفي بالتنوّع الثقافي وتُعزّز مكانتها كجسر للتواصل الحضاري بين شعوب العالم.
أخبار ذات صلةوتهدف المبادرة إلى تعريف ملايين المسافرين القادمين إلى دبي بهذا المعلم الذي يجمع ثقافات العالم في تجربة واحدة، ويجسّد القيم التي تقوم عليها هوية الإمارة: الانفتاح، والتسامح، والإنسانية.
وتأتي المبادرة في إطار حرص إقامة دبي على دعم الفعاليات الوطنية والمشاريع التي تُبرز الوجه المشرق للإمارة، وتُعزّز تجربة الزوّار من لحظة وصولهم إلى منافذها، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية دبي 2033 واستراتيجيتها في تعزيز مكانتها كوجهة عالمية نابضة بالحياة تجمع بين الثقافة والابتكار وجودة الحياة.
وتُعدّ القرية العالمية واحدة من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في دبي، حيث تستقطب ملايين الزوّار سنوياً من مختلف أنحاء العالم، وتقدّم تجربة فريدة تجمع بين أجنحة الدول، والعروض الفنية، والأنشطة الترفيهية التي تحتفي بالتنوّع الثقافي في أبهى صوره.
المصدر: وام