يعد جامع الصالح إنجازا معماريا فريدا يختزل جمال فنون العمارة اليمنية، أكبر صرح معماري في المساجد اليمنية وأبرز المعالم الإسلامية.

يتسع الجامع لنحو 45 ألف مصل ويضم كلية علوم القرآن والدراسات الإسلامية، و25 فصلا للدراسات ومكتبات وقاعات اجتماعات ومتحفا ومصلى للنساء تأسس على نهج الوسطية والاعتدال.

يشغل جامع الصالح الذي استغرق بناؤه ثمانية أعوام وتكلف أكثر من مائة مليون دولار، مساحة قدرها 224 ألف و821 مترا مربعا ويتسع لنحو 45 ألف مصلٍّ في الداخل والخارج، ويستوعب موقف السيارات الخاص به 1900 سيارة، إلى جانب مساحات واسعة من الحدائق والممرات والأحزمة الخضراء.

وللجامع ست مآذن، أربع منها بطول 100 متر، واثنتان بطول 80 مترا، وتعتبر من أرفع المنارات في منطقة الشرق الأوسط، ويحتوي على 23 قبة مختلفة الأحجام والارتفاعات، موزعة على مختلف الزوايا، وتعد هذه المآذن استخلاصا هندسيا وفنيا راقيا لتاريخ القباب في عمارة المسجد باعتبارها أحد الرموز المهمة في تاريخ فن العمارة والتي شهدت منذ عهد الدولة الأموية وما زالت تطورا مستمرا على المستويين الفني والهندسي.

فيما تبلغ مساحة قاعة الصلاة الرئيسية في الجامع 12883 مترا مربعا وتتسع لنحو 20 ألف مصلٍّ ويكسو أرضيتها الرخامية سجاد باللون الأزرق مصنوع من الصوف النيوزيلندي عالي الجودة، جرى تصنيعه في تركيا بمواصفات خاصة بالجامع.

أما سقف هذا الجامع الذي يتراوح ارتفاعه بين 21 و24 مترا، فيعد لوحة فنية بديعة قوامها خشب السنديان الأحمر المنقوش والمزخرف بالأشكال الهندسية المستوحاة من سقف الجامع الكبير بصنعاء (أقدم المساجد اليمنية)، وتتألف هذه الأسقف الخشبية من عدة طبقات متدرجة إلى أعلى، وتم تجليد الجسور الفاصلة بينها بوحدات طويلة من نفس الخشب، روعي في تصنيعها وتركيبها الدقة العالية واستخدام أحدث المعدات وبإشراف أمهر الحرفيين والصناع.

وتتوسط سقف الجامع نماذج بديعة ونادرة من التيجان والأقواس المجصصة، والثريات المتدلية من السقف والقباب بأحجامها وأشكالها المختلفة صُنعت من الكريستال الخالص والنحاس المطعَّم بالبلاتينيوم للحفاظ على رونقه ولمعانه، بحيث توحي هذه الثريات بأشكالها وتصاميمها بنوع من التوافق والانسجام مع النقوش والزخارف الخشبية ذات الطابع الإسلامي، وتزن أكبر نجفة بالجامع وتتدلى من القبة الكبرى 4.5 طن وتحتوي على 81 فانوسا، حفر على كل منها بفراغ فضائي ساحر اسم من أسماء الله الحسنى، ضمن الحيز الدائري المحيط بكل فانوس.

كما يضم الجامع 15 بابا، خمسة منها شرقية، وخمسة جنوبية، بارتفاع 5.6 متر وعرض 2.4 متر، وهي مصنوعة من خشب التيك على هيئة مصراعين لكل باب، تحوي نقوشا وزخارف خشبية مطعمة بالقطع النحاسية، ويعلو كل باب نقش حجري بخط الثلُث لآيات من القرآن الكريم، فيما يبلغ عدد النوافذ 24 نافذة بنفس ارتفاع الأبواب، عليها زخارف إسلامية (أرابيسك) وغُطيت النوافذ بزجاج واقٍ لضمان أمن وسلامة المصلين.

الجامع الذي بناه الشهيد علي عبد الله صالح على نفقته الخاصة وافتتحه عام 2008 وبعد أن كان منبرا للعلم ومدرسة للوسطية والاعتدال، تحول إلى كومة من الخراب والدمار بعد أن عاثت فيه الميليشيا الحوثية خراباً ودماراً وتحول الى موقعاً لمضغ القات.

كما تحول إلى مقر سكني لعناصر الميليشيا في محاولة مكشوفة لطمس هذا المعلم المعماري والإسلامي البارز في اليمن.

عمليات تشويه ممنهج لجامع الصالح ومساع مكشوفة لتحويله الى وكر للميليشيا الحوثية لتدريس ملازم الجماعة وفكرها الضال وتحويله من منبر علم إلى منبر لتفخيخ عقول الشباب ومسرح لعرض خطابات زعيم الميليشيا وتحويل الدور الأرضي إلى مسكن للعناصر الحوثية التي تتلقى دورات تسميها الجماعة بالتعبوية.

وحاولت الميليشيا الحوثية خلال السنوات الماضية تغيير اسم الجامع من جامع الصالح إلى جامع الشعب غير أنها فشلت في فرض ذلك على اليمنيين.

وسيظل جامع الصالح منبر للوسطية والاعتدال رغم مساعي التشويه الحوثية والعبث الحاصل في أكبر مساجد اليمن.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: جامع الصالح

إقرأ أيضاً:

«واقف للفنون» يحتضن «إبداعات المقيمين».. فنانون لـ العرب: «ملامح وطن» يظهر جماليات المعالم القطرية

افتتح مركز سوق واقف للفنون معرضه الفني الجديد «ملامح وطن»، مساء الثلاثاء الماضي في مقره بسوق واقف بحضور نخبة من الفنانين والمهتمين.  وقال الفنان فيصل العبدالله في تصريح لـ»العرب» إن المعرض يتضمن أكثر من 25 لوحة فنية، لـ 18 فناناً وفنانة تشكيلية، من موظفي ومنتسبي المركز من المقيمين وأن الأعمال الفنية متنوعة المدارس والأساليب الفنية وقد استلهمت من الحياة في قطر وطبيعتها وأهم المعالم التي تظهر التناغم بين الحداثة والأصالة في قطر.
وأضاف العبدالله أن المركز يقدم تجربة رائدة في دعم مبدعيه من المقيمين، مؤكدا أنهم شركاء في المشهد الثقافي والفني بالدولة ويساهمون بأعمالهم القيمة في تقديم تصوراتهم الرائعة عن قطر، منوها بأن الفنان فيصل العبدالله إلى أن الفترة المقبلة، سوف تتضمن إقامة العديد من الورش الفنية المتنوعة، بالإضافة إلى إقامة معارض فنية شخصية لعدد من الفنانين القطريين.
تناغم بين التاريخ والحاضر
 «العرب» التقت عددا من الفنانين المشاركين الذي أكدوا اعتزازهم بالمشاركة بإبداعاتهم في إبراز المعالم والبيئة القطرية، مؤكدين أن أعمالهم تظهر جمال البلاد والتناغم بين التاريخ والحاضر.
وقال الفنان العراقي أحمد عواد شاركنا في المعرض كنتاج لورشة فنية لموظفي ومنتسبي المركز حيث كان الهدف هو إبراز الجوانب التي يمكن من خلالها معرف المعلم القطري من اللوحة من مجرد رؤيتها حيث تظهر بوضوح المعالم القطرية، وبالتالي اخترت في لوحتي أن يكون من سوق واقف ومع اهتمامي بالخيل في أعمالي فقد اخترت اسطبلات سوق واقف بطبيعتها التقليدية وظهور الخيول العربية الأصيلة وفي نفس الوقت هناك ملمح واضح في اللوحة لمنارة مسجد الشيوخ. وإطلالتها على سوق واقف.
ومن جهتها قالت الفنانة المصرية وفاء السباعي، المنتسبة إلى مركز سوق واقف للفنون، عن اعتزازها بالمشاركة في المعرض، مشيرة إلى أنها قدّمت لوحة زيتية تُصوّر جمال الإبل في ساحة الجمال، وخلفها الأبراج الحديثة، في مزج بصري يُجسّد روح التناغم بين التراث والمعاصرة في قطر.
وأضافت: «أشكر المركز على منحي هذه الفرصة لعرض أعمالي كمنتسبة للمركز. مثل هذه المعارض تتيح لنا التعريف بأنفسنا أمام جمهور أوسع، وتُظهر أهمية اللوحة الفنية في التعبير عن ملامح قطر من وجهة نظر المقيمين والفنانين من خلفيات مختلفة».
من المشاركات أيضًا، الفنانة الروسية كريستينا العدوان، التي تعمل في مركز سوق واقف للفنون منذ تسع سنوات، وقدّمت في المعرض لوحة واقعية تجسّد مشهدًا من كورنيش الدوحة، تمزج فيه بين الأبراج الحديثة والقوارب التقليدية، بأسلوب فني يُبرز جمال التقاء الماضي بالحاضر.
وحول هذه اللوحة قالت العدوان “أعشق التوازن البصري بين الحداثة والعراقة في مشاهد الدوحة، مؤكدة أن الجمال الحقيقي هو في لحظة التقاء ناطحات السحاب الحديثة مع المراكب الخشبية التقليدية وأن هذا التباين هو ما يلهمني كل يوم للرسم عن كورنيش الدوحة”.
وأوضحت أن رسالتها في هذه اللوحة تتعلّق بسرعة التطوّر في قطر؛ كيف يمكن لبلد أن يتحول في سنوات قليلة إلى مدينة حديثة زاخرة بالجمال والنجاح.
كما شارك في المعرض الفنان الإيراني مهدي سرحدي، وهو مهندس معماري وفنان بصري، وقدّم 4 لوحات مرسومة بتقنية الحبر المائي والألوان المائية، تمزج بين المباني التقليدية والحديثة في قطر، من أهمها لوحة مستوحاة من مشهد حيّ لميناء الدوحة القديم.
وقال سرحدي: “كوني معماريًا، أحبّ رسم المباني بتفاصيل دقيقة، لذا بدأت هذه اللوحة برسم تخطيطي بالحبر، ثم أضفت لها الألوان المائية. اخترت هذا المشهد لأنني أُعجب بالتناغم البصري بين الأبنية التقليدية الملوّنة في قطر وخلفيتها من ناطحات السحاب الحديثة التي تشكّل أفق الدوحة”.
وأضاف: «رغبتي من خلال هذه اللوحة أن أُظهر كيف تتعايش الهويّة القطرية الأصيلة، المتمثلة في الميناء القديم والقوارب التقليدية، مع مظاهر الحداثة العمرانية، وهو تباين يعكس روح الدوحة اليوم».

قطر معرض ملامح وطن مركز سوق واقف للفنون

مقالات مشابهة

  • «واقف للفنون» يحتضن «إبداعات المقيمين».. فنانون لـ العرب: «ملامح وطن» يظهر جماليات المعالم القطرية
  • عميد جامع الجزائر يستقبل الرئيس اللبناني
  • أول احتفال لليمنيين في عيد جمعة رجب بجامع “الجند”
  • انطلاق فعاليات حملة "مر علينا" في الدقم لاستكشاف المعالم السياحية
  • زلزال كامتشاتكا.. أمواج تسونامي تصل إلى 15 مترا
  • من هو أبو شباب؟ .. تحقيق يُعرّي الميليشيا التي تحكم بالمساعدات التي تنهبها وتُهدد مستقبل غزة
  • رئيس لبنان في زيارة إلى جامع الجزائر
  • تطورات زلزال كامتشاتكا.. ارتفاع التسونامي وصل إلى 15 متراً
  • السودان الرجل الصالح .. والله في !
  • الأمم المتحدة تحذر من خطورة الألغام الحوثية في طرق ومزارع الحديدة