تامر أفندي يكتب: لماذا خلق الله الشيطان وتوميش ولص المكان؟!
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
أغضبني صاحب الليلة أمس، فلكل ليلة صاحبها.. ولكل صاحب ليلة.. ولكل ليلى صاحبها.. ولكل صاحب ليلى.
لا عليكم فحين الغضب لا يملك صاحب «المُكعبات» من الحروف غير تفكيكها وتركيبها وأحيانًا يُشكل منها لحنًا أكثر سوءً من ذلك الذي لحنه جهبز الموسيقى مع جهبز الإعلام: "مصر تيرارارا مصر تيرارارا"، أو ذلك اللحن الخالد من الفيلم العظيم «كتكوت» "برررم.
أعود بكم من حيث جئت.. ليتني أستطيع أن أعود حتى بنفسي إلى هناك، لكن لم يعد هذا بالأمر المُمكن.. لا يأت أحد إلى هنا ويعود.
أقصد أعود بكم في الحديث إلى ليلة أمس حيث استيقظت ليلًا أشرب الماء بعدما ألح علي سؤال: لماذا يترك الحُكام اللصوص في حاشيتهم؟ شربت الماء فأجرى علامات الاستفهام على لساني فخرجت ورقة وقلم لأسأل نفسي: لماذا ترك الله إبليس مع آدم في الجنة؟.. لماذا ترك موسى.. السامري بين قومه؟.. لماذا قرب المسيح منه الأسخريوطي حتى تمكن من خيانته.. لماذا أبقى الرسول على المنافقين في المدينة؟ ولماذا أعطى أبو سفيان الحصانة فقتل بني أمية أحفاده!.. لماذا يبٌقي دائما صاحب الشركة على "الموظف الفاسد" ويبقى الله على إبليس ويبقى الرئيس على اللصوص، ويتخذ الضباط من "المنحرفين" مرشدين!.
لماذا في كل حكاية يتسلل فيران توميش ويسرق ما في المتحف من لوحات ويصير اسمه بجوار بيكاسو، وهنري ماتيس، وجورج براك.. هم يسرقون في كل مرة "حمامة البازلاء" ويتركون لنا "حمامة المدير" أقصد عصفورته! ولكن الطيور تشابهت علينا.
في الصباح وبينما أنا أمر على أحد "الرادارات" المزروعة حديثًا محل الأشجار، استوقفني الأمر مع أنني أشاهده كل مرة عشرات المرات.
مكان الرادار معلوم! ما الجدوى!.. ألم تكن الحكومة تدس "الرادارات" قبل ذلك في الأشجار.. نعم هذا ما كان يتم!.. لكن..
حينما كان مجهولًا، كان معدل الخطأ أكبر.. كانت الحوادث أكتر.. وربما جني الأموال أكثر.. لكن الفائدة المردوة أقل بكثير، وبالطبع هذه ليست فكرتنا لكنها فكرة الدول التي قطعت هذا الشوط من التفكير، لأننا ما زالنا حتى الآن ننصب اللجان بجانب "الرادارات" ونُعين عسكري بجوارها خشية أن تتكاسل عن التسجيل.
الله خلق الشيطان كهذا الرادار، لأنه يُريد أن يمنعك من الخطأ ولا يريدك أن تقع فيه.. هذا الشيطان هو أدرى الناس وأكثرهم تمرسًا للمعصية لذا هو أجدر من يقوم بهذا الدور، كان من الممُكن أن يُجبره الله على الطاعة لكن ذلك معناه أنه لن تكون هناك حكاية.. لن يكون هناك اختبار!.. ولكن ألم يكن أفضل أن يأت الله بملاك معروفة أخلاقه.. لكن الملاك كان سيؤدي ذلك العمل بشعوره وليس بشعور "المترصد"، "المؤذي" الذي يحمل الجينات الأصيلة "للضرر" ففي فعله لذة ونشوة وإرضاء للذات ورغبة في شيطنة الكون.. ألا تراه بعد كل هذه السنوات لا يفكر حتى في التوبة أو على الأقل لا يكف أذاه عن الناس!.. ألا ترى كيف تبتسم الكاميرات وتضئ لك الأنوار في عينيك حينما تغافلك بمخالفة!.. أو لا تر كيف يبتسم رجل المرور وهو يحرر لك مخالفة الوقوف في الممنوع أو السير عكس الاتجاه!
ماذا لو لم يخلق الله الشيطان؟ وماذا لو قضى حكامنا على اللصوص؟ وماذا لو أقال صاحب العمل لص المكان"!
الإجابة التي وجدتها في "الرادار" أن ثوب الحياة تمت حياكته من الأساس بهذين الخيطين "الأبيض والأسود"، إذا لم يكن هناك شيطان فلن يكون هناك آدم.. إذا لم يكن هناك رادار فستكون هناك سرعة جنونية ولن تكون هناك مخالفة، أكاد أُجزم أن الشر خُلق أولًا وأن الخير ما هو إلا مراحل متطورة من الصنعة تفادت فيها يد الصانع العيوب السابقة.. لذا لا يستطيع الحصول عليه إلا القليل لأنه عال التكلفة وباهظ الثمن.
أخذنا الطريق ونسينا مؤشر الوقت والسرعة ونسيت أن أقول لك أن وجود الشيطان ونوميش ولص المكان والرادار أمر طبيعي لأنهم ببساطة الإطار الذي يحُد الفضيلة فلا نغالي فيها، لافتة السرعة المقررة حتى لا نرتكب الحوادث، الشئ الذي نكرهه الذي لابد أن يظل أمامنا حتى لا نفعله، المرآة الكاذبة لآدم والحُكام وأصحاب الأعمال التي لا غنى عنها لأنه لولا المقارنة لما صار سعر المرايا الصادقة أعلى من سعر الدولار.
قبل أن أكبح فرامل السيارة لأنني وصلت إلى نهاية الطريق والمقال وأظنني اكتسبت خبرة ولو قليلة مما رأيته في "المشوار" قالت روحي لنفسي: "حسنا إذا لقد كان وجودك دائما ضروريا، لأنك أنت الاختبار".
أرجو ألا يغضب مني الشيطان ولا لص المكان فإني ما قصدت إهانتهما، ولكني كنت أبحث عن إجابة لسؤال صغيري عن جدوى النعال!
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تامر أفندي المتحف المكعبات
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: قراءات فينا والأخلاص وحده لا يكفي
ويكفىينا من الأخلاص العاجز/ عاجز عن المعرفة/ ما جرى لنا في معركة كرري…
……..
ونجيلة يقص كيف أن أحد ضباط ثورة 24 .. لما أفلت من الحصار يقصد بيتًا ويكتب وصيته ثم يسلم نفسه للإنجليز .. ليعدموه..
ليه ماتعرف….
…….
ونتبع المعركة …. التي هي الاقتصاد … الاقتصاد الذي هو الدماء في العروق
وننقل ما قاله أهل القول البسيط الرائع عن المشكلة الاقتصادية .. وكيف هو التعامل معها
وعند الحكيم فى رواية
القاضي يقول للعجوز المتهم
: يا شيخ … أنت متهم بانك سرقت كوز ذرة .
قال العجوز
: من جوعي …
والقاضي يقول لكاتب المحكمة
: أكتب … أكتب…. المتهم أعترف
والعجوز يقول
: هو أنا كنت .. أنكرت؟
والقاضي يقول للعجوز
: يا شيخ … حكمت عليك المحكمة بالغرامة ثلاثة قروش
والعجوز يقول
: كنت أكلت بيهم
يعني لو كانت عنده ما سرق
والحجة تجعل القاضي عاجزاً عن أي حكم..
……..
(2)
واقتصاد الطبول كان آخر ما يطلبه هو الإصلاح
والصراخ للإصلاح ظل فى الدول المتخلفة هو السلاح الأعظم ضد الإصلاح
وفرنسا أيام الستينات تهزها مظاهرات الطلبة … لأيام .. وأسابيع و… وكل الجدال يطيح دون نتيجة
وديجول محتار
ثم وزير إعلام ممتاز يأتي بـ(داني الأحمر) زعيم المظاهرات هذه ويجعله يجلس فى إستديو التلفزيون
ويجعل فرنسا كلها تجلس لمتابعة الحوار
والوزير يسأل داني
: والآن … ما الذي تريدونه؟
والصاعقة تضرب ..
وداني… زعيم الثوار ينثر المطالب
والمطالب كانت هي
لا نريد جامعات … لا نريد بنوك … لا نريد شرطة … لا نريد … لا نريد
ولساعة كان الناس المذهولين في البيوت يكتشفون أن الثورة كلها ..
مليونان من المتظاهرين …. لا يعرفون ماذا يريدون … وأنهم يحطمون ويحرقون ويصرخون لمجرد .. حراق روح …. وأن إجابة مطالبهم تعني ذبح الدولة … وبس
وبعد اللقاء التلفزيوني نظر كل أحد إلى كل أحد … وكأنه يفيق من النوم
والحزب الشيوعي/ الذي صنع الفوضى لأنه يريد الفوضى/ راح فيها
الحكاية هي نموذج لما يمكن أن تصل إليه الجماهير وهي تذبح نفسها …. بأسلوب اعتصام القيادة…
وبالمناسبة …. خطيب الثورة هذه كان فى ميدان الكونكورد يلتقم عنقود الميكرفونات أمامه ليصرخ …
: يالك من رجعي أيها السيد ماركس…
والشاب لم يكن يعلم أن ماركس كان يسمع ما يقوله الماركسيون عن فلسفته ليصرخ بهم
: يا أولاد الكلب …. أنا ماركس وأنا …./ بعد الاستماع إليكم/ لست ماركسيًا
(3)
والاقتصاد … يا سيد كامل إدريس هو …. أمن .. وإتصالات
والنموذج الأعظم لما يفعله عجز الأمن وعجز الإتصالات هو
فى حرب اليونان وتركيا … عام 1922 كان قائد الجيش اليوناني يصاب بالإنهيار .. تحت الهزيمة
ورئيس الوزراء اليوناني يقوم بتعيين قائد آخر
ومن يقوم بإبلاغ الخبر إلى القائد الجديد/ خبر تعيينه/ كان هو قائد الجيش التركي …. فقد كان قائد الجيش اليوناني فى ساعة إبلاغه الخبر .. أسيراً في يد الجيش التركي..
أستاذ كامل
نضافة الناس ونضافة الإتصالات هم نضافة الشبكة العصبية في جسم الاقتصاد
ومطلوب إعلام له صوت جميل.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب