موقع النيلين:
2025-10-13@12:27:52 GMT

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (في حديقة الشوك)

تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT

وحديقة الشوك هي ذهننا، ونحن جيل شرب ثقافة… أو مجاري الغرب… زمانًا طويلًا.
وكان بوق المغني الأمريكي بول روبسون يُسكرنا، والفيتوري ينفخ شدقيه مثل روبسون هذا ليقول:
يا بول روبسون،
عندما تُغني تتجمع في الأفق سحابة،
وتشيح نيويورك كآبة،
لأن غناءك يجلدها،
ويُعريها،
بحار السفن الغرقى حول موانيها،
اللون الداكن في لوحات الرسامين،
اللحم الساخن والسكين.


لكن الأيام ديك يا عبدالرحمن كان فيها:
المحجوب… زروق… صلاح… الميرغني… الـ… الـ… وعشرون، خمسون، مائة من نجوم الخارجية، وكلهم الآن تحت التراب. ومن يُحصي أكثرهم هو أهل المذكرات.
وفيها الأسيد… جكسا… عبده… فلان… فلان… وكلهم الآن تحت التراب. ومن يُحصيهم هو من كتب ويكتب عن كرة القدم.
وفيها مائة… مئات… الآلاف ممن استوزر وراس ونَهَر وركب الجاقوار، ممن أحصاهم سبدرات، وكلهم الآن تحت التراب.
وننظر إلى هذا، ونجد أنه لا شيء من ثقافتهم يُطعم روحنا لقمة خبز أو جرعة ماء من نهر الروح.
ونضرب خيامنا في شاطئ دين الله.
(2)
وأمس، الإعلام يُطرب لكلمة لها مذاق العصير البارد.
وكويتية حين تريد الإشارة إلى أن المصريين يزحمون الكويت لا تذكر رقمًا ولا حكاية، والمرأة تقول جملة واحدة فيها الصورة كلها.
قالت:
إذا صلينا صلاة الاستسقاء في الكويت، نزل المطر في مصر…
ونبحث عن جملة مثلها تُوجز حال السودان الذي نُهندسه الآن.
والأحداث لها ظاهر وباطن.
وعند شكسبير، في مسرحية قيصر، هناك مظاهرات… وبالطبع المظاهرات تجرّ الآلاف.
وشرطة القيصر حين يعتقلون الرجل يسألونه:
– ما الذي ترفضه من سياسة القيصر؟
قال: لا شيء.
قالوا: لماذا إذن تقود الجماهير التي تجري في الطرقات؟
قال: أنا إسكافي، وأنا أقود الجماهير لأن ركض الجماهير هذه في الطريق يجعل أحذيتهم تتقطع، وتحتاج إلى إصلاح، وهكذا يكثر عملي…
كم هم الذين يقودون الجماهير ويتراكضون بهم في دروب السياسة للهدف ذاته؟
ومن يدعو إلى التمهل حتى يتم تنظيف البلد من هؤلاء هو الإسكافي الأعظم… فالرجل يُكرر خدعة قديمة.
(3)
وعن الانتظار “حتى… وحتى…”، قالوا:
السيّاب قال:
لم يمض عام، والعراق ليس فيه جوع.
ومثلها:
لم يمض عام، والسودان ليس فيه حرب.
وصلاح أحمد إبراهيم، قبل أن يذهب العقل إلى المقابر، كتب الهايكو، والهايكو مقطع قصير فيه كل شيء.
وصلاح قال:
النيل وخيرات الأرض هنالك…
ومع ذلك… ومع ذلك…
وعن أن الدائرة… دائرة التخطيط (التي ما تخرش مية) هي دائرة لا تخلو أبدًا من ثقب.
وكتبنا يومها قصة صغيرة، وفيها:
الراضي، أبرع جناح أيسر في السودان، كان جالسًا في عربته الحديثة أمام النفق… كان يتجه إلى توتي، ومنها إلى جزيرة وسط النيل.
الراضي كان يعيش ظاهرة غريبة، وهي أن رؤياه لا تُخطئ أبدًا، وأن ما يراه يقع.
والحلم الأخير الذي يتكرر عنده هو أنه يرى صحف الجمعة – غدًا – وهي تحمل خبرًا كبيرًا عن (مصرع الراضي، أبرع مهاجم في المنتخب، تحت عجلات شاحنة).
وفي الخبر صورة الشاحنة الحمراء، وأرقامها واضحة، وصورة عربة الراضي مطحونة تحتها، والصحيفة تحمل تاريخ الجمعة… غدًا.
كان الراضي قد قرر أن يقضي اليوم الخميس والجمعة في معدية وسط النيل، حيث لا تستطيع شاحنة ولا غيرها الوصول.
والراضي يُلوّح لشباب في طرف الشارع، وينظر شمالًا، ويرى الشاحنة ذاتها التي رآها في النوم تندفع نحوه.
والراضي يصرخ حين تدهمه الشاحنة:
– لا… لا… اليوم الخميس، وليس الجمعة و…
والراضي يتذكر، والشاحنة تطحنه، أن صحف الجمعة إنما تحمل أخبار اليوم السابق… الخميس.
القصة تقول: إنه يستحيل عليك أن تضع خطة لا تحمل خللًا في داخلها.
الانتظار إذن – حتى تكتمل الخطة – انتظار هو جزء من الخدعة.
لا تنظروا… لا تنتظروا…
ابدأوا بناء السودان مجددًا.

بريد…
وعمر، الذي يطلب أن نستمر في كتابة سيرتنا الذاتية، يقول إن السيرة الذاتية هي جزء من الشأن العام، وليست شيئًا حدوده هي حدود الجلد.
ونحن نعود إلى السيرة الذاتية إن شاء الله.
إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟..الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: كيف يتطهَّر المريضُ الذي يركّب قسطرةَ البول، وما حكم صلاته؟

وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة:هذا المريض له حالتان: إما أَنْ يخرج مِنه البول بدون تَحَكُّم منه أو لا.

فإن خرج منه البول دون تَحَكُّم منه فهذا ما يعرف عند الفقهاء بـ«السَّلَس»؛ فيُعفَى عنه حينئذٍ، وحكمه في هذه الحالة: وجوب غسل محل النجاسة، ثم الربط على عضو التبول، ثم الوضوء، ويصلِّي مَنْ هذا حالُه بهذا الوضوء ما يشاء من الصلوات، وينتقض وضوؤه بانتهاء وقت الصلاة المفروضة التي توضأ لها.

حكم الكلام في الحمام أثناء قضاء الحاجة.. الإفتاء تجيبما حكم الزكاة في الذهب الذي تتزين به المرأة؟.. دار الإفتاء تجيبما حكم الإنفاق من أموال الزكاة على ذوي الهمم لتعليمهم؟.. الإفتاء تجيبسبب دخول والد البنات الجنة .. الإفتاء توضح

أما إذا خرج منه البول في الكيس المعلَّق خارج جسده بتَحَكُّمٍ منه: فإنه يجب عليه الطهارة للعبادات التي تحتاجها؛ فيتوضأ للصلاة بخروج شيء من البول، ويُصَلِّي عقب وضوئه.

وبخصوص صحة الصلاة؛ فإذا استطاع إزالة هذا الكيس أثناء الصلاة فلا تصح الصلاة في هذه الحالة إلا بعد إزالة هذا الكيس، وإن لم يستطع إزالة الكيس الذي به البول أثناء الصلاة للمشقة البالغة في ذلك فهذا من المعفو عنه؛ لأَنَّ الشريعة مبناها على التيسير ورفع الحرج عن المكلفين.

المقصود بـ"قسطرة البول" وبيان نواقض الوضوء

وأوضحت ان «قسطرة البول»: هو كيس خارج البدن يوجد به بعض الأنابيب ليخرج منها البول المحتبس في جسم المريض.

وهذا البول الخارج من الجسد الأصل فيه شرعًا أَنَّه من نواقض الوضوء، فمن النواقض: خروج شيء من السبيلين -القُبُل والدُّبُر-، ويشمل ذلك البول والغائط وغيرهما؛ لقوله تعالى: ﴿أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ﴾ [النساء: 43].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ»، رواه مسلم.

وعن صفوان بن عسّالٍ المُرادِي رضي الله عنه قال: "أَمَرنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا كُنّا سَفْرًا ألَّا نَنْزعَ خِفَافَنا ثلاثةَ أيامٍ بِليَالِيهنَّ، إلا من جنابة، ولكن من بولٍ، أو غائطٍ، أو نومٍ" رواه الترمذي.

فدلّ هذا الحديث على أن النقض بالبول، والغائط، والنوم.

وروى الإمام عبد الرزاق في "المصنف" عَنْ عبد اللهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّمَا الْوُضُوءُ مِمَّا خَرَجَ، وَلَيْسَ مِمَّا دَخَلَ، وَالْفِطْرُ فِي الصَّوْمِ مِمَّا دَخَلَ، وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ".

ومعنى انتقاضِ الوضوء في كلام الفقهاء: أنَّه لا يصح فعل أي شيء من العبادات التي اشترط الشرع الشريف لها الطهارة.

كيفية طهارة مريض القسطرة وحكم صلاته والأدلة على ذلك

لكن هذا المريض والحالة السابقة له حالتان في العبادات المشترطة للطهارة؛ كالصلاة، والطواف؛ إما أَنْ يخرج مِنه البول بدون تَحَكُّم منه أو لا.

فإن خرج منه البول دون تَحَكُّم منه فهذا من الأحوال التي وَضَّح الفقهاء أنه يُعذَر فيها الشخص من اشتراط الطهارة، وهو ما يعرف عند الفقهاء بـ«السَّلَس»؛ فيُعفَى عنه حينئذٍ، سواء في كل الطهارة أو في بعضها؛ ومعنى السَّلَس: استدامة انفلات الحدث من القُبُل أو الدُّبر مع العجز عن التحكم في منعه، ولو في فتراتٍ متقطعة، فيكون حكمه في هذه الحالة حكمَ المرأة المستحاضة التي يسيل منها الدمُ مرضًا ونزيفًا لا حيضًا، وهو: وجوب غسل محل النجاسة، ثم الربط على عضو التبول، ثم الوضوء، ويصلِّي مَنْ هذا حالُه بهذا الوضوء ما يشاء من الصلوات، وينتقض وضوؤه بانتهاء وقت الصلاة المفروضة التي توضأ لها، ويتوضأ لفرض آخر بدخول وقته.

أما إذا كان الشخص يخرج منه البول في الكيس المعلَّق خارج جسده بتَحَكُّمٍ منه: فإنه يجب عليه الطهارة للعبادات -كالصلاة مثلًا- المحتاجة إليها بخروج شيء من البول، ويُصَلِّي عقب وضوئه.

لكن يُفَرَّق بين حالين في صحة الصلاة؛ حال كون الكيس المحمول الذي في البول -سواء تَحَكَّم الشخص في الخارج منه أو لا- على الشخص، فقد يَقْدِر الشخص على إزالة هذا الكيس أثناء الصلاة أو لًا؛ فإن قَدَر على إزالة هذا الكيس فلا تصح الصلاة في هذه الحالة؛ وذلك لأن مِن شروط صحة الصلاة طهارة الثوب والبدن من النجاسة.

أما إذا لم يَقْدِر الشخص على إزالة الكيس الذي به البول أثناء الصلاة للمشقة البالغة في ذلك فهذا من المعفو عنه؛ ذلك أَنَّ الشريعة مبناها على التيسير ورفع الحرج عن المكلفين، وقد دَلَّ على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والقواعد الفقهية:

1- فمن الكتاب: قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقوله: ﴿يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28].

2- ومن السنة المطهرة: عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ» رواه أحمد.

3- ومن القواعد: قاعدة "المشقة تجلب التيسير" وغيرها.

وفي ذلك دليل على رفع الحرج والمشقة الزائدة عن المكلفين.

طباعة شارك كيفية طهارة مريض القسطرة وحكم صلاته مريض القسطرة طهارة مريض القسطرة كيفية طهارة مريض القسطرة الطهارة المقصود بـقسطرة البول نواقض الوضوء

مقالات مشابهة

  • مواعيد عرض مسلسل ابن النادي والقنوات الناقلة.. عمر الشعلة يثير تفاعل الجماهير
  • تحمل اسمه للأبد.. على ماذا يراهن ترامب بشأن خطة غزة؟
  • حمادة هلال وأحمد سعد يشعلان احتفالات الجماهير فى ستاد القاهرة
  • إن لروحك عليك حقًا في أمور كثيرة ..
  • كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟..الإفتاء تجيب
  • عبد الله الثقافي يكتب: الحرب جرح لا يندمل
  • خالد الشناوي يكتب: السادات و المسجد الأحمدي بطنطا
  • ما الذي يقوي العلاقة بين الزوجين؟.. احرصا على هذا الأمر ولو مرة يوميا
  • سعر الذهب اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025 خلال التعاملات المسائية