سر غرفة رقم 2 في «كنجز كولدج».. شهدت رحلة عذاب عبدالحليم حافظ لمدة 16 عاما
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
«ماشي الطريق من كام سنة ماشي الطريق، تعب الطريق ما تعبت أنا»، كوبليه أغنية غناها الراحل عبدالحليم حافظ عام 1975، من كلمات محمد حمزة وألحان وتوزيع بليغ حمدي، ربما جاءت الأغنية بعد رحلة طويلة من مرضه لمدة 16 عاما، إذ بدأت رحلة عذابه في عام 1956، حينما سافر إلى لندن لإجراء عملية لوقف النزيف بعدما أصيب بالبلهارسيا.
استمرت تلك الرحلة لمدة 16 عاما في كل سنة يسافر إلى مستشفى «كنجز كولدج» الواقعة على أطراف مدينة لندن ويمكث تحديدا في غرفة رقم 2 من اختيار الدكتور «تانر»، ليلقبه كثيرون بـ«الموعود بالعذاب»، وفق ما نُشر في عدد الخميس من مجلة صباح الخير الصادر في 24 فبراير عام 1977، على لسان رفيق رحلة الكفاح والمرض محمد حمزة.
سر غرفة رقم 2 في «كنجز كولدج» بحياة عبدالحليم حافظكل عام كان يسافر عبدالحليم حافظ إلى لندن لإجراء نفس العملية من عام 1956 إلى 1972، ثم قرر طبيبه «تانر» إجراء عملية حقن دوالي التي تسببت أيضا في نزيف آخر له بسبب كثرة البينج، وفي عام 1972، رشح «تانر»، لعبدالحليم طبيب آخر لإجراء الجراحة، فسافر «عبدالحليم» برفقة كونسلتوا طبي مصري، إلى باريس، للاطمئنان عليه، ليقوم الدكتور روجر ويليامز، كبير أطباء الكبد في العالم بحجز نفس الغرفة في المستشفى لعبدالحليم حافظ لمدة 15 يوما، لكنه كان عنيدا لدرجة تجعلك تتساءل ماذا يفعل عبدالحليم حافظ؟.
عبدالحليم حافظ، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الـ47، لم يكن مهتما بمرضه بقدر اهتمامه بأغانية، فقضى يومه الأول داخل المستشفى برفقة جهاز خاص مُسجل عليه أغنيته الجديدة، وضعه على سريره وعلى الجانب الآخر الجرائد والمجلات المصرية والأجنبية، لكنه كان مستعدا وقلقا في تلك الليلة، فتارة يقرأ الجرائد وأخرى يشاهد التلفاز، وثالثة يسمع أغنيته الجديدة لكنه يغلق المُسجل مسرعا متذكرا وعده لعبدالوهاب محمد الذي أقسم على ألا يسمع الشريط أحدا، ليقضي ليلته بين الجرائد والتلفزيون والاتصال بالأصدقاء: «مكنش مهتم بصحته ولا مرضه لكن كان قلقان».
تفاصيل مرض عبدالحليم حافظ لمدة 16 عامالم تمر الأيام الأولى لعبدالحليم حافظ في المستشفى مرور الكرام، بل أجرى فيه عدة تحاليل وفحوصات طبية وأجرى منظارا ضوئيا للمريء والمعدة، حيث أظهر احتياجه لحقن الدوالي سريعا فضلا عن أخذ عينة من الكبد وهو ما جعله يداعب طبيبه المصري الخاص شاكر سرور قائلا: «يلا نعمل العملية»، ليرد الأخير: «العملية خلاص.. حمدالله على السلامة»، ليطمئن نسبيا لتعاوده الآلام المبرحة في الكتف في يومه الخامس بالمستشفى تجعله يضغط بأسنانه على وسادة سريره ليكون المسكن هو طريقه للتخلص من الآلام، ليبدأ رحلة جديدة في اليوم السادس: «أخدنا عينة جديدة من الكبد وحاولنا ندخل الإبرة 4 مرات لحد ما جابت العينة واكتشفنا وجود نسيج ليفي جديد نتج عنه آلما شديدا ليكون المسكن هو دواءه مرة أخرى، لكن الدواء لم يستمر كثيرا إذ داهمته الآلام مرة أخرى في اليوم السابع».
في اليوم االسابع لـ«حافظ»، لم تنقطع الاتصالات من أصدقائه، رغم تحذير الأطباء ليقرر أن يستريح طبيه المصري قائلا له: «روح أنت نام في البيت النهاردة أنا الحمدلله كويس»، لكن ساعات قليلة مرت على ذهاب طبيبه الخاص إلى منزله، ليدق هاتفه في الرابعة فجرا يخبره المستشفى: «لازم تيجي علطول يادكتور عبدالحليم تعبان أوي»، وهي العبارة التي أزعجت طبيبه فذهب فورا إلى المستشفى وبدأ في اتخاذ إجراءات جديدة لعلاجه ما أدى لانقطاع الاتصال بينه وبين إخواته بعدما أمر الممرضات برفع سماعة هاتف غرفته، لتطلب شقيقته من أشقائها الذهاب إلى السيدة زينب ومسجد الحسين وأولياء الله الصالحين للدعاء بالشفاء لعبدالحليم.
حالة عبد الحليم حافظ الصحية تحسنت نسبيا بعد 3 أيام من منع الزيارات والتليفونات، لكنه كان مصمما على إجراء المكالمات الهاتفية للإطمئنان على ذويه وأصدقائه، لكن الأطباء قرروا سفره إلى باريس ليفحصه طبيب آخر ثم العودة إلى لندن بعد 3 أيام ثم العودة إلى مصر ليبدأ رحلة جديدة من إسعاد الناس رغم الألم، بدأها حينها بأغنية «من غير ليه»، التي تألق فيها لدرجة اعتقد الكثيرون أنه ليس مريضا ليختمها بعبارة: «ربنا يكفيهم شر هذا الاستجمام».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العندليب عبدالحليم حافظ
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي: مصر شهدت مشروعات زراعية مهمة آخر عامين
قال فرج عبدالله، الخبير الاقتصادي، إن ما تم على الأرض في ملفي الأمن الغذائي والزراعة نتيجة سنوات طويلة من العمل الجاد.
وأضاف «عبدالله»، خلال مداخلة هاتفية بـ«ستوديو الأخبار» المذاع عبر شاشة فضائية «TEN»، أن مصر شهدت عدد من المشروعات الزراعية الهامة خلال الفترة الأخيرة وخاصة أخر عامين مثل منطقة غرب غرب المنيا.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالعمل المستمر في إطار خطة الدولة للتوسع في رقعة الأراضي الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعي، الذي يُعد عصبًا أساسيًا للاقتصاد المصري، وتحقيق طفرة تضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائي للشعب المصري.
كما وجه الرئيس بتوفير آليات دعم تلك المشروعات، مع ضرورة توافر الأرصدة الاستراتيجية من السلع الأساسية لمدد كافية، والعمل على زيادة حجم ذلك المخزون بالتنسيق مع جهات الدولة المعنية، بحسب بيان صادر عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي.
جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي مع اللواء أمير سيد أحمد، مستشار الرئيس للتخطيط العمراني، والعقيد الدكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، إذ تابع، خلال الاجتماع مستجدات العمل في مشروعات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، التي تهدف إلى توفير منتجات زراعية ذات جـودة عاليـة بأسعار مناسبة للمواطنين وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية، إضافة إلى موقف المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية المختلفة، والتأكد من وجود أرصدة كافية منها بما يُسهم في تأمين احتياجات المواطنين بشكل دائم.