قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم السبت، إنه رغم اتخاذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مظهرًا خارجيًا صارمًا، إلا أنه منزعج للغاية مما حدث في بلاده مؤخرًا، بما في ذلك الهجوم المميت الذي وقع الأسبوع الماضي على قاعة حفلات بمنطقة كروكوس.

وأشار بيسكوف في تصريحات صحفية - نقلتها وكالة أنباء "تاس" الروسية - إلى أن " بوتين يأخذ هذه المآسي على محمل الجد، لكن لمجرد عدم رؤية الدموع على وجهه لا يعني أنه لم يصب بأذى، وأشك في أن أي شخص، بما في ذلك أنت وأنا، يعرف ما بداخله بسبب هذه الاضطرابات".

يذكر أنه في مساء يوم 22 مارس، استهدف هجوم قاعة للحفلات الموسيقية في كراسنوجورسك التي تقع خارج حدود مدينة موسكو مباشرةً، ووفقا لأحدث البيانات، أسفر الهجوم عن مقتل 144 شخصا، وإصابة 551 آخرون.

وتم القبض على المسلحين الأربعة، بينما يعتقد أن 5 آخرين ساعدوهم، وفقا للمحققين، حيث أعلنت لجنة التحقيق الروسية إن الجناة على صلة بالقوميين الأوكرانيين.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المتحدث باسم الكرملين بوتين كراسنوجورسك كروكوس لجنة التحقيق الروسية منطقة كروكوس

إقرأ أيضاً:

كيف تريد روسيا إقامة منطقة عازلة في خاركيف؟

موسكو- في خضم معارك ضارية، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده بدأت في إنشاء منطقة عازلة بمقاطعة خاركيف لمنع هجمات القوات الأوكرانية على المدن الحدودية في روسيا، في خطوة لم تتضح معالمها بعد، ويستبعد محللون روس أن تؤدي إلى الحماية الكاملة.

وشدد بوتين على أن القيادة الروسية ليس لديها خطط للاستيلاء على خاركيف، واصفًا التحركات الحالية للقوات الروسية في المقاطعة بأنها جاءت ردا على الهجمات المنتظمة التي تشنها القوات الأوكرانية على المناطق الروسية.

 وأوضح ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن كلام بوتين يدور حول الحاجة إلى منطقة عازلة على الحدود مع أوكرانيا، بحيث تكون الأراضي الروسية بعيدة عن متناول أي أسلحة معادية، على حد تعبيره.

جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها بوتين عن ضرورة إنشاء منطقة أمنية لحماية بيلغورود ومناطق أخرى داخل روسيا من هجمات القوات المسلحة الأوكرانية.

ففي مارس/آذار 2023، أشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو "ستضطر في مرحلة ما، عندما ترى ذلك مناسبا، إلى إنشاء منطقة عازلة معينة في الأراضي الحالية التابعة لنظام كييف، والتي سيكون من الصعب التغلب عليها بوسائل التدمير التي يستخدمها العدو".

خريطة تظهر مناطق تقدم القوات الروسية على محور خاركيف (الجزيرة) حدود المنطقة العازلة

لكن ما لم يكن واضحًا في كلام بوتين هو حدود هذه المنطقة العازلة، وهل يمكن أن تتوسع مع الوقت؟ وما الذي سيعنيه إنشاؤها بالنسبة إلى الجانب الأوكراني؟

يشير مراقبون روس إلى أن إنشاء منطقة عازلة بمقاطعة خاركيف، لن يكون كافيا لصد الهجمات على المناطق الروسية الحدودية مع أوكرانيا بنسبة 100%، ولكن يمكن التقليل منها عن طريق حرمان القوات الأوكرانية من فرصة توجيه القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ.

ولهذا الغرض، لا مفر من السيطرة على مدن "فولتشانسك" و"ليبتسي" و"فيليكي بورلوك"، وإنشاء منطقة أمنية على شكل دائرة نصف قطرها يتراوح بين 25 و40 كيلومترًا.

في نفس الوقت، يرى مراقبون عسكريون آخرون أن نطاق المنطفة العازلة يجب أن لا يقل عن 300 كلم، نظرا لاستخدام أوكرانيا المسيرات في شن الهجمات على المناطق الحدودية الروسية، فضلا عن احتمال اللجوء للصواريخ بعيدة المدى ضدها.

وكما يوضح للجزيرة نت محلل الشؤون العسكرية، نيكيتا غروموف، فإن تحريك الحدود مسافة 25 كلم داخل العمق الأوكراني، سيؤدي إلى حل مشكلة قصف بيلغورود باستخدام الطائرات بدون طيار والمدفعية الخفيفة وقذائف الهاون.

حسابات عسكرية

لكن الحماية الكاملة من استخدام قذائف من عيار 155 ملم أكثر صعوبة، إذ يبلغ مدى إطلاق بعض النماذج الغربية منها حوالي 40 كلم، وهو ما يعني أن إجراء حسابات عمق المنطقة العازلة يجب أن يكون على هذا الأساس، يوضح غروموف.

بموازاة ذلك، يلفت المحلل الروسي إلى ضرورة عدم استبعاد عامل الطيران الحربي الأوكراني وإمكانية استخدام راجمات صواريخ هيمارس، وعليه، فإن حماية المناطق الروسية من احتمال استخدام هذه الأنواع من الأسلحة ضدها تتطلب تحريك الجبهة مسافة 60 أو حتى 80 كيلومترًا، وإشباعها بأسلحة الدفاع الجوي.

ويؤكد المتحدث على أهمية منطقة ليبتسي لخلق نقاط ضغط على المنشآت العسكرية في خاركيف، موضحًا أن نشر أسلحة روسية فيها سيؤدي إلى فقدان القوات الأوكرانية فرصة استخدام وسط وشمال خاركيف كمركز لوجستي.

أما السيطرة على فيليكي بورلوك الواقعة في الوسط بين فولتشانسك وكوبيانسك، فستسمح للقوات الروسية بخلق نفس نقطة الضغط على كوبيانسك نفسها، مما يمكن أن يؤدي بدوره إلى انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق أكبر.

رسائل سياسية

محلل الشؤون السياسة، سيرغي بيرسانوف، يشير إلى رسالة سياسية تضمنها حديث بوتين عن المنطقة العازلة، إذ جاء حديثه من الصين التي تتنازع مع واشنطن على قيادة العالم، لا سيما في الاقتصاد.

ويتابع بأن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، يواصل تزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة، ولهذا السبب يشير الرئيس الروسي إلى ضرورة إنشاء وتوسيع منطقة عازلة.

ووفقًا له، من السابق لأوانه تحديد كيف ستبدو هذه المنطقة، وكيف ستكون حدودها، لكن الرسالة بحد ذاتها واضحة للغاية وتحمل لهجة التصميم على تحرك عسكري جاد.

ويتابع بأن بوتين لم يعط أرقاما محددة، لكنه أوضح مبدأ تشكيل هذه المنطقة. ووفقاً لهذا المنطق، إذا قام الغرب بتزويد أوكرانيا بصواريخ يصل نصف قطرها إلى 300 كلم، فسوف تقوم روسيا بتعميق المنطقة العازلة كذلك إلى 300 كلم.

وحسب بيرسانوف، فهذا الكلام يعني وجود احتمال أن تضطر روسيا إلى إنشاء منطقة "آمنة" تكون خاركيف داخل نطاقها.

ويشير إلى أن طول الحدود الروسية الأوكرانية يبلغ آلاف الكيلومترات بتضاريس مختلفة تماما، تشمل غابات وسهولا ومستنقعات، وبالتالي يجب أن تكون هناك "منطقة رمادية" حيث لن يكون هناك مدنيون ولا وحدات "معادية"، ويضيف "مثل هذه المنطقة ستجعل من الممكن إبقاء الجانب الأوكراني بعيدا، فضلا عن القضاء على مخاطر تسلل المجموعات التخريبية وهجمات قذائف الهاون".

مقالات مشابهة

  • كيف تريد روسيا إقامة منطقة عازلة في خاركيف؟
  • روسيا: زيارة بوتين الأخيرة للصين أرست الأسس لسنوات عديدة قادمة
  • بيسكوف: الاستعدادات جارية لزيارة بوتين إلى كوريا الشمالية
  • روسيا: المحادثات بين بوتين والرئيس الصيني كانت "ناجحة للغاية"
  • روسيا: محادثات بوتين وشي جين بينج "ناجحة للغاية"
  • زيلينسكي: الهجوم على خاركيف قد يشكل الموجة الأولى من خطة روسية أوسع
  • زيلينسكي: الهجوم على خاركيف يعد بمثابة الموجة الأولى من الهجوم الروسي واسع النطاق
  • طفل يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل قاعة الامتحانات.. لسبب غريب
  • بوتين يصف الخطط الروسية الصينية لاستكشاف القمر بأنها "مثيرة للاهتمام وواعدة للغاية"
  • بيسكوف: إجراءات حماية بوتين بعد محاولة اغتيال فيتسو تظل عند المستوى المعتاد