حدث فى 21 من رمضان .. أعمال حفر قناة السويس ومشاركة 60 ألف فلاح في حفرها
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
حدث فى مثل هذا اليوم 21 رمضان عام 1275 هجريًا أعمال حفر قناة السويس ، والذي استمر نحو 10 سنوات، وشارك 60 ألف فلاح مصري في حفرها، وبلغ طولها آنذاك 162.5 كم، وكان الهدف منها الربط بين البحرين الأبيض والأحمر.
دفع المصريون دماءهم، سنة 1859، في حفر قناة السويس، حيث بدأ الحفر بأول ضربة فأس بيد المسيو، فرديناند ديليسبس، يوم 21 رمضان سنة 1275 هجرية، الموافق 25 أبريل سنة 1859 ميلادية عند نقطة «بيلسور»، التي سميت فيما بعد «بورسعيد».
وأعدت حكومة مصر لهذا العمل الآلاف العمال، دون أجرة، بخلاف الشغّالة والمستخدمين، الذين كانوا موجودين هناك في تلك المنطقة، حيث سيق من الفلاحين من ريف مصر إلى الصحراء الشرقية قسراً بالكرابيج والسياط تلسع أجسامهم مع حرارة شمس الصيف المحرقة وسط عويل أمهاتهم وبكاء أطفالهم يسيرون في قوافل الموت ليحفروا القناة.
وتساقط أبناء مصر موتى بالآلاف بل بعشرات الآلاف، وكتب «أوليفين» كبير المهندسين الفرنسيين، الذين شاركوا في حفر القناة: «كان العمال المصريون يخوضون في الماء والطين السائل، الذي ينساب ويغمر أجسامهم، بينما رءوسهم في جحيم الشمس وأبدانهم في عذاب السخرة وآلام الجوع والبؤس والأوبئة، ليس هناك عمال يستطيعون أن يتموا هذا العمل في أقل من خمسين يومًا، هكذا، ما أتمه هؤلاء العمال المصريون، الذين يعملون وهم غائصون بكل أجسامهم في الماء ولا تحمى رءوسهم سوى السماء، لقد بلغوا أكثر من مليون ونصف المليون عامل مصرى وكلهم مدهشون حقا كلهم ذو صبر وجلد عظيمين لقد عرفتهم عن قرب وأحسست أنهم أبناء شعب عريق».
وكتب مؤرخ قناة السويس، جورج حليم كيرلس، في كتابه «قناة السويس» استغرق حفر قناة السويس عشرة سنوات ونصف بحوالى مليون عامل ومات فيها حوالى 125 ألف مصري.
وبلغت تكلفة الحفر والتجهيز والمعدات 20 مليون جنيه إسترليني في ذلك الوقت، وبلغ طول قناة السويس من بورسعيد شمالاً إلى السويس جنوباً حوالي 165 متراً.
ترجع فكرة حفر قناة تربط بين البحرين الأبيض والأحمر إلى الحملة الفرنسية في مصر بقيادة نابليون بونابرت عام ١٧٩٨، حيث كلف بعثة علمية لوضع دراسات هذا المشروع، الذي كان العمود الفقري في برنامجه الاستعماري، وقد قامت اللجنة بقيادة «لوبير» بثلاث رحلات إلى منطقة البرزخ، ولكن وقع «لوبير» في خطأ علمي هندسي قال فيه بارتفاع مستوى البحر الأبيض عن البحر الأحمر بمقدار ثلاثين قدمًا وست بوصات، مما أكد المخاوف التي ساورت القدماء من شق قناة مستقيمة بين البحرين المتوسط والأحمر.
لتعود الفكرة من جديد بعد أن اكتشف المسيو فرديناند ديليسبس الخطأ، الذي وقع فيه «لوبير» وعرض الفكرة من جديد على محمد على لحفر قناة السويس، ولكن الأخير رفض، قائلاً «لا أريد بوسفوراً في مصر» وذلك في إشارة إلى مضيق البسفور التركي وتدخل الدول الأوربية في السياسة التركية من أجل ضمان حرية الملاحة فيه، وبعد سقوط نظام الاحتكار ودخول الاستثمارات الأجنبية البلاد في عهد سعيد باشا عادت فكرة مشروع قناة السويس تظهر مرة أخرى، واستطاع دليسبس أن يقنع سعيد باشا بالمشروع ويأخذ منه امتياز حفر قناة السويس مع احتكار استثمارها لمدة 99 سنة من تاريخ افتتاح الملاحة.
وتقضي أهم شروط الامتياز تنازل الحكومة المصرية عن كل الأراضي المطلوبة لحفر قناة السويس دون مقابل والتنازل أيضاً عن جميع الأراضي القابلة للزراعة والمحيطة بالمنطقة لاستصلاحها وزرعها مع الإعفاء من الضرائب لمدة عشر سنوات للشركة المحتكرة امتياز استخراج المواد الخام اللازمة للمشروع من المناجم والمحاجر الحكومية دون ضرائب، وكذلك إعفاء الشركة من الرسوم الجمركية على جميع الآلات والمواد التي تستوردها وتقدم الحكومة المصرية أربعة أخماس العمال من المصريين، وتحصل مصر في المقابل على 15% من صافي أرباح الشركة.
وفى يوم 18 نوفمبر عام 1862 تدفقت مياه البحر المتوسط إلى بحيرة التمساح، وفى 18 مارس عام 1869 تم وصل البحر الأبيض بالبحيرات المرة، وفى 15 أغسطس 1869 تم وصل البحر الأحمر بالبحيرات المرة، وانتهت أعمال حفر القناة في 18 أغسطس 1869 حين تدفقت مياه البحر الأحمر في البحيرات المرة لتلتقى بمياه البحر الأبيض المتوسط التي كانت قد سبقتها إليها بشهرين وسميت القناة (قناة السويس).
وفى 17 نوفمبر1869 افتتحت قناة السويس، مع امتلاك الحكومة المصرية ٤٤% من أسهمها، وأدت القناة إلى تغيير الأهمية الإستراتيجية لمصر، خاصة بالنسبة للإنجليز التي توفر لها طريقًا أقصر إلى مستعمراتها الكبرى بالهند، وعندما تراكمت الديون على الخديوي إسماعيل قام ببيع حصة مصر من القناة في عام ١٨٧٥.
وظلت القناة قيد العمل كامتياز خاص حتى أعلن عبدالناصر تأميمها في ٢٦ يوليو ١٩٥٦ شركة مساهمة مصرية لتمويل مشروع السد العالي بعد سحب الولايات المتحدة والبنك الدولي مشروع تمويل بناء السد، وتعرضت القناة للإغلاق مرتين الأولى لفترة قصيرة بعد العدوان الثلاثي على مصر، والثانية بعد حرب ١٩٦٧ بين العرب وإسرائيل حتى أعاد افتتاحها الرئيس أنور السادات للملاحة الدولية في ٥ يونيه ١٩٧٥ بعد تطهيرها من آثار العدوان الإسرائيلي
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حدث فى مثل هذا اليوم 21 رمضان حفرها حفر قناة السویس فی حفر حدث فى
إقرأ أيضاً:
مصيلحي: مصر تستعيد قوة الخطوط العملاقة عبر قناة السويس
افتتح النائب محمد مصيلحي، عضو مجلس النواب ورئيس اتحاد غرف الملاحة العربية ورئيس غرفة ملاحة الإسكندرية، اليوم، أعمال الجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية للاتحاد، بحضور لافت ومشاركة واسعة من ممثلي 12 دولة عربية.
وقد شهدت الجلسة حضور الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، واللواء الدكتور أشرف العسال، رئيس هيئة السلامة الملاحية.
سلط النائب مصيلحي الضوء على الأهمية المحورية لقطاع النقل البحري العربي كشريان اقتصادي وتجاري لا غنى عنه في المنطقة والعالم مؤكداً على أن هذا القطاع يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التكامل والنمو المشترك للدول العربية.
وخص "مصيلحي" الفريق أسامة ربيع بالشكر والتقدير، واصفاً إياه بـ "قامة كبيرة على مستوى مصر" على الرغم من جدول أعماله المزدحم، مشدداً على أن حضور رئيس هيئة قناة السويس يمثل دلالة واضحة على التزام الدولة المصرية بدعم المنظومة الملاحية العربية.
وكشف "مصيلحي" عن بوادر إيجابية تبعث على التفاؤل فيما يخص الحركة الملاحية، حيث أشار إلى أنه لاحظ "انفراجة" في قناة السويس تمثلت في "عودة عدد من الخطوط الملاحية العملاقة من جديد"، مؤكداً أن هذا الانتعاش هو مؤشر على قوة الاقتصاد البحري المصري والعربي.
توقع رئيس اتحاد غرف الملاحة العربية أن تشهد "الفترة القادمة انفراجة كبيرة في المجتمع العربي"، مشيراً إلى ضرورة العمل الجماعي لتحقيق هذه الرؤية.
وفي سياق متصل، وجه مصيلحي شكراً خاصاً للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مشيداً بالنتائج الإيجابية التي تحققت خلال مؤتمر شرم الشيخ الأخير، والتي شهدت "إيجابيات وكان في عدد كبير من الدول"، مؤكداً تمنياته الصادقة بالخير والتقدم للمجتمع العربي بأكمله.
لم يغفل مصيلحي الإشادة بالإنجاز المصري الأخير على الساحة الدولية، حيث أشار إلى مشاركته شخصياً في اجتماعات المنظمة البحرية الدولية (IMO) رفقة الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النقل والصناعة ،ووفد من غرفة ملاحة الإسكندرية. وأعرب عن فخره بفوز مصر بمقعد المنظمة، إلي جانب دول السعودية والإمارات والمغرب وقطر وهو ما اعتبره انتصاراً للعرب، قائلاً: " أهنئ الدول العربية على ذلك".
وفي سياق متصل، وجه النائب محمد مصيلحي تحية خاصة لأعضاء الاتحاد، قائلاً: "أشكر زملائى في الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية وغرفة ملاحة الإسكندرية على جهودهم الكبيرة في هذا الحدث الهام ودعمهم المستمر لقطاع النقل البحري" ،وأكد أن تضافر الجهود هو أساس النجاح الملاحي العربي.
في ختام كلمته، أشار مصيلحي إلى الدور الحضاري والثقافي لمصر، واصفاً المتحف المصري الكبير بأنه "منارة لمصر والدول العربية والعالم". واختتم حديثه بتوجيه الشكر للمجتمع الملاحي في مصر والمنطقة العربية على جهودهم وتعاونهم المستمر.