حذر باحثون من أن تأثير تغيّر المناخ ستشمل تأثيرات صحية، منها التأثير في بيئة نواقل الأمراض المُعدية خاصة في المناطق الأكثر عرضة للتقلبات الحرارية والرطوبة. ودعا فريق من خبراء الأمراض المعدية إلى ضرورة زيادة الوعي والاستعداد في المجال الطبي لمواجهة تأثير تغير المناخ في انتشار الأمراض.

ويدق الباحثون في الدراسة -التي نشرت يوم 20 مارس/آذار الجاري في مجلة "جاما"- ناقوس الخطر بشأن ظهور وانتشار مسببات الأمراض الضارة، ويحثون أيضا المجتمع الطبي على تحديث تعليمهم وتدريبهم واتخاذ خطوات لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4باحثون يطورون نظاما لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى وقودlist 2 of 4اضطرابات سلاسل التوريد تُفاقم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تغيّر المناخlist 3 of 4مناطق التزلج في العالم في خطر.. ما الذي يُهددها؟list 4 of 4تبريد الملابس بـ"الألماس النانوي".. اختراق صناعي للتكيّف المناخيend of list تحفيز نواقل الأمراض

يمكن أن تنتقل الأمراض المعدية بسبب الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات أو الطفيليات، وتنتقل العديد من هذه الأمراض من الحيوان إلى الإنسان أو من الإنسان إلى الإنسان. ومن أنواع الأمراض المعدية الأمراض المنقولة بالنواقل، وهي ناجمة عن مسببات الأمراض التي تحملها ناقلات مثل البعوض والبراغيث والقُراد، وبعض الأمراض التي تسببها ناقلات المرض هي حمى الضنك والملاريا وزيكا.

يقول الباحث الأول في الدراسة "ماثيو فيليبس"، وهو باحث دكتوراه بكلية الطب في جامعة هارفرد: إن تغير أنماط المطر يؤدي إلى توسيع نطاق النواقل وفترات نشاطها، وترتبط أيضا فصول الشتاء الأقصر والأكثر دفئا والصيف الأطول بمزيد من الأمراض المنقولة بالنواقل، "فعلى سبيل المثال، الأمراض التي يسببها القُراد مثل داء البابيزيا ومرض لايم، تحدث الآن في فصل الشتاء أيضا، كما يتم العثور عليها في مناطق أبعد في الغرب والشمال مما كانت عليه في الماضي".

وأوضح فيليبس في حديث مع "الجزيرة نت" أنه يجب أن يكون الأطباء مستعدين للتعامل مع التغيرات في مشهد الأمراض المعدية، وأشار إلى أن التعرف على العلاقة بين تغير المناخ وسلوك المرض يمكن أن يساعد في توجيه تشخيص الأمراض المعدية وعلاجها والوقاية منها، ويقول: "أعتقد أنه مع تحسين فهمنا للمرض سيكون هناك المزيد من الاختبارات وسنفقد عددا أقل من الحالات بهذه الطريقة".

ودعا الباحث إلى اتخاذ تدابير أقوى لمراقبة الأمراض المعدية، وحثَّ اختصاصيي التثقيف الطبي على تدريب الأطباء على توقع التغيرات في أنماط الأمراض المعدية.

مرض الملاريا أحد أكثر مصادر القلق المرتبطة بنواقل الأمراض وتغير المناخ (شترستوك) الأمراض حيوانية المنشأ

وأشار الباحثون إلى أن أحد أكثر مصادر القلق المرتبطة بنواقل الأمراض وتغير المناخ هو مرض الملاريا، وينتشر البعوض الناقل له باتجاه الشمال، وهو تغيّر ناجم عن المناخ. وأدى تغير أنماط هطول الأمطار إلى ظهور المزيد من البعوض وارتفاع معدل انتقال الأمراض.

يقول ماثيو فيليبس: "باعتباري طبيبا متخصصا في الأمراض المعدية، فإن أحد أكثر الأشياء رعبا التي حدثت في الصيف الماضي كانت حالات الملاريا المكتسبة محليا. لقد رأينا حالات في تكساس وفلوريدا ثم شمالا في ماريلاند، وهو ما كان مفاجئا حقا".

كما تظهر تغيرات في معدل الإصابة ومواقع انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ مثل الطاعون وفيروس هانتا التي تنقلها القوارض. ولاحظ الخبراء تغيرات في أنماط هجرة الحيوانات والنطاقات الطبيعية، كما تقترب الحيوانات البرية من البشر بسبب فقدان موطنها، ويصاحب ذلك ارتفاعُ خطرِ انتقال الأمراض الحيوانية إلى البشر وظهور مسببات أمراض جديدة.

ويمكن للتغيرات في أنماط هطول الأمطار ودرجة حرارة المياه الساحلية أن تؤثر أيضا في انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الإشريكية القولونية والضمة.

ووفقا للفريق البحثي، فإن مستوى سطح البحر آخذ في الارتفاع، كما أن العواصف والفيضانات الساحلية -التي كانت نادرة أو حوادث متطرفة- تقع بشكل متكرر وبمعدل أكبر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات تغي ر المناخ الأمراض المعدیة انتشار الأمراض تغیر المناخ ر المناخ

إقرأ أيضاً:

انتشار ظاهرة الكلاب الضالة يثير الخوف في المغرب.. وحملات لمنع قتلها

"توفّي مواطن مغربي بسبب الكلاب الضّالة في مدينة وجدة" هكذا سلّط العضو باسم فدرالية اليسار بمجلس وجدة، نور الدين لزرق، الضّوء، على ما وصفه بـ" الخطر المُداهم لسلامة المواطنين"، فيما اعترف بوجود بعض الحملات للتعقيم أو الجمع، لكنه دعا لتكثيفها وتوسيع نطاقها لتشمل "هوامش" المدينة أيضا.

حادثة وجدة، ليست معزولة، إذ رصدت "عربي21" عدد من الحوادث التي تسبّبت فيها "الكلاب الضالة" مؤخّرا في عدد من المدن المغربية. آخرها حادثة سير، الأربعاء، كان ضحيتها شاب على متن دراجته النارية، تعرّض لهجوم مفاجئ من "الكلاب" في مدينة عين عتيق، نواحي العاصمة المغربية، الرباط.



خوف بالنهار وإزعاج بالليل
بإقليم سيدي إفني، استنفرت السلطات المحلية، عناصرها، في الأيام القليلة الماضية، عقب الإبلاغ عن العثور على جثمان شخص نهشته الكلاب الضالة؛ يتعلق الأمر بشيخ مسن، اختفى بالقرب من مقر سكناه، ما دفع الساكنة لإطلاق حملة واسعة للبحث عنه، قبل اكتشاف الحادث المُروع.

وفيما تم نقل جثمان الهالك إلى مستودع الأموات، عقب معاينته من طرف السلطات المختصة، بغرض التشريح الطبي لتحديد الأسباب المباشرة للوفاة، وما إن كان قد تعرض لهجوم من الكلاب الضالة فعلا أم أنّ وفاته كانت إثر سبب آخر. تعالت أصوات المواطنين المغاربة، في عدد من المدن، لمُطالبة السلطات بالتدخل العاجل للحد من انتشار الكلاب الضالة.

مريم، من مدينة الصخيرات، قالت في حديثها لـ"عربي21": "أواجه صعوبة في النوم، بسبب النباح المُتصاعد للكلاب، بشكل يومي، ما أثّر على صحّتي النفسية، وتسبّب لي في القلق؛ من سيعوّضني عن سلامتي الجسدية والنفسية، جرّاء الكلاب الضالة".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Amis Poilus ???? Avec Hind‎‏ (@‏‎amis.poilus‎‏)‎‏
وتابعت: "أنا ضد حملات قتل الكلاب، لكنّني مع الحلول السلمية، التي ترضينا وترضيهم"، مشيرة إلى أنّ ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، تنامت بشوارع وأحياء المدينة بشكل مُقلق، ما بات يهدد سلامة وأمن المواطنين، خاصة خلال ساعات الليل، والصّباح الباكر.

وفي مدينة الحسيمة، أيضا، انتشرت الكلاب في أحياء وشوارع عدّة، ما بات تهديدا حقيقيا لسلامة الساكنة، في مقدمتهم الأطفال الذين يرتادون المؤسسات التعليمية مشيا على الأقدام، وذلك بحسب شهادت عدد من سكان المدينة أنفسهم، لـ"عربي21".

وبحسب ساكنة المدينة فإنّه: "لا يختلف إثنان بخصوص ما تخلّفه عضات الكلاب وما يصاحب ذلك من تبعات تتجلى أساسا في خطر داء الكلب، الذي يؤدي إلى الوفاة، كما أن انتشار هذه الكلاب الضالة بالمدينة يكون بالدرجة الأولى بالأماكن التي تتكدّس فيها النفايات، في مقدمتها مخلفات الدجاج وبقايا اللحوم".

وفي السياق ذاته، ضمن سؤال كتابي، إلى وزير الداخلية، حذّرت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي، عويشة زلفى، من خطر الكلاب الضالة بمجموعة من أحياء مدينة أكادير بجهة سوس ماسة.

وتساءلت البرلمانية عن الجهة التي تحمل المسؤولية عمّا وصفته بـ"غض الطرف عن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي تشوّه المشهد الحضري للمدينة التي تعتبر وجهة سياحية مهمة للمغاربة والأجانب وتراهن عليها الدولة لتنظيم تظاهرات قارية وعالمية".

تجدر الإشارة إلى أنّ المحكمة الإدارية في أكادير، في الآونة الأخيرة، قضت بتعويض بمبلغ 18 مليون سنتيم، إلى مواطن مغربي قد تعرّض إلى عضة كلب ضال، وذلك جبرا للضرر الذي لحقه.


"تهديد حقيقي"
إنذارا بالخطر المُتصاعد للكلاب الضالة على سلامة المواطنين، تداول عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، في المغرب، في الآونة الأخيرة، عدّة صور ومقاطع فيديو توثٍّق لتوجد الكلاب في قلب بعض الأسواق المخصصة لبيع الخضر والفواكه واللحوم، إذ يمكنها نقل الأمراض، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر.



جرّاء الأحداث الجارية، ورفعا للوعي بضرورة إيجاد حلول إنسانية وبديلة لهذه الممارسات التي أثارت جدلا متصاعدا، أطلقت مجموعة من الجمعيات الحقوقية والمهتمة بالحيوانات، ناهيك عن عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، حملة رقمية، تهدف إلى وقف قتل الكلاب الضالة في عدد من المدن المغربية.

"لا لقتل الكلاب"..مؤثرون مغاربة يطلقون حملة رقمية لوقف إبادة الكلاب الضالة في شوارع المغرب

.
.
.
.#المغرب #TheVoiceofMorocco #صوت_المغرب #صدى_الحقيقة pic.twitter.com/ZWwvGWzQNp — The voice صوت المغرب (@voiceofmorocco) April 19, 2025
ودخلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، على الخط، بـ"قلق بالغ" جرّاء هذا الوضع الذي وصفته بـ"المتدهور"، والذي أصبح يشكل مصدر خوف وقلق لساكنة عدد من المدن المغربية، بالقول عبر بيان لها، إنّ: "أبرز النقاط السوداء التي تعرف تكدسا كبيرا لهذه الكلاب، تتمركز بمحطة الوقود بالصخيرات".


وبحسب البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه فإنّ: "المواطنون والمارة، خاصة الأطفال والنساء، يضطرّون للتعامل مع تهديد حقيقي يومي أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية، دون تسجيل أي تدخل فعّال".

إلى ذلك، أرجعت الجمعية أسباب تفاقم هذه الظاهرة إلى: غياب تدابير ملموسة من طرف الجهات المسؤولة، ما يسيء لصورة المدينة ويمسّ بحقوق الساكنة في الأمن والسلامة الجسدية. بينما أعلنت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان احتفاظها بحقها في اللجوء إلى كافة الأشكال النضالية والقانونية المتاحة، دفاعا عن أمن وكرامة المواطنين.

مقالات مشابهة

  • دولة قطر تنظم ورشة خليجية لتنسيق المساهمات الوطنية في مواجهة تغير المناخ
  • ترامب يوجه نصيحة لماكرون بعد فضيحة الصفعة من زوجته
  • دراسة: نصف سكان العالم تعرضوا لشهر إضافي من الحر الشديد بسبب تغير المناخ
  • مراسل سانا في اللاذقية: الغارة الإسرائيلية على محيط قرية زاما بريف جبلة مساء اليوم أدت أيضاً إلى إصابة 3 مدنيين بجروح
  • النفط يتجه لتراجع أسبوعي مع توقعات بزيادة أوبك+ للإنتاج
  • تغير المناخ يُضاعف أيام الحر الشديد في ألمانيا خلال عام واحد
  • الدلافين تنادي بعضها بأسماء خاصة كالبشر
  • أول رد من الحكومة بشأن انتشار عسل نحل مغشوش بالأسواق
  • بزيادة 145%.. 33 مليون مستفيد من نموذج الرعاية الصحية خلال عام
  • انتشار ظاهرة الكلاب الضالة يثير الخوف في المغرب.. وحملات لمنع قتلها