احتفل معارضو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالهزيمة التي مُني بها حزبه في الانتخابات البلدية الأحد وكأنهم أطاحوا به، إلا أن أردوغان ما زال أمامه 4 سنوات في الحكم.

وشكّلت الانتخابات الأخيرة "انتكاسة" نادرة بالنسبة لأردوغان الذي يتولى السلطة منذ 21 عاما، وأعيد انتخابه في مايو/أيار الماضي بـ52% من الأصوات، وإن تم ذلك بعدما اضطر لأول مرة لخوض جولة ثانية.

وكرّس الرئيس جزءا كبيرا من جهوده لحملة الانتخابات البلدية على أمل استعادة إسطنبول، وهو أمر لم يتحقق في نهاية المطاف، مما دفع الناخبين لربط إخفاقات الحزب الحاكم بأردوغان نفسه.

لم يعد حزب العدالة والتنمية يسيطر على أي من كبرى المدن التركية، بل خسر ولايات وبلديات كان يعتبرها معاقل منيعة في الماضي لصالح حزب الشعب الجمهوري.

لكن الخبير في العلوم السياسية لدى جامعة أكسفورد ديميتار بيشيف يرى أن أردوغان "سيتمكن من التأقلم (مع الوضع)، باعتباره سياسيا محنّكا"، مشيرا إلى أن "التعايش مع رؤساء البلديات هو أمر تم اختباره بالفعل".

وتوقع بعض المراقبين قبل الأوان هزيمته السياسية عندما خسر حزب العدالة والتنمية رئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة في 2019.

وقال أردوغان نفسه مساء الأحد "سنتعاون مع رؤساء البلديات الذين فازوا"، داعيا معسكره إلى ممارسة "النقد الذاتي".

حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر بلديتي أنقرة وإسطنبول (الأناضول) رهان على القومية

وبسيطرته على 265 مقعدا، ما زال حزب العدالة والتنمية الكتلة الأقوى في البرلمان المكون من 598 مقعدا، ويرفع تحالفه مع حزب الحركة القومية عدد مقاعده في البرلمان إلى 314.

لكن ثمة حدودا لهيمنة الأغلبية، إذ إن الكتلة لا تملك -على سبيل المثال- العدد الكافي لتعديل الدستور.

ويرجح الخبير السياسي التركي أحمد إنسل أن يؤدي أردوغان في الوقت الحالي دور رجل الدولة الذي يقيم علاقات دولية، إذ يتوقع أن يزور البيت الأبيض في التاسع من مايو/أيار المقبل.

وقال بيرم بلشي من معهد العلوم السياسية في باريس "سيكون بإمكانه المحافظة على سير الأمور حتى العام 2028، لكنها ستكون مهددة بعد ذلك. سيكون هناك على الأرجح انتقال للسلطة" إلى المعارضة، مضيفا أنه "من دون أردوغان، لا يملك حزب العدالة والتنمية الكثير".

في المقابل، وفي منطقة غير مستقرة بين أوروبا والشرق الأوسط، "هناك كثير من الأمور التي يمكن أن تحدث في سوريا أو العراق أو روسيا" خلال الأعوام المقبلة "بما في ذلك ما يخص الوضع الأمني الداخلي".

وقال إنسل إن أردوغان تبنّى نبرة متشددة ليل الأحد، محذرا من أنه "لن يقبل بإقامة دولة إرهابية على الحدود الجنوبية" لتركيا.

وأضاف أن أردوغان "قد يراهن على المشاعر الوطنية والمعركة المهمة ضد الإرهاب، والتي سيصعب على حزب الشعب الجمهوري معارضتها".

وقصف سلاح الطيران التركي -يوم الاثنين- مواقع لـحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث تصنف أنقرة والدول الغربية الحليفة الحزب منظمة إرهابية، الامر الذي أعلنته بغداد أخيرا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات حزب العدالة والتنمیة

إقرأ أيضاً:

مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يعقد اجتماعًا عبر الاتصال المرئي

عقد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية اجتماعًا عبر الاتصال المرئي.
وفي مستهل الاجتماع، استعرض المجلس التقرير الاقتصادي الدوري لشهر يوليو 2025م، المقدم من وزارة الاقتصاد والتخطيط، الذي تضمن تحليلًا مفصلًا لأحدث المستجدات والتوقعات المرتبطة بالاقتصاد العالمي، وتقييمًا لأبرز التحديات والمخاطر التي تواجهه، وراجع أداء الاقتصاد الوطني، والتوقعات للنصف الثاني من العام الجاري، بالإضافة إلى العام القادم (2026م)، مبرزًا التقدم الإيجابي الملحوظ في نتائج سياسات التنويع الاقتصادي ضمن رؤية السعودية (2030)، الذي يعكسه استمرار نمو اقتصاد المملكة للربع الرابع على التوالي، بدعم من مرونة الأنشطة غير النفطية، وارتفاع مؤشر مديري المشتريات إلى أعلى مستوى له في 3 أشهر.
وناقش المجلس التقرير الربعي لأداء برامج تحقيق رؤية السعودية (2030) والإستراتيجيات الوطنية للربع الأول من العام الجاري، المقدم من مكتب الإدارة الإستراتيجية بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي استعرض أداء البرامج التنفيذية لتحقيق رؤية السعودية (2030)، وحالة الإنجاز في تحقيق الأهداف الإستراتيجية، ومستويات التنفيذ خلال الفترة المحددة، إلى جانب تقييم الإستراتيجيات الوطنية والقطاعية، وأبرز إنجازاتها، ونظرة على الجهود القائمة والتطلعات المستقبلية، مما يضمن تواصل مسيرة التنفيذ واستمرار التقدم على صعيد محاور الرؤية الثلاثة: (مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح).
كما تناول المجلس تقرير أداء الأجهزة العامة للربع الأول من العام الجاري، والمقدم من المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة “أداء”، والجهود المبذولة في مجالات دعم وتمكين الوزارات والأجهزة الحكومية لتحقيق مستهدفاتها، وما أثمر عن تلك الجهود من تحسنٍ في أداء مؤشرات الأجهزة العامة في تحقيق مستهدفاتها، كما تضمن التقرير تحليلًا لأداء الإستراتيجات الوطنية والقطاعية، والتطلعات والخطوات المستقبلية.
وفي إطار متابعة مستوى إنجاز الأجهزة الحكومية للمهمات والتكليفات المسندة إليها، تابع المجلس نتائج تقرير مكتب إدارة المشروعات بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، حيال متابعة القرارات والتوصيات الصادرة عن المجلس خلال الربع الثاني من العام الجاري، وما احتوى عليه من تفصيل لمخرجاته، وحالة تلك المخرجات لدى الجهات الممثلة في المجلس، وإحصائيات لمستويات الإنجاز.
ونظر المجلس في عددٍ من الموضوعات والعروض الإجرائية المدرجة على جدول أعماله، من بينها ما يتعلق بالترتيبات التنظيمية للجنة الفعاليات، والهيكل والدليل التنظيمي لوزارة الاقتصاد والتخطيط، وإستراتيجية تطوير منطقة عسير.
كما اطلع المجلس على تقرير لجنة دراسة تحسين الإجراءات وتسريعها لطرح المشاريع الرأسمالية لجميع الجهات، والملخص التنفيذي الربعي لنشرة الناتج المحلي الإجمالي والحسابات القومية، وملخصين عن التقريرين الشهريين للرقم القياسي لأسعار المستهلك وأسعار الجملة.
وقد اتخذ المجلس حيال تلك الموضوعات القرارات والتوصيات اللازمة.

مقالات مشابهة

  • محامون من أجل العدالة: السلطة صعدت الاعتقالات السياسية بالضفة
  • تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا
  • الصمود السيبراني .. درع المؤسسات في مواجهة الهجمات الرقمية
  • مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يعقد اجتماعًا عبر الاتصال المرئي
  • مفوضية الانتخابات:قرعة أرقام التحالفات والأحزاب السياسية والمرشحين مطلع الشهر المقبل
  • تكامل القطاع الخاص والحكومة .. شراكة وطنية لتعزيز الصمود الاقتصادي في مواجهة العدوان
  • الاستثمار في اليمن .. ركيزة الصمود وبوابة التحرر في ظل المسيرة القرآنية
  • تركيا.. حزب أردوغان يتصدر استطلاعا للرأي بعد تراجع لأشهر
  • الرئيس السيسي: أوجه نداء للرئيس الأمريكي وتقديري أنه قادر على إيقاف الحرب وإنهاء المعاناة بغزة
  • مشاهد فاخرة وزعماء قبائل.. زفاف رئيس شباب العدالة والتنمية يلفت الأنظار