أردوغان قادر على الصمود رغم تراجع حزبه في الانتخابات البلدية
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
احتفل معارضو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالهزيمة التي مُني بها حزبه في الانتخابات البلدية الأحد وكأنهم أطاحوا به، إلا أن أردوغان ما زال أمامه 4 سنوات في الحكم.
وشكّلت الانتخابات الأخيرة "انتكاسة" نادرة بالنسبة لأردوغان الذي يتولى السلطة منذ 21 عاما، وأعيد انتخابه في مايو/أيار الماضي بـ52% من الأصوات، وإن تم ذلك بعدما اضطر لأول مرة لخوض جولة ثانية.
وكرّس الرئيس جزءا كبيرا من جهوده لحملة الانتخابات البلدية على أمل استعادة إسطنبول، وهو أمر لم يتحقق في نهاية المطاف، مما دفع الناخبين لربط إخفاقات الحزب الحاكم بأردوغان نفسه.
لم يعد حزب العدالة والتنمية يسيطر على أي من كبرى المدن التركية، بل خسر ولايات وبلديات كان يعتبرها معاقل منيعة في الماضي لصالح حزب الشعب الجمهوري.
لكن الخبير في العلوم السياسية لدى جامعة أكسفورد ديميتار بيشيف يرى أن أردوغان "سيتمكن من التأقلم (مع الوضع)، باعتباره سياسيا محنّكا"، مشيرا إلى أن "التعايش مع رؤساء البلديات هو أمر تم اختباره بالفعل".
وتوقع بعض المراقبين قبل الأوان هزيمته السياسية عندما خسر حزب العدالة والتنمية رئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة في 2019.
وقال أردوغان نفسه مساء الأحد "سنتعاون مع رؤساء البلديات الذين فازوا"، داعيا معسكره إلى ممارسة "النقد الذاتي".
وبسيطرته على 265 مقعدا، ما زال حزب العدالة والتنمية الكتلة الأقوى في البرلمان المكون من 598 مقعدا، ويرفع تحالفه مع حزب الحركة القومية عدد مقاعده في البرلمان إلى 314.
لكن ثمة حدودا لهيمنة الأغلبية، إذ إن الكتلة لا تملك -على سبيل المثال- العدد الكافي لتعديل الدستور.
ويرجح الخبير السياسي التركي أحمد إنسل أن يؤدي أردوغان في الوقت الحالي دور رجل الدولة الذي يقيم علاقات دولية، إذ يتوقع أن يزور البيت الأبيض في التاسع من مايو/أيار المقبل.
وقال بيرم بلشي من معهد العلوم السياسية في باريس "سيكون بإمكانه المحافظة على سير الأمور حتى العام 2028، لكنها ستكون مهددة بعد ذلك. سيكون هناك على الأرجح انتقال للسلطة" إلى المعارضة، مضيفا أنه "من دون أردوغان، لا يملك حزب العدالة والتنمية الكثير".
في المقابل، وفي منطقة غير مستقرة بين أوروبا والشرق الأوسط، "هناك كثير من الأمور التي يمكن أن تحدث في سوريا أو العراق أو روسيا" خلال الأعوام المقبلة "بما في ذلك ما يخص الوضع الأمني الداخلي".
وقال إنسل إن أردوغان تبنّى نبرة متشددة ليل الأحد، محذرا من أنه "لن يقبل بإقامة دولة إرهابية على الحدود الجنوبية" لتركيا.
وأضاف أن أردوغان "قد يراهن على المشاعر الوطنية والمعركة المهمة ضد الإرهاب، والتي سيصعب على حزب الشعب الجمهوري معارضتها".
وقصف سلاح الطيران التركي -يوم الاثنين- مواقع لـحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث تصنف أنقرة والدول الغربية الحليفة الحزب منظمة إرهابية، الامر الذي أعلنته بغداد أخيرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات حزب العدالة والتنمیة
إقرأ أيضاً:
تنسيقية العمل المشترك تطلق قافلة الصمود من تونس نحو غزة
أعلنت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين بتونس، عن إطلاق قافلة تضامنية برية تحت اسم "قافلة الصمود" تجاه قطاع غزة، في خطوة رمزية وشعبية تهدف إلى كسر الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ ما يزيد عن 18 عامًا، خاصة في ظل الحرب المستمرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأكدت التنسيقية، في بيان رسمي أن القافلة تمثل ردًا شعبيًا تونسيا جامعا على "جرائم الإبادة الصهيونية المستمرة في غزة"، مشيرة إلى أن القافلة تمثل "رسالة وفاء للحق الفلسطيني، وتعبيرًا عن دعم غير مشروط لصمود الشعب الفلسطيني، ومطالبة برفع الحصار فورًا".
وأضاف البيان أن الوضع الإنساني في القطاع "بلغ مستوى كارثيا"، موضحا أن أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون بلا دواء، ولا غذاء، ولا كهرباء، ولا مياه صالحة للشرب، وهو ما يجعل الحياة اليومية معاناة دائمة تنذر بالموت البطيء.
وأضاف البيان أن القافلة الشعبية مدعومة من كبرى المنظمات الوطنية، حيث تشارك في تنظيم القافلة وقيادتها مجموعة من أبرز مكونات المجتمع المدني التونسي، في مقدمتها: "الاتحاد العام التونسي للشغل- النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين- الهيئة الوطنية للمحامين بتونس- الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان- المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية- عمادة الأطباء التونسيين- الجمعية التونسية للمحامين الشبان- المنظمة التونسية للأطباء الشبان- جمعية المليون ريفية والبدون أرض- الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع"
وقالت المنظمات في بيان مشترك إن القافلة تمثل تحركًا شعبيًا جماعيًا لإدانة الاحتلال الإسرائيلي، والتأكيد على أن "التضامن الفعلي هو جزء لا يتجزأ من المقاومة".
ودعت تنسيقية العمل المشترك السلطات التونسية والدول المجاورة إلى تسهيل مرور القافلة عبر الأراضي العربية، وتوفير الغطاء السياسي واللوجستي لإنجاح المبادرة، محذرة من "صمت رسمي عربي ودولي" تجاه ما يجري في غزة، واصفة إياه بـ"العار الأخلاقي والإنساني".
الجدير بالذكر أن إطلاق القافلة يأتي في وقت تشير فيه تقارير أممية إلى أن سكان غزة يواجهون أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث، ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، فإن 100 بالمئة من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في حين أن أكثر من نصف سكان غزة باتوا يعيشون دون مأوى بعد تدمير منازلهم.
كما وثقت منظمة الصحة العالمية انهيار النظام الصحي بالكامل، حيث توقفت أكثر من 70 بالمئة من مستشفيات غزة عن العمل بسبب القصف ونفاد الوقود.
في كانون الثاني/ يناير 2025، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارًا اعتبرت فيه أن هناك "أسسًا معقولة" تشير إلى ارتكاب "إسرائيل" جرائم إبادة جماعية في غزة، وأمرت باتخاذ إجراءات فورية لمنع استمرار تلك الانتهاكات.