بوابة الوفد:
2025-07-06@06:42:39 GMT

بين إيلات ودمشق.. سوريا الجريحة

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

لم يمر سوى 6 ساعات على استهداف مسيرات المقاومة العراقية القاعدة البحرية الإسرائيلية فى إيلات حتى جاء رد إسرائيل فى هجوم غير مسبوق كاسرًا قواعد الاشتباك المعروفة، وحرب «الظل» بين محور المقاومة «الممانعة» وإسرائيل منذ 7 أكتوبر، بضرب القنصلية الإيرانية بالعاصمة دمشق وفى أرقى أحيائها «المِزّة» ومقتل العميد محمد رضا زاهدى ثانى أهم جنرال بفيلق القدس بعد اغتيال قاسم سليمانى مطلع 2020.


زاهدى، صيد ثمين لإسرائيل فهو العقل المدبر للحرس الثورى بسوريا ولبنان، ولعب دورًا رئيسيًا فى توسيع أنشطة «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» فى لبنان، وهمزة الوصل بين حزب الله اللبنانى والمخابرات السورية.
إيلات ودمشق يتشابهان فى كون كل طرف تخطى قواعد الاشتباك، لأول مرة تتعرض إسرائيل للحرج بضرب قاعدة عسكرية وأحد الموانى المهمة اقتصاديا وسياحيًا وعسكريا، وهى رمزية وجدت فيها إسرائيل إهانة تستدعى الرد، والتجاهل يشجع الفصائل الإيرانية فى لبنان وسوريا والعراق واليمن لزيادة الضربات وتأثيرها وردود أفعالها فى الشارع الإسرائيلى الذى يغلى بفعل نتنياهو!
الرد على ضرب إيلات وبعد سويعات له دلالة، أن سوريا مكشوفة بمدنها وشوارعها وحواريها لإسرائيل كما هو الحال لكل دول المواجهة المناوئة لدولة الاحتلال، لدرجة تشعرك أن الموساد يحفظ خبايا هذه المناطق وقد يعرفها أكثر من تل أبيب وحيفا وإيلات لعاملين رئيسيين، نجاح المخابرات الإسرائيلية فى تكوين شبكات تجسس عنقودية تمدها بمعلومات على مدار الساعة، ومن تحليل الضربات وتوقيتها ودقتها ينكشف أن هناك اختراقا لدوائر ضيقة وقريبة من أصحاب القرار فى مختلف المؤسسات وخاصة الحساسة بدول محور المقاومة، وساعد إسرائيل التقنيات الفائقة «مخابراتية وعسكرية» وخاصة فى الطائرات المحملة بصواريخ «ذكية» وكاميرات تساعد فى دقة التصويب والتأثير والانفجار، مع تلافى الأخطاء وتلاشى لبس أو غموض، بفضل حليفتها أمريكا.
ويزيد من النجاح التفاوت والفجوة فى القدرات والإمكانيات بين إسرائيل ودول المواجهة تتسع لأسباب عدة يتسع المجال هنا لذكرها.
إسرائيل تسعى لاستدراج إيران لحرب مفتوحة مع أمريكا، حتى لا تكون وحيدة فى حربها للقضاء على دولة قريبة من القنبلة النووية، وضعف إيران وعدم ردها يشجع إسرائيل، ومنذ مقتل قاسم سليمانى وبعده عالم الذرة فخرى زادة تُردد «سنرد فى الوقت والمكان المناسبين»، ولم يظهر بعد فجر الزمان ولا مكان موقعة الثأر!
إيران زاد موقفها صعوبة مقارنة بما قبل طوفان الأقصى، بعد أن استنزفت إسرائيل حزب الله عتادا وجنودا ومقتل خبراء إيرانيين، وتراجع قوة حماس، وإيران تفتقر لأسطول طيران حديث، فالطائرات تعود لفترة السبيعينيات، ومُسيراتها وصواريخ الباليستية لن تصمد كثيرا أمام الأذرع الطويلة، وضرب مواقع إيرانية «حساسة» تعطلها وتعيدها للوراء قرونا!
فرق بين سوريا -عندما زرتها قبل أن يتكالب عليها المستعمرون- وسوريا اليوم الممزقة والجريحة، راهنت على إيران فى استعادة الأمن وأرض الجولان المغتصبة وهو رهان خاسر، قد يخرج المستعمر الأمريكى والتركى والروسى الذين تقاسموا أراضيها الجميلة ومن الصعب زحزحة إيران التى سحقت الشعب واستعمرت الأرض ورسخت ثقافتها وفلسفتها وباتت سوريا محافظة من المحافظات الإيرانية!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل مسيرات المقاومة العراقية البحرية الإسرائيلية محور المقاومة الممانعة جنرال

إقرأ أيضاً:

إيران تتوعد إسرائيل: أعدينا خطة لشل عدونا في أي حرب مستقبلية

في ظل تصاعد التوتر، توعدت إيران بالرد القاسي على أي عدوان مستقبلي، بينما أكدت إسرائيل أنها تعمل على خطة استراتيجية لمنع تهديدات إيران النووية، في ظل تهدئة هشة بعد انتهاء حرب جوية استمرت 12 يوماً بوساطة أمريكية. اعلان

في تصعيدٍ خطابي يعكس استمرار التوترات بين إيران وإسرائيل، جدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، اليوم السبت، وعده بالرد القاسي على أي عدوان جديد يستهدف بلاده.

وقال موسوي في تصريح نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية:"وضعنا خطة لجعل العدو بائساً ومشلولاً وفقاً للأمر الأول لقائد الثورة الإسلامية، وإذا هاجم إيران مرة أخرى، فسيشهد ما سنفعله، وفي هذه الحالة، ربما لن تتمكن الولايات المتحدة من إنقاذ نتنياهو".

وجاءت تصريحات موسوي ضمن تقييم شامل لما وصفه بـ"المخططات المعادية التي تمتد عبر 15 عاماً"، مشيراً إلى أن الدول المعادية عملت على تنظيم المتسللين والجواسيس داخل إيران، ودربتهم كجزء من استراتيجية الحرب النفسية والميدانية.

وأضاف، "لكنهم أخطأوا في حساباتهم فيما يتعلق بقائد الثورة الإسلامية والشعب والقدرة القتالية للقوات المسلحة في بلدنا"، مؤكداً أن الشعب الإيراني انتصر على محاولات زعزعة الاستقرار.

واعتبر موسوي أن القضية النووية كانت مجرد ذريعة لشن العدوان على إيران، وأن الهدف الحقيقي كان "القضاء على النظام الإسلامي خلال 48 ساعة إلى أسبوع"، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل بفضل صمود الشعب والدولة.

Relatedغموض ما بعد الهدنة: إيران تُشكّك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النارالرئيس الإيراني يصادق على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية80 ألف شركة مهددة بالإغلاق.. كيف أثقلت المواجهة مع إيران كاهل الشركات الصغيرة في إسرائيل؟

على الجانب الآخر، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش الإسرائيلي يعمل على وضع خطة شاملة لضمان عدم قدرة إيران على التهديد العسكري المباشر في المستقبل.

وقال كاتس في بيان رسمي: "سنضع خطة لضمان ألا تهدد إيران إسرائيل بعد الآن"، مشدداً على ضرورة تعزيز الجاهزية الاستخباراتية والعملانية، وتحقيق "التفوق الجوي الكامل على طهران".

تأتي تصريحات كاتس عقب انتهاء الحرب الجوية بين البلدين التي استمرت 12 يوماً في يونيو الماضي، والتي أدت إلى تدمير مواقع متعددة في إيران وإسرائيل.

واتفق الطرفان، بوساطة أمريكية، على وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 24 يونيو الماضي، أنهى الأعمال القتالية المباشرة، لكن لم يُحلِّ الإشكاليات الجوهرية بين البلدين.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • المزارعون في سوريا يستعدون لموسم حصاد كارثي بسبب إسرائيل
  • إيران تتوعد إسرائيل: أعدينا خطة لشل عدونا في أي حرب مستقبلية
  • إيران تخاطب الصحة العالمية بشأن استهداف إسرائيل لمراكز طبية
  • قاسم: الدفاع لا يحتاج إلى إذن ويجب مقاومة إسرائيل لإخراجها من لبنان
  • الخارجية الإيرانية: العار الأبدي لكل من يدعم إسرائيل أو يبرر جرائمها
  • حبل مشدود بين بغداد ودمشق.. السوداني يناور النفوذ الإيراني والمجهر التركي
  • إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟
  • سوريا: مستعدون للعودة إلى اتفاق 1974 مع إسرائيل
  • لماذا أصبح تحقيق أهداف إسرائيل التكتيكية أصعب في غزة؟
  • إسرائيل حاولت ضرب ساعة يوم القيامة الإيرانية لكن الوقت لم يسعفها