لماذا يواصل الاحتلال عدوانه على غزة رغم وقف الحرب مع إيران؟
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا تناولت فيه وصفة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة لوقف الحرب في غزة، وقالت إن السلام يبدو بالنسبة له سهلا، كما بدا في إعلانه على منصات التواصل الإجتماعي في الأول من تموز/يوليو، وهو أن الاحتلال الإسرائيلي وافق على "الشروط الضرورية" لوقف إطلاق النار في غزة.
ومع ذلك، فقد ثبت مرارا وتكرارا أن إنهاء الحرب في غزة ليس بالأمر السهل.
وتقدم المجلة مقارنة غريبة لساعة الحرب الإسرائيلية، فقد استمرت حرب إسرائيل في إيران 12 يوما؛ واستغرق حربها على حزب الله، ثمانية أسابيع على الأرض. لكن في غزة، لا تستطيع الحكومة الإسرائيلية حتى تحديد شكل نهاية الحرب. ربما تكون مجرد حلقة أخرى في صراع بين اليهود والفلسطينيين عمره أكثر من قرن ولن ينتهي بوقف إطلاق النار، كما تقول.
وربما تكون هذه المرة مختلفة، ويقول مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "متفائل".
ويزعم قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه حقق تقريبا أهدافه من الحرب في غزة. ومع ذلك يعارض حلفاء رئيس الوزراء من اليمين المتطرف بشدة إنهاء الحرب، لكن زعيم المعارضة، يائير لابيد، وعد بدعم وقف إطلاق النار.
وسيتوجه نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء دونالد ترامب، الذي أوضح أنه يتوقع انتهاء الحرب التي تتواصل على الأرض.
ويسيطر الجيش الإسرائيلي على معظم القطاع وأصدر أوامر أخلاء لسكان مدينة غزة تحضيرا لهجمات جديدة، ويرتفع عدد الشهداء بدون توقف، فقد قتلأ كثر من 500 فلسطينيا أثناء محاولتهم جمع الطعام من مراكز المساعدات المثيرة للجدل التي أنشأها الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتحمل قواتها مسؤولية معظم الوفيات.
وتساءلت الصحيفة عن سبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي القتال في غزة، في حين أنها تمكنت من إنهاء حروبها ضد إيران وحزب الله بسرعة؟ وتجيب أن هذين العدوين شكلا تحديات فريدة.
فقد امتلكت إيران آلاف الصواريخ الباليستية القادرة على ضرب إسرائيل. وامتلك حزب الله أسلحة زودته بها إيران ودرب مقاتلين، وسيطر على جزء كبير من لبنان وأجزاء من سوريا.
لكن الحكومة الإسرائيلية كانت لديها أهداف واضحة وقابلة للتحقيق في إيران ولبنان. فقد سعت إلى سحق الطموحات النووية للجمهورية الإسلامية، وإنهاء الوجود العسكري لحزب الله على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
وباستخدام الذخائر الموجهة والمعلومات الاستخباراتية التي قدمها جواسيس في مواقع جيدة، تمكنت إسرائيل من تحقيق أهدافها في حملات قصيرة نسبيا.
وعندمت شن الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، كانت لديه أيضا أهداف واضحة: إنهاء حكم حماس وتدمير قدراتها العسكرية وإنقاذ 250 أسيرا، ومنذ ذلك الحين دمّر القطاع، وقتل أكثر من 55 ألف فلسطيني، لكن في المقابل يشير الوضع الحالي إلى أن "حماس" تسيطر على أجزاء من القطاع، ولدى جناحها العسكري كتائب القسام، شباب مستعدون للقتال.
وبحسب التقرير، فإن قلة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أنه يمكن تحقيق المزيد في غزة بالوسائل العسكرية. فقد نشر الاحتلال خمس فرق عسكرية هناك.
يقول أحد الضباط: "نحن ننتظر بشكل أساسي لمعرفة ما إذا كان هناك وقف لإطلاق النار" و"لا يوجد أي تقدم على الأرض تقريبا".
ويريد معظم الإسرائيليين وقف إطلاق النار. فقط أقلية فقط تعتقد أن القضاء على حماس، بإخلاء غزة من سكانها وترك القوات الإسرائيلية فيها، أمر قابل للتطبيق أو مرغوب فيه. لكن من الذين يحافظون على منصب نتنياهو هم من يعتقدون بتحقيق هذه الأهداف.
ومقارنة مع حزب الله وإيران، فقرار إسرائيل مواصلة قصف غزة، يتجاوز التكتيكات العسكرية والحسابات السياسية.
وتقول أور رابينوفيتش من الجامعة العبرية: "لأكثر من نصف قرن، عجزت إسرائيل عن تحديد استراتيجية وطنية.
هل تسعى في نهاية المطاف إلى اتفاقيات دبلوماسية أم أنها تسعى إلى تحقيق هدفها المسياني المتمثل في أرض إسرائيل الكبرى؟"، وتضيف أن حروب إسرائيل مع إيران وحزب الله كانت "حملات تقليدية لمكافحة انتشار الأسلحة"، "حيث يكون الهدف هو إضعاف قدرات عدوك وإجباره على قبول معاهدة للحد من التسلح من خلال الدبلوماسية"، أما في غزة، يخوض رئيس الوزراء وحلفاؤه المتدينون المتشددون "حربا مسيانية تتجاوز أي استراتيجية براغماتية".
ويقول المؤرخ توم سيغيف إن إسرائيل تمكنت من إبرام معاهدات سلام مع مصر والأردن لأن تلك الخلافات كانت مسألة اتفاق على ترسيم الحدود، وربما يكون هذا السلام ممكنا مع إيران: "لكن مع الفلسطينيين، تواجه إسرائيل صراعا يتعلق بجذور الهوية الوطنية لكل جانب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال إيران إيران تل أبيب الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا أصبح تحقيق أهداف إسرائيل التكتيكية أصعب في غزة؟
ترتفع وتيرة وحدة المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة إلى محاور مختلفة في قطاع غزة بناءً على وقع مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وكبدت فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس -الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي– جيش الاحتلال خسائر كبيرة على الصعيدين البشري والمادي في شمال قطاع غزة وجنوبها خلال الأسابيع الأخيرة.
وتأكيدا على ذلك، قال مسؤول عسكري إسرائيلي لشبكة "سي إن إن" إن تحقيق الأهداف التكتيكية في غزة صار "أصعب الآن"، وأقر في الوقت نفسه أن "إسرائيل لم تحقق جميع أهدافها الحربية بالكامل".
ومنذ بداية الحرب على غزة، رفعت إسرائيل شعار "النصر المطلق" وضرورة تحقيق أهداف الحرب، وهي: القضاء على قدرات المقاومة الفلسطينية وبنيتها التحتية، وإنهاء حكم حركة حماس، واستعادة الأسرى المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مستقبليا.
ويتفق الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي مع تصريحات هذا المسؤول الإسرائيلي، وأرجع ذلك إلى أسباب عدة:
الطبيعة الحضرية للمناطق المبنية، فهي مكتظة سكانيا، مما يعيق تحقيق الأهداف التكتيكية لصعوبة التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. آلية عمل فصائل المقاومة، إذ قد ينفذ مقاتلان عملية عسكرية نوعية، فالأمر لا يحتاج أعدادا كبيرا، مما يصعب الوصول إلى هذه الأهداف والتخلص منها. طبيعة المنطقة الجغرافية ووجود الأنفاق يصعب على قوات الاحتلال الوصول لأهداف مهمة. العمل في بيئة حضرية تحتوي على أنقاض أصعب بكثير من العمل في بيئة حضرية طبيعية. الكفاءة القتالية لفصائل المقاومة تختلف عن قوات الاحتلال في إمكانية التصدي والتنقل داخل هذه المناطق.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت كتائب القسام استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع -أمس الأربعاء- في شارع المجمع الإسلامي بمدينة خان يونس (جنوبي القطاع)، مؤكدة اشتعال النيران فيها وهبوط الطيران للإخلاء.
إعلانكما أعلنت سرايا القدس تدمير دبابة ميركافا إسرائيلية وسط خان يونس، كاشفة أن العملية تمت بتفجير عبوتين من مخلفات الاحتلال عبر الهندسة العكسية.
كما أعلنت السرايا تفجير مقاتليها -أمس الأربعاء- جرافة إسرائيلية من نوع "دي 9" بعبوة كانت مزروعة سابقا أثناء توغلها في حي الشجاعية شرقي غزة.