سرايا - كشف مصدر مطلع أن القوة الأمنية التي اعتقلتها حماس بعد مرافقتها لشاحنات مساعدات من الهلال الأحمر المصري، تشكلت بعد اجتماع أمني "إسرائيلي" مع رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فرج، في مطلع شهر مارس/آذار الماضي في إحدى العواصم العربية، وبحضور رئيس مخابراتها.

وأكد المصدر أنه تم تكليف اللواء ماجد فرج بإدارة فرق لمرافقة شاحنات المساعدات إلى غزة، وذلك في إطار التمهيد لإيجاد بديل عن حركة حماس بعد انتهاء العدوان "الإسرائيلي"، وبغطاء من بعض الدول العربية.



وأضاف المصدر أن فرج قدم قائمة بمئات الأشخاص المقيمين في غزة للقيام بهذا الدور، على أن تتولى الدولة العربية المعنية تنسيق دور الفرق المشكلة لمرافقة المساعدات وتوزيعها.

وفي التفاصيل، بدأت الخطوة الأولى بتشكيل 10 فرق يتكون كل منها من 4 أشخاص، لمرافقة 10 شاحنات دخلت من معبر رفح، حيث اعتلى كل فريق إحدى الشاحنات لتسليم المساعدات إلى جمعية الهلال الأحمر في غزة.

غير أن المفاجأة التي لم يتوقعها المخططون هي الفوضى التي أحاطت بعملية التوزيع وتجمهر الناس لتسلمها، مما دفع عناصر القوة الأمنية إلى سحب أسلحتهم الشخصية من أجل ضبط الناس، وهو الأمر الذي أدى لانكشافهم لقوات أمن حكومة غزة، التي قامت باعتقالهم والتحقيق معهم. واعترف هؤلاء العناصر بأنهم يتبعون لماجد فرج، وأقروا بتفاصيل الخطة الموضوعة.

وأشار المصدر إلى أن حركة حماس أطلعت القوى الوطنية والإسلامية بمن فيهم ممثلو حركة فتح في اجتماع بغزة على تفاصيل ما جرى، حيث أجمع الكل على إدانة ذلك، ودعم الإجراءات التي اتخذت ضدهم.

وكان مسؤول أمني في وزارة الداخلية بقطاع غزة قال في وقت سابق إن رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطيني اللواء ماجد فرج وضع خطة أمنية لإدارة الوضع في قطاع غزة تستند إلى 3 مراحل، وفقا لما كشفته التحقيقات.

وكشف المسؤول الأمني أن المرحلة الأولى هي الأمن الغذائي تحت غطاء الهلال الأحمر الفلسطيني، والثانية تستهدف العشائر، والثالثة تتعلق بالأمن الشامل.

وأضاف أن الخطة حددت مقر الهلال الأحمر بمستشفى القدس مقرا للقوة الأمنية بحماية جوية "إسرائيلية".

وأشار إلى أن اللواء ماجد فرج كلّف فريقا من ضباط جهاز المخابرات الفلسطيني بمتابعة تنفيذ الخطة، وأن الضباط الذين كلفهم ماجد فرج، هم ناصر عدوي وسامي نسمان وشعبان الغرباوي وفايز أبو الهنود.

وأكد أن أفرادا من القوة كلفوا بجمع معلومات من مجمع الشفاء الطبي لصالح ماجد فرج، قبل أسبوعين من الاقتحام الأخير.

من جهتها قالت الجبهة الداخلية في قطاع غزة إن هدف هؤلاء كان إحداث حالة من البلبلة والفوضى في صفوف الجبهة الداخلية، وإنهم تسللوا بتأمين من جهاز الشاباك وجيش الاحتلال بعد اتفاق تم بين الطرفين في اجتماع لهما بإحدى العواصم العربية الأسبوع الماضي.

وشددت الجبهة الداخلية في قطاع غزة على أنه "سيتم الضرب بيد من حديد على كل مَن تسول له نفسه أن يلعب في مربع لا يخدم سوى الاحتلال، وقد أعذر من أنذر".

بالمقابل، نقلت وكالة وفا الفلسطينية عن مصدر رسمي فلسطيني قوله "إن بيان ما تسمى داخلية حماس بشأن دخول المساعدات إلى غزة أمس لا أساس له من الصحة".

وأضاف المصدر الرسمي "إننا سنستمر في تقديم كل ما يلزم لإغاثة شعبنا، ولن ننجر خلف حملات إعلامية مسعورة تغطي على معاناة شعبنا في قطاع غزة وما يتعرض له من قتل وتهجير وتجويع".

يذكر أن هيئة البث العبرية الرسمية (كان) قالت إن وزير الدفاع "الإسرائيلي" يوآف غالانت اقترح تولي رئيس مخابرات السلطة الفلسطينية ماجد فرج إدارة قطاع غزة مؤقتا بعد انتهاء الحرب.

الجزيرة
 
إقرأ أيضاً : "مقابلتي معه كانت مفجعة" .. مذيعة أمريكية "تفضح" جو بايدنإقرأ أيضاً : مرضى الكلى في غزة يموتون بسبب انعدام مقومات العلاج


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الهلال الأحمر فی قطاع غزة ماجد فرج

إقرأ أيضاً:

النصيرات 274.. وثائقي يكشف تفاصيل جديدة لمجزرة ارتكبت بوضح النهار

لكن خلف ستار الدقائق الأولى من ذلك النهار، كانت واحدة من أفظع المجازر ترتسم في الأفق، حين قرّر جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملية "تحرير" خاصة، انتهت بمذبحة حقيقية راح ضحيتها 274 مدنيا، معظمهم من النساء والأطفال.

يعيد الفيلم الوثائقي الذي يمكن متابعته من هذا الرابط "النصيرات 274.. مجزرة الرهائن" إنتاج تسلسل الجريمة بلقطات حصرية وشهادات دامغة، تُوثّق بدقة ما جرى في ذلك الصباح، ويتنقل العمل بين تفاصيل المشهد الميداني وأصوات الناجين، في سرد يعكس حجم الفاجعة التي تعرّض لها مخيم النصيرات.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مجزرة النصيرات بلسان شاهدة عيان: لن نغفر ولن ننسىlist 2 of 4مجزرة النصيرات.. فشل إستراتيجي يتدثر بالتهويل الإعلاميlist 3 of 4مشاهد قاسية لضحايا المجزرة الإسرائيلية في النصيراتlist 4 of 4ناجٍ من مجزرة النصيرات يروي تفاصيلهاend of list

ويستند الفيلم في تحقيقه الاستقصائي إلى تحليل المصادر المفتوحة، وبيانات الأقمار الصناعية، وتسجيلات صوتية مصوّرة من قلب الحدث، ليكشف الحقيقة الكاملة لعملية اقتحام نُفذت بتمويه مدني وغطاء كثيف من النار، وتركت وراءها رائحة دم لا تغيب.

في وضح النهار، وفي أكثر شوارع المخيم ازدحاما، ترجّلت مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيلية من شاحنة مدنية، كانت مموّهة بأغراض منزلية وأرقام فلسطينية، يرتدون ملابس شتوية في ذروة الحرّ، ويتحدثون العربية بطلاقة.

بدا المشهد للوهلة الأولى عاديا، أو متقنا إلى حدّ أنه خدع سكان الحي، لكن شيئا فشيئا تحوّل الهدوء إلى ذعر، إذ بدأ إطلاق النار العشوائي، وسقط أول الضحايا وسط السوق، قبل أن تتوالى الانفجارات ويبدأ الطيران الحربي في تنفيذ ضربات مركّزة.

شهادات مروعة

يحمل الفيلم شهادات مروّعة من ناجين كانوا هناك، توثق لحظات الاقتحام والإعدام الميداني، وصرخات الأطفال تحت الركام، ويصف أحد الشهود كيف شاهد القوات الإسرائيلية تعدم شابا أعزل أمام محلّه، وآخرين يُقتادون مكبّلي الأيدي قبل أن يُقتلوا بدم بارد.

وفي بيت الجمل، حيث تركزت العملية، تتداخل مشاهد الاقتحام مع روايات عن قتل أفراد الأسرة على مرأى من آبائهم وأمهاتهم، ويُظهر الفيلم أن العملية لم تكن محصورة بالاقتحام البري، بل كانت جزءا من عملية عسكرية موسعة تم الإعداد لها مسبقا.

إعلان

وشهدت العملية تنسيقا لوجستيا دقيقا مع القوات الأميركية، بحسب ما تشير إليه صور الميناء العائم المُنشأ حديثا ونشر منظومة دفاع جوي أميركية في الموقع، إضافة إلى تسجيل زيادة غير اعتيادية في حركة الاستطلاع الجوي الأميركي في الأسبوع الذي سبق المجزرة.

وبينما ركز الإعلام الإسرائيلي على "نجاح" العملية في استعادة 4 أسرى، يُسلّط الفيلم الضوء على ما جرى خلف هذا السرد الرسمي: قصف عشوائي استمر لـ4 ساعات، استهدف خلاله جيش الاحتلال بيوت المدنيين وممرات الإخلاء والأسواق وخيام النازحين.

وتُظهر المقاطع التي وثقها السكان لحظات سقوط صواريخ "هيل فاير" فوق منازلهم، ومشاهد لسيارات مدنية تحترق وأجساد ملقاة في الطرقات، بعضها لأطفال لم يتبقَّ منهم سوى أجزائهم.

رد القسام

وفي شهادة مفصلية ضمن الفيلم، يرد متحدث من كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- على الرواية الإسرائيلية الرسمية بأن الاحتلال أنقذ أسراه من أيدي المقاومة.

ويوضح كيف تحتفظ القسام بالأسرى رغم الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرضون له، وتضطر أحيانا لنقلهم حفاظا على سلامتهم، ويؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي دأب على استغلال تلك اللحظات من النقل لقتل أسراه، باستخدام الطيران أو الاستخبارات.

ويؤكد المتحدث أن العملية انتهت بقتل 3 أسرى إسرائيليين آخرين، بينهم مواطن أميركي، ويعزز ذلك ببيان صدر عن القسام أعلنت فيه أن الاحتلال قتل ضابط الشاباك تومير نمرودي، ورون شيرمان ونيك بيزر، إلى جانب 10 أسرى آخرين، في عمليات استهداف مباشرة رغم علمه بمكان وجودهم.

تكشف لحظة الانسحاب من موقع العملية، كما يوثقها الفيلم، عن اتساع المجزرة إلى مدى أبعد مما تسمح به قواعد الاشتباك، إذ استهدفت طائرات الاحتلال الممرات الضيقة في المخيم، وأطلقت النيران على المارة وكل من حاول المساعدة.

أحد الشهود يقول إنه شاهد طفلا يرتجف في ركن من الخيمة وآخر يحتمي في حضن والدته وثالثا تُرك لينزف حتى الموت دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منه، فيما أبيدت عائلات كاملة خلال دقائق، وبيوت سويت بالأرض بلا سابق إنذار.

إعدامات ميدانية

تتعدد المشاهد، وتتكرر المفارقة، جنود يُطلقون النار على طفل عمره 4 أشهر بعدما رُكّز عليه الليزر، وأحد الآباء يُضرب أمام عائلته، ثم يُهدَّد بإعدام أطفاله إن لم يعترف على سلاح لا يملكه، وآخر يعود إلى منزله ليجد ابنته الحامل وزوجته ووالدته وأخاه وأطفالهم تحت الركام، وقد فقدوا كل معالم أجسادهم.

وحين تنتهي المجزرة بعد 4 ساعات، يُسجَّل في مستشفى شهداء الأقصى على الفور وصول أكثر من 300 مصاب، بينهم أكثر من 140 بين طفل وامرأة، وجثث ممزقة، بعضها من البحر حيث فرّ كثيرون إلى الشاطئ.

يقول طبيب في المستشفى إن نوعية الإصابات تؤكد الاستخدام المفرط للذخيرة والانفجارات واسعة النطاق، ويصف ما شاهده بأنه "أقرب إلى مشهد كارثة جماعية".

ولا ينتهي الفيلم بسرد الكارثة فقط، بل يتتبع آثار المجزرة في ذاكرة من تبقى، وفي مشهد أخير، يقف أحد الآباء أمام الركام، ويقول بصوت متحشرج: "بديت أعزي الناس.. زوجتي، أولادي، بنتي وأولادها.. ما ضليش حدا"، ثم يضيف: "يا ريتني دخلت عند الأولاد، كانوا بيفطروا فلافل، مش أكثر.. الله يرحمهم".

إعلان

"النصيرات 274" شهادة توثيقية دامغة، ليست فقط على جريمة حرب مكتملة الأركان، بل على سقوط المنظومة الأخلاقية في رواية تحرّكها الحسابات السياسية، وتغطي على الحقيقة بدخان القصف.

3/7/2025-|آخر تحديث: 20:46 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • “حماس” تكشف استخدام العدو الصهيوني مراكز المساعدات في تجنيد متخابرين
  • النصيرات 274.. وثائقي يكشف تفاصيل جديدة لمجزرة ارتكبت بوضح النهار
  • تفاصيل جديدة حول المقترح الذي تدرسه حماس
  • مصدر مطلع يوضح تفاصيل المقترح الجديد حول غزة
  • يديعوت أحرونوت: ميليشيتان إضافيتان من فتح تعملان في غزة برعاية الجيش الإسرائيلي
  • يديعوت أحرونوت: ميليشياتان إضافيتان من فتح تعملان في غزة برعاية الجيش الإسرائيلي
  • يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس بشمال وجنوب قطاع غزة إضافة إلى مجموعات أبو الشباب التي تعمل برفح
  • بلايلي يتعرض للاعتقال بفرنسا ووالده يكشف تفاصيل القضية
  • وزارة الداخلية في غزة تُمهل ياسر أبو شباب 10 أيام لتسليم نفسه
  • مصدر مطلع: قطر قدمت اقتراحًا جديدًا لهدنة في غزة لمدة 60 يومًا