ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله -عز وجل- في السر والعلن ابتغاء مرضاته ورضوانه.
وقال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس: في هذه الآونَة الشَّريفَة من الزّمانِ أناخَتْ أُمَّتُنَا الإسلاميَّة مُنذُ بِضْعة أيام مَطَايَاهَا بَيْنَ يَدَي عَشْرٍ عَظِيمَةٍ، مُبَجَّلَة كَرِيمَةٍ، بِالخَيْرَاتِ جَمِيمَةٍ، وَبِالفَضَائِلِ عَمِيمَةٍ، تِلْكُم يا عِبادَ الله العَشْرُ الأواخِر مِن رمضان، سيِّدِ الشُّهور، يغشاكُم فيها بِرحمتِه الربُّ الغفور، وتَفيضُ أيَّامُها بالقُرُباتِ وَالسُّرُورِ، وَتُنِيرُ لَيَالِيهَا بِالآيَاتِ المَتْلُوَّاتِ وَالنُّورِ.


وبين فضيلته أنه من فضْلِ الموْلى الكريمِ سُبحانه على هذِه الأُمَّة المحمَّديَّة في هذه الأوْقاتِ الشَّريفات أنْ فضّلَها على غيرِها من الأمم السَّابقاتِ بليلة شريفة في قدْرِها، عظيمَة في أجْرِها، لا تُشابهُها في الفضْلِ والشَّرفِ والمكانة أي ليلة أخرى منْ ليالي الدَّهْر، وتَتَجلَّى هذه الَّليلة المُباركة ويسْطعُ نورُها في العشْر الأخيرة من ليالي رمضَان، وبِها تُباهي العشْرُ غيْرَها من الَّليالي وتُفاخِر، فهي غُرَّة هذِه الَّليالي وشامَتُها، إنّها ليلة القدْر التي أُنْزل فيها القرآن، وفيها تكتب الأرزاقُ والأقدارُ، والآجال، منْ لدُنِ الملكِ المُتعال، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَة الْقَدْرِ * لَيْلَة الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَة وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِي حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
وأضاف: اللَّيْلَة الَّتِي تَتَنَزَّلُ فِيهَا المَلاَئِكَة حَتَّى تَكُونَ أكثر فِي الأَرْضِ مِنْ عَدَدِ الحَصَى، إِنَّهَا اللَّيْلَة الَّتِي مَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَأَرْجَحُ الأَقْوَالِ – عباد الله – في وقْتِها أَنَّهَا فِي الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَأَنَّهَا تَنْتَقِلُ، وَأَرْجَى أَوْتَارِ العَشْرِ عِنْدَ الجَمْهُورِ لَيْلَة سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رحمه الله. غَيْرَ أَنَّ القَوْلَ بِتَنَقُّلِهَا بَيْنَ لَيَالِي أَوْتَارِ العَشْرِ هو القَوْلُ الرَّاجِحُ إن شاء الله، جَمْعًا بَيْنَ الأَخْبَارِ؛ فَيَنْبَغِي عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي هَذِه العَشْرِ كُلِّهَا، قَالَ أهل العِلْمِ: وَإِنَّمَا أَخْفَى اللَّه مَوْعِدَ هَذِه اللَّيْلَةِ؛ لِيَجْتَهِدَ العِبَادُ فِي العِبَادَةِ، وَكَيْلاَ يَتَّكِلُوا عَلَى فَضْلِهَا وَيُقَصِّرُوا فِي غَيْرِهَا، فَأَرَادَ مِنْهُمْ الجِدَّ فِي العَمَلِ أَبَدًا. إِنَّهَا عِبادَ الله، لَيْلَة تَجْرِي فِيهَا أَقْلاَمُ القَضَاءِ، بِإِسْعَادِ السُّعَدَاءِ، وَشَقَاءِ الأَشْقِيَاءِ: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:4]، فَتَحَرَّوْهَا عِبَادَ اللَّه فِي هَذِه اللَّيْلَتين الباقِيَتَيْن مِنَ الأوتارِ، لَعَلَّ اللَّه أَنْ يَمُنَّ عَلَيْكُمْ بِقيامهَا إيمانًا واحتِسابًا، فيَغْفِرُ لكم ما تقدّم من ذنوبِكم، ويُعْتِقَكُمْ مِنَ النَّارِ بِمَنِّه وَكَرَمِهِ، وَقَدْ وَرَدَ فِي السُّنَنِ عَنْ السيدة عَائِشَة -رضي الله عنْها- قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَي لَيْلَة هِي لَيْلَة القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: “قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُو تُحِبُّ العَفْو فَاعْفُ عَنِّي”، أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
إنه شهرٌ تَنـزَّلُ أملاك السّماء به إلى صَبِيـحتِه لم تُثْنِهَا العِلَلُ
فلَيْلة القدْرِ خيرٌ لو ظَفِرْتَ بها مِن ألفِ شهرٍ وأجْرٌ ما لَه مَثَلُ
الدُّنيا كُلّها كلَمْحة برقٍ أو غَمْضة عَين، فكيف بأيام وليالٍ معدودات! وكيْفَ بالثُّلُثِ الأخير منْها وما بقي منْه! فالوقْتُ قصيرٌ لا يحْتملُ التقْصير، وهذِه الأيام السَّعيداتُ والَّليالي المباركاتُ، قدْ ذَهَبَ جُلُّها وأسْناها، وبقي خَاتِمَتُها وأَرْجَاها، فاتَ مُعْظمُها، وبقي أعْظَمُها، وأكثر الشَّهرِ قدْ ذهبَ، وما بقي أغْلى من الذّهب، وَقَدْ فازَ وسَعِد – بإذنِ الله – من وُفِّق لِقِيامِها وعَمَلِ الصَّالِحاتِ فِيها والقُرُبات، ومَنْ تثاقَلَ وتَوانَى فَلْيبَادِر فيما بَقي، ولْيُحْيي ليله قائِمًا قانِتًا، راكِعًا ساجدًا، لَعَلّه أنْ يلْحق الرّكْبَ الأُلَى، ويفوزَ بالقَبول والرِّضا، فَفي الليل يحمد القومُ السُّرى.
ومضى إمام وخطيب المسجد الحرام قائلًا: إنّ الله عزّ وجلّ كتبَ على هذه الدُّنيا الزَّوالَ والفَناء، وَتِلْكَ سُنَّة الله فِي خَلْقِهِ، أيام تَنْقَضِي وَأَعْوَامٌ تَنْتَهِي إلى أَنْ يَرِثَ الله الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، وما هي إلاّ أيام قَليلة حتّى نوَدِّع ذَلِكُمُ المَوْسِمَ الكَرِيم، شَهْر رَمَضَانَ المُبَارَكَ، فَقَدْ قُوِّضَتْ خِيَامُهُ، وَتَصَرَّمَتْ أَيَّامُهُ، وَأَزِفَ رَحِيلُهُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ قَلِيلُهُ، وإنَّ قُلوبَ الصالحينَ ونُفوسهُم إلى هذا الشهرِ تَحِنُّ، ومِن أَلَمِ فِراقِه تَئِنُّ، وكيفَ لاَ؟! وقَد عاشُوا فِيه أجْملَ الأوقاتِ وأسْعَد الَّلحظاتِ؛ إذ تُسْكَبُ العبَراتُ، وتُرْفعُ الدعواتُ إلى ربِّ الأرضِ والسماوات، فتُنَزَّلُ الرَّحمات، وتُمْحى الخطايا وتُبَدَّلُ السَّيئاتُ حسَنات، وتُعْتقُ الرِّقابُ من النيران والدّركات، وتُرفَعُ الدَّرجاتُ في أعالي الجنّات؟ فكيفَ لاَ تَتأَلَّمُ قلوبُ المُحبِّينَ الْوالهين على فِراقِهِ. وقال فضيلته: إِنَّ رَبَّكُمُ الجوادُ الكريم، يُفِيضُ مِنْ جُودِه وَكَرَمِه عَلَى عِبَادِه الصّائمين القائِمين فِي خِتَامِ الشَّهْرِ، فَيُعْتِقُ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ بِمَنِّه وَكَرَمِه مِنَ النَّارِ؛ فَقَدْ وَرَدَ أَنَّ اللَّه يَغْفِرُ لِعِبَادِه الصَّائِمِينَ فِي آخِرِ لَيْلَة مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَعْظَمَ فَضْلَ اللَّه عَلَى خَلْقِه، وَمَا أَوْسَعَ رَحْمَتَه بِعِبَادِهِ؛ فأروا الله من أنْفُسِكم خيرًا، وطوبى ثمّ طوبى لِمَن اغتُفِرتْ زَلَّتُهُ، وتُقُبِّلتْ تَوبَتُه، وأُقِيلَتْ عَثْرَتُهُ، ويا بُؤسَ مُذْنبٍ لمْ تُغفر زلّتُه، ولم تُمْحَ جريرته، فقد رَغِمَ أنْفُه وعَظُمَ جُرْمُه، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ: «..رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْه رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ..» أخرجه الترمذي في السنن.
وأوضح فضيلته أَنَّ اللَّه شَرَعَ فِي خِتَامِ شَهْرِ رمضانَ المباركِ أعمالاً عَظِيمَة، تَسُدُّ الخَلَلَ، وَتَجْبُرُ النَّقْصَ، وَتُكَمِّلُ التَّقْصِيرَ، وَتَزِيدُ فِي الأَجْرِ وَالخَيْرِ.. ومِمّا شَرَعَ لَكُمْ في خِتامِ شهْركم زَكَاة الفِطْرِ شُكْرًا لِلَّه عَلَى التَّوْفِيقِ لِلصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَطُهْرَة لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْو وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَة لِلْمَسَاكِينِ، وَتَحْرِيكًا لِمَشَاعِرِ الأُخُوَّة وَالأُلْفَة بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ وَالفُقَرَاءِ، وَهِي صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ مِنْ بُرٍّ أو نَحْوِه مِنْ قُوتِ البَلَدِ كَالأرُزِّ وَنَحْوِهِ، وَيَجِبُ إِخْرَاجُهَا عَنْ الكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالحُرِّ وَالعَبْدِ، وَيُسْتَحَبُّ إِخْرَاجُهَا عَنِ الحَمْلِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يُخْرِجَهَا مَا بَيْنَ صَلاَة الفَجْرِ وَصَلاَة العِيدِ، وَإِنْ أَخْرَجَهَا قَبْلَ العِيدِ بِيَوْمٍ أو يَوْمَيْنِ فَلاَ حَرَجَ، وَالسُّنَّة أَنْ يُخْرِجَهَا طَعَامًا كَمَا هِي سُنَّة المُصْطَفَى صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ، فَاتَّقُوا اللَّه -عِبَادَ اللَّهِ- وَأَدُّوا زَكَاة الفِطْرِ طَيِّبَة بِهَا نُفُوسُكُمْ وَادْفَعُوهَا إلى مُسْتَحِقِّيهَا مِنَ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَنَحْوِهِمْ، وَرَاقِبُوا اللَّه فِيهَا وَقْتًا وَقَدْرًا وَنَوْعًا وَمَصْرِفًا.
واعْلموا – رحِمكمُ الله- أنَّ المولى تعالى شرَعَ لكمُ التكبيرَ عندَ إكمال العِدَّةِ، وشرعَ لكُم صلاة العيدِ ابتهاجًا بيومِ الجوائزِ السَّعيد، فَأَقْبِلوا على صلاتِكُم بكلِّ طيِّبٍ منَ الِّلباس وجَديد، وأظْهِروا نعْمة الله عليكُم بالإحسانِ والشُّكر، فالشُّكر بريدُ المزيد، واجْتهِدوا في دُعاء العزيزِ الحميد، واسألوه جلَّ جلالُه صلاحَ أحوال المسلمينَ وتوفيقهُم في أمور الدُّنيا والدين، إنّه جوادٌ مجيد.
ونوه فضيلة الشيخ السديس على ما وفَّقَ إليْه وُلاة الأمر ـ حفظهم الله ـ منْ رِعاية الحرمينِ الشَّريفين، وعلى ما نعِمَ به المُعْتمِرون والزَّائِرون، منْ أجْواءٍ إيمانِيّةٍ، وبيئَة تعبُّديَّة، يحُفُّها الأمن والأمانُ، والسّكينَة والاطْمِئنان، وسطَ منْظومة مُتكامِلة من الخدماتِ الجليلةِ، داعيًا الله -عز وجل- أن يجزي خادم الحرمينِ الشَّريفينِ وولي عهْدِه الأمين، ورِجالَ أمننا، والعاملين في خدمة الحرمين الشَّريفين خيْر الجزاءِ وأوْفاه، وأن يَتَقَبَّلَ الله من الجميع الصِيَامَ وَالقِيَامَ والزكاة، وأن يَخْتِمَ لَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ بِالرَّحْمَة وَالغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ.
* وفي المدينة المنورة أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان أن رمضان شهر عبادة وتوبة، شهر تقرب وأوبه، شهر رجوع، وإخلاص وخشوع، وسجود وركوع، شهر صيام وقيام، شهر بر وإحسان، وتلاوة للقرآن.. مشيرًا إلى تدارك ما بقي منه، والبدار بالتوبة والاستغفار.
وقال فضيلته: ألا وإن الأعمال بالخواتيم، فاجتهدوا فما هي إلا أيام معدودة، وساعات محدودة، ويذهب التعب والنصب، ويبقى الأجر إن شاء. ما هي إلا أيام يسيرة وتطوى صحفه، وتختم أعماله، فيا سعادة الفائزين، ويا ضيعة الخائبين، يا ويح المفرطين، ويا حسرة الخائبين، ويا مصيبة الغافلين. صعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المنبر فلمّا رقي عتبة قال: (آمين)، ثمّ رقي عتبة أخرى فقال: (آمين)، ثمّ رقي عتبة ثالثة فقال: (آمين)، ثمّ قال: “أتاني جبريل فقال: يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده اللّه، قلت: آمين، قال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده اللّه، قلت: آمين، فقال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين”. رواه ابن حبان.
وأضاف فضيلته: إنكم في أيام عظيمة، وأوقات فاضلة، فلا تضيعوها في القيل والقال، وفي الغفلة والكسل واللهو واللعب، ولا تضيعوها بالاشتغال بالجوالات ووسائل التواصل.. اغتنموا أوقاتكم، اغتنموها في الصلاة والذكر وقراءة القرآن، اغتنموها في التوبة والاستغفار والدعاء والابتهال.
وأوضح أن طرق الخيرات كثيرة، وأن أبوابها مفتوحة، فأين الداخلون، فخذوا عباد الله من كل طاعة بنصيب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وبيّن فضيلته أن للعبادة المقبولة أثرًا في الإيمان، فأثرها في القلب والجنان، إصلاح النية، وتزكية النفوس والتقوى، والإخلاص والخشوع لله الأعلى. وأثرها في الجوارح والأركان الكف عن المعاصي والمحرمات، والمثابرة على فعل الخير والطاعات، وقد قال تعالى عن الصلاة، {إِنَّ الصَّلَاة تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ}، وقال عن الصوم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؛ فراقبوا الله في أعمالكم، فإن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، ورب صائم ليس له من صيامه إلا العطش والجوع والنصب، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب، نسأل الله السلامة والعافية.
وأشار إلى أن من علامات قبول الأعمال تغير الأحوال إلى أحسن حال، والاستقامة على صالح الأعمال، والتوبة إلى الله -عز وجل-، فأروا الله من أنفسكم خيرًا.
وأوضح فضيلته أن في العشر الأواخر ليلة خيرًا من ألف شهر، تنزل فيها الرحمات، وتستجاب فيها الدعوات، وتكفر الخطيئات، وتغفر الزلات، من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، وفيها تكتب المقادير، ويفرق كل أمر حكيم، فاحرصوا على قيامها، واجتهدوا في تحريها، وجدوا في طلبها، وتضرعوا إلى الله فيها، وحري بمن التمسها أن لا يخيب، والله ذو الفضل العظيم، وهي تلتمس في سائر ليالي العشر، خاصة في الوتر منها، وما بقي منها القليل.
واختتم الخطبة بقوله: قد شرع الله في ختام هذا الشهر الكريم زكاة الفطر، فتجب على كل مسلم تلزمه مؤنة نفسه إذا فضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، وتلزم الذكر والأنثى والصغير والكبير، وعلى الغني والفقير، يخرجها المسلم عن نفسه وعن من تلزمه نفقته. مبينًا أن المستحق لزكاة الفطر هو المستحق لزكاة المال، ومقدارها صاع من بر أو تمر أو شعير أو زبيب أو قمح أو أقط، أو ما يقوم مقام ذلك من قوت أهل البلد كالأرز والحنطة.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فضیلته أ ر م ض ان ی ل ة ال الله من الع ش ر هذه ال ما بقی الله ف ا الله

إقرأ أيضاً:

الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب للرزق

الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب للرزق من الأمور المستحبة، ويعتبر الدعاء في تلك الساعة مستجاب وعندما يقوم المسلم بالتوجه لله سبحانه وتعالى والدعاء يوم الجمعة قبل المغرب يشعر بثقة عالية من داخله بأن الله سوف يستجيب دعاؤه وأنه قام باختيار الوقت المناسب لطلب ما يريد من الله سبحانه وتعالى فنجد بأن الكثير يقوم بطلب الرزق سواء كان هذا الرزق من مال أو أبناء أو حب من الناس.

اقرأ ايضاًدعاء يوم الجمعة 

ومن الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم قبل المغرب: اللهم ارزقه ما يريد وأرزق قلبه ما يريد واجعله لك كما تريد اللهم قدر له ذلك قبل أن تأذن شمس الجمعة بالمغيب، أسعدك الله بساعات هذا اليوم المبارك ووسع عليك رزقك والهمك ذكره وأجاب دعوتك وزادك من فضله وحفظ دينك وأيدك بنصره ورضي عنك وأرضاك من حبه وعن النار أبعدك وأدخلك جنته وللخير أرشدك وكفاك نقمته.

الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب للرزق اللهم إن هذا يوم الجمعة وأنها آخر لحظات في نهار هذا اليوم المبارك ونحن عبيدك يا لله فلا تدع هذا اليوم يمر الا وانت راضي عنا فيه يارب العالمين اللهم اجعل هذا اليوم شافع لنا يوم نلقاك فيه اللهم انت الحق وقولك حق والجنة حق والنار حق لا اله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين.  اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركاً فيه اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم لك الحمد عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك اللهم لك الحمد حتى ترضى. اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركاً فيه اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون صدق الله العظيم.  اللهم إني أسألك أن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض. اللهم أجعل لنا في هذا الوقت من الجمعة خير وبركة وارزقنا إجابة الدعاء. 

هل دعاء يوم الجمعة قبل المغرب مستجاب؟

الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب مستجاب، وفي هذه الساعة تفتح أبواب السماء ويستحب فيه للدعاء، ودعاء يوم الجمعة قبل المغرب: اللّهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك الحمد عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك، اللّهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد على الرضى.

هل تجوز الصلاة قبل المغرب يوم الجمعة؟

الصلاة قبل المغرب يوم الجمعة تكره فيه الصلاة، منوها أن من الأوقات التي تكره فيها الصلاة، الصلاة تطوعا بلا سبب بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس.

دعاء ما بعد عصر الجمعة

يا الله، يا رب، يا رحمن، يا رحيم، يا ودود ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب يا معبود. اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي. وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيبًا. وإلى كل خير سبيلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

ما هي ساعة الجمعة التي يستجاب فيها الدعاء؟

يوم الجمعة ساعة إجابة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه، وقد اختلف العلماء فى تحديد هذه الساعة، على أكثر من 40 قولاً، أصحها قولان، الأول: "أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة"، والثانى: "أنها بعد العصر".

دعاء النبي يوم الجمعة

اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت،فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يُعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليت.

لماذا الصلاة على النبي يوم الجمعة؟ يؤجر المصلي على النبي صلى الله عليه وسلّم بعشر حسنات.  يرفع المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عشر درجات.  يغفر للمصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عشر سيئات. أفضل دعاء يوم الجمعة قبل الغروب ابن باز

اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك الأعظم الطيب المبارك، الأحب إليك الذي اذا دعيت به أجبت، وإذا استرحمت به رحمت ، وإذا استفرجت به فرجت، أن تجعلنا في هذه الدنيا من المقبولين والى أعلى درجاتك سابقين، واغفر لي ذنوبي وخطاياي وجميع المسلمين اللهم اغفر لي وعافني واعف عني واهدني الى صراطك المستقيم وارحمني يا أرحم الراحمين برحمتك أستعين سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ، والله أكبر ولله الحمد، وأستغفر الله عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك اللهم اغفر للمسلمين جميعا الأحياء منهم والأموات وأدخلهم جناتك، وأعزهم من عذابك، ولك الحمد، وصلى اللهم على أشرف الخلق سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أهله وصحبه أجمعين.

دعاء يوم الجمعة للاهل

يارب إن عائلتي هي من أجمل هداياك، ومن أغلى ما رزقتني، فاحفظهم لي وأسعدهم، اللَّهم ياربي ورب كل شيء ومليكه، إني أدعوك باسمك الواحد الأحد الفرد الصمد، وأدعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، أن تمنن عليَّ بصلاح أحوال أهلي وذريتي.

دعاء يوم الجمعة قصير للحبيب اللهم إني استودعتك حبيبي فلا تريني فيه مكروها وأن تبقيه لي حتى تتوفاني اللهم وفق حبيبي اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً اللهم اجعل الصعب سهلا ميسرًا لحبيبي اللهم آمين اللهم إني أسألك لحبيبي توفيقا يلازم خطاه وتيسيرًا لما يخاف تعسيره يارب اجعل له من التوفيق والراحة نصيب.

دعاء يوم الجمعة ساعة الاستجابة
أدعية مستجابة لا ترد بإذن الله تعالى

كلمات دالة:الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب للرزقالدعاء يوم الجمعةدعاء ما بعد عصر الجمعةدعاء النبي يوم الجمعةالصلاة على النبيدعاء يوم الجمعة قصير للحبيب تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

نادين طاهر مُحررة قسم صحة وجمال

انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.

الأحدثترند الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب للرزق صوت جديد يطالب بإنهاء معاناة جوعى غزة.. هل تنصت إسرائيل؟ إغلاق مستشفى يعالَج فيه رؤساء أميركا بسبب "مسلّح" أول تعليق لدمشق حول "اللقاء التاريخي" بين الشيباني وبوتين ضباط إسرائيليون يفتحون نار ألسنتهم من أمام وزارة الدفاع Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • إقبال متزايد من الجالية المصرية بعُمان على صناديق الاقتراع في أول أيام تصويت | صور
  • خطبتا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
  • قرار عاجل من النيابة بشأن حادث حفل محمد رمضان
  • هروب مدير شركة الفاير وركس المتورطة في حادث حفل محمد رمضان
  • «انفجار ضخم و7 ضحايا وهروب المسؤول».. ماذا حدث في حفل محمد رمضان؟
  • لحظة وفاة شاب في حفل محمد رمضان وهروب الجمهور «فيديو»
  • ننشر أسماء ضحايا حادث حفل محمد رمضان في الساحل الشمالي
  • الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب للرزق
  • رواتب من ذهب.. وشراء خدمات.. أم شراء ولاءات؟!
  • إعلام عبري: إسرائيل تمهل «حماس» أيامًا معدودة وإلا ستبدأ بضم «المحيط الأمني» من غزة