عُرض خلال شهر رمضان الجاري أول مسلسل ليبي على منصة إلكترونية عربية، لينافس "بنات العم" مسلسلات عربية متعددة، ويُخرج الدراما التلفزيونية الليبية من نطاق المحلية إلى الساحة العربية.

ويعزز هذا الأمر تنوع الأعمال المعروضة على المشاهد العربي من ناحية، ويفتح الباب أمام هذه الدراما للقراءة والتقييم بعيون مختلفة ما يُفضي إلى تطورها المستقبلي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4المخرج السوري مؤمن الملّا: مسلسل "أغمض عينيك" هو الوجه الأبيض في حياتناlist 2 of 4المسلسلات الخليجية الأكثر مشاهدة في الموسم الرمضانيlist 3 of 4مسار إجباري.. مسلسل يغرد خارج سرب الاعتياد والتكرارlist 4 of 4مسلسل "فراولة".. التسويق الهرمي للوهم في مجتمع يائسend of list

مسلسل "بنات العم" من إخراج أسامة رزق وتأليف سراج الهويدي وبطولة هند العرفية وآية شو ومحمد بن ناصر وسعد المهدي، وتعاون من قبل كل من المخرج والمؤلف في عدة مسلسلات ليبية من أشهرها "السرايا" بجزأيه و"غسق".

الميلودراما

ينتمي "بنات العم" إلى الدراما الاجتماعية التي تميل للواقعية، فيقدم قصة أسرة ليبية من الطبقة المتوسطة، الأب (جمال صالح فريخ) موظف متقاعد بعد وفاة زوجته وإصابته بعدة متاعب صحية.

ويعيش الأب مع ابنة طالبة جامعية متفوقة تُدعى "خلود" (آية شو) وابن طالب بالثانوية "ناجي" (أحمد عمار) وابنة أخيه "خلود" (هند العرفية) تعيش معهم منذ طفولتها بعدما توفي والدها وتركتها أمها وتزوجت وسافرت إلى تركيا.

مسلسل "بنات العم" ينتمي إلى الدراما الاجتماعية التي تميل للواقعية (آي إم دي بي)

تبدو حياة الأسرة مستقرة، غير أنه استقرار بركان على وشك الانفجار، فبينما تتعامل الفتاتان كما لو أنهما أختان لا يمنع هذا وجود اختلافات قوية بين شخصيتهما.

"عفاف" لا تحلم سوى بالتفوق الجامعي، وحصولها على منحة لإكمال تعليمها في الخارج أما "خلود" فتضع نصب أعينها أن تحقيق أحلامها لا يأتي سوى عبر زوج ثري، فتترك خطيبها زميلها بالجامعة وتتفرغ للبحث عن هذا الزوج.

وبينما يركز المسلسل -كما يتضح من عنوانه- على العلاقة ما بين "خلود" و"عفاف" فالصراع يتولد عبر 3 شخصيات فرعية، أولها "أحمد" (محمد بن ناصر) مستشار الوزير الفاسد، الذي يقابل "عفاف" مصادفة في الصيدلية التي تعمل بها، وتنال إعجابه.

وعندما يذهب مرة أخرى لمقابلتها يجد بدلًا منها "خلود" التي ترى سيارته الفارهة فتجد فيه الزوج المثالي لتحقيق آمالها، فتخبره الكذبة تلو الأخرى لتنفيره من "عفاف" ثم تستميله حتى يتزوج منها بالفعل.

بينما يُعجب بـ"عفاف" الشاب الخارج من السجن حديثا "أشرف" (سعيد المهدي) الذي ترفضه في البداية حتى تتحرك الشخصية الفرعية الثالثة والمتمثلة في شقيقها "ناجي" الذي ينضم إلى مليشيا عسكرية، يغريه أحد أفرادها بإدمان المخدرات، فيرتكب جريمة تقلب حياته وحياة أخته، وتدفعها للموافقة على الزواج من "أشرف" كملاذ أخير لها من الوحدة.

التزم مسلسل "بنات العم" بالواقعية إلى حد كبير، فنقل حياة الشارع الليبي العادي من أفراحه وأحزانه، وحياة بنات الطبقة الوسطى على مختلف شخصياتهن سواء الطموحة أو الباحثة عن الثراء أو حتى عن الزواج مثل صديقات البطلتين.

ولكن غابت هذه الواقعية في الحلقات الختامية للمسلسل التي مالت إلى الميلودراما واللجوء إلى المصادفات التي تكشف للبطلة غدر المحيطين بها وتأخذ العديد من القرارات الحاسمة في اللحظات الأخيرة من الحلقة الأخيرة لغلق كل الخطوط الدرامية المفتوحة.

قصص فرعية

يضع مسلسل "بنات العم" بطلتيه في مركز الحبكة، فالحب الممتزج بالغيرة والحسد بين الأقارب وصفة ناجحة تم تقديمها في العديد من المسلسلات العربية من قبل، فيمكن استبدال جنسية البطلتين، وسنجد القصة متشابهة إلى حد كبير، غير أن ما يعطي العمل مذاقه الخاص الخطوط الفرعية التي تقدم روح المجتمع الليبي التي يتشوق المشاهد العربي لسبر أغوارها.

ربما من أبرز هذه القصص الفرعية الوزير الفاسد الذي يتحكم في حياة عشرات من الموظفين كما لو أنهم عبيد له، ويعيث في اقتصاد البلاد المضطرب بلا رادع حقيقي سوى مجموعة من الموظفين الشرفاء الذين يجمعون الوثائق التي تُؤكد جرائمه فيسقط ومعه "أحمد" معاونه.

مسلسل "بنات العم" دراما تلفزيونية متطورة، يمتلك صناعها رؤية فنية واعية (مواقع التواصل الاجتماعي)

على الجانب الآخر تقدم شخصية "ناجي" الأخ الأصغر لـ"عفاف" وجهة نظر مختلفة في شباب المليشيات، فالمراهق النجيب والابن البار استقطبه صديق فاسد يعرفه في البداية على المخدرات.

ومن المخدرات إلى التدريبات العسكرية التي توحي له أنه صاحب هيبة لا يمكن أن يكسرها شيء ويغذي أوهامه الرجولية عن نفسه التي تجعله يعصي رغبات والده ويتمرد عليه، ويظن أنه عضو في فرقة تابعة لوزارة الداخلية قبل أن يكتشف أنه ضمن خلية إجرامية.

قصة جانبية أخرى في حقيقتها مثيرة أكثر من الخط الرئيسي نجدها في شخصية "أشرف" الخارج من السجن للتو، والذي يكشف الحوار لاحقا أنه تم القبض عليه بعد اتهام إحدى جاراته له بالتحرش بها، ينبذ سكان الشارع "أشرف" بالكامل، فلا يبادله أحدهم الحديث أو السلام، ويتم فصله من عمله.

ويظل على ذلك الحال حتى زواجه من "عفاف" التي تمثل زينة فتيات المنطقة فيكتسب احتراما لارتباطه بها، ما يوضح طبيعة تعامل المجتمع مع قضية مثيرة مثل التحرش بالفتيات، والتي لم يعتبرها الجيران حدثا عاديا يسهل قبوله أو تمريره.

وبالتالي تمثل الحبكات الفرعية قيمة أكبر للمشاهد العربي الباحث عن رؤية مقربة للمجتمع الليبي، فحتى مشاهد بسيطة مثل زفاف "أشرف" و"عفاف" الشعبي والأغاني والأهازيج تصبح كاشفة لثقافة مختلفة، إذ رغم قربها الجغرافي من العديد من الدول العربية، فما زالت غريبة تستحق الاكتشاف.

وربما يعيب المسلسل ميله إلى أساليب عتيقة بالمونتاج مثل تعتيم الشاشة في نهاية المشاهد، أو التركيز على وجوه البطلات والأبطال لتوضيح مشاعرهم مع الموسيقى التصويرية، وكثرة استخدام الأخيرة في مشاهد طويلة دون حوار، فبدت حشوا.

والنقطة الأهم هي أن مسلسل "بنات العم" يكشف عن دراما تلفزيونية ليبية متطورة، يمتلك صُناعها رؤية فنية واستخداما واعيا للوسيط التلفزيوني، وبشكل عام يمثل المسلسل عملا تقليديا لكنه مسلٍّ خلال حلقاته الـ14، كما يحمل أكثر من انعطاف في الحبكة ومفاجأة مثيرة تغير مجرى الأحداث.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

مراكش تستضيف برنامج الحوار الإسلامي الإفريقي العربي بمشاركة ليبية

شاركت الدبلوماسية الشبابية الليبية، في أعمال برنامج الحوار الإسلامي الإفريقي العربي حول الديمقراطية والسلم والأمن، الذي انطلق في مدينة مراكش بالمملكة المغربية، ضمن فعاليات اختيار مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي. ويُنظم البرنامج من قبل وزارة الشباب والثقافة المغربية، بالتعاون مع منتدى شباب العالم الإسلامي، وبمشاركة شخصيات رفيعة من دول عربية وإفريقية، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات تعنى بقضايا السلم والتنمية.

وقد شددت الكلمات الرسمية خلال الجلسة الافتتاحية على أهمية تعزيز قنوات الحوار بين مكونات العالم الإسلامي في إفريقيا والمنطقة العربية، والدفع نحو شراكات عملية تُسهم في دعم قيم الديمقراطية وترسيخ ثقافة السلم وبناء مجتمعات قادرة على مواجهة النزاعات والعنف.

وتضمن البرنامج سلسلة جلسات حوارية تناولت مقاربات شمولية تقوم على الوقاية والتربية والحوار، مع التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات المعنية للتصدي للتطرف وتعزيز الأمن في الفضاءين الإفريقي والعربي. كما ركز المشاركون على تمكين الشباب سياسيًا وإشراكهم في عمليات صنع القرار بوصفهم عنصرًا أساسيًا في استدامة السلم والتنمية.

يأتي تنظيم برنامج الحوار الإسلامي الإفريقي العربي في سياق اهتمام متزايد بإطلاق منصات شبابية عابرة للحدود لتعزيز المشاركة في مجالات السياسة والسلم والأمن. وتعمل العديد من المؤسسات الإقليمية، خاصة في إفريقيا والعالم العربي، على إدماج الشباب في المبادرات المرتبطة بالحوكمة وبناء السلم، استنادًا إلى تجارب أظهرت أهمية أصوات الشباب في مواجهة التطرف ودعم الاستقرار. وتعد مشاركة الشباب الليبي في مثل هذه الفعاليات استمرارًا لجهود الانفتاح الدبلوماسي وتمثيل ليبيا في المنتديات الشبابية الدولية.

مقالات مشابهة

  • خمسون سنة «مولد يا دنيا»
  • سيهات.. «سعادة» تطلق «خلود العطاء» وتكرم عددًا من القيادات بالشرقية
  • مسلسلات رمضان 2026.. عفاف مصطفى تعلن انضمامها لمسلسل «البخت»
  • الدبيبة يجدد المطالبة باستفتاء الدستور تمهيدا لانتخابات ليبية مباشرة
  • ما كان ينبغي أن يجتمع هذان المجنونان.. غونجا الجميلة التي تتحدى غوردال في المسلسل التركيحلم أشرف
  • حماة عروسة المنوفية: ابنى كان بيضربها بس هزار
  • شقيق زوج عروسة المنوفية: مراتى كانت بتعملها الأكل ومحرمتهمش من حاجة
  • مراكش تستضيف برنامج الحوار الإسلامي الإفريقي العربي بمشاركة ليبية
  • بدء العمل على الموسم الثاني من ورد وشوكولاتة: في رواية أحدهم
  • مفاجأة.. تقديم موسم ثاني من مسلسل ورد وشوكولاتة مستوحى من أحداث حقيقية (تفاصيل)