مرابطون في الثغور وميادين الجهاد في سبيل الله يؤكدون لـ”الثورة”: نعيش أجواء رمضانية مليئة بالروحانية والثبات
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
نعيش شهر رمضان المبارك ونحن بين أهالينا آمنين مطمئنين بفضل الله ورجال الرجال من وهبوا أرواحهم للدفاع عن الأرض والعرض، وفضَّلوا البقاء في الثغور على العودة لقضاء أيام رمضان في بيوتهم، ولولاهم بعد الله سبحانه وتعالى لوصل العدوان ومرتزقته إلى أراضينا وعاث فيها الفساد، وخير شاهد ما يحدث في المحافظات الجنوبية المحتلة، ولذلك كان حقاً علينا جميعاً كمجتمع يمني الوفاء لهؤلاء الأبطال العظماء والدعاء لهم في هذه الأيام بأن الله يثبتهم ويرعاهم وينصرهم، فهم الحصن الحصين لبلدنا الحبيب.
” الثورة ” التقت بعضا من هؤلاء الأبطال، ونقلت عنهم كيف يقضون أوقاتهم في جبهات العزة والكرامة خلال شهر رمضان المبارك، فإلى التفاصيل:
الثورة / ناصر جرادة
يقول الشاب المجاهد أبو إبراهيم جرادة: نعيش أجواء رمضان في حالة من السعادة العالية والطمأنينة والسكينة وتغمرنا معنويات عالية، رغم ما نعانيه من حرارة الجو في الجبهات إلا أننا ننعم بالطمأنينة ونعيش حالة من العزة والرفعة التي منحها الله لأوليائه المؤمنين المنطلقين في سبيله”.
نفوسهم يغمرها الإيمان بالله، وحركاتهم قرآنية، نسماتهم روحانية، فهم يعيشون أجواء رمضان في ميادين الجهاد طيبة وكريمة مليئة بالثقة بالله، هكذا يضيف إبراهيم جرادة وزاد بالقول “عندما تحركنا في سبيل الله أحتسبنا الأجر والثواب من الله وأدركنا حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما قال (عينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس في سبيل الله وعين بكت من خشية الله) صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فنحن نقضي ليلنا خاشعين لله وأعيننا مفتوحة تحرس وأيدينا قابضة على الزناد وقلوبنا عامرة بذكر الله ،لا يشعر بما نعيشه إلا من تحرك في سبيل الله، فرغم عنائنا وبعدنا عن أهلنا، إلا أننا نستشعر رعاية الله لنا”.
شهر العبادة
يتحركون بوتيرة عالية لأداء أعمالهم الجهادية بتفانِ وإخلاص منقطع النظير غير آبهين لعناء الصيام من الجوع والعطش، وبذلك يستشعرون معية الله لهم، ويقومون بإعداد أنفسهم إيمانياً وجسدياً ترصدا لأعداء الله، هذا ما رواه لـ “الثورة “، المجاهد في جبهة تعز علي أحمد،
وأضاف: “المؤمن بالله هو من يعيش دائماً حالة التذكّر لله، والحرص على رضاه والخوف من بطشه، والرغبة فيما عنده”.
وتابع قائلا: “إذا كنا في الأيام العادية نحفر قبوراً لنصلّي فيها، ونقضي وحْدتنا مع بارئنا، فكيف بشهر القرآن، شهر العبادة والطاعات فتكون كل أوقاتنا عبادة لله فنغدوا أعظم بهجة وأشدّ بأساً، ومعنوياتنا أفضل من أؤلئك الذين يحيط بهم مئات الأصدقاء، إن لم نتحمل المشقات في سبيل اللّٰه فسنجبر على تحمّل المعاناة في سبيل الشيطان”.
أجواء روحانية
بدوره المجاهد أبو حسين المطري من جبهة مارب، يتحدث لـ”الثورة”، عن الأجواء الرمضانية في الجبهة قائلاً :” نقضي الأوقات الرمضانية في جبهة مارب في أجواء روحانية وتعظيم وتقديس لهدى الله ونعيش أغلب الأوقات في الغوص في عبادة الله بالتسبيح والاستغفار، مستشعرين رعاية الله لنا وقربه منا، صحيح إننا نعيش في الجبهة تحت حرارة الشمس وفي الصحراء ورغم المعاناة إلا أن كل هذه المؤثرات لا تزيدنا إلا صبراً وثباتا خاصة في شهر رمضان المبارك”.
برنامج رمضان
من جبهة حرض تواصلنا بالمجاهد بشار القاضي ليحدثنا عن أجواء رمضان المبارك في مواقع العزة والكرامة، وكيف يقضي مع زملائه المجاهدين أوقاتهم، فتحدث لـ”الثورة”، قائلاً: ” نبدأ شهر رمضان الكريم بالصيام وتطبيق البرنامج الرمضاني الذي أوصانا به السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله وبذلك تكون أجواء رمضان المبارك من أجمل الأجواء، ونشعر بالعزة والكرامة ونحن نقضي ليالي الشهر الفضيل في مواقع النصر والبطولة، محتسبين الأجر الكبير من الله، فنحن في رباط بالنيابة عن المستضعفين والثكالى، والذين يستحقون منا أكثر من ذلك، وما أرواحنا وأوقاتنا ومناسباتنا إلا فداء لله ورسوله والمستضعفين الذين واجهوا العدوان بصمودهم وصبرهم.
وأضاف: “رمضان في الجبهة له متعة شيّقة ومذاق خاص، فيشهد الله أن في الجبهة أجواء روحانية وإيمانية لا يستطيع اللسان وصفها بالكلمات، ومهما قلت فلا يمكن أن أعبِّر عن تلك الأجواء العظيمة، فهناك تزداد معاني الأخوة بين الأفراد والإيثار، نتدارس القرآن، ونتذاكر بالخير والمنفعة والصلاح، باختصار أجواء إيمانية خالصة بنفوس المؤمنين الصادقين الثابتين على الحق والموقف، خالية من المنافقين”.
أقل واجب
ما يجب على المجتمع تجاه هؤلاء الأشاوس دعمهم بالقوافل وتشجيعهم وتثبيتهم وهذا أقل واجب، وعدم الانتقاص من مواقفهم، والدعاء لهم في ظهر الغيب بالنصر والتمكين، ولا ننسى أيضاً الاهتمام بأسر أولئك المرابطين وتلمس احتياجاتهم كونهم سلكوا هذا الطريق للدفاع عن ملايين اليمنيين الآمنين في المحافظات المحررة، وهذا أقل واجب تجاههم وتجاه أسرهم.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: رمضان المبارک فی سبیل الله أجواء رمضان شهر رمضان فی الجبهة رمضان فی
إقرأ أيضاً:
رحلة كيس الطحين.. أب يعود منتصرا من جبهة الجوع
في ظل انعدام الأمن الغذائي وتراجع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، يضطر فارس حسونة، الأب لستة أطفال، إلى الخروج فجرا سيرا على الأقدام مسافة عدة كيلومترات، بحثا عن كيس طحين يسدّ به جوع أطفاله الذين لم يتناولوا الخبز منذ أكثر من أربعين يوما.
ويعيش حسونة وأسرته في خيمة بمدينة غزة بعد أن دمرت الحرب منزله، ويقول إن المحاولات المتكررة للحصول على المساعدات باءت بالفشل، وإنه لم يعد عنده ما يقدّمه لأطفاله سوى المخاطرة اليومية بالخروج في ظل القصف وانعدام الأمان.
ولم يكن وصول كيس الطحين إلى الخيمة حدثا عاديا، بل استقبل أفراد العائلة فارس بالتصفيق والزغاريد، وعندما وضع الكيس على الأرض ارتمى عليه كما لو أنه غنيمة حرب.
وأضاف بحسرة: "لا نريد مفاوضات ولا هدنة، فقط دعوا الطحين والماء يمرّان. أريد أن أنام دون كوابيس عن أطفالي وهم يتضوّرون جوعا".
وقصة فارس ليست استثناء، بل واحدة من آلاف القصص في غزة حيث يُقدّر أن المجاعة وصلت مراحل كارثية بحسب منظمات أممية، في ظل استمرار الحصار وتعطّل دخول المساعدات، بينما تسجّل وزارة الصحة في غزة ارتفاعا حادّا في معدلات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال.
ووفقا لأحدث تقارير شبكة معلومات الأمن الغذائي العالمية (IPC)، يعيش أكثر من نصف سكان غزة –نحو 1.1 مليون شخص– في ظروف "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة الخامسة)، وهي أعلى درجات التصنيف، حيث لا يجد السكان ما يأكلونه لعدة أيام متتالية.
كما حذّرت أونروا من أنّ الأطفال في مناطق شمال غزة تظهر عليهم علامات واضحة على الهزال وسوء التغذية الحاد، في ظل انهيار شبه تام لنظام الإمداد الغذائي وغياب أي إنتاج محلي بسبب الحرب.
وكانت إسرائيل قد أعلنت الأحد 27 يوليو/تموز عن وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة عشر ساعات في بعض مناطق القطاع، تزامنا مع إسقاط مساعدات جويّة من الأردن والإمارات، في محاولة لاحتواء الغضب الدولي المتزايد من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، والتي وصفها مراقبون بأنها الأخطر في التاريخ الحديث للقطاع.
لكن بالنسبة لفارس، فإن كل ذلك يبدو بعيدا عن خيمته، حيث تدور معركته اليومية حول هدف واحد: تأمين رغيف خبز لأطفاله.
إعلان