مسار المرحلة المقبلة فلسطينيا واقليميا.. تسوية سريعة او توسع رقعة الحرب
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
من الواضح ان الرد الايراني على العدوان الاسرائيلي بات امرا لا مهرب منه، وقد اكد الامين العام لـ"حزب الله"السيد حسن نصرالله هذا الامر خلال اطلالته الاخيرة مشيرا الى ان التحليلات المنطقية تقول ذلك، غامزا من قناة امتلاكه معلومات تحسم اصل حصول ردّ. وقد بنى نصرالله خطابه بالكامل على عاملين، الاول علاقة المحور بإيران التي تقدم الكثير في سبيل فلسطين وقضيتها، والثاني حتمية انتصار غزة بعد فشل الحرب على حركة حماس "الصامدة عسكريا" داخل القطاع المحاصر.
يجد المحور المتحالف مع حماس انه في امكانه الوصول الى انتصار سياسي كبير بأقل خسائر ممكنة، فإسرائيل وصلت الى طريق مسدود والعوامل التي توحي بالمأزق الاسرائيلي التي عددها نصرالله في خطابه تشمل الواقع العسكري والسياسي الداخلي والضغط الدولي وغيرها، الامر الذي يعني ان قدرة اسرائيل على الصمود باتت ضعيفة وهي ستستسلم اولا في عملية عض الاصابع الحاصلة ما سيمنح حماس قدرة على اعادة الوضع في قطاع غزة الى ما كان عليه. وبمجرد عودة الوضع في القطاع الى وضعه السياسي السابق فإن تل ابيب ستهزم سياسيا وستعاني من ازمات داخلية وقد بات واضحا لدى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ان الافق مغلق بالكامل وهو بحاجة الى الهروب نحو معركة اقليمية يورط فيها الاميركيين عسكريا وهذا ما يخرجه من الازمة ويجعل حجم الكباش اكبر من ان يعرضه للمحاسبة الداخلية بعد التسوية، وعليه قام بتوجيه ضربة الى ايران التي حسمت امرها بالرد لردع اسرائيل ومنعها من تصدير ازمتها في غزة الى الاقليم. هذه القراءة حتمت على ايران الذهاب نحو رد قاس، لكن من دون ادنى شك بأن هذا الرد ستكون له تبعات، فمن جهة لا يمكن تجاهل الخطوة الاسرائيلية ومن جهة اخرى لا تريد ايران الانزلاق الى فخ نتنياهو، وعليه كان خطاب نصرالله الذي شرعن فيه دخول المحور في حرب شاملة الى جانب ايران في حال قامت اسرائيل بردة فعل على الرد الايراني، كما ألمح بأن هناك استعدادات واضحة لهذا الامر، ودعا الجميع لوضع كل الاحتمالات على الطاولة في انتظار الخطوة الايرانية. كل هذه التطورات وخطاب نصرالله الواضح، مضاف عليها التصعيد الاميركي ضد نتنياهو والذي تمثل بشكل واضح خلال الاتصال الهاتفي بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن، توحي بأن الايام المقبلة، وفي اسوأ الاحوال الاسابيع القليلة المقبلة، ستكون المنطقة امام الحقيقة، فاما ستشهد تصعيدا كبير وردا ايرانيا ورد اسرائيليا على الرد، وتدحرج الامور الى ما لا يريده الجميع، او خضوع اسرائيل للمطالب الفلسطينية والاتفاق على وقف نهائي لاطلاق نار. تقول المعلومات ان الازمة الحقيقية التي تعيق التوصل الى حل في مفاوضات الدوحة بين حركة حماس من جهة واسرائيل من جهة ثانية هي عودة النازحين بعد الاتفاق على كل باقي التفاصيل. فحماس تريد عودة غير مشروطة في الوقت والعدد، واسرائيل ترفض ذلك.وعليه فإن هامش الخلاف بات ضيقا ويمكن الوصول الى حل واضح حوله اذا توافرت الارادة السياسية، وقد يكون الضغط العسكري الذي سيحصل خلال ايام هو الدافع الاول للتسوية وليس للتصعيد. المصدر: خاص- "لبنان ٢٤"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من جهة
إقرأ أيضاً:
ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو
وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مشاهد الأطفال الجائعين في القطاع بأنها "مروّعة"، داعيًا إلى حشد دولي من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن التعامل مع حركة حماس بات "أصعب من أي وقت مضى"، كاشفًا عن مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتعلق بـ"خطط مختلفة" لتحرير الرهائن.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماع الزعيمين في منتجع ترامب للجولف في اسكتلندا، اليوم الاثنين، حيث هيمنت الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة على المحادثات.
وقال ستارمر في تصريحاته للصحفيين: "الصور التي تصل من غزة لأطفال يعانون من الجوع والانهيار الصحي مروّعة بحق. الوضع يتطلب تحركًا دوليًا منسقًا".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى حشد دول أخرى للمساعدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية الجارية هناك".
ورغم إشارته إلى فظاعة المشهد الإنساني، شدد رئيس الوزراء البريطاني على موقفه السياسي المتماشي مع الموقف الإسرائيلي، قائلًا: "لا يمكن لحماس، بالتأكيد، أن تلعب أي دور في أي حكم مستقبلي بالأراضي الفلسطينية".
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن "خطط مختلفة" لتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.
وأوضح ترامب أن التعامل مع حماس "أصبح أكثر صعوبة خلال الأيام القليلة الماضية"، لكنه أضاف في المقابل: "سنواصل العمل مع دول أخرى لتقديم مساعدات إنسانية إضافية لسكان غزة".
وأعلن ترامب نية بلاده إنشاء "مراكز طعام دون أسوار أو حواجز" داخل غزة لتسهيل وصول المحتاجين إليها، في خطوة قال إنها تهدف إلى "تقليل معاناة المدنيين"، دون تقديم جدول زمني أو تفاصيل عن الجهات المنفذة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت لا تزال فيه محادثات وقف إطلاق النار متعثرة، بعد فشل الجولة الأخيرة في الدوحة الأسبوع الماضي. وبينما تواصل إسرائيل قصفها للمناطق المدنية في غزة، تتصاعد التحذيرات من مجاعة وشيكة قد تودي بحياة عشرات الآلاف، خصوصًا من الأطفال.
منظمات حقوقية وصفت التصريحات الغربية الأخيرة بأنها "اعتراف متأخر بحجم الكارثة"، لكنها حذرت من أن غياب رؤية سياسية متكاملة، وإصرار الغرب على استبعاد حماس من أي ترتيب سياسي قادم، يعني استمرار الأزمة بدل حلّها.
ويُذكر أن الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلفت: أكثر من 204,000 شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، أكثر من 9,000 مفقود، كارثة إنسانية شاملة، تشمل التهجير القسري والتجويع، إغلاق شامل للمعابر منذ مارس الماضي، ومجاعة طالت عشرات الآلاف من الأطفال
ووفق وزارة الصحة في غزة، توفي 133 فلسطينيًا جراء الجوع وسوء التغذية حتى الآن، بينهم 87 طفلًا، في وقت تواصل فيه إسرائيل تجاهل أوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب وتسهيل دخول المساعدات.
ورغم أن تصريحات ستارمر وترامب تعكس تحولًا نسبيًا في الخطاب الغربي نحو الاعتراف بالكارثة، إلا أن غياب أي خطط تنفيذية واضحة لوقف الحرب، أو استعداد للضغط الحقيقي على إسرائيل، يبقي الأوضاع على حالها.
ويُنظر إلى أن إنشاء "مراكز طعام بلا حواجز" لن يغيّر شيئًا على الأرض ما لم تترافق مع وقف شامل للعمليات العسكرية، ورفع كامل للحصار، وتحرك دولي لضمان الحماية الإنسانية للفلسطينيين.