أرسل ائتلاف يضم عشرات المنظمات الليبرالية والنقابات العمالية رسالة إلى البيت الأبيض، مساء الخميس، يطالب فيها الرئيس الأميركي، جو بايدن، بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل حتى ترفع حكومتها القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية لغزة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" التي وصفت الخطوة بأنها أحدث مؤشر على تحول الرأي الديمقراطي السائد بشأن حرب غزة.

ووفقا للصحيفة، وقع على الرسالة عدد من المجموعات التقدمية مثل MoveOn وWorking  Families Party ، وكذلك مركز التقدم الأميركي للأبحاث وNextGen America، وهي المنظمة التي أسسها ومولها توم ستاير، الملياردير الذي ترشح للرئاسة في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لعام 2020. ومن بين الموقعين الآخرين على الرسالة الاتحاد الدولي لموظفي الخدمة والجمعية الوطنية للتعليم، وهي نقابات عمالية تشكل عناصر رئيسية في الحزب الديمقراطي.

ويحث الموقعون على الرسالة التي نشرتها الصحيفة بايدن إلى تطبيق قانون المساعدة الخارجية، الذي يمنع الدعم العسكري من الذهاب إلى أي دولة تقيد إيصال المساعدات الإنسانية.

وجاء في الرسالة، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن "هذا سيبعث برسالة واضحة مفادها أن حكومة نتانياهو ليست فوق القانون وأن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تزهق الحرب أرواح الفلسطينيين الأبرياء وتستمر في دفع التصعيد في جميع أنحاء المنطقة".

وأضافت الرسالة "نحن نطالب بتطبيق القانون الذي يعد واضحا ولا لبس فيه، وينص على أن الدول التي تعرقل المساعدات الإنسانية الأميركية لا يمكنها تلقي مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة بموجب قانون المساعدة الخارجية أو قانون مراقبة تصدير الأسلحة".

ودعوة الائتلاف الديمقراطي تتزامن مع إعلان أكثر من 250 منظمة إنسانية وحقوقية، الخميس، أنها ضمت صوتها إلى رسالة مفتوحة تدعو إلى وقف "فوري" لكل عمليات نقل الأسلحة "إلى إسرائيل والجماعات الفلسطينية المسلحة"، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وقالت المنظمات "ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وندعو كل الدول إلى وقف نقل الأسلحة التي يمكن استخدامها لارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان".

وجاء في الرسالة المفتوحة أنه "يجب على مجلس الأمن الدولي أن يفي بمسؤوليته في الحفاظ على السلام العالمي والأمن من خلال اعتماد تدابير لوقف نقل الأسلحة إلى حكومة إسرائيل والجماعات الفلسطينية المسلحة".

وأطلقت 16 منظمة هذه الرسالة المفتوحة في يناير 2024 وباتت تحمل الآن أكثر من 250 توقيعا بينها توقيع منظمة العفو الدولية ومنظمة سيف ذي تشيلدرن وأوكسفام ومنظمة أطباء العالم وكاريتاس الدولية وعدد من المنظمات غير الحكومية.

وقال مجلس الأمن الدولي، الخميس، إنه أخذ علما بتعهد إسرائيل فتح منافذ إضافية لدخول مساعدات إنسانية إلى غزة، داعيا إياها إلى فعل "المزيد" في ظل الأوضاع الكارثية في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأفادت السلطات الإسرائيلية بأن 468 شاحنة دخلت، الثلاثاء، إلى قطاع غزة وهو العدد الأعلى في يوم واحد منذ بدء الحرب، وذلك بعد يوم من دخول 419 شاحنة، وفقا لوكالة "رويترز".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الاثنين، دخول 223 شاحنة في ذلك اليوم، بحسب "فرانس برس".

وأكد مسؤول في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس ليركي، الثلاثاء، من جنيف أن الشاحنات التي تدخل غزة "نصف ممتلئة"، وهو "شرط" فرضته إسرائيل لتسهيل عمليات التفتيش.

وتقوم دول عدة أيضا بإلقاء مساعدات من الجو إلا أن هذه العمليات تتعرض لانتقادات من سكان غزة والمنظمات غير الحكومية أيضا.

وفي مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي مع نتانياهو، هدد بايدن بربط الدعم الأميركي للهجوم الإسرائيلي في غزة باتخاذ خطوات ملموسة لحماية موظفي الإغاثة والمدنيين، وفقا لـ"رويترز".

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يسعى فيها بايدن، وهو ديمقراطي ومؤيد قوي لإسرائيل، إلى استغلال المساعدات الأميركية للتأثير على السلوك العسكري الإسرائيلي.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

13 شهيدا بغزة واتهامات لإسرائيل بترويج معلومات كاذبة عن المساعدات

أفادت مصادر طبية باستشهاد 13 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي اتهمت فيه حكومة القطاع إسرائيل بالترويج لمعلومات كاذبة عن المساعدات الإنسانية.

وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين، في استهداف غارة إسرائيلية منزلا في حي الكرامة شمال غرب مدينة غزة، فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض.

وفي جنوب القطاع، أفاد مراسل الجزيرة بانتشال جثماني شهيدين إثر قصف إسرائيلي شرقي مدينة خان يونس.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت 79 شهيدا و163 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي  إلى 54 ألفا و56 شهيدا و129 ألفا و123 مصابا.

وفي سياق آخر، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تسببت في نزوح قسري لنحو 180 ألف شخص، وذلك في الفترة بين 15 و25 مايو/أيار الجاري.

وقد قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إسرائيل تمارس العدوان والإبادة والتجويع بغزة منذ 600 يوم.

ودعت حماس إلى حراك عالمي متواصل حتى تتوقف هذه المحرقة فورا، وقالت "ندعو إلى أن تكون أيام الجمعة والسبت والأحد أيام غضب عالمي حتى تتوقف الإبادة والتجويع بحق المدنيين".

إعلان

وثمنت الحركة الحراك العالمي المناصر لغزة ولحقوق الشعب الفلسطيني، داعية إلى الضغط بكل الوسائل لوقف العدوان والتجويع.

تضليل ممنهج

وفي سياق المساعدات الإنسانية، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تمارس حملة تضليل ممنهجة تروج خلالها لمعلومات كاذبة بشأن إدخال المساعدات للتغطية على سياساتها "الإجرامية في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" المتواصلة للشهر العشرين، ونفى دخول أي "مساعدات حقيقية" إلى القطاع.

وقال المدير العام للمكتب الحكومي إسماعيل الثوابتة في تصريح لوكالة الأناضول "رغم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، لم تدخل أية مساعدات حقيقية، في خرق صارخ لاتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الإضافي الأول، ما يشكّل جريمة جماعية تستهدف المدنيين".

وحذرت حكومة غزة من أن تل أبيب تعمل على "هندسة التجويع" لتحقيق مآربها، وفي مقدمتها تهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع، والتخفيف من الانتقادات الدولية لممارستها بالخصوص.

عرقلة المساعدات

من ناحية ثانية، حاول إسرائيليون، اليوم، عرقلة مرور شاحنات مساعدات إلى قطاع غزة في ميناء أسدود جنوبي إسرائيل، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن نحو 20 ناشطا من حركة "أمر 9" اليمينية المتطرفة تجمعوا في ميناء أسدود في مسعى منهم لمنع مرور أي شاحنة مساعدات إلى غزة.

وأضافت الصحيفة أن الناشطين هتفوا موجهين خطابهم إلى فلسطينيي غزة "لن تحصلوا على قطعة خبز حتى تعيدوا الرهائن"، يقصدون أسرى إسرائيل بالقطاع.

يأتي ذلك بالتزامن مع معاناة القطاع الفلسطيني من مجاعة خانقة جراء فرض إسرائيل إغلاقا شاملا عليه لليوم الـ87 على التوالي.

وسمحت تل أبيب، تحت ضغوط دولية متصاعدة، بإدخال مساعدات محدودة للقطاع، تقول منظمات دولية إنها لا تمثل سوى "قطرة في بحر من الاحتياجات".

إعلان

وقد أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إياد القرا أن ما يروج عن دخول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة "مجرد كذبة"، موضحا أنه لم تصل أي شاحنات إغاثة إلى القطاع خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وقال القرا في مقابلة مع الجزيرة نت إن المجموعات اليمينية التي تعتصم حاليا عند مدخل ميناء أسدود وتزعم أنها تمنع الشاحنات المتجهة إلى غزة تقوم بحركات مضللة بالتنسيق مع جيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية.

وأضاف أن هذه الأساليب "الالتفافية" ليست جديدة، مشيرا إلى اتفاق 17 يناير/كانون الثاني الذي شهد على حد قوله منع إدخال بعض الشحنات المتفق عليها خلال مدة 50 يوما.

وأشار القرا إلى أن هذه طريقة التفافية حينما يظهر هؤلاء المستوطنون بأنهم يحاولون منع بعض الشاحنات في ميناء اسدود ومحاولة الإيحاء بأن هناك مساعدات ويتم منعها من قبلهم احتجاجا على استمرار وجود الأسرة في قطاع غزة.

السويد تنتقد إسرائيل

وفي سياق آخر، قال رئيس وزراء السويد إنه ناقش مع المستشار الألماني الوضع الإنساني غير المقبول في غزة.

من جهته، عبر المستشار الألماني عن قلقه المتزايد بشأن تكثيف إسرائيل أنشطتها العسكرية في غزة.

وأضاف المستشار أن تكثيف إسرائيل أنشطتها العسكرية في غزة لا يبدو ضروريا لحماية وجودها ومحاربة ما وصفه بـ"إرهاب حماس".

وقد أعلنت وزارة الخارجية السويدية، اليوم، عن استدعاء سفير إسرائيل لدى ستوكهولم لتجديد التأكيد على ضرورة أن تضمن الحكومة الإسرائيلية وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري ودون عوائق.

وأضافت الخارجية أن منع دخول الغذاء للمدنيين في قطاع غزة لا يمكن تبريره، مشيرة إلى أن ما يشهده القطاع يمثل أسوأ وضع إنساني منذ اندلاع الحرب.

وقالت إن طريقة إسرائيل في إدارة الحرب على غزة "غير مقبولة"، داعية تل أبيب إلى الالتزام بحماية المدنيين وفق القانون الدولي.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ترامب يأمر بوقف التنسيق مع إسرائيل بشأن "ضرب إيران"
  • المقرر الأممي: إسرائيل تمنع الأمم المتحدة من إيصال المساعدات إلى غزة
  • صندوق المعونة يوضح بشأن رسالة متداولة: رسمية وصحيحة
  • قرار سوداني عاجل بشأن مزاعم واشنطن باستخدام الأسلحة الكيميائية في الخرطوم
  • تتقدّمهم دوا ليبا.. 300 نجم يطالبون رئيس وزراء بريطانيا بتعليق بيع الأسلحة لإسرائيل
  • إسرائيل تهاجم الأمم المتحدة بعد رفضها التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية
  • مجلس الأمن يعقد إحاطته الشهرية بشأن الوضع في غزة
  • لماذا تستعرض إسرائيل حجم المساعدات العسكرية الأمريكية المقدرة بـ 940 سفينة؟
  • 13 شهيدا بغزة واتهامات لإسرائيل بترويج معلومات كاذبة عن المساعدات
  • 800 قانوني بريطاني يطالبون بعقوبات على إسرائيل.. خطر الإبادة الجماعية حقيقي