يعود مضيق هرمز من جديد ليتصدر المشهد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إثر إعلان الحرس الثوري الإيراني قبل أيام سيطرته على سفينة شحن ترفع علم البرتغال ويملكها رجل أعمال إسرائيلي، خلال عبورها المضيق.

 

وفي 13 أبريل/نيسان الجاري، قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" إن القوات البحرية الخاصة التابعة للحرس الثوري سيطرت قرب مضيق هرمز على سفينة حاويات تحمل اسم "إم سي إس إيرز" (MCS Aries) تديرها شركة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي يدعى إيال عوفر.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها المضيق توترات، فمنذ أكثر من 4 عقود يشهد الممر المائي توترات عسكرية بين إيران وجهات أخرى، بصدارة الولايات المتحدة.

موعد مباراة الداخلية وانبي في الدوري المصري والقناة الناقلة سعر الريال السعودي بالبنوك اليوم الأربعاء 17-4-2024 مضيق هرمز أهم ممر للنفط بالعالم

ويربط مضيق هرمز الواقع بين عمان وإيران، الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، ويعد أهم ممر للنفط في العالم، لأن كميات كبيرة من النفط تتدفق عبر المضيق.

 

ومساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيّرة، في أول هجوم تشنه مباشرة من أراضيها على إسرائيل، ردا على هجوم استهدف القسم القنصلي بسفارة طهران لدى دمشق مطلع أبريل/نيسان الجاري.

 

وتتهم طهران تل أبيب بشن هجوم دمشق الصاروخي الذي أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.

ولم تعترف تل أبيب أو تنف رسميا مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبينهما عقود من العداء واتهامات بشن هجمات متبادلة.

مضيق هرمز تاريخ أسود

ويعتبر مضيق هرمز ورقة ضغط إيرانية تلوح بها عند نشوب أي توترات مع الغرب، بصفته ممرا رئيسا لحركة غالبية النفط المنتج في دول الخليج العربي والعراق.

 

ويعود أبرز اضطرابات المضيق في مجال نقل النفط لعام 1984 في خضم الحرب الإيرانية العراقية، حين تم تدمير أو إلحاق ضرر بأكثر من 500 سفينة.

بينما في يوليو/تموز 1988، تحطمت طائرة تابعة للخطوط الإيرانية، إثر إصابتها بصاروخين أطلقا من فرقاطة أميركية في مضيق هرمز، وقتل 290 شخصا حينها.

وفي 2019، أثارت هجمات غامضة على سفن في منطقة الخليج وإسقاط طائرة مسيرة واحتجاز ناقلات نفط، مخاوف من تصعيد بين طهران وواشنطن.

وخلال يوليو/تموز 2021، أدى هجوم على ناقلة نفط لشركة يملكها ملياردير إسرائيلي إلى مقتل شخصين بريطاني وروماني.

 

شريان نفطي

وعام 2022، بلغ متوسط تدفق النفط 21 مليون برميل يوميا عبر المضيق، أو ما يعادل نحو 21% من الاستهلاك العالمي للسوائل البترولية، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

 

وفي النصف الأول 2023، ظل إجمالي تدفقات النفط عبر مضيق هرمز ثابتا نسبيا مقارنة بعام 2022، لأن زيادة تدفقات المنتجات النفطية عوضت جزئيا الانخفاضات في النفط الخام والمكثفات.

 

وتقود فرضية عدم قدرة النفط على عبور ممر رئيسي مثل مضيق هرمز، بسبب أي عراقيل جيوسياسية أو لوجيستية، ولو بشكل مؤقت، إلى تأخيرات كبيرة في الإمدادات وزيادة تكاليف الشحن، مما يؤدي إلى زيادة أسعار الطاقة العالمية.

 

والدول التي يمر نفطها عبر مضيق هرمز: إيران، العراق، الإمارات، سلطنة عمان، الكويت، السعودية.

 

بيد أن السعودية والإمارات تملكان خطوط أنابيب تمتد حتى البحر الأحمر غرب المملكة، وبحر عمان على التوالي، لتجاوز أي عراقيل قد تطرأ على مضيق هرمز.

 

وتدير شركة أرامكو السعودية خط أنابيب النفط الخام الذي تبلغ طاقته 5 ملايين برميل يوميا بين الشرق والغرب، ووسعت مؤقتا سعة خط الأنابيب إلى 7 ملايين برميل يوميا في 2019، عندما حولت بعض خطوط أنابيب سوائل الغاز الطبيعي لقبول النفط الخام.

 

 

وتربط الإمارات العربية المتحدة حقولها النفطية البرية بمحطة الفجيرة للتصدير على خليج عمان، بخط أنابيب بطاقة 1.5 مليون برميل يوميا.

 

وبحسب بيانات منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية، فإنه بين عامي 2020 و2022 ارتفعت أحجام النفط الخام والمكثفات والمنتجات النفطية التي تعبر مضيق هرمز بمقدار 2.4 مليون برميل يوميا مع تعافي الطلب عقب كورونا (كوفيد-19).

 

وشكلت التدفقات عبر مضيق هرمز في 2022 والنصف الأول من 2023 أكثر من ربع إجمالي النفط العالمي المنقول بحرا.

 

إضافة إلى ذلك، فإن نحو خمس تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية عبرت أيضا مضيق هرمز في 2022، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.

 

وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن 82% من النفط الخام والمكثفات التي انتقلت عبر مضيق هرمز ذهبت إلى الأسواق الآسيوية في 2022.

 

وكانت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية الوجهات الرئيسية للنفط الخام الذي يتحرك عبر مضيق هرمز إلى آسيا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مضيق هرمز شريان النفط إيران أطلقت إيران

إقرأ أيضاً:

متأثرا بعدة عوامل.. انخفاض أسعار النفط للأسبوع الثالث على التوالي

تراجعت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي حلال التعاملات المبكرة لليوم الاثنين، متأثرة بارتفاع الدولار إذ ارجئت توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية في أعقاب بيانات وظائف أميركية قوية الجمعة.

وانخفضت فجر الاثنين العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط أربعة سنتات إلى 79.58 و75.49 دولار للبرميل على الترتيب، بحسب وكالة رويترز.

وكانت بيانات يوم الجمعة أظهرت أن عدد الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة كان أكثر من المتوقع خلال الشهر الماضي، ما دفع المستثمرين إلى تقليص توقعات خفض الفائدة وأدى إلى ارتفاع الدولار.



وشهد النفط الخام الأمريكي وخام برنت القياسي عمليات بيع في وقت سابق من الأسبوع بعد أن أعلن أعضاء أوبك+ أنهم سيبدأون في التخلص التدريجي من 2.2 مليون برميل من تخفيضات الإنتاج اليومية بدءاً من شهر أكتوبر/ تشرين الأول. كما أثرت بيانات التصنيع الضعيفة في الولايات المتحدة وضعف قوائم الرواتب الخاصة على السوق.

وبقي اليورو تحت الضغوط، متأثرا بالمشهد السياسي هناك خصوصا بعدما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في تموز/يونيو بعد خسارة حزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي أمام حزب مارين لوبان المنتمي لليمين المتطرف.

وتنتظر الأسواق نتائج اجتماعي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان هذا الأسبوع.

والأسبوع الماضي تعرض خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط لثالث خسارة أسبوعية على التوالي بفعل مخاوف من أن تؤدي خطة لتقليص تخفيضات الإنتاج التي تطبقها مجموعة أوبك+ بدءا من تشرين الأول/ أكتوبر إلى زيادة المعروض العالمي.

وكان وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان قال  "إن تحالف أوبك+ بوسعه وقف زيادات الإنتاج أو إلغاؤها إذا وجد أن السوق ليست قوية بما يكفي.



من ناحية أخرى، مضى البنك المركزي الأوروبي قدما في أول خفض لأسعار الفائدة منذ عام 2019 يوم الخميس مما عزز توقّعات المحللين بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيتبع تلك الخطوة ،ويعزز انخفاض أسعار الفائدة الطلب على النفط.

من جهة أخرى كشفت بيانات رسمية من الجمارك الصينية  أن الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، أنها اشترت 46.97 مليون طن من النفط الخام في أيار/ مايو الماضي.

مقالات مشابهة

  • بينها الخام العراقي.. 47% من شحنات النفط العالمية تبتعد عن قناة السويس
  • تراجع صادرات النفط السعودي للصين للشهر الثالث على التوالي
  • تراجع صادرات النفط السعودي للصين للشهر الثالث علي التوالي
  • أسعار النفط تواصل الارتفاع لليوم الثاني على التوالي
  • صادرات النفط السعودية للصين قد تنخفض في يوليو
  • للشهر الثالث على التوالي.. صادرات النفط السعودية للصين تتراجع
  • لماذا تتراجع أسعار النفط رغم تمديد تخفيضات الإنتاج ؟
  • رغم محاولات المصدرين وخفض الإنتاج.. لماذا تتراجع أسعار النفط؟
  • متأثرا بعدة عوامل.. انخفاض أسعار النفط للأسبوع الثالث على التوالي
  • تراجع أسعار النفط بفعل بيانات الوظائف الأمريكية