آخر تحديث: 18 أبريل 2024 - 9:24 صبقلم: سمير داود حنوش لا أدري ما هو الشعور الذي انتاب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وهو يستمع في جلسة حوارية مع الرئيس الأميركي جو بايدن كلمات الأخير بأن “أميركا ملتزمة بأمن إسرائيل”، كان من الممكن أن تمر هذه الكلمات مروراً عابراً لو كان الضيف غير رئيس وزراء العراق، لكن في شخص المسؤول التنفيذي الأول لبلد جاءت به مجموعات متآلفة يجمعها حمل السلاح تحت مسمى “الإطار التنسيقي” التي شكلت حكومة السوداني فالأمر مختلف كلياً، ليبقى الجواب عاجزاً يأبى الخروج من أفواه الإطاريين حين يسمعون بايدن يُعلن التزام واشنطن بأمن إسرائيل أمام رئيس حكومتهم وهم الذين كانوا يرفعون جِهاراً نهاراً شعار الموت لأميركا.

قبل أشهر من زيارة السوداني إلى البيت الأبيض نشط الإعلام الحكومي ومعه النُخب المحسوبة على السلطة بالترويج لمسرحية إخراج قوات التحالف التي تقودها أميركا من العراق وضرورة تفعيل هذا المطلب عند زيارة السوداني إلى واشنطن وظلت الحجة مرفوعة بالرضا لهذه الزيارة طالما تحققت أهداف المقربين من طهران.توهم هؤلاء أن بايدن “الديمقراطي” سيكون مختلفاً عن الرؤساء الآخرين الذين استقبلوا قادة العراق الجديد، وخانتهم النصيحة واليقين أن أمن إسرائيل من الأولويات القصوى مهما تغير الرئيس في البيت الأبيض أو تبدلت الوجوه. بدأ بايدن حديثه بالدفاع عن أمن إسرائيل وكأنه يوحي للسوداني بقوة الرباط بين أميركا وحليفتها وألا تفكر حكومة بغداد بتعكير تلك العلاقة الإستراتيجية، فهي بالنهاية رسالة إلى طهران التي تحمي شخوص العملية السياسية.بالتأكيد لو حدث هذا الكلام أثناء استقبال “الجمهوري” دونالد ترامب لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي مثلاً، لسقطت عروش في العراق ولرأينا أصواتاً وأفعالاً تطالب بإسقاط الحكومة ورفع الشرعية وسحب الثقة منها، لأنها متواطئة أو على الأقل تلوذ بالصمت الذي هو من علامات الرضا، مع الشيطان الأكبر في الدفاع عن أمن إسرائيل، وتتلافى البوح عن شعورها أو رأيها من المُسيّرات والصواريخ الإيرانية التي طالت إسرائيل. ماذا سيقولون لجمهورهم، وأي تبرير سيخوضون في غماره بعد كل ذلك الحديث؟ والأهم ماذا سيكون جوابهم أمام إيران التي تنتظر منهم إدانة لأفعال إسرائيل وتأييداً لأفعالها؟يحاول السوداني أن يكون محايداً في الصراع الإقليمي الذي بدأ يكبر مثل كرة الثلج، وضرورة إبعاد قواعد الاشتباك عن مسرح العراق أو اللعب على لغة المصالح المشتركة، لكنه يتناسى بأنه من الاستحالة أن يكون معارضاً ومؤيداً في ذات الوقت والجهة، وأن اليد الواحدة لا يمكنها أن تحمل تفاحتي المقاومة والموالاة أو الرفض والولاء في آن واحد.حاول السوداني وفريقه المرافق تثبيت الرأي القائل بتعزيز الشراكة الاقتصادية والإستراتيجية فضلاً عن عقود سيتم توقيعها مع كبريات الشركات الأميركية من خلال فتح الاستثمار في العراق، لكنه نسيَ سؤالاً مُلحاً يفرض نفسه وهو هل تتحقق أمنيات حكومته لجلب كل تلك الاستثمارات في ظل وجود سلاح منفلت واستحضار الفاعل الإيراني المتحكم بالأمور الاقتصادية في العراق؟ وهل ستغض إيران النظر عن ذلك التعاون الاقتصادي وهي التي تعتبر العراق الرئة الاقتصادية لإنعاشها؟ لننتظر ونرى نتائج ذلك عند انتهاء الزيارة وعودة الفريق إلى بغداد.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

السوداني يجدد الدعوة بفتح باب إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني

آخر تحديث: 12 يونيو 2024 - 9:47 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء أمس الثلاثاء، خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في الأردن، ان على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته أمام مشهد الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل”.وذكر بيان لمكتب السوداني، ، أن الأخير “استقبل ، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزّة، الذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية“.وشهد اللقاء “استعراض العلاقات الثنائية ونتائج زيارة السوداني الأخيرة إلى الولايات المتحدة، ومجمل الأوضاع في المنطقة وتداعيات العدوان المستمرّ على غزّة، إذ جدد رئيس الوزراء دعم العراق أيَّ مبادرة تستهدف وقف إطلاق النار، والتعجيل بفتح باب إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني المنكوب في غزّة“.وأشار السوداني إلى “الحاجة لموقف أمريكي واضح من عدوان حكومة نتنياهو، مبيّناً ضعف الموقف الدولي بالعموم إزاء الاستجابة إلى المأساة المستمرة باستمرار العدوان، حيث لا يمكن تجاهل أعداد الضحايا وحجم الدمار الحاصل، مع استمرار التهديدات العدوانية إزاء لبنان، بما ينذر بتوسعة الصراع في المنطقة“.وأوضح رئيس مجلس الوزراء “مخاطر استمرار العدوان في غزّة وما يحمله من تهديد للاستقرار الإقليمي والدولي، وأنه سيكون سبباً في اتخاذ نشاط التطرّف في المنطقة ذريعةً جديدة، كما أنه يتعيّن على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته أمام مشهد الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال، والتي أدّت إلى تهجير 80% من سكّان القطاع، الذين باتوا بلا مأوى أو موارد طبية وإنسانية وخدمية، وفي أسوأ الأوضاع الكارثية التي يمكن تصوّرها“.من جانبه، أعرب بلينكن عن “تقدير الإدارة الأمريكية لخطوات العراق الداعمة للاستقرار الدائم في المنطقة، وتقديم المساعدات التي تخفف من الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزّة، مؤكداً أهمية العمل على وقف إطلاق النار، كما نقل إلى سيادته تثمين الرئيس جو بايدن للدعم الذي يوليه العراق ودوره في جهود السلام الإقليمي والدولي”.

مقالات مشابهة

  • السوداني يجدد الدعوة بفتح باب إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني
  • مسؤول إسرائيلي: حماس رفضت المقترح الذي عرضه بايدن
  • مجلس الأمن يقر مقترح واشنطن بوقف حرب غزة.. هل تلتزم إسرائيل؟
  • نائب رئيس وزراء باكستان: إسرائيل لا تلتزم بالقرارات الدولية وجرائمها مستمرة
  • هكذا ردت مندوبة إسرائيل على قرار مجلس الأمن الذي تبنى اقتراح بايدن بغزة
  • هكذا رد مندوب إسرائيل على قرار مجلس الأمن الذي تبنى اقتراح بايدن بغزة
  • المبادرة الأمريكية حتمية انتخابية أم مبادرة سلم؟
  • السوداني عن ذكرى سقوط الموصل: انتصرنا نيابة عن العالم وداعش لم يعد يشكل خطرًا
  • بايدن وخريطته الملتبسة لإنقاذ “إسرائيل” من نفسها
  • حيث غاب ترامب.. بايدن يكرم قتلى الحرب الأميركيين بزيارة مقبرة