تصدير العقارات واستغلال الفرص الاستثمارية
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
هناك العديد من الأفكار المهمة لدعم الاقتصاد وتعظيم الموارد وزيادة مصادر النقد الأجنبى وتساهم فى جذب الاستثمارات؛ وتحتاج فقط إلى دراسة متأنية وإرادة حقيقية لتنفيذها وإزالة المعوقات التى تواجه تطبيقها، من هذه الأفكار فكرة «تصدير العقارات» التى تعتمد على جذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى السوق العقارى فى شكل استثمارات عقارية متنوعة، وضخ العملات الأجنبية الصعبة داخل الدولة.
«تصدير العقارات» تشير إلى جذب المستثمر الأجنبى نحو الاستثمار فى الأصول العقارية داخل الدولة بالعملة الأجنبية، وذلك نظير امتيازات معينة، منها حق الإقامة أو الحصول على الجنسية له ولأسرته وفق شروط متباينة بين الدول، وبالتالى تصدير العقار هو نوع من الاستثمار العقارى المتاح للأجانب المقيمين فى الدولة وخارجها أو للمصريين بالخارج بالعملة الأجنبية.
لذلك تقدمنا باقتراح فى مجلس الشيوخ موجه إلى الحكومة لتطبيق فكرة تصدير العقارات المصرية بالعملة الصعبة، لجذب الاستثمارات وتوفير النقد الأجنبى، وأرى أن الدولة المصرية مهيأة لتطبيقها حيث إن السوق العقارى المصرى شهد طفرة تنموية كبيرة خلال السنوات الماضية فى ضوء دعم الدولة للتنمية العمرانية، وتنفيذ العديد من المشروعات فى مختلف المحافظات والتوسع فى إنشاء المدن الذكية.
وإذا علمنا أن حجم سوق تصدير العقارات عالميا يصل لـ300 مليار دولار، فيجب أن يكون لمصر نصيب وتستفيد من تصدير العقارات فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تحتاج إلى تضافر الجهود لتعظيم موارد النقد الأجنبى وجذب الاستثمارات، وهناك نماذج ناجحة لدول طبقت فكرة تصدير العقارات، مثل: الإمارات العربية المتحدة وإسبانيا والبرتغال وكولومبيا، ومالطا، وغيرها.
والحكومة المصرية كانت قد بدأت التخطيط لمبادرة هامة تحت عنوان تصدير العقار بالدولار موجه نحو العملاء الأجانب والمصريين المقيمين بالخارج، بأن تتاح لهم فرصة شراء الوحدات السكنية بطرق مختلفة وغير تقليدية، والدولة أولت اهتمامًا خاصًا بتصدير العقارات للأجانب والمصريين الذين يعيشون فى الخارج، وقدمت تيسيرات وحوافز للأجانب للاستثمار فى العقارات، منها الحصول على الجنسية والإقامة، حيث تُعد مصر من الدول التى لديها إمكانيات كبيرة لتصدير العقارات، ولكن تواجه عددا من التحديات أبرزها صعوبة الإجراءات الإدارية، وعدم وجود قوانين واضحة لتنظيم تصدير العقارات، وعدم وجود حملات ترويجية كافية لجذب المستثمرين الأجانب، فضلاً عن أزمة ارتفاع التضخم وضعف التمويل العقارى، ونقص المعلومات وعدم توفر البيانات الكافية عن السوق العقارية المصرية، وصعوبة إجراءات تسجيل العقارات، مما عرقل تطبيق هذه المبادرة.
لذلك الأمر يتطلب إعداد خطة ترويجية لتسويق المنتج العقارى المصرى، وخلق طلب جديد من خلال الوجود على المنصات العقارية العالمية، وهناك ضرورة ملحة لتصدير العقارات المصرية سواء للأجانب أو للمصريين فى الخارج، ويجب إزالة كافة المعوقات التى واجهت مبادرة الحكومة لتصدير العقارات، مما يساهم فى تحقيق النمو الاقتصادى وجذب الاستثمارات، وضرورة وضع استراتيجية متكاملة لتسويق العقار المصرى بالخارج، والتوسع فى تيسير وتبسيط آليات تسجيل العقارات.
وعلى الدولة أيضاً إصدار تعديلات تشريعية معززة بإجراءات تنفيذية لتنمية نشاط التمويل العقارى، ودراسة فكرة إقامة بورصة عقارية فى مصر، وتداول الأوراق المالية المستندة إلى عقار من خلال تلك البورصة، بما يساعد على كفاءة التسعير للوحدات العقارية، ودخول وخروج المستثمر الأجنبى من خلال الاستثمارات العقارية غير المباشرة، وتوفير أراضٍ وعقارات بمختلف المناطق للاستثمار بالعملة الصعبة، على أن يمنح المشترون بالعملات الأجنبية امتيازات فى التمويل العقارى وتسهيل إجراءات التسجيل والإعفاءات الضريبية، بالإضافة إلى دراسة إنشاء هيئة أو شركة متخصصة فى تصدير العقارات تهدف إلى تسويق العقارات المصرية فى الخارج، وتقديم التسهيلات للمستثمرين الأجانب.
نحتاج إلى خطوات سريعة فى الأداء، ويجب إصدار قانون لتنظيم تصدير العقارات يهدف إلى توفير ضمانات للمستثمرين الأجانب، وتسهيل عملية شراء العقارات، وتقديم حوافز لجذب المستثمرين الأجانب مثل الإعفاء من الضرائب، وتوفير الإقامة، والتوسع فى إقامة معارض عقارية خارج مصر، فضلاً عن رفع معايير التطوير العقارى لتلبية متطلبات الأسواق الخارجية، وزيادة القدرة التنافسية للعقارات المصرية، وضمان وجود منتجات عقارية تناسب احتياجات المستثمر الأجنبى، وتيسير إجراءات تسجيل العقار للأجانب بالشهر العقارى، بالإضافة إلى تفعيل منظومة الرقم القومى لكافة العقارات، وتعزيز التعاون بين الحكومة وشركات التطوير العقارى المصرية لإنجاح تجربة تصدير العقار، وتوفير المعلومات اللازمة عن السوق العقارى المصرى من خلال إنشاء منصة إلكترونية عقارية توضح الفرص الاستثمارية المتاحة فى السوق العقارى المصري.
الحقيقة أن هناك العديد من الأفكار والمقترحات التى تساهم فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والسعى الجاد لتنفيذها، نتمنى أن نرى اهتمام وتطبيق سريع من الجهات المعنية وحسن استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة للنهوض ببلدنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حازم الجندى النقد الأجنبي تصدير العقارات الاستثمار العقاري تصدیر العقارات السوق العقارى تصدیر العقار من خلال
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة بنها: نُثمن دور الدولة المصرية في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني
عقد مجلس جامعة بنها اجتماعه برئاسة الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، وبحضور الدكتور السيد فوده نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة جيهان عبد الهادى نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والسادة أعضاء مجلس الجامعة.
وخلال الجلسة أكد الدكتور ناصر الجيزاوي، أن مجلس الجامعة بجميع أعضائه يدعم ويؤيد ويثمن المواقف التاريخية والبطولية والقرارات التي تتخذها الدولة المصرية في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مضيفًا إن الجامعة كانت أعلنت من قبل بشكل واضح وصريح دعم وتأييد ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، من مواقف ترفض بشكل قاطع مخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار الجيزاوى إلى أن الجامعة حريصة على دعم الطلاب من الأشقاء الفلسطينيين الدراسين بالجامعة وفقا لتوجيهات القيادة السياسية وتقديم كافة الخدمات لهم.
من ناحية أخرى قدم الدكتور ناصر الجيزاوي الشكر للدكتور السيد فوده نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور جمال عبد العزيز القائم بعمل عميد كلية الهندسة بشبرا والدكتور السيد الملتقى القائم بعمل عميد كلية الفنون التطبيقية وذلك بمناسبة وصولهم السن القانونية للمعاش، مشيدًا بـمجهوداتهم الواضحة خلال فترة عملهم، متمنيًا لهم كل التوفيق في استكمال مسيرة عملهم أساتذة بكلياتهم.
كما وجه رئيس الجامعة، الشكر إلى القيادات الأكاديمية والإدارية بالجامعة على الأداء المنضبط والجهود المبذولة خلال العام الجامعي 2024م /2025م وحرصهم على الارتقاء بالجامعة مختلف القطاعات، داعيًا إلى مواصلة العمل، وبذل المزيد من الجهود لتحقيق تقدم الجامعة علي المستوى المحلي والدولي.
ووجه الدكتور ناصر الجيزاوي القيادات الأكاديمية بمتابعة خطة التدريب الصيفي والميداني من خلال تنظيم الدورات التدريبية والأنشطة المختلفة، مؤكدًا إن إدارة الجامعة تسخر جميع إمكانياتها ومواردها للارتقاء بأبنائها الطلاب لصقل مهاراتهم المهنية والعملية لخدمة مجتمعهم، ووطنهم.
وأكد " الجيزاوي " علي أهمية متابعة مكاتب التنسيق الإلكتروني بالجامعة بصفة مستمرة، لاستقبال طلاب الثانوية العامة بشعبتيها العلمية والأدبية، لإجراء التنسيق الإلكتروني بمراحله المختلفة للعام الدراسي الجديد لتسجيل رغبات التحاقهم بالكليات مع ضرورة توفير استراحات ومظلات وأماكن مناسبة لانتظار الطلاب وأولياء أمورهم مع التوجيه بتقديم كافة التسهيلات اللازمة والخدمات المطلوبة للطلاب خلال فترة التقدم للتنسيق الإلكتروني بمراحله المختلفة.
وأعلن الدكتور ناصر الجيزاوي أنه في ضوء خطة الجامعة للتحول الرقمي ورفع كفاءة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وافق مجلس الجامعة على تشكيل لجنة فنية للبت في العروض المقدمة لإنشاء مركز بيانات الجامعة (داتا سنتر) بمقره الجديد بمبنى المعامل المركزية ليكون مركزا تبادليًا مع الموجود حاليًا بكلية التجارة وذلك لتأمين قواعد بيانات الجامعة والنسخ الاحتياطية للبيانات و مواكبة النظم الحديثة لمراكز البيانات.