غزة – لليوم الـ198 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال غاراتها على مناطق متفرقة من القطاع، وارتكبت عددا من المجازر راح ضحيتها عشرات الشهداء.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر في القطاع، راح ضحيتها 48 شهيدا و79 مصابا خلال 24 ساعة.

وأكدت ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و97 شهيدا، و76 ألفا و980 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

غارات على غزة والنصيرات ورفح

وقد واصل الجيش الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة، وأظهرت صور حصلت عليها الجزيرة غارة إسرائيلية على حي التفاح في مدينة غزة.

وفي النصيرات وسط القطاع استشهد 7 فلسطينيين وأصيب آخرون بجراح مختلفة، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا يعود لعائلة النويري في منطقة الحساينة، غربي المخيم، وأدى القصف العنيف لتدمير المنزل بالكامل، كما ألحق أضرارا بالمنازل المجاورة.

وفي رفح جنوبا، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 19 شخصا بينهم 14 طفلا في قصف استهدف منزلين بالمدينة.

كما شنت مقاتلات جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة استهدفت منزلا وأرضا زراعية قرب الحدود الفلسطينية المصرية جنوب مدينة رفح، وألحقت الغارة أضرارا مادية كبيرة في المكان المستهدف، إلى جانب خيام كانت تؤوي نازحين في المنطقة.

يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدد بعملية عسكرية في مدينة رفح، التي يتكدس فيها حاليا أكثر من نصف سكان القطاع، ومعظمهم نازحون هربوا من المعارك الدائرة في أنحاء أخرى منه.

مقابر بمجمع ناصر الطبي

ارتفع عدد جثامين الشهداء التي انتشلت من مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة إلى 210.

وقال الدفاع المدني إن الجثامين تعود لفلسطينيين من مختلف الفئات والأعمار، وإن قوات الاحتلال قتلتهم أثناء اقتحامها المجمع ودفنتهم بشكل جماعي داخله، وأكدت قوات الدفاع المدني استمرار عمليات البحث وانتشال باقي الشهداء، حيث ما زال عدد كبير منهم في المجمع، حسب البيان.

وكان المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة قال للجزيرة إنهم يتوقعون وجود جثث 700 شهيد في مقابر جماعية أعدمهم الاحتلال داخل مجمع ناصر الطبي، مشيرا إلى أنهم اكتشفوا حتى الآن مقبرتين جماعيتين في مجمع ناصر الطبي، ويتوقعون وجود المزيد.

وقال إن الاحتلال أعدم العشرات من النازحين والجرحى والمرضى والطواقم الطبية، وإن مصير عشرات ممن كانوا بمجمع ناصر لا يزال مجهولا بعد انسحاب الاحتلال، مطالبا بفتح تحقيق دولي لمعرفة أسباب تبخر وتحلل جثث بعض الشهداء في مجمع ناصر الطبي.

مخيم نور شمس

شيّع آلاف الفلسطينيين في محافظة طولكرم جثامين شهدائهم، الذين سقطوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العملية العسكرية الأخيرة في مخيم نور شمس.

وقد خلّف هجوم جيش الاحتلال على مخيم نور شمس شمالي الضفة الغربية دمارا واسعا في البنية التحتية والمنازل والممتلكات، ليصبح المخيم “غير صالح للعيش”، وفقا لبعض السكان الذين أذهلهم حجم الأضرار.

وانسحبت قوات الاحتلال من المخيم الواقع شرقي مدينة طولكرم، مساء أمس السبت، بعد عملية اقتحام وحصار استمرت قرابة 3 أيام، واستشهد خلالها 14 فلسطينيا، فيما أعلن جيش الاحتلال إصابة 9 من جنوده.

وشل الإضراب العام مدن وقرى الضفة، حدادا على استشهاد عدد من الفلسطينيين في اقتحام قوات الاحتلال لمخيم “نور شمس”، بطولكرم.

وجاء الإضراب بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، التي وصفت ما فعله الاحتلال في مخيم نور شمس بالمجزرة.

وردا على عمليات الاحتلال في مخيم نور شمس، أعلنت “كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، أنها تمكنت من تنفيذ عدد من عمليات إطلاق نار، وحققت إصابات مباشرة.

وأوضحت “كتيبة جنين” أن مقاتليها استهدفوا معسكر سالم العسكري، وحاجز دوتان العسكري، إلى جانب مستوطنات “ميراڤ” و”مافو دوتان” و”شاكيد”.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 50 مواطنا، بينهم جرحى من مخيم نور شمس خلال عدوانه الذي استمر 3 أيام.

وشهد حي المنشية أعنف الاشتباكات التي دمرت مباني بشكل كامل، وأخرى بشكل جزئي، فيما تظهر آثار الرصاص والتفجيرات في كل زاوية.

اقتحامات بالضفة الغربية

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) باستشهاد مواطنة متأثرة بإصابتها برصاص الاحتلال عند حاجز الحمرا العسكري في الأغوار، كما أفادت باستشهاد فلسطينيين اثنين برصاص قوات الاحتلال عند مفترق “بيت عينون”، شمال شرق الخليل.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي بكثافة صوب شابين على مفترق بيت عينون، مما أدى إلى إصابتهما بشكل مباشر، في وقت منعت طواقم الإسعاف من الوصول إليهما.

قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة سعير شمال الخليل، وداهمت منزلي شابين استشهدا صباح اليوم عند مفرق بيت عينون شمال شرق الخليل في الضفة الغربية.

وقد نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من المداهمات والاقتحامات في مدن وبلدات الضفة الغربية.

وأعرب منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عن قلقه البالغ إزاء تزايد العنف في الضفة الغربية.

ودعا وينسلاند إلى تجنب مزيد من التصعيد في الضفة، ووقف الهجمات على الفلسطينيين، والتصدي لعنف المستوطنين.

الجبهة اللبنانية

أعلن حزب الله مهاجمته 5 مواقع إسرائيلية مقابل الحدود الجنوبية للبنان، مشيرا إلى أن مقاتليه قصفوا انتشارا لجنود إسرائيليين جنوب موقع جل العلام، واستهدفوا مبنى يستخدمه الجنود في مستوطنة شوميرا بالأسلحة المناسبة.

وأضاف الحزب أن مقاتليه قصفوا التجهيزات التجسسية في محيط ثكنة دوفيف، وفي موقعي المالكية ومسغاف عام.

من جانب آخر، قالت القناة 12 الإسرائيلية إنه تم رصد إطلاق عدد من القذائف من لبنان، مشيرة إلى سقوطها في مناطق مفتوحة بالجليل الغربي دون وقوع إصابات.

وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارة جوية على منطقة تلال الجبور جنوب لبنان.

وكانت إسرائيل قد شنت قبل ذلك غارة على بلدتي عيتا الشعب والناقورة جنوبي البلاد.

قال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت بالطائرات أهدافا للفصائل اللبنانية، بما في ذلك نقطة مراقبة في العديسة ومنشأتان في الخيام.

القسام تقصف من لبنان

وعلى الجبهة اللبنانية أيضا، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية، قصفها من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية الإسرائيلية في القاطع الغربي من الجليل الأعلى بـ20 صاروخ غراد.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، مقتل ضابط احتياط متأثرا بإصابته الأسبوع الماضي نتيجة قصف حزب الله اللبناني، الذي استهدف بلدة عرب العرامشة الحدودية.

وتسبب استهداف حزب الله، الأربعاء الماضي، مركزا لقوات الاحتلال بعرب العرامشة -المحاذية للحدود اللبنانية، والتي تقع قبالة بلدتي يارين والضهيرة في القطاع الغربي- في إصابة 19 إسرائيليا بجروح معظمهم من العسكريين، قبل الإعلان عن مقتل الضابط اليوم.

وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، يتبادل حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا عند الحدود، أسفر عن قتلى وجرحى من الطرفين، أغلبهم في لبنان.

اجتماع لمجلس الحرب ومصادقة على الخطط

أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن مجلس الحرب سينعقد لأول مرة اليوم منذ 12 يوما، لمناقشة ملف المحتجزين في قطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حركة الفصائل رفضت بشكل قاطع كل عروض الحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وأضاف نتنياهو، في بيان مصور عشية عيد الفصح اليهودي، أن إسرائيل ستوجه ضربات إضافية ومؤلمة، وستزيد في الأيام المقبلة الضغط العسكري والسياسي على حماس، لأن هذا هو السبيل الوحيد لتحرير الرهائن، حسب تعبيره.

وبدوره، قال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن إسرائيل ملتزمة بإيجاد كيان بديل لسلطة حماس في قطاع غزة، وأضاف أن إعادة المخطوفين والقضاء على قدرات حماس سيكونا أيضا جزءا من إستراتيجية التحالف الإقليمي مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، الذي أثبت جدواه ضد إيران.

في الأثناء صدق رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي على خطط مواصلة الحرب.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هليفي أجرى تقييما للوضع في مقر قيادة الجبهة الجنوبية مع قائد القيادة يارون فينكلمان وآخرين، ووافق على خطط استمرار الحرب.

وفي المقابل، قال رئيس المكتب السياسي لحركة الفصائل الفلسطينية إسماعيل هنية في مقابلة تلفزيونية بعد لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن على جيش الاحتلال سحب كامل قواته من غزة، وإن الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية متمسكة بمطالبها، وهي وقف إطلاق النار الدائم على قطاع غزة، والانسحاب الشامل من كل مناطق القطاع، وعودة النازحين بشكل كامل إلى مناطق سُكناهم، والإعمار، وكذلك رفع الحصار، والتوصل إلى صفقة تبادل مشرفة.

عقوبات أميركية على جنود إسرائيليين

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الأحد، إنه سيتصدى لأي عقوبات تُفرض على أي وحدة عسكرية إسرائيلية، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام أن واشنطن تعتزم اتخاذ مثل هذا القرار ضد وحدة بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين.

وذكرت وسائل إعلامية أن واشنطن تخطط لفرض عقوبات على وحدة نتساح يهودا الإسرائيلية، التي تعمل في الضفة الغربية المحتلة، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وقال نتنياهو في بيان “إذ اعتقد أي شخص أن بإمكانه فرض عقوبات على أي وحدة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي فسأتصدى لها بكل قوتي”. وفي تصريح آخر قال إنه “لا يجوز فرض عقوبات على الجيش الإسرائيلي، وهذه هي قمة السخافة والتدني الأخلاقي”.

وبدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن العقوبات الأميركية على كتيبة “نيتساح يهودا” خطأ، ويجب أن نعمل على إلغائها.

أما الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، فقد دعا الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في فرض عقوبات على كتيبة نتسح يهودا، معتبرا، خلال محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن فرض عقوبات على الكتيبة خطأ، وسيضر بشرعية إسرائيل في وقت الحرب، حسب قوله.

واعتبر وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير أن عقوبات واشنطن على نيتسح يهودا هدفه “الضغط علينا لأسباب سياسية”.

كما قال الوزير في مجلس الحرب غادي آيزنكوت إن “فرض عقوبات على كتيبة نيتسح يهودا خاطئ من الأساس، وسنعمل على منع القرار”.

وبالمقابل، قالت رئيسة حزب العمل الإسرائيلي ميراف ميخائيلي إنه “يجب تفكيك كتيبة نيتساح يهودا المعروفة بسلوكها العنيف والفاسد منذ سنوات”.

مساعدات أردنية

قال الجيش الأردني إنه نفذ، اليوم الأحد، 8 إنزالات جوية لمساعدات إنسانية وإغاثية، بمشاركة دول عدة، استهدفت عددا من المواقع في شمال قطاع غزة.

ووفق وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، شاركت في عملية الإنزال طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني و4 طائرات تابعة للولايات المتحدة الأميركية، وطائرة تابعة لمصر، وطائرة لألمانيا، وأخرى تابعة لبريطانيا.

ووفقا للوكالة، ارتفع عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 86 إنزالا جويا أردنيا، و203 إنزالات جوية نفذت بالتعاون مع دول عربية وأجنبية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی مجمع ناصر الطبی فرض عقوبات على الضفة الغربیة قوات الاحتلال جیش الاحتلال مخیم نور شمس مجلس الحرب قطاع غزة حزب الله إن قوات

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: مؤتمر "حل الدولتين" يأتى فى مرحلة مفصلية من الحرب الإسرائيلية على غزة

قال وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي إن تنظيم مؤتمر "حل الدولتين" يأتي في مرحلة مفصلية من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي الحرب التي تجاوزت حدود العقل والمنطق والضمير الإنساني.

وأضاف وزير الخارجية - في كلمة ألقاها خلال مؤتمر "حل الدولتين" بالأمم المتحدة - أن إسرائيل تستهدف الفلسطينيين في قطاع غزة بالحصار والقتل والتشريد والتجويع، في كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاص

وأوضح عبد العاطي أن هذه الكارثة تُرتكب يوميًا بحق أشقائنا الفلسطينيين وهم بالصفوف بانتظار كسرة خبز أو مساعدات إنسانية لا تكفي ولو لجزء بسيط من احتياجاتهم.

وأشار عبد العاطي إلى أن الأطفال الذين يُقتلون كل يوم قد شكّلوا علامة فارقة ودليلًا على عبثية ما كانت تُعرف بقواعد العدالة والإنصاف، في عالم لم يعد يعرف إلا لغة القوة، ويكيل لا بمكيالين فقط بل بمائة مكيال، ويصمت عن الحق صمت الأموات تحت وطأة الخوف أو بدافع المصلحة.

وتابع عبد العاطي أن آلية توزيع المساعدات التي اعتمدتها سلطة الاحتلال الإسرائيلي لإسكات أنين الجوعى في قطاع غزة أصبحت تجسيدًا لعجز العمل الدولي في هذه المرحلة الحالكة من التاريخ البشري.

وأردف عبد العاطي قائلًا إن أهمية اجتماعنا هذا لا تنبع فحسب من ضرورة توثيق المواقف الدولية للتعامل مع الكارثة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وإنما تتجاوزها لأمرين رئيسيين: أولهما العمل الجماعي على حتمية معالجة جذور تلك الأزمة وجوهرها الحقيقي من خلال إحياء حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وترسيخ الأمن الإقليمي، وثانيًا تأكيد أن تكريس هذا الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي يسلب الأرض من أصحابها ويفرض واقعًا ديمغرافيًا جديدًا لن يفضي لشيء سوى المزيد من القتل والتدمير ونشر الكراهية في المنطقة والعالم.

وأضاف عبد العاطي: "لا يسعني في هذه الأجواء القاتمة من القتل والتدمير الذين تموج بهما الأراضي الفلسطينية المحتلة سوى التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق دائم للنار، بما يمهد الحديث عن ترتيبات بعد الحرب والتي يأتي في مقدمتها قيام المجتمع الدولي بدوره الأخلاقي والإنساني في إعادة إعمار القطاع، كما جاء في صلب الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، والتي تعتزم مصر تفعيلها من خلال الدعوة قريبًا إلى مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، فور وقف إطلاق النار في غزة، فضلًا عن أهمية تمكين قدرات السلطة الفلسطينية لكي تتمكن من أداء دورها في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء، باعتبار ذلك نواة تهدئة في بيئتنا الإقليمية المضطربة وتمهيدًا لإطلاق مسار مفاوضات سياسية".

وقال وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي إن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة أثبت حقيقتين، أولاهما أن عمليات تسكين الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال المقترب الأمني واستخدام الحصار أو الاستيطان أو آلة القهر العسكرية قد أثبتت فشلها وعدم قدرتها على توفير الأمن لشعوب المنطقة بما في ذلك الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، والثانية أن انفجار الأوضاع في فلسطين من شأنه أن يؤثر على حالة الاستقرار الإقليمي ككل، وبالتالي تظل القضية الفلسطينية -كما أكدت القاهرة دائمًا والعرب جميعًا وعلى الرغم من إنكار البعض في المجتمع الدولي- هي القضية المركزية في منطقة الشرق الأوسط ولا مجال للهروب من استحقاقاتها الحتمية.

وأكد عبد العاطي أن مصر تُقدّر -وتشاركها هذا التقدير الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية- أنه لا بديل عن تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة، وأبرزها حقه في التحرر من الاحتلال وتجسيد دولته المستقلة والمتصلة جغرافيًا والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك اتساقًا مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية واستنادًا إلى مبدأ "حل الدولتين" في ظل إطار تسوية عادلة وشاملة.

وأشار إلى أن الاعتراف بفلسطين لا يمثل تحركًا رمزيا بل هو خطوة فعَّالة ومهمة لمواجهة الدعوات الإسرائيلية بتصفية القضية الفلسطينية من خلال الضم والتهجير، كما أنه حق من حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف يرتبط مباشرة بحق تقرير المصير.

وتوجه عبد العاطي بالثناء للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، قائلًا: "أتوجه بالثناء للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية والتي تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وأنا أثني بصفة خاصة على القرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين، وأدعو الدول التي لم تعلن بعد اعترافها بدولة فلسطين إلى إعلان اعترافها واتخاذ خطوات حقيقية تجاه حل الدولتين وإنفاذ الشرعية الدولية ودعم عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة".

وأضاف عبد العاطي أنه "في ظل التحديات الجسام التي تمر بها القضية الفلسطينية، أطالبكم بدعم الإجراءات التالية، أولًا: دعم جهود إنهاء العدوان على غزة وإتمام صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى والنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية، ثانيًا: تمكين الأمم المتحدة ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للعمل الفعَّال بقطاع غزة، ثالثًا: دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية وتمكينها من العودة للقطاع لضمان وحدة الأراضي الفلسطينية، رابعًا: دعم جهود تنفيذ الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع وتقديم ما يلزم من إمكانيات لجعل القطاع قابلًا للحياة من جديد والعمل على وقف الانتهاكات الممنهجة للجانب الإسرائيلي في الضفة الغربية بما في ذلك سياسة الضم والتهويد وإنشاء المستوطنات، وخلق أفق سياسي وتدشين مسار تفاوضي من أجل التوصل للسلام العادل والشامل والعمل على تنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة".

وأكد وزير الخارجية أن مصر تشدد على ضرورة التزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الرابع من يونيو 1967 ووقف جميع إجراءاتها الأحادية وعلى رأسها الاستيطان، والتزامها كقوة قائمة بالاحتلال بما ينص عليه القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، مع الأخذ في الاعتبار أن الممارسات الإسرائيلية لخلق حقائق جديدة على الأرض تعتبر بكل ما تحويه الكلمة من معنى تقويضًا لفرص إقامة الدولة الفلسطينية ولحل الدولتين الذي ارتضاه المجتمع الدولي كأساس لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي.

واختتم الوزير كلمته قائلًا: "أود التأكيد على أن التعايش بين شعوب المنطقة والتعاون الإقليمي هو حلم نسعى له جميعًا، وقد أسست له مصر بإبرام معاهدة السلام عام 1979 إلا أن هذا الحلم لم يتحقق طالما استمرت محاولات تكريس منطق وغطرسة القوة وفرض الإرادة في العلاقات بين دول هذه المنطقة من جانب إسرائيل، وكذلك إنهاء حالة الفوضى القانونية والإفلات من العقاب في الشرق الأوسط والتي تبرر لإسرائيل بلا سند أفعالها وجرائمها، وأن ذلك لن يتأتى سوى بالعودة إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي ومعايير الشرعية والعدالة والإنصاف".

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 31 يوليو
  • 3 شهداء من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 21 فلسطينيًا على الأقل من الضفة الغربية
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 30 يوليو
  • وزير الخارجية: مؤتمر "حل الدولتين" يأتى فى مرحلة مفصلية من الحرب الإسرائيلية على غزة
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 29 يوليو
  • فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • أزمة نفسية داخل الجيش الإسرائيلي.. عقوبات صارمة على جنود رفضوا العودة إلى غزة!
  • ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • منذ فجر اليوم.. استشهاد 43 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بقطاع غزة