إطلاق «هيلث كير لندن» بمنتدى مستقبل السياحة الصحية في السعودية
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
دبي: «الخليج»
أكدت شركة هيلث كير لندن، وهي مؤسسة تعاونية تضم كبار مقدمي الرعاية الصحية الخاصة والمستشفيات التعليمية، حضورها رسمياً لمنتدى مستقبل السياحة الصحية في المملكة العربية السعودية لتسليط الضوء على سبب كون لندن الوجهة الطبية المفضلة للمرضى الدوليين الذين يسعون إلى تلبية احتياجات الرعاية المعقدة الخاصة بهم.
سيتم إطلاق برنامج هيلث كير لندن رسميًا في المنتدى في الرياض، وستعرض لأول مرة مع شركائها المتعاونين التي تضم كلاً من: مستشفى تشيلسي وويستمنستر للرعاية الخاصة (وحدة الخدمات الصحية الوطنية)، وكليفلاند كلينك لندن، ومستشفى كرومويل، وإتش سي إيه للرعاية الصحية في المملكة المتحدة، ومستشفى الملك إدوارد السابع، والكلية الإمبراطورية. الرعاية الصحية الخاصة (وحدة الخدمات الصحية الوطنية)، مجموعة مستشفيات فينيكس، عيادة لندن، ومستشفيات جامعة كوليدج لندن للرعاية الصحية الخاصة (وحدة الخدمات الصحية الوطنية)، حيث سيعرضون معًا سبب اعتبار لندن التي تفتخر بمزيج فريد من شركات الرعاية الصحية المشهورة عالميًا، كوجهة سياحية طبية رائدة عالميًا.
وقال ديفيد هير، الرئيس التنفيذي لشبكة مقدمي الرعاية الصحية المستقلة التي تستضيف هيلث كير لندن: «في هيلث كير لندن نريد أن نجعل من السهل قدر الإمكان على المرضى الحصول على العلاج في لندن، حيث تتيح بوابتنا الواحدة للمرضى والمُحيلين استكشاف خيارات العلاج والعثور على المستشفى الأنسب لاحتياجاتهم، ونحن ملتزمون بتوجيه المرضى عبر المشهد الطبي في لندن للوصول إلى أفضل رعاية صحية تقدمها لندن».
وأضاف: «تجمع لندن مجتمعًا متميزًا من المتخصصين في الرعاية الصحية، بقيادة أفضل المواهب الطبية في العالم الملتزمين بتقديم علاجات وخدمات طبية لا مثيل لها للمرضى من المملكة العربية السعودية بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نطاق أوسع».
تعد لندن موطنًا لبعض أفضل خدمات الرعاية الصحية المتاحة في أي مكان في العالم، وعلى مدى سنوات عديدة كانت رائدة في العديد من الاكتشافات الطبية الرائدة بما في ذلك الجراحة الحديثة.
وأضاف ديفيد: «لقد اتحد العديد من مقدمي الرعاية الصحية الرائدين في القطاع الخاص، بما في ذلك المستشفيات التعليمية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البارزة والتي تضم وحدات خاصة للمرضى، تحت شعار»الرعاية الصحية في لندن«لتسهيل الوصول إلى العلاج عالي الجودة الذي توفره لندن».
وأردف: «تلتزم شركة هيلث كير لندن بتسهيل وصول الأفراد الذين يبحثون عن أفضل رعاية وأكثرها أمانًا إلى احتياجات الرعاية الصحية المعقدة الخاصة بهم وتطويرها داخل مراكز التميز في لندن، حيث يستفيدون من خدمات رعاية متعددة التخصصات وقائمة على القيمة».
ويلتزم شركاء هيلث كير لندن بمشاركة الخبرات مع الأطباء السعوديين من خلال برامج التدريب، سواء داخل الدولة أو عن بعد، بالإضافة إلى تبادل الموظفين في لندن، حيث تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الممارسات الطبية ومعايير رعاية المرضى، بما يعود بالنفع على الرعاية الصحية محلياً وعالمياً.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات السعودية الخدمات الصحیة الوطنیة الرعایة الصحیة الصحیة فی فی لندن
إقرأ أيضاً:
لماذا يُعاد تشكيل مستقبل الثروات الخاصة في الخليج؟
محمد بن محفوظ العارضي
لطالما وصف رأس المال بالحذر وتجنّب المخاطر، لكن في هذا العصر المليء بالتحولات، بدأ جيل جديد من المستثمرين يتخلّى عن هذا التصوّر السائد ولا يخشى كسر التقاليد، باحثًا عن فرص غير مألوفة ومجالات استثمارية تواكب ملامح الاقتصاد الجديد.
تعيش البيئة الاقتصادية العالمية اليوم مرحلة تحولات كبرى تترافق مع ظهور تقنيات جديدة، وتغيّر في نظرة الأفراد لما يُعد "قيمة حقيقية". وهذا التحول يعيد صياغة تطلعات أصحاب الثروات -لا سيما الشباب منهم- فيما يتعلق بتنويع محافظهم الاستثمارية وفي اختيار من يدير ثرواتهم. وبينما تحاول الأسواق المتقدمة التكيّف مع هذا الواقع الجديد، تبرز مناطق النمو السريع مثل منطقة الخليج كوجهات واعدة قادرة على اجتذاب موجة جديدة من رؤوس الأموال.
وقد بدأت هذه الموجة فعلًا تصل إلى شواطئنا، إذ أصبحت مدينتا أبوظبي ودبي من أكثر المدن جذبًا لأصحاب الثروات حول العالم. ووفقًا لتقرير "هينلي آند بارتنرز" الصادر هذا العام، تضم دبي اليوم أكثر من 81 ألف مليونير، و237 شخصًا يمتلكون أكثر من 100 مليون دولار، و20 مليارديرا. أما تقرير "جوليوس باير" العالمي للثروات وأنماط الحياة لعام 2025م فقد أشار إلى أن دبي باتت منافسًا جادًا للمدن العالمية التقليدية للثروة في ظل ارتفاع أسعار العقارات.
إذن ما الذي يجعل دول الخليج اليوم محط أنظار أصحاب الثروات؟
هناك أسباب عديدة تفسّر تنامي جاذبية دول مجلس التعاون الخليجي لأصحاب الثروات الكبرى. نعم لا تزال المزايا المعهودة المعروفة، مثل انخفاض الضرائب ومستوى الأمان العالي تشكّل عناصر جذب قوية، ولكن ثمة دافع غير ظاهر بدأ يبرز بقوة ويرفع من مكانة شركات إدارة الثروات في الخليج، وهو يرتبط بشيء لا يُشترى بالمال ولا يرتبط بالحوافز المالية ولكن بنمط التفكير: هناك توق دائم إلى كل ما هو جديد.
هذه العقلية هي ما يمنح الخليج تميّزه اليوم، فنحن شعوب لا ترضى بالبقاء عند حدود الواقع القائم، فمنطقتنا تُعرف بتاريخها الحديث في تبنّي التقنيات، وبمجتمعاتها الشابة التي تتقن التكنولوجيا وتحتضن التحولات بروح منفتحة.
ليس مستغربًا إذن أن يكون أصحاب الثروات في الشرق الأوسط أكثر استعدادًا من نظرائهم عالميًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة ثرواتهم، ليس فقط في المهام التحليلية ومعالجة البيانات، بل أيضًا في اتخاذ قرارات الاستثمار.
ووفقًا لتقرير "إي واي" العالمي للثروات لعام 2025م، يدرك 89% من العملاء في المنطقة أن مديري ثرواتهم قد يستخدمون الذكاء الاصطناعي، وهي أعلى نسبة مقارنةً ببقية المناطق. بل أن 71% منهم يتوقعون أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة ثرواتهم مقارنة بـ 60% على المستوى العالمي.
هذا المستوى من الجاهزية لدى العملاء يعود جزئيًا إلى مجتمعات تستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل بشكل واسع في حياتها اليومية وأعمالها. ومن اللافت بحسب تقرير الثروات العالمي أن الثقة في الذكاء الاصطناعي ترتفع غالبًا في الأسواق سريعة النمو. وبالطبع تظل هذه الثقة مرهونة بكيفية استخدام البيانات وحمايتها. لذا كانت دول الخليج في طليعة من وضع الأطر الأخلاقية لحوكمة البيانات وتمكين المؤسسات المالية من تبنّي الذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، قام مركز دبي المالي العالمي (DIFC) في سبتمبر 2023م -بعد فترة وجيزة من الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي التوليدي- بمراجعة لوائح حماية البيانات، حيث نصّ البند العاشر على وجه التحديد تنظيم عمل الأنظمة الذاتية. ومن خلال هذه المراجعة، عززت الحكومة الثقة باستخدام الذكاء الاصطناعي مبكرًا لدى كل من مديري الثروات والعملاء.
ويُظهر مؤشر نضج الذكاء الاصطناعي الصادر عن "مجموعة بوستن الاستشارية"، أن الإمارات والسعودية تصنفان اليوم ضمن فئة "المنافسين في مجال الذكاء الاصطناعي"، وهو ما يعكس جاهزية متقدمة لتبنّي هذه التقنية على مستوى استراتيجي. في حين تم تصنيف عُمان والبحرين والكويت وقطر ضمن فئة "الممارسين للذكاء الاصطناعي" في إشارة إلى تحقيقهم تقدمًا ملحوظًا في بناء الأسس الضرورية لتحقيق الجاهزية لتبنّي الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع في المستقبل.
بالإضافة إلى ثقتهم المتزايدة في الاستثمارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يُبدي أصحاب الثروات في الشرق الأوسط انفتاحًا أكبر على فئة الاستثمارات البديلة. فبحسب الأرقام، يستخدم 68% من العملاء في المنطقة منتجات استثمارية بديلة، مقارنة بـ 51% فقط على المستوى العالمي.
وبينما تظل العقارات والأسهم الخاصة والبنية التحتية خيارات جذابة تجتذب رؤوس الأموال الخاصة في الخليج، أصبحت العملات الرقمية قطاعًا نشطًا بحد ذاته مع تزايد اهتمام الجيل الشاب من المستثمرين بالأصول الرقمية. ففي الوقت الذي تجعل فيه التعقيدات التنظيمية العملات الرقمية خيارًا معقدًا على مستوى العالم، تقدم الحكومات في دول الخليج موقفًا واضحًا لا لبس فيه بشأن الأصول الرقمية. ففي شهر مارس، استثمرت شركة MGX ومقرها أبوظبي مبلغ 2 مليار دولار في أكبر بورصة عملات رقمية بالعالم "بينانس" (Binance)، في خطوة تعكس مستوى الدعم الحكومي للتمويل الرقمي. وفي وقت سابق وتحديدًا في عام 2022م أطلقت دبي أول جهة تنظيمية في العالم مخصصة حصريًا للأصول الافتراضية، وهي "هيئة تنظيم الأصول الافتراضية" VARA)).
ولا تمثل العملات الرقمية سوى فئة واحدة من بين فئات الأصول الناشئة في منطقة تظهر فيها الفرص الاستثمارية بوتيرة أسرع من أي مكان آخر. فوتيرة التحول الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي وحجمه يخلقان فرصًا غير مسبوقة لأصحاب الثروات، مع تشكّل صناعات جديدة بالكامل مدعومة من بعض أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. فعلى سبيل المثال تمضي عُمان بخطى واثقة في ترسيخ موقعها كمركز لوجستي إقليمي من خلال استثمارات كبرى في البنية التحتية للموانئ. حيث تُقدّر قيمة القطاع اليوم بنحو 6 مليارات دولار، مع طموح للوصول إلى 93 مليار دولار بحلول عام 2040م.
وتلك ليست إلا واحدة من الفرص الاستثمارية الدفاعية التي تنمو بهدوء في المنطقة، تزامنًا مع التوجهات الحكومية لتمكين قطاعات الطاقة المتجددة، والتعليم، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا.
يُعد الجمع بين هذه القطاعات المزدهرة والاقتصادات سريعة النمو وصفة قوية لجذب الاستثمارات. لكن حين يتعلق الأمر بالثروات الخاصة، فإن دول الخليج تملك ما لا تمتلكه سوى قلة من مناطق العالم، بيئات تنظيمية مرنة ذات رؤية استباقية، وقاعدة مستثمرين لا تخشى التغيير.
وهنا لا يُنظر إلى رأس المال على أنه حذر، ولكن على أنه مغامر ذكي لا يخلو من الجرأة ولا يغيب عنه الحس الريادي ويلتقط الفرص قبل أن تراها العيون التقليدية. وهذه هي الروح التي سيُعاد من خلالها تشكيل مستقبل الثروات الخاصة.