فيتنام تحتفل بذكرى نصرها المجيد واستعادتها للسلام فى الهند الصينية
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
تحتفل فيتنام كل عام بذكري انتصار “ديان بيان فو” التاريخى، الذي حققه الجيش والشعب، فى 7 مايو 1954، الذى أدى إلى توقيع اتفاقية جنيف التى أنهت الحرب واستعادة السلام فى الهند الصينية، مما مهد الطريق لإعادة توحيد فيتنام عام 1975.
فبعد 56 يومًا وليلة من القتال العنيف، دمر الجيش الفيتنامى معقل ديان بيان فو، قتل وأسر 16200 من قوات العدو، وأسقط 62 طائرة، واستولى على جميع الإمدادات العسكرية للقوات الاستعمارية الفرنسية.
يتردد صدى هذا النصر التاريخى بشكل واضح هذه الأيام، حيث تحتفل الأمة بمرور 70 عامًا على القتال البطولى الذى ساهمت فيه الوطنية والتعطش للاستقلال والقيادة العظيمة للرئيس هو تشى مينه والجنرال فو نجوين جياب، إلى جانب الدعم الدولى الكبير.
لم يؤثر انتصار ديان بيان فو على تاريخ فيتنام فحسب، بل غيّر الوضع العالمى، مما مهد الطريق لحركات الاستقلال الوطنى فى البلدان المستعمرة والتابعة.
وبعد 9 سنوات من المقاومة الشاقة، حقق الشعب الفيتنامى عام 1954 انتصار ديان بيان فو، منهيًا، بذلك المقاومة ضد المستعمرين الفرنسيين.
وكانت هذه هى المرة الأولى فى تاريخ العالم التى يهزم فيها جيش "استعمارى" جيشا أوروبيا محترفا.
إن هذا النصر ليس ذا أهمية كبيرة للشعب الفيتنامى فحسب، بل يمثل أيضًا تشجيعًا قويًا لشعوب البلدان المستعمرة الأخرى فى العالم فى رحلتها ضد الحرب العدوانية، سعيًا إلى الاستقلال.
ومع "الإلهام" المسمى فيتنام، وقفت الشعوب المستعمرة فى العديد من الأماكن للإطاحة بالاستعمار واستعادة السيطرة على البلاد، خاصة فى البلدان التى استعمرها الفرنسيين.
بعد معركة ديان بيان فو، عاد الجنود الأفارقة إلى ديارهم حاملين دروسًا من حرب فيتنام وأصبح الكثير منهم جنودًا قادوا حركات التحرر الوطنى فى أوطانهم.
فى عام 1960 وحده، نالت 17 دولة استقلالها، ومن هنا جاء "عام إفريقيا".
كما أن لانتصار ديان بيان فو أهمية تاريخية دولية وفتح حقبة جديدة ومرحلة جديدة فى النضال البطولى للشعوب المستعمرة لتحرير نفسها من نير الإمبريالية البريطانية والفرنسية والبلجيكية والأمريكية.
إن روح ديان بيان فو اليوم هى بمثابة تسليط الضوء على ملايين الأشخاص المضطهدين فى جميع أنحاء العالم، والولاء لتلك الروح المجيدة هو الضمان الوحيد للنصر فى العمل الثورى ضد هيمنة القومية فى آسيا وإفريقيا والأمريكتين.
سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ساهم النصر التاريخى والطريق إلى الاستقلال والحرية للشعب الفيتنامى فى فتح مستقبل مشرق لحركة التحرير لجميع الشعوب فى جميع أنحاء العالم.
سجل هذا النصر فى تاريخ العالم إنجازا بارزا حطم معقل النظام الاستعمارى وشجع النضال من أجل استقلال وحرية الدول المستعمرة فى العالم.
أصبح النصر رمزا للبطولة الثورية وحكمة البلاد وهمتها وإرادتها التى لا تقهر من أجل الاستقلال الوطنى والحرية.
أدى هذا النصر مباشرة إلى التوقيع على اتفاقية جنيف بشأن إنهاء الحرب واستعادة السلام فى الهند الصينية، وخلق الأساس والظروف للشعب الفيتنامى للتقدم نحو النصر فى المقاومة.
الحرب ضد الولايات المتحدة لإنقاذ البلاد وتحرير الجنوب وتوحيد البلاد عام 1975.
شجع الانتصار الكبير على القوة الاستعمارية العملاقة، الشعب الفيتنامى على المضى قدمًا وكسب المقاومة التالية ضد الإمبرياليين الأمريكيين ونظامهم العميل فى جنوب فيتنام لإعادة توحيد الأمة عام 1975، فضلًا عن حربى الحدود مع جيرانها خلال عام 1979-1982.
واليوم، تسعى البلاد وشعبها إلى السير على طريق الازدهار، حيث حققت عملية الإصلاح فى فيتنام على مدى السنوات الأربعين الماضية إنجازات عظيمة ذات أهمية تاريخية.
من بلد فقير ومتخلف، يتوسع حجم اقتصاد فيتنام اليوم باستمرار، حيث بلغ الناتج المحلى الإجمالي العام الماضى 430 مليار دولار أمريكى.
من حيث الحجم، يحتل اقتصاد فيتنام المرتبة الخامسة فى رابطة أمم جنوب شرق آسيا والمرتبة 35 بين أكبر 40 اقتصادًا فى العالم.
أصبحت فيتنام الشريك التجارى رقم 22 على مستوى العالم، حيث تركت فيتنام مجموعة البلدان منخفضة الدخل منذ عام 2008 وستصبح دولة ذات دخل متوسط مرتفع بحلول عام 2030 (حوالى 7500 دولار أمريكى).
تعتبر فيتنام إحدى الدول الرائدة فى تحقيق أهداف الألفية للأمم المتحدة، وفيما يتعلق بالشؤون الخارجية، قامت فيتنام من دولة تحت الحصار والحظر، بتوسيع وتعميق علاقاتها الدبلوماسية مع 193 دولة.
وأنشأت الآن شراكات استراتيجية شاملة أو شراكات استراتيجية مع جميع الأعضاء الخمسة الدائمين فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ووسعت العلاقات الاقتصادية والتجارية مع 230 دولة وإقليما.
وهذا يدل على أن مكانة فيتنام وسمعتها على الساحة الدولية عالية للغاية، ويبين أيضًا أن "فيتنام صديق وشريك يعتمد عليه وعضوا نشطا ومسؤولا فى المجتمع الدولى".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الوطن استقلال وطني مستوى الحرب الصين الجيش فرنسي فيتنام الهند هذا النصر
إقرأ أيضاً:
مفاوضات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا.. أمل جديد للسلام وسط تحديات معقدة
التقى اليوم الجمعة وفدا روسيا وأوكرانيا في جلسة تفاوضية مغلقة استمرت حوالي ساعتين في إسطنبول، بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في أول لقاء مباشر بين الطرفين منذ مارس 2022.
ورحب فيدان، في مستهل الاجتماع بهذه الخطوة، مؤكداً أن استعداد الطرفين للتفاوض يفتح “نافذة جديدة من الفرص” نحو تحقيق السلام، محذراً من خيارين متاحين أمامهما: إما طريق السلام أو المزيد من الدمار، وبدورهم يحددون المسار الذي سيختارونه.
وشدد فيدان، على أهمية استغلال هذه الفرصة لأن كل يوم تأخير يعني مزيداً من الخراب، مؤكداً أن وقف إطلاق النار أصبح ضرورة ملحة، وأن هذا الاجتماع سيحدد الخطوات المقبلة ويضع مصير اللقاء المقبل بين زعيمي البلدين.
ويقود الوفد الروسي في المفاوضات فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي، الذي أكد أن مهمة الوفد تتمثل في “إرساء سلام دائم ومعالجة جذور النزاع” مع استعدادهم للنقاش حول حلول وسط.
في المقابل، يرأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عميروف، الذي أكد على شروط كييف الأساسية، والتي تتضمن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً وتبادل الأسرى بصيغة “الكل مقابل الكل”، مع تقارير تفيد بأن الجانب الأوكراني يركز في هذه الجولة فقط على مسألة وقف إطلاق النار.
وقبل بدء المحادثات، التقى ميدينسكي مدير مكتب تخطيط السياسات بالخارجية الأمريكية مايكل أنطون، الذي جاء ضمن الوفد الأمريكي برئاسة وزير الخارجية ماركو روبيو، والذي عقد بدوره اجتماعات مع مستشاري الأمن القومي لدول “الثلاثي الأوروبي” (بريطانيا، ألمانيا، فرنسا) لمناقشة ملفي أوكرانيا وإيران، كما شهدت إسطنبول أيضاً محادثات ثلاثية بين ممثلي الولايات المتحدة وتركيا وأوكرانيا، بمشاركة رئيس مكتب زيلينسكي أندريه يرماك ووزير الخارجية أندريه سيبيغا.
أردوغان: مفاوضات إسطنبول فرصة حاسمة لتحقيق سلام دائم
خلال كلمته في قمة المجموعة السياسية الأوروبية السادسة في تيرانا، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مفاوضات إسطنبول تشكل “نافذة مهمة” لوقف نزيف الدم، معتبراً أن الحرب والخلافات أظهرت ضعف التفرق وقوة الوحدة.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا تلعب دوراً فعالاً في كل المبادرات الرامية لإنهاء الحرب وإحلال سلام عادل دون فرض شروط على أي من الطرفين.
كما لفت إلى لقائه المنفصل مع كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني السابق فلاديمير زيلينسكي، إضافة إلى اتصالاته مع قادة فرنسا وإيطاليا، مؤكداً استمرار المفاوضات التي بدأت في مارس، ومدعياً: “هذه فرصة لا يجب أن تُضيع، وهذه المرحلة مهمة لفتح قنوات الحوار، ويمكن تحقيق السلام العادل، ولا يوجد خاسر في ذلك. تركيا تتحمل مسؤوليتها في هذا المسعى.”
ترامب يعلن احتمالية اتصال هاتفي مع بوتين
على صعيد متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال عودته إلى الولايات المتحدة من الإمارات أنه قد يجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. جاء ذلك ردًا على سؤال صحفي على متن الطائرة الرئاسية، حيث أكد ترامب: “نعم، يمكنني ذلك. أنا قادر على القيام بذلك.”
وكان ترامب أشار خلال زيارته للإمارات إلى نيته ترتيب اتصال مع بوتين في أقرب وقت، فيما قال البيت الأبيض إنه يتوقع أن تجري المباحثات “قريباً جداً”.
وكان آخر اتصال هاتفي بين بوتين وترامب قد جرى في 18 مارس، واستمر لنحو ساعتين ونصف، ناقشا خلالها سبل إنهاء النزاع الأوكراني، مع تعبير الطرفين عن تفاؤلهما، إلا أنهما اتفقا على أن حل القضايا العالقة يتطلب تواصلًا مباشرًا على أعلى المستويات.