شاهد.. لحظة مواراة جثمان الشيخ الزنداني الثرى ووضعه داخل القبر بمقبرة الصحابي ”أبو أيوب الأنصاري”
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
شاهد.. لحظة مواراة جثمان الشيخ الزنداني الثرى ووضعه داخل القبر بمقبرة الصحابي ”أبو أيوب الأنصاري”.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
بعضًا من كل!
عائض الأحمد
في كل علاقة هناك لحظة حاسمة، لحظة لا ينفع معها التجمُّل أو التجميد. لحظة تُوضَع فيها القلوب على الطاولة، ويُكشَف الغطاء عن النوايا. تلك اللحظة التي نقف فيها، لا لنساوم، بل لنُعلِن: إما أن تأتي بكُلِّك، بكامل حضورك، بقلبك، بصوتك، بهمِّك ودفئك، أو خُذْ بعضك الذي بقي ولا تتركه لي كعبء على روحي.
إنها صرخة تعب، ونَفَس أخير من صبرٍ استُهلك، من توقٍ انتُهِك، من انتظارٍ طال لأحدٍ لا يعرف إن كان يريد أن يكون أو لا يكون، أم لا يزال مترددًا على العتبات، يرفع يده ويخفضها خوفًا من طرق باب قد تُسقِط غروره وتكسر حواجزه المهترئة.
نحن لا نطلب الكمال، ولا نُطالِب بالعطاء المُفرِط، لكننا نريد حضورًا حقيقيًّا، لا أشباحًا تمرّ من الذاكرة وتغيب. نريد من يُحب أن يختارنا بصدق، لا أن يُبقينا كخيارٍ مؤجَّل، أو راحة مؤقتة. الحب لا يحتمل أنصاف القلوب، ولا يحتمل أنصاف الحلول.
العقاب لم يَعُد "ثمرة" فاسدة لخطأ عفا عليه الزمن وأنت تستحضره في كل حين وقتما تشاء.
بعضهم يمنحك كلمة، ثم يغيب أسبوعًا. يُرسل وردة، ويصمت شهورًا. يقترب إذا اشتاق، ويبتعد إذا اكتفى. يُشعلك كلما برد، ويُطفئك متى اكتفى بنوره. أولئك لا يستحقون أن نمضي معهم خطوة إضافية. فإما أن يأتوا بكُلِّهم، أو ليأخذوا ما تبقّى منهم معهم، ومأسوفًا على قلبٍ ابتغى ما لم يُكتَب له.
وإن كانت المحبة صدقًا، فلتكن طريقًا باتجاهٍ واحد، لا مفترقًا كلما مرّت الأيام. نحن لا نطلب أن يُكسَر العالم لأجلنا، بل أن نُرَى فيه. أن يُحترم وجودنا، أن يُحفَظ وقتنا، أن يُقدَّر شعورنا. فإن لم يكن ذلك؛ فالغياب أرحم من حضورٍ بلا روح.
فلتكن هذه شهادةً لكل من تعب من "لك اليوم، وغدًا سنرى"، ومن العلاقات المُعلَّقة بين "ربما" و"لاحقًا". لا تتركوا قلوبكم في أماكن لم تُفتَح لكم بكاملها. قولوا بثقة: إما تجي كلك، أو خُذ بعضك.
لها:
لو كان الوقت يُهدى، لأهديتك دهرًا من عمري.
شيء من ذاته:
بعض الغياب أصدق من حضورٍ متردد، تعيس يعشق الأنا.
نقد:
لا أحد يستحق أن تنتظر اكتماله... من لا يأتي بكُلِّه، لا يأتي أصلًا.